الرئيسية / أخبار صيدا /بلدية صيدا /بالصور: بلدية صيدا : تعميم التقريرحول معمل معالجة النفايات والروائح يجسد نهج الشفافية المعتمدة في المجلس البلدي.. صيدونيانيوز تنشر النص الحرفي لتقرير الخبير البيئي د.ناجي قديح

الصفحة الأولى وبعض ملحقات التقرير( جريدة صيدونيانيوز.نت )

جريدة صيدونيانيوز.نت / بالصور: بلدية صيدا : تعميم التقريرحول معمل معالجة النفايات والروائح يجسد نهج الشفافية المعتمدة في المجلس البلدي.. صيدونيانيوز تنشر النص الحرفي لتقرير الخبير البيئي د.ناجي قديح

جريدة صيدونيانيوز.نت / أخبار صيدا / بالصور: بلدية صيدا : تعميم التقريرحول معمل معالجة النفايات والروائح يجسد نهج الشفافية المعتمدة في المجلس البلدي.. صيدونيانيوز تنشر النص الحرفي لتقرير الخبير البيئي د.ناجي قديح 

 

غسان الزعتري ورئيفة الملاح / إعلام بلدية صيدا

عممت بلدية صيدا  نص تقرير الخبير البيئي الدكتور ناجي قديح المكلف من قبل البلدية حول حالة معمل معالجة النفايات المنزلية الصلبة والمصادر المحتملة للروائح المنبعثة في منطقة جنوبي صيدا(سينيق)، معتبرة بأنه يأتي في إطار تجسيد نهج الشفافية المعتمدة في المجلس البلدي.

من جهته شكر المهندس السعودي للخبير البيئي الدكتور  قديح كل جهد بذله من أجل تشخيص الواقع البيئي في جنوبي صيدا (سينيق) والمنطقة المتاخمة لمعمل معالجة النفايات.

كما أعلن بأنه سيتم تعميم التقرير على الجهات الرسمية والمعنية.  كما وسيكون التقرير محل دراسة متأنية من لجان المجلس البلدي ولاسيما اللجنة البيئية من أجل إستخلاص الحلول وتسريع كل الخطوات العملانية لاية معالجات  يمكنها أن  تحد من الإنعكاسات البيئية.

---------------

وفيما يلي التقرير: 

تقرير عن حالة معمل فرز ومعالجة النفايات المصادر المحتملة للروائح في صيدا

الخبير البيئي المستقل الدكتور المهندس ناجي قديح – صيدا 22 شباط 2018

---------------------------------------------------------------

صيدا في 2018/2/22

جانب رئيس بلدية صيدا المهندس محمد زهير السعودي المحترم

تقرير عن حالة معمل فرز ومعالجة النفايات والمصادر المحتملة للروائح في صيدا

الموضوع:                 تقرير عن الكشف والتدقيق الشامل حول عمل معمل فرز ومعالجة النفايات والمصادر المحتملة للروائح في صيدا

المرجع:                     تكليف حضرتكم رقم /778ص بتاريخ 2017/12/7، الذي يحمل رقم التسجيل .125257

إعداد:                       الخبير البيئي المستقل الدكتور المهندس ناجي حسين قديح

باﻹشارة إلى الموضوع والمرجع المبينين أعﻼه،

أتقدم لجانبكم بهذا التقرير عن نتائج الكشف والتدقيق الشامل حول عمل معمل فرز ومعالجة النفايات والمصادر المحتملة للروائح في صيدا.

مقدمة

تشهد مدينة صيدا حالة من الشكوى مردها سوء الوضع البيئي، وازدياد المخاطر الصحية، المرتبطة بروائح تنطلق باتجاه المدينة، وبتراكم كميات كبيرة من متبقيات معمل النفايات في صيدا في باحة داخل حرمه، متاخمة للبحر من جهة الجنوب/الغربي. أقلق هذا الوضع وتلك الشكاوى المسؤولين في المدينة على كل المستويات، ولذلك، قاموا بتكليفي للكشف على الوضع بكل أبعاده، ﻹنارة المسألة والبحث عن معالجات سليمة وفعالة لهذه الحالة ووضع حد نهائي لها.

