الرئيسية / أخبار صيدا /أخبار صيداوية /خليل المتبولي : ما زلنا نبكيك ... يا معروف !..

الشهيد معروف سعد صورة للرسام محمود المصري / صيدونيانيوز.نت

جريدة صيدونيانيوز.نت / خليل المتبولي : ما زلنا نبكيك ... يا معروف !..

 

جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار مدينة صيدا / خليل المتبولي  : ما زلنا نبكيك ... يا معروف !..

بقلم : خليل إبراهيم المتبولي

... بعد ثلاثة وأربعين عاما ً على استشهادك يا معروف ، ما زالت العيون تتفجّر بأحزان العمر كلّه ، وما زلنا نبكيك كما نبكي أباءنا وأجدادنا وكلّ عزيزٍ على قلوبنا ، ما زلنا عندما نذكرك ، نستذكر كم كنتَ القول والفعل والمعنى في حياة الجميع ، مَن كان معك أو مَن كان ضدّك ، لقد كنتَ في حياتك ، وما زلتَ في مماتك ، الرمز الحي المجسِّد للوعي الثوري النضالي والكفاحي ، والممثِّل لأشرف وأنبل ما في الحياة من مبادئ وقيم وأفكارٍ تحررية ، ولمواقف قومية وعروبية ...

لم يكن اغتيالك في 26 شباط 1975 حينما كنت تقود تظاهرة لصيادي الأسماك ضد تشريع الدولة لاحتكار شركة بروتيين صيد السمك على طول الساحل اللبناني ، عن طريق الخطأ أو بمحض الصدفة إنما كان عمداً متعمداً وعن سابق إصرار وتصوّر وتصميم ، وذلك ليشكّل اغتيالك  أحد أبرز العوامل التي ساهمت في شحن الجو والتهيئة لاندلاع الحرب الأهلية اللبنانية ...

كانوا لا يريدون لكَ أن تبقى حياً ، تنبض بالنَفَسِ الثوري ، والوطني ، والقومي ، والاجتماعي . ولا أن تبقى تناضل على كل الصعد ضد الظلم والاستبداد والهيمنة ، ذلك لأنك أنت الحق وهم الباطل . لقد كنتَ من القلّة القليلة من الزعماء الذين عاشوا وعايشوا واقع شعبهم وبلادهم ، وحملوا هموم الأمة العربية وفي طليعتها همّ القدس وقضية فلسطين ، والذي كنتَ من الأوائل الذين دافعوا عنها وحاربوا العصابات الصهيونية ، ودخلوها لتطهيرها من رجس الصهاينة ، ونتانة وقذارة بعض العرب المتآمرين والمتخاذلين ...

بعد ثلاثة وأربعين عاما ً على استشهادك يا معروف ، ما زلنا نبكي الرجل العربي الديمقراطي الثوري المناضل ، الرجل الذي كان يسعى إلى التحرّر والتقدّم والمساواة والعدالة الإجتماعية ، والمدافع عن حقوق الفقراء والمحتاجين ، ما زلنا نبكي القيمة النابضة بالفعل المضيء ، والملهم للعمل الشعبي ، والرمز للوعي الإنساني العربي ، ما زلنا نبكي الرجل الملتزم فكراً وسلوكاً بهموم وطنه وناسه ، وبقضايا أمته العربية ...

ما زلنا نبكي معروف سعد ، الإنسان الصادق والنبيل والمتواضع ، والأصيل بوداعته ، والناصع البياض بوجدانه ، والقائد والمعلّم ، والأبن البار لصيدا ...

معروف سعد ، ستظل بشهادة حياتك وبمنجزاتك ، وبوقوفك النضالي ، وباستشهادك البطولي ، حقيقة حيّة ناصعة ، ونموذجاً فذّاً ملهماً للثورة وللعمل الشعبوي ، وستظلّ منارةً مضيئة تهدي إلى طريق النضال السياسي والعمل الثوري ، وإلى السلوك الإجتماعي والأخلاقي ، ومساندة الفقراء والضعفاء ...

2018-02-24

دلالات: