الرئيسية / أخبار لبنان /المستقبل :لبنان يبكي... الضربة القاضية حُدّدت في السابعة صباحا ً ففاوض الإرهابيون على مكان جثث العسكريين للانسحاب

جريدة صيدونيانيوز.نت / المستقبل :لبنان يبكي... الضربة القاضية حُدّدت في السابعة صباحا ً ففاوض الإرهابيون على مكان جثث العسكريين للانسحاب

المستقبل :لبنان يبكي... الضربة القاضية حُدّدت في السابعة صباحا ً ففاوض الإرهابيون على مكان جثث العسكريين للانسحاب

 

المستقبل

فُجع اللبنانيون أمس بنبأ اكتشاف "جثث" العسكريين الأسرى رغم انتظار فحوص الحمض النووي، وشاطروا أهالي العسكريين دموعهم التي لم تنقطع على امتداد ثلاث سنوات ونيّف، وقد تحولّوا أسرى للقلق على مصير أبنائهم. ولف الحزن لبنان من أقصاه إلى أقصاه، متزامناً مع تحقيق الجيش اللبناني أهداف معركة "فجر الجرود" التي انطلقت من أجل تحرير الجرود من إرهابيي "داعش" وجلاء مصير العسكريين.

هذا التعاطف الواسع الذي عكس تضامناً وطنياً كبيراً مع الجيش ومع تضحياته وآخرها خوض معركة "فجر الجرود" منفرداً وببسالة، جاء بعد قرار الجيش توجيه "الضربة القاضية" لتنظيم "داعش" الإرهابي عند السابعة من صباح أمس، بعد أن ضيق الخناق على المسلّحين.

وأوضحت مصادر عسكرية رفيعة لـ "المستقبل" أن "المدعو أبو السوس رضخ لشروط الجيش وطلب التفاوض مبدياً الموافقة على الكشف عن مكان العسكريين، بعد ضغط النار وتحقيق الجيش إصابات مباشرة في صفوف الإرهابيين وآلياتهم شملت سقوط أكثر من مئة قتيل".

أضافت المصادر أنه "مع رضوخ داعش لهذا الشرط، بالإضافة إلى استعداده للإنسحاب من الأراضي اللبنانية، كلّف مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم بمهمة التفاوض، وتسهيلاً لذلك أعلن الجيش وقفاً لإطلاق النار متمسكاً بنيّته متابعة المعركة في حال مراوغة الإرهابيين". وأوضحت أن "الدول تجري مفاوضات من هذا النوع، والجيش وافق لأنه حقّق الهدفين اللذين خاض من أجلهما هذه المعركة وهما تحرير الأرض من الإرهابيين ومعرفة مصير العسكريين".

إبراهيم

وكان اللواء إبراهيم التقى أهالي العسكريين في ساحة رياض الصلح بعد الظهر وابلغهم أن "الجيش اللبناني والامن العام انتشلا رفات نعتقد شبه جازمين أنها للعسكريين، وقد انتشلت رفات 6 اشخاص يعتقد انهم الجنود لأنهم يلبسون رينجر عسكري، لكن لا يمكن أن نثبت حتى تظهر نتيجة الفحوص العلمية، والعمل مستمر، ونتوقع أن يتصاعد العدد الى ثمانية كما افادت عصابات داعش المجرمة".

وأسف إبراهيم لأنه كان يريد" أن يقفل هذا الملف كما أقفل الذي قبله، لكن خيارنا الاستشهاد، وكانت لدينا معلومات غير مؤكدة منذ أواسط شباط، ولو أننا تحدثنا فيها منذ ذلك الوقت لكان الوقع أصعب على الأهالي".

وذكر بـ "الجثث التي عثر عليها في الشتاء في منطقة معلولا واستغرق فحص ال دي.ان.اي وقتها 3 اسابيع"، متمنيا ان "لا يستغرق الفحص الوقت ذاته الآن".

وتحدث عن شروط "داعش" لوقف اطلاق النار والتي رفضها "إلا باتفاق شامل بنده الأول الكشف عن مصير العسكريين". وأكد أن "قيادة داعش قد انتقلت إلى داخل الأراضي السورية تحت ضربات الجيش اللبناني وتولى حزب الله والدولة السورية التفاوض، ولا تزال هناك بعض الفلول في الأراضي اللبنانية".

اما بالنسبة الى انتقالهم الى شمال سوريا، فقال:"هذا الموضوع له علاقة بمسار تفاوضي كبير خلفه دول، والذين استسلموا من داعش هم الذين أرشدونا الى مكان وجود رفات الجنود. معركة فجر الجرود لن تنتهي حتى رحيل آخر داعشي"، لافتاً الى "أننا كنا نبحث على بعد امتار عن المكان الذي وجدنا فيه الرفاة في وادي الدب داخل الاراضي اللبنانية، وليس داخل مغارة".

