صيدونيانيوز.نت / تغذية صحية /الأسماك والمحار : شراؤها ، سلامتها ، تخزينها ، تحضيرها وتأثيرها على الحوامل والأطفال (2)
كنا قد ذكرنا في المقال السابق: (الأسماك والمحار / أنواعها والكمية التي يجب على كل من الرجال والنساء تناولها (1) ) أنواع الأسماك كالدهنية وذات اللحم الأبيض والمحار وتناولنا الكمية الموصى بتناولها لكل منها للرجال والنساء . وفي هذا المقال نتناول نصائح للحوامل أو لمن يرغبن بالحمل أثناء تناولهن للأسماك ....
-في أثناء محاولة التَّحضير للحمل، وفي أثناء الحمل، وفي أثناء الرضاعة
يُعدُّ تناولُ السَّمك أمراً جيِّداً لصحَّة المرأة ولنموِّ طفلها. ولكن ينبغي أن تتجنَّبَ النساء الحوامل بعضَ أنواع الأسماك، وأن تقلِّلَ من كميَّة ما تتناوله من بعض الأنواع الأخرى.
يمكن للنساء في أثناء فترة الحمل أن يُقلِّلن من خطر الإصابة بالتسمُّم الغذائي، وذلك من خلال تجنُّب تناول المحار الطازج.
-هناك نصائح عن أكل السمك عندما تحاول النساءُ تحضيرَ أنفسهن للحمل أو للحوامل أو للمرضعات:
سمك القرش وسمك أبو سيف وسمك مرلين: عدم تناول هذه الأنواع من السَّمك إذا كانت المرأةُ حاملاً أو تحاول التَّحضير للحمل. أمَّا بالنسبة لبقيَّة الأشخاص البالغين، بمن فيهم النساء المرضعات، فيجب عدم تناول أكثر من حصَّة واحدة في الأسبوع، وذلك لأنَّ هذه الأسماك يمكن أن تحتوي على الزئبق بكمِّية أكبر من الأنواع الأخرى من الأسماك، وهذا يمكنه أن يلحقَ الضَّرر بالجهاز العصبي للجنين.
الأسماك الدُّهنية: إذا كانت المرأة تحاول تحضير نفسها للحمل، أو كانت حاملاً ، أو مرضعاً، فيجب عدم تناول أكثر من حصَّتين من الأسماك الدُّهنية في الأسبوع. تعادل الحصَّة الواحدة حوالي 140 غراماً.
سمك التونة المعلَّب: إذا كانت المرأة تحاول تحضيرَ نفسها للحمل أو كانت حاملاً، يجب عدم تناول أكثر من أربع علب تونة في الأسبوع، وذلك لأنَّ سمك التونة يحتوي على مستويات من الزئبق أعلى من الأسماك الأخرى. ولكن، إذا كانت المرأة ترضع، فلا يوجد هناك حَدٌّ معيَّن لكمِّية التونة المعلَّبة التي يمكن تناولها.
يجري أخذُ هذه الأرقام على أساس أن تكون علبة التونة هي علبة متوسِّطة الحجم من سمك التونة بوزن جاف قدره حوالي 140 غرام في العلبة الواحدة. ويجب أن نتذكَّر بأنَّ سمك التونة المعلَّبة لا يعدُّ من الأسماك الدُّهنية؛ لذلك، يمكن تناوله، إضافةً إلى تناول الحدِّ الأعلى من الأسماك الدُّهنية، والذي هو حصَّتان.
وبسبب وجود مستويات مرتفعة من الزئبق في سمك التونة؛ فإذا تناول الشَّخصُ التونة المعلَّبة، يجب عدم تناول سمك التونة الطازجة وعدم اعتباره مثل الأسماك الدُّهنية.
ما لم ينصح الطبيبُ بخلاف ذلك، يجب تجنُّب تناول المكمِّلات الغذائية من نوع زيت كبد السمك إذا كانت المرأةُ حاملاً أو كانت تحضِّر نفسها للحمل؛ فهذه المكمِّلات ذات محتوى مرتفع من الفيتامين (أ)، والذي يمكنه أن يكونَ ضارَّاً بالجنين.
-الأطفال والرضَّع فوق سنِّ ستَّة أشهر
يجب على الأطفال تجنُّب تناول أيٍّ من سمك القرش أو سمك أبو سيف أو سمك مرلين، وذلك لأنَّ مستويات الزئبق الموجودة في هذه الأسماك يمكن أن تؤثِّر في الجهاز العصبي لدى هؤلاء الأطفال.
كما يجب تجنُّبُ إعطاء المحار النيِّئ إلى الرُّضَّع والأطفال، وذلك للحدِّ من مخاطر الإصابة بالتسمُّم الغذائي.