 

خلفية المسألة

تعتبر منطقة ساحل صيدا، الممتدة من موقع المرفأ الجديد حتى جسر سينيق، منطقة تجتمع فيها أسباب عديدة للتدهور البيئي، وبالتالي مصادر متعددة ﻻنبعاث الروائح الكريهة من كل نوع.

-1 بداية، هناك معامل تجميع الجلود ومعالجتها ودبغها، وهذه معروفة بأنها مصدر هام للروائح الكريهة المميزة.

1

تقرير عن حالة معمل فرز ومعالجة النفايات المصادر المحتملة للروائح في صيدا

الخبير البيئي المستقل الدكتور المهندس ناجي قديح – صيدا 22 شباط 2018

---------------------------------------------------------------

-2 إلى جانبها كان يقوم المكب العشوائي المﻼصق للبحر، والذي تمت معالجته باستحداث مطمر مكانه، استوعب نسبة كبيرة من النفايات التي كانت متراكمة فيه، وجرى إقفاله وتغطيته بالتراب. وهو في حالته الحالية ﻻ يشكل مصدرا مهما للروائح، التي تعاني منها المدينة.

-3 إلى جانب موقع المكب القديم، المقفل حاليا والمغطى بالتراب، تم بناء سنسول داخل البحر، استحدث مع إقامته بحيرة بمساحة كبيرة جدا من مياه البحر (حوالي 600 ألف متر مربع)، امتدت حتى العقار المﻼصق للحدود الشمالية لمعمل النفايات في صيدا. تستقبل كميات من الردميات المخلوطة في غالب اﻷحيان مع نفايات من مصادر مختلفة.

-4 تستقبل البحيرة، الجاري ردمها ﻻستحداث مساحة مردومة لصالح البلدية، كميات كبيرة من الردميات المخلوطة بالنفايات والبقايا، وكذلك أيضا يصب فيها أنبوب ينقل المياه المبتذلة. يتم حاليا إنشاء مسار جديد له ليصب في البحر متفاديا البحيرة الجاري ردمها. هذه البحيرة تشكل المصدر الرئيس ﻻنبعاث الروائح الكريهة باتجاه مدينة صيدا وأحيائها.

-5 إلى جانب البحيرة التي يتم ردمها باضطراد، هناك عقارات مﻼصقة لمعمل النفايات لجهة الشمال، استعملت أيضا لسنوات مكبا لكميات من النفايات، حيث جري مؤخرا تغطيتها بالتراب وتسويتها.

-6 إلى جانب هذه العقارات يقع لجهة الجنوب معمل النفايات موضوع درسنا، وهو أيضا يشكل مصدرا ﻻنبعاث الروائح في بعض جوانبه.

-7 إلى جانب معمل النفايات جنوبا تقع محطة معالجة المياه المبتذلة، وهي عمليا ﻻ تقوم بأي عملية لمعالجة مياه الصرف الصحي الواصلة إليها، بل تقوم بإزالة بعض الشوائب الصلبة الكبيرة منها، وتضخها عبر أنبوب بطول 1800-1500 متر لتصب داخل البحر، دون أي عملية معالجة، أولية أو ثانوية أو ثﻼثية. وهذه طبعا تشكل مصدرا ﻻنبعاث الروائح الكريهة، خاصة عندما يهيج البحر، ويعيد ما رمينا فيه من ملوثات إلى الشاطيء. ومن جهة أخرى، يصبح مصدرا للروائح مع هبوب نسيم البحر والرياح الجنوبية الغربية السائدة على الشاطيء اللبناني.

-8 جنوب هذه المحطة يقع مجرى نهر سينيق المشبع بالملوثات والنفايات السائلة الصناعية وغير الصناعية. وهو يشكل أيضا مصدرا للروائح الكريهة من وقت ﻵخر.