وتوجه الى أهالي العسكريين بالقول:"باسمي وباسم قائد الجيش الذي تحدثت اليه قبل مجيئي الى هنا، أحيي صمودكم وصبركم، ويجب أن تعتزوا بأبنائكم لأنها كانت ارادتهم، نحن لا نساوم ولم نساوم، نحن في موقع المنتصر والفارض للشروط، وستسلم الجثث للمستشفى العسكري والعلم سيقطع الشك باليقين من خلال الفحص"، مرجحاً أن "يتم انسحاب داعش باتجاه البادية أو دير الزور".

ونفى "وجود معلومات عن المطرانين بولس اليازجي ويوحنا ابراهيم والمصور الصحافي سمير كساب"، مؤكداً ان "معركة فجر الجرود لم تنته حتى رحيل آخر داعشي عن لبنان".

ولف الذهول والحزن الشديدين ساحة رياض الصلح وخيمة الأهالي الذين تقاطروا من جميع المناطق منذ الصباح الباكر، مشددين لـ"المستقبل" إلى أنهم "لا يزالون يتمسكون بالأمل على الرغم من الأخبار السيئة"، متمنين أن "لا تكون هذه الجثث لأبنائهم". في وقت، أعلنت قيادة الجيش، في بيان أمس أن "في إطار متابعة العسكريين المخطوفين لدى تنظيم داعش الإرهابي تم العثور في محلة وادي الدّب/ جرود عرسال على ثمانية رفات لأشخاص وقد تم نقلها الى المستشفى العسكري المركزي لإجراء فحوص DNA والتأكد من هوية أصحابها"، مشيرة إلى أنه "سيصار الى إصدار بيان فور ورود نتائج فحوص الـ DNA".

وكشف مصدر أمني لـ"المستقبل" أن "عمليات البحث البارحة لم تصل إلى مكان وجود جثة الشهيد عباس مدلج، على أن تواصل عمليات البحث صباح اليوم لاكتشاف مكان دفن الجثة".

ومساء، نقل الجيش والأمن العام، رفات الأشخاص الثمانية التي عثر عليها في منطقة وادي الدب في جرود عرسال، إلى مدينة الملاهي في وادي حميد، حيث وضعت في سيارات إسعاف تابعة للصليب الأحمر اللبناني، انطلقت باتجاه المستشفى العسكري لإجراء فحوص الـ "دي ان اي" وتحديد هويات أصحابها، وقد عبرت طريق اللبوة إلى بيروت، بمواكبة من الشرطة العسكرية. وقد خصص الصليب الأحمر، لهذه المهمة، 12 سيارة إسعاف، إضافة إلى سيارات إدارية. ووصل موكب السيارات في ساعات متقدمة من ليل أمس إلى بيروت إلى المستشفى العسكري، تمهيداً لاجراء فحوص الحمض النووي لتحديد هُويات أصحابها.

من جهته، قال مصدر في "القوات اللبنانية" لـ "المستقبل" إن "حزب الله، أساء إلى الدولة اللبنانية والجيش اللبناني والشعب اللبناني بفكه الطوق عمدا عن داعش خصوصاً بعدما تبين أن العسكريين قد استشهدوا"، واصفاً "ما حصل بالخطيئة بحق لبنان، فيما كان المطلوب الاقتصاص منهم انتقاماً لدماء العسكريين ودموع أهلهم ودماء كل من سقط شهيداً بفعل عبواتهم في القاع وغيرها".

واعتبر المصدر أن "الجيش اللبناني كان على قاب قوسين أو أدنى من القضاء على داعش، ولكن حزب الله قام بتهريبهم لسببين لا ثالث لهما: إما لأنه على تنسيق وتقاطع مع داعش، وإما لأنه يخشى من أسرهم ومساءلتهم وكشفهم لأسرار تلك المرحلة التي تبدأ من كيفية وصولهم إلى الجرود ولا تنتهي بكيفية إخراج النصرة وأخيراً داعش".

ووجه المصدر "التحية إلى الجيش اللبناني الذي ساهم في حرفيته وبطولته في كشف الصفقة وفضح محور الممانعة على حقيقته، هذا المحور الذي وظف داعش لتخويف اللبنانيين وتوجيه الرسائل في كل الاتجاهات، وبعدما انتهت وظيفتهم فتح لهم الممرات الآمنة لعودتهم سالمين وتركهم أحراراً للقيام بأعمال إجرامية أكبر خدمة لهذا المحور"، مشدداً على أن "لا شيء يبرر ولا يفسر ما حصل سوى أن داعش يشكل جزءاً لا يتجزأ من استراتيجية محور الممانعة".

2017-08-28