يمكن إعطاءُ الفتيان ما يصل إلى أربع حصص من الأسماك الدُّهنية في الأسبوع، ولكن من الأفضل إعطاء الفتيات ليس أكثر من حصَّتين أسبوعياً، وذلك لأنَّ المستويات المنخفضة من الملوِّثات الموجودة في الأسماك الدُّهنية يمكن أن تتراكمَ في الجسم، وقد تضرُّ بالجنين في أثناء الحمل في المستقبل.
-مكمِّلاتُ زيت كبد السمك
إذا كان الشَّخصُ يتناول مكمِّلات زيت كبد السمك، يجب أن يتذكَّرَ أنَّ هذه المكمِّلات فيها نسبة عالية من الفيتامين (أ)؛ وذلك لأنَّ الأسماك تُخزِّن الفيتامين (أ) في أكبادها. ويمكن لتناول الفيتامين (أ) بشكل مفرط على مدى سنوات عديدة أن يكونَ ضاراً.
إذا كان الشَّخصُ يتناول المكمِّلات الغذائية التي تحتوي على الفيتامين (أ)، يُوصى بعدم تناول أكثر ممَّا مجموعه 1.5 ملغ في اليوم من مصادره الغذائية الطبيعية والمكمِّلات الغذائية مجتمعةً.
-الأسماك والمحار المستدامان
عندما يجري صيد السَّمك والمحار أو تصنيعه بطريقة تسمح بتجديد المخزون منهما، ولا تتسبَّب في ضررٍ لا لزوم له على الحيوانات والنباتات البحرية، عندئذٍ تدعى هذه الأسماك أو المحار "بالمستدامة".
ولضمان وجود كمِّيات كافية من السمك والمحار نتغذَّى عليها، علينا أن نختارَ من هذه الأطعمة البحرية تشكيلةً واسعة منها قدرَ استطاعتنا. وإذا كنَّا نأكل بضعة أنواع فقط من السَّمك، عندئذٍ سوف تنقص أعدادُ هذه الأسماك جداً بسبب الصَّيد الجائر من مخزونها.
الصيدُ الجائر يهدِّد الإمدادات المستقبلية من الأسماك، ويمكنه كذلك أن يسبِّبَ ضرراً بالبيئة التي يُصطاد منها السمك.
-سلامةُ الأسماك والمحار
يُمكن لتناول الأسماك أو المحار غير الطازج أو الذي لا يُخَزَّن ويُحضَّر بطريقة صحيَّة، أن يسبِّبَ التسمُّم الغذائي. ولذلك هناك نصائح حول كيفية تخزين وتحضير السمك والمحار.
يمكن للمحار (كبلح البحر والرخويات والأوستر)، الذي يكون نيِّئاً أو غير مطبوخ بالكامل، أن يحتوي على فيروسات وجراثيم ضارَّة يمكنها أن تسبِّبَ التسمُّم الغذائي. والطبخُ الجيِّد يقتل كلَّ الجراثيم أو الفيروسات عادةً.
معظمُ أنواع المحار نطبخها أوَّلاً لكي نأكلها، إلاَّ الأوستر فهو يُؤكل نيِّئاً في كثيرٍ من الأحيان. وهناك خطرٌ طفيف للإصابة بالتسمُّم الغذائي عندَ تناول المحار نيِّئاً أو غير مطبوخ جيِّداً. إذا كان الشَّخصُ هو مِمَّن يُقدِّمون المحار نيِّئاً على الطعام، يجب عليه أن يتوخَّى الحذرَ، لاسيَّما عند شرائه وتخزينه.
وينبغي على النساء الحوامل تجنُّب تناول المحار النيِّئ نظراً لخطر التسمُّم الغذائي.
يمكن لكبار السِّن والأطفال الصغار جداً والأشخاص غير الأصحَّاء أن يُقلِّلوا من خطر الإصابة بالتسمُّم الغذائي من خلال تجنُّب المحار النيِّئ، بما في ذلك الأوستر النيِّئ.
-شراءُ الأسماك والمحار
عند اختيار الأسماك والمحار، علينا أن نتذكَّر ما يلي:
شراء السمك والمحار من مصادر موثوقة.
اختيار الأسماك أو المحار الطازجة المُجمَّدة أو المحفوظة في الجليد.
عدم شراء الأسماك أو المحار المطبوخ أو الجاهز للأكل، والذي يكون على تماس مع الأسماك أو المحار النيِّئ.
اختيار الأسماك والمحار في آخر جولة التسوُّق، والذَّهاب بهما إلى البيت مباشرةً؛ حيث يبدأ التَّلفُ في الأسماك والمحار بسرعة كبيرة عند إخراجهما من الثلاَّجة.
عند شراء أو طبخ المحار الحيِّ، كبلح البحر مثلاً، يجب التأكُّد من أنَّ القشرة الخارجية تنغلق عند النَّقر عليها بالإصبع، حيث ينكمس المحار الحيُّ عند النَّقر على أصدافه.
شراء السمك والمحار من مصادر مستدامة حيثما أمكن.
-تخزينُ الأسماك والمحار وتحضيرهما
يُعدُّ تخزينُ السمك والمحار وتحضيرهما بشكلٍ صحيٍّ أمراً ضروريَّاً.
-التخرين:
وضع السمك والمحار في الثلاَّجة أو المجمِّدة فورَ الوصول إلى المنـزل.
التأكُّد من أنَّ جميع الأسماك والمحار موضوعَين في حاويات مغطَّاة. أمَّا بالنسبة لبلح البحر أو الأوستر أو الرخويات أو أيِّ نوع آخر من المحار الحيِّ، فلا ينبغي وضعُها في حاويات محكمة الإغلاق، لأنَّها بحاجة للتَّنفس.
عدم حفظ الأسماك أو المحار في الماء.
يجب التَّخلُّص من المحار إذا كانت القواقع الخارجية (لبلح البحر أو الأوستر أو الرخويات أو أي محار آخر حيٍّ) مصدَّعة أو مكسورة، أو إذا كانت مفتوحةً ولا تنغلق عند النَّقر عليها بالإصبع.
التحضير:
غسل اليدين جيِّداً قبل وبعد لمس الأسماك والمحار.
عدم السماح للأسماك أو المحار النيِّئ، أو للسائل الذي يخرج من المحار الحيِّ، أن يلمسا الأطعمة المطبوخة أو الجاهزة.
استخدام أوانٍ وأطباق منفصلة عند تحضير السمك والمحار وغيرهما من الأغذية النيِّئة.
وضع الأسماك أو المحار في الثلاَّجة في أثناء الليل ليذوب عنهما الثلج. وإذا كان الشَّخص في حاجة إلى ذوبان أسرع، يمكنه استخدام جهاز التسخين "مكروويف"، بحيث يكون الإعداد الذي نعطيه للجهاز هو "إزالة التجمُّد"، ثمَّ نوقف الجهازَ عندما يصبح السمكُ بارداً ولكنَّه طريَّ.
إذا أراد الشَّخصُ أن ينقع المأكولات البحرية في الخلِّ، فعليه بعدَ إخراج الأسماك أو المحار النيِّئ من المنقوع أن يضعهما في الثلاَّجة ويرمي المرق بعيداً. وإذا رغب في استخدام هذا المَرَق كصلصة أو ليغمس فيه، فعليه أن يرمي قليلاً منه جانباً قبل أن يلمسَ السمك النيِّئ.
عدم تناول الرخويات أو محار بلح البحر الذي لا يُفتَح عند الطهي؛ فمن المرجح أنَّ هذه الرخويَّات ماتت وأنَّها ليست آمنة للأكل.
-التحسُّس تجاه الأسماك والمحار
تعدُّ الحساسيةُ من الأسماك والمحار شائعةً جداً، ويمكنها أن تسبِّبَ تفاعلات شديدة.
والأشخاصُ المصابون بحساسية تجاه نوع واحد من الأسماك، غالباً ما يكون لديهم تفاعلٌ تجاه أنواع أخرى. وبالمثل، فإنَّ الأشخاص المصابين بحساسية تجاه نوع واحد من المحار، مثل الجمبري أو سرطان البحر أو بلح البحر أو الأسقلوب، غالباً ما يكون لديهم تفاعلٌ تجاه أنواع أخرى.
لا يُقلِّل طهيُ السمك أو المحار من احتمال إصابة الشخص بردِّ فِعل شديد إذا كان لديه حساسيَّة تجاه الأسماك والمحار.
ملا حظة :
جرى إعداد الترجمة وملاءمة النص مع البيئة المحلية بواسطة الفريق الطبي في موسوعة الملك عبد الله بن عبد العزيز العربية للمحتوى الصحي. وقد قامت NHS Choices بتزويد موسوعة الملك عبد الله بالمحتوى الأصلي مجاناً، وهو المحتوى الذي يمكن الاطلاع عليه من خلال موقعها على الإنترنت: www.nhs.uk . لم تقم NHS Choices بمراجعة النصوص العربية المترجمة أو المُعدلة صياغتها بما يتناسب مع البيئة المحلية، وبذلك فهي ليست مسؤولة عن محتواها بأي شكل.
2018-02-13