خلاصة الخلفية

نحن أمام عدد كبير من مصادر الروائح الكريهة الواقعة في منطقة محدودة على ساحل صيدا الممتد من المرفأ الجديد حتى نهر سينيق. وبالتالي ﻻ يمكن اعتبار معمل فرز ومعالجة النفايات المصدر الوحيد للروائح، بل دلت متابعتنا لمسألة الروائح، وتحديد مصدرها الرئيس ومصادرها الثانوية، على مدى فترة تكليفنا الممتدة ﻷكثر من شهرين من الزمن، على أن المصدر الرئيس ﻻنبعاث الروائح الكريهة، التي تغطي فضاء صيدا هي البحيرة المستحدثة والجاري ردمها، حيث تتفاقم فيها عمليات التعفن والتحلل والتفكك الﻼهوائي للمواد العضوية، مضافا لها مياه المجارير المبتذلة التي تصب فيها، والتي هي بدورها تتفكك ﻻهوائيا لتطلق في الجو روائح كريهة، تنقلها الريح الجنوبية الغربية ونسيم البحر إلى مدينة صيدا وأحيائها، وكذلك إلى المناطق السكنية المحيطة بصيدا. ولذلك أوصي على وجه السرعة القصوى باستكمال ردمها بردميات نظيفة ﻻ تحتوي على أي نوع من النفايات. وهي على الرغم من ذلك ستبقى مصدرا للروائح لمزيد من الوقت حتى توقف عمليات التحلل الحيوي الﻼهوائي فيها، حيث ستضعف اﻻنبعاثات تدريجيا. يمكن العمل على تخفيف هذه الروائح بطرق كيميائية، سوف نشير إليها ﻻحقا في التقرير.

2

تقرير عن حالة معمل فرز ومعالجة النفايات المصادر المحتملة للروائح في صيدا

الخبير البيئي المستقل الدكتور المهندس ناجي قديح – صيدا 22 شباط 2018

---------------------------------------------------------------

معمل النفايات في صيدا يشكل مصدرا ثانويا ﻹطﻼق الروائح من وقت ﻵخر، سوف نتحدث عنها بالتفصيل في متن التقرير.

إدارة النفايات الصلبة المنزلية

هناك رؤيتان ﻹدارة النفايات الصلبة المنزلية، اﻷولى تمتد منذ قرون، وهي الرؤية التقليدية القديمة، التي تعتبر النفايات كتلة من المرفوضات، مطلوب التخلص منها. وبالتالي ينتج عن هذه الرؤية، لتحقيق هدف التخلص من النفايات، التفكير في طرق التخلص الممكنة، فتصل إلى المكبات العشوائية غير المراقبة والطمر الكلي والحرق الكلي. هذه الخيارات التقليدية اعتمدتها البلدان منذ قرون. وخصوصا تلك البلدان، التي تتمتع بمساحات واسعة وأراضي قاحلة وبعيدة عشرات الكيلومترات عن المدن والقرى والمجمعات السكنية. يشكل الطمر والحرق خيارات عالية الكلفة، وهي بحد ذاتها هدر للموارد التي تتضمنها النفايات، يضاف إليه هدر لﻸموال العامة من أجل طمرها وحرقها. عند اعتماد هذه الرؤية، ﻻ يكون مهمﱠا كيف تجمع وتنقل النفايات، وبأي حالة سيتم إيصالها إلى المكب العشوائي غير المراقب أو المطمر أو المحرقة. ولذلك اعتمدت شاحنات للجمع والنقل تضغط النفايات بغاية التخفيف من حجمها، وبالتالي التخفيف من كلفة الجمع والنقل. ينتج عن عمليات الحرق كميات من الرماد (المتطاير ورماد القاع)، تتراوح من 30 – 22 بالمئة من وزن النفايات الداخلة. الرماد المتطاير يصنف نفايات خطرة وفق اتفاقية بازل، وبالتالي يجب أن يصار إلى تصليبه وطمره في مطامر متخصصة باستقبال النفايات الخطرة. وهكذا فإن خيار الحرق ﻻ يلغي الحاجة للمطمر، ولكن في هذه الحالة يجب أن يكون مطمرا معدا هندسيا بشكل خاص ﻻستقبال نفايات خطرة، وليس مطمرا صحيا للنفايات الصلبة المنزلية العادية.

المكبات العشوائية غير المراقبة

الطمر الكلي

الحرق الكلي

الرؤية التقليدية القديمة: كتلة من المرفوضات المطلوب التخلص منها

والرؤية الثانية، هي الرؤية الحديثة، التي تنطلق من مفاهيم التنمية المستدامة وحماية البيئة والصحة العامة وتخفيف كلفة إدارة النفايات عبر استرداد جزء من هذه الكلفة. ترتكز هذه الرؤية على اعتبار النفايات مجموعة من المكونات، التي تمثل موارد ذات قيمة. علينا استرداد هذه القيمة عبر مراحل اﻹدارة المتكاملة للنفايات. فمن أجل تحقيق هذا الهدف، أي استرداد قيمة الموارد التي تتكون منها النفايات، نلجأ إلى اعتماد نظام الفرز من المصدر، كي نسهل عملية فصل مكوناتها وتدويرها ومعالجتها. فحين نفصل المواد العضوية عن غير العضوية، يكون سهﻼ نقل المواد العضوية وحدها إلى مراكز متخصصة بمعالجتها، إما بالتسبيخ الهوائي ﻹنتاج الكومبوست، وهو محسن للتربة الزراعية، وإما بالهضم الﻼهوائي لتوليد البيوغاز الغني بالميثان ﻻنتاج الطاقة. وبذلك نسهل أيضا عملية فصل وتعريب المكونات اﻷخرى القابلة للتدوير، مثل

3

تقرير عن حالة معمل فرز ومعالجة النفايات المصادر المحتملة للروائح في صيدا

الخبير البيئي المستقل الدكتور المهندس ناجي قديح – صيدا 22 شباط 2018

---------------------------------------------------------------

الورق والكرتون والمعادن والزجاج والمواد البﻼستيكية واﻷقمشة. يمكن أيضا، أن يترافق نظام الفرز من المصدر مع إقامة مراكز ومعامل متخصصة ﻻستقبال النفايات لفرزها وفصل مكوناتها عن بعضها البعض، بغية تدوير ما هو قابل للتدوير، ومعالجة المكونات العضوية، بواحدة من الطريقتين المذكورتين سابقا، الهوائية أو الﻼهوائية أو بطرق أخرى. وفق هذه الرؤية لﻺدارة المتكاملة للنفايات، ولتسهيل عملية الفرز وفصل المكونات عن بعضها البعض، ولتحقيق أعلى فعالية لهذه العملية كميا ونوعيا، يجب اعتماد نظام الجمع والنقل في شاحنات ﻻ تضغط النفايات وﻻ تكبسها بطريقة تجعل فرزها وفصل مكوناتها عملية عالية التعقيد والصعوبة، وضعيفة الفعالية والمردودية. إن عدم اعتماد هذا النظام للجمع والنقل، واعتماد نظام ﻻ يتﻼءم مع عمليات الفرز والمعالجة، أي شاحنات الضغط التي تنتمي إلى الرؤية التقليدية القديمة المرتكزة على المكبات العشوائية والطمر والحرق، يتناقض كليا مع عمليات معمل الفرز والمعالجة. يؤدي ذلك بالنتيجة إلى تولد كميات كبيرة من المتبقيات المطلوب التخلص النهائي منها، على حساب ما هو هدف عملية الفرز، أي الفصل الفعال والكمي للمكونات والموارد، بغاية استرداد قيمتها عن طريق التدوير وإدخالها في الدورة اﻹنتاجية مرة أخرى. وكذلك الفصل الكمي للمكونات العضوية، حيث تؤثر نظافة جمعها وخلوها من الشوائب على جودة منتج الكومبوست أو كمية الغاز المتولد منها. إذن الجمع والنقل والفرز والفصل والتدوير والمعالجة هي عمليات متكاملة، الغاية منها تحقيق هدف هذه الرؤية، أي استرداد قيمة الموارد الموجودة في النفايات. إذا تم اعتماد الفرز من المصدر، تكون عملية فصل المكونات كمية ونوعية أفضل، مما يتيح استرداد أعلى نسبة من قيمة الموارد. وهذا يؤدي إلى تخفيف الكلفة اﻹجمالية ﻹدارة النفايات، ويفيد البيئة والصحة واﻻقتصاد الوطني، