الرئيسية / أخبار لبنان /سياسة /النهار:‎ الطائف في الأزمة إلى ما بعد أيار‎ !

جريدة صيدونيانيوز.نت / النهار:‎ الطائف في الأزمة إلى ما بعد أيار‎ !

جريدة صيدونيانيوز.نت / أخبار لبنان / النهار:‎ الطائف في الأزمة إلى ما بعد أيار‎ !


النهار

اذا كانت عبارة مقتضبة جداً لرئيس مجلس النواب نبيه بري أمس اختصرت البعد الأخطر من قضية المراسيم ‏العالقة في أزمة رئاستي الجمهورية والمجلس لجهة تلميح بري الى بلوغ الازمة سقف المخاوف على الطائف وهي ‏مخاوف يشاركه فيها رئيس "اللقاء الديموقراطي " النائب وليد جنبلاط، فان مجمل المشهد السياسي وغير ‏السياسي في البلاد بدا عرضة لتساؤلات كبيرة عن مدى تماسكه فعلاً أمام العد العكسي للانتخابات النيابية. فالامر ‏لا يقتصر على الازمة السياسية التي تتجه نحو مزيد من التعقيد، بل ان ملفات الفضائح والكوارث البيئية ‏والخدماتية بدت مفتوحة على الغارب أيضاً في ظل ما حصل أمس على ساحل كسروان منذراً بـ"ملحق" اشد ‏سوءاً من ازمة النفايات في بيروت والضواحي والمناطق الاخرى. ذلك ان الفضيحة لم تقتصر على استفاقة اهالي ‏كسروان على شاطئ "مفلوش " تماماً بالنفايات بين نهر الكلب وشاطئ زوق مصبح، بل تمددت مع تبادل ‏السجالات التي ضاعت معها الوجهة المسببة لهذه الكارثة. 


وفي حين هاجم رئيس حزب الكتائب النائب سامي ‏الجميل الذي بادر الى معاينة الشاطئ المنكوب بالنفايات الحكومة بعنف مطالباً باستقالة وزير البيئة ومجلس ‏الانماء والاعمار رئيساً وأعضاء، رد هذا المجلس نافياً ان يكون مصدر الكارثة مكب برج حمود. وأبدى رئيس ‏الوزراء سعد الحريري اهتماماً خاصاً بمشكلة انتشار النفايات على شاطئ الزوق في منطقة كسروان، وأعطى ‏توجيهاته للهيئة العليا للإغاثة للتحرك بسرعة لمعالجة هذه المشكلة. وتقرر على الأثر الإيعاز الى فرق التنظيفات ‏المختصة بهذا الموضوع لتباشر ابتداء من السادسة من صباح اليوم اتخاذ الإجراءات المطلوبة ووضع كل ‏الإمكانات اللازمة لإزالة النفايات وتنظيف الشاطئ كلياً وإعادته كما كان‎. 


الهدنة والأزمة‎ 
أما على المستوى السياسي، فان البلاد قد تكون مقبلة على "هدنة" اعلامية وسياسية في اطار ازمة الرئاستين بفعل ‏سفر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اليوم في زيارته الرسمية للكويت وسفر رئيس الوزراء سعد الحريري ‏الى دافوس في سويسرا للمشاركة في المنتدى الاقتصادي السنوي. وعلى أهمية هذين التحركين الخارجيين ‏للرئيسين، فانهما لم يحجبا الدلالات القوية التي اختصرت تطور الازمة بين الرئاستين الاولى والثانية من خلال ‏موقف جديد للرئيس بري تمثل في تغريدة له جاء فيها: "ان الذي يطبق اليوم على اللبنانيين هو اللاطائف ‏واللادستور". واسترعى الانتباه ان النائب جنبلاط غرد بدوره عبر "تويتر" قائلاً: "… وخلف كل قرار تقريباً ‏من مجلس الوزراء، يجري تعميق العجز وزيادته بدل الحد منه، لكن الاخطر هو تجويف اتفاق الطائف وتفريغه ‏بدل التمسك به وتطويره‎".‎ 


وعلى رغم استغرابها عبارة بري، لم تعلّق بعبدا عليها لأنها على ما يبدو قررت عدم الدخول في سجال يومي لم ‏يعط أي نتيجة ولم يقدم حلاً لأزمة كانت تتعامل معها على أنها موضعية تقتصر على تباين في الشكل على مرسوم‎. 


ولا يرى زوار بعبدا وعين التينة أي حلّ في الأفق لأزمة يخشى ان تستمر الى ما بعد الانتخابات النيابية، لاسباب ‏كثيرة. والردّ الرئاسي، اذا لم يأت مباشراً على تصعيد عين التينة، كان واضحاً بما قاله الرئيس عون أمس أمام ‏المجلس العام الماروني من حيث أن "بعض ما نشهده اليوم من مواقف سياسية وحملات مبرمجة قد يكون هدفه ‏الضغط لوقف المسيرة الاصلاحية التي كشفت الكثير من الحقائق حول أسباب الإهدار والعجز وتراكم الديون في ‏موازنة الدولة، وخصوصاً الهيمنة على بعض اداراتها ومؤسساتها". ونقل عن رئيس الجمهورية حديثه عن ‏عوائق توضع أمام مسيرة الإصلاح "لأنهم لا يريدون تقويم الاعوجاج". 


ولم يخف عون، وفقاً لزواره، استياءه ‏من التعامل باستنساب مع أحكام القضاء، وتحدّث عن ردود فعل "غب الطلب" في تعليق غير مباشر على ما كان ‏علّق به رئيس مجلس نيابي على قرار هيئة التشريع والاستشارات في وزارة العدل بأنه "رأي غب الطلب ويتعلق ‏بموضوع غير مطروح أصلاً‎".‎ 


والمطلعون على مواقف الرئيسين، يتكوٌن لديهم انطباع ان العلاقة بينهما وصلت الى مرحلة قد يكون من الصعب ‏فيها على أي طرف ثالث ان يتدخّل أو يتوسّط لوضع حد للخلاف السائد بينهما. إلا أن هؤلاء المطلعين لا يَرون أي ‏تخوف أقلٌه حتى الآن من استمرار الحكومة، حتى وان كان عملها سيتأثر تلقائياً في الكثير من الملفات، قد تكون ‏الموازنة العامة وأبرز الضحايا. كما لا يَرَوْن خشية لعدم لاجراء الانتخابات النيابية في موعدها، وان سقطت ‏الإصلاحات المرجوة في العملية الانتخابية بفعل التجاذبات الحالية، الا ان الخوف يبقى من التأثير السلبي ‏للانقسامات الداخلية على المردود المتوقع من المؤتمرات الدولية التي تنعقد من أجل دعم لبنان ومؤسساته وقواه ‏العسكرية والامنية‎.‎ 


لكن نافذة انفراج فتحت أمس مع توقيع الرئيس عون مرسوم دعوة الهيئات الناخبة الى انتخاب اعضاء مجلس ‏النواب واعتبر وزير الداخلية نهاد المشنوق هذا التوقيع بأنه أبلغ ردّ على كل الشكوك والشائعات وتأكيد بأن ‏الانتخابات ستجري في مواعيدها الدستورية وأن لا رجوع عن التزام إجرائها‎.‎ 


بري والجدار‎ ‎
الى ذلك، ومع اقتراب اجتماع اللجنة الثلاثية التي تضم ضباطا لبنانيين واسرائيليين اضافة الى القوة الموقتة للأمم ‏المتحدة في لبنان المتوقع عقده في الخامس أو السادس من شباط المقبل، علم ان الرئيس بري تابع تحركه الذي بدأه ‏مع المراجع الدولية والمعنية كما مع قائد القوة الدولية العاملة في الجنوب "اليونيفيل" الجنرال مايكل بيري من اجل ‏منع أي تلاعب بالحدود البرية المتنازع عليها‎.‎
ونقل زوار بري عنه تشديده على عدم التساهل في مسألة الحدود لأنها، أبعد من كونها قضية سيادة وكرامة ‏وطنية، متصلة ومتواصلة بين البر والبحر. فلبنان يتحفظ عن ?? نقطة على الخط الأزرق ويعتبره خط فصل ‏وليس ترسيم حدود، واي تساهل في ترسيم الحدود البرية قد ينسحب على ترسيم الحدود البحرية مع فلسطين، ‏خصوصاً وأنها موثقة بمراجع لبنانية ودولية منذ ما قبل سايكس - بيكو والانتداب الفرنسي،وأي خرق او خطأ في ‏هذا المجال يعتبر خطاً احمر ممنوع المسّ به‎.‎ 


موفد أميركي‎ ‎
وسط هذه الاجواءوصل مساء امس الى بيروت مساعد وزير الخزانة الاميركي لشؤون مكافحة تمويل الارهاب ‏مارشال بيلينغسلي وكان لقاؤه الاول مع الرئيس الحريري في حضور السفيرة الاميركية اليزابيت ريتشارد ‏وعرض معه الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين. ثم التقى ليلا الرئيس عون الذي اكد ‏له ان لبنان يشارك بفاعلية في الجهود العالمية الهادفة الى مكافحة تمويل الارهاب وتبييض الاموال، من خلال ‏مصرفه المركزي والسلطات المالية المختصة، وذلك وفق المعايير والقوانين الدولية المعتمدة. وشدد على ان ‏المؤسسات الامنية اللبنانية ساهرة على ملاحقة الخلايا الارهابية النائمة بعد الهزيمة التي الحقها الجيش بتنظيم ‏‏"داعش" في الجرود اللبنانية، وان العمليات الامنية الاستباقية اثبتت جدواها. وشكر الرئيس عون الولايات المتحدة ‏الاميركية على الدعم الذي قدمته للجيش اللبناني خلال مواجهته الارهابيين، معربا عن امله في ان يستمر هذا الدعم ‏للمحافظة على الاستقرار والامن في لبنان‎.‎ 


واطلع الموفد الاميركي الرئيس عون، على أهداف زيارته للبنان، منوهاً بالتعاون الذي تلقاه وزارة الخزانة ‏الاميركية من مصرف لبنان والسلطات المالية اللبنانية، كما اكد التزام بلاده دعم الاقتصاد اللبناني والجيش الذي ‏اعتبر ان دوره اساسي في المحافظة على الاستقرار في لبنان. وقد حضر اللقاء عن الجانب اللبناني كل من وزيري ‏المال والعدل علي حسن خليل وسليم جريصاتي، وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، والمستشارة الرئيسية ‏لرئيس الجمهورية ميراي عون الهاشم، والمدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير‎.‎

2018-01-23