الرئيسية / أخبار لبنان /النهار: معركة الجرد الأخير داعش محاصر بالنار

جريدة صيدونيانيوز.نت / النهار: معركة الجرد الأخير داعش محاصر بالنار

النهار: معركة الجرد الأخير داعش محاصر بالنار

 

"النهار" :

اذا كان تبديل وجهة المناقصات في ملف البواخر المنتجة للكهرباء عاد ليحتل واجهة الاولويات في جلسة مجلس الوزراء أمس، فإن ذلك لم يحرف الاهتمامات بالعد العكسي للمواجهة الحاسمة النهائية التي سيخوضها الجيش ابتداء من "أي لحظة" لاتمام عملية "فجر الجرود" وتحرير جرود رأس بعلبك والقاع في المربع الأخير من العملية. وبدا من المعطيات الميدانية بعد ظهر أمس وفي ساعات المساء أن أي تطور لم يطرأ من شأنه ان يؤخر المعركة الحاسمة الى وقت طويل أو يرجئ انطلاقتها أقله وفق الاجراءات الميدانية التي ينفذها الجيش والتي أوحت بأن "تحمية" الارض للمعركة الحاسمة قد بدأت تدريجاً بدليل كثافة عمليات القصف المدفعي والصاروخي الذي وجهه الجيش بعد الظهر الى مواقع انتشار "داعش" في وادي مرطبيا والذي يبدو انه كان شديد الفتك بصفوف التنظيم. وهو الأمر الذي زاد الغموض في شأن معلومات عن فتح مفاوضات بين "داعش" والنظام السوري و"حزب الله" في شأن انسحاب التنظيم من الحدود السورية مع لبنان.

وكانت وكالة "رويترز" نقلت في هذا الصدد عن مسؤول من تحالف عسكري موال للرئيس السوري بشار الأسد أمس الخميس إن تنظيم "الدولة الإسلامية" طلب من الجيش السوري وحليفه "حزب الله" السماح له بالانسحاب من الحدود السورية مع لبنان إلى محافظة دير الزور بشرق سوريا.

وقال المسؤول إن التنظيم طلب التفاوض والانسحاب وإن الجانب السوري و"حزب الله" وافقا على ذلك.

أما في المقلب اللبناني من المواجهة مع "داعش"، فصعد الجيش قصفه لما تبقى من مراكز التنظيم في منطقة وادي مرطبيا ومحيطها بالمدفعية الثقيلة والطائرات. وأكد بيان للجيش انه أوقع اصابات مباشرة في مراكز الارهابيين وآلياتهم وتجمعاتهم مما أسفر عن تدمير الأماكن المستهدفة وسقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوفهم. كما أفاد لاحقاً عن استهداف سيارتين رباعيتي الدفع للتنظيم في منطقة وادي مرطبيا كانتا محملتين بكمية كبيرة من المتفجرات والذخائر وحقق فيهما اصابات مباشرة. وتحدثت معلومات ليلاً عن خسائر جسيمة وسقوط عشرات الاصابات بين قتلى وجرحى في صفوف "داعش" جراء قصف الجيش لمراكزه.

وعلى رغم انحسار العمليات في اليومين الخامس والسادس من المعركة، تركز معظم العمل التحضيري للجولة الحاسمة الأخيرة على وحدات فوج الهندسة المستمرة في تنظيف المناطق الصخرية الصعبة من الألغام والعبوات المفخخة والتشريكات المعقدة. وعملت وحدات الهندسة على شق طرق جديدة للوصول الى الوادي الذي يقع مباشرة تحت "راس الكف"، حيث يضيّق الخناق أكثر على عناصر "داعش".

وعملت الوحدات الهجومية على نقل مدافعها الثقيلة وراجمات الصواريخ والأعتدة الى مواقعها الجديدة الحدودية مع مرطبيا، لمعاودة العمليات العسكرية، مع رفض حاسم لوقف العمليات العسكرية والتفاوض مع "داعش".

وفي سياق المواقف الدولية الداعمة للجيش شدد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على وقوف بلاده الى جانب لبنان وقواته المسلحة. وقال ماكرون في برقية وجهها أمس الى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط: "في ظل الأزمات الإقليمية، ستواصل فرنسا الوقوف إلى جانب لبنان دعماً لسيادته ووحدته وإستقراره"، مؤكداً "القيام بكل الجهد الضروري لدعم القوات المسلحة اللبنانية في معركتها ضد الإرهاب"، كما أكد سعيه لتحريك "المجتمع الدولي لتنمية وإزدهار لبنان، في الوقت الذي يقدم اللبنانيون الدليل على تضامنهم المثالي في قضية النازحين السوريين وهم يستحقون الدعم اللازم لذلك".

نصرالله

في غضون ذلك، اعتبر الامين العام لـ"حزب الله " السيد حسن نصرالله في كلمة لهمساء أمس ان "ما تحقق على الجبهتين اللبنانية والسورية كان كبيراً ومهماً جداً، وانه لا يمكن تفكيك معركة الجرود اللبنانية السورية".

وقال: "الجيش اللبناني قام بعمل دقيق ويجب الاعتراف بتضحيات المقاومين وان 20 في المئة من الاراضي اللبنانية الموصلة الى معبر الزمراني حررتها المقاومة اللبنانية من داعش". وأعلن ان "تفاوضا (يجري) في الاراضي السورية بناء على طلب قيادة المسلحين وان الطرف المعني بهذه التسوية هي دمشق التي وافقت على التفاوض ولن يكون هناك وقف اطلاق نار قبل التوصل الى التسوية". وفي ما بدا اشتراطاً على الحكومة اللبنانية لكي تتفاوض مباشرة مع دمشق، أوضح نصرالله: "ان هدف التفاوض هو تحقيق الاهداف وهي ان لا يبقى "داعش" في الاراضي اللبنانية او السورية وان أي تفاوض يجب ان يكون لكشف مصير العسكريين المخطوفين وعودتهم وان التفاوض في الجانب السوري لا يعني تجاوز هدف كشف مصير العسكريين المخطوفين، وان الطلب السوري ينتظر الطلب اللبناني الرسمي العلني وليس تحت الطاولة وعلى الحكومة اللبنانية ان تطلب". وأضاف ان "ما تحقق هو نتيجة المعادلة الذهبية الجيش والشعب والمقاومة ومعها الجيش السوري"، داعياً الى "التعاطي مع الانتصار القريب على انه التحرير الثاني بعد 25 أيار 2000 الذي كان التحرير الاول".

بيت الدين

ومع ان عملية "فجر الجرود" استأثرت بجانب أساسي من كلمتي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الوزراء سعد الحريري في مستهل جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت أمس في قصر بيت الدين للمرة الاولى منذ انتخاب الرئيس عون، فإن الملف الكهربائي كان المادة الرئيسية التي شغلت المجلس انطلاقاً من دفتر الشروط الجديد للبواخر الكهربائية الذي عرضه وزير الطاقة سيزار أبو خليل. وسجل وزراء "القوات اللبنانية" وحركة "أمل" و"حزب الله" وتيار "المردة" ملاحظات عدة على بنود الدفتر الخاصة بالمناقصات الجديدة، فتقرر ادخال تعديلات على هذا الدفتر تنسجم مع الملاحظات التي أبديت. وأكدت مصادر وزارية ان "معظم الاحزاب ومنها "حزب الله" تبنت الملاحظات التي كان وضعها سابقاً وزراء القوات، مما يعني العودة الى ادارة المناقصات وتطبيق قانون المحاسبة العمومية".

وأضافت المصادر انه "من الامور الاساسية التي تم الاتفاق عليها، عدم حصر نوع الفيول بمادة الفيول أويل والسماح باعتماد أنواع أخرى منها الغاز مما يفتح الباب امام المنافسة". وقد "تم اسقاط شرط ان يستأجر العارض أرضاً وبامكانه العمل في الاراضي التابعة لوزارة الطاقة وشركة كهرباء لبنان في الزهراني ودير عمار". وأشارت المصادر الى انه "اذا اعترضت ادارة المناقصات على شيء في المناقصة ونشب نزاع مع الوزارة، يعود الامر الى مجلس الوزراء لبته".

2017-08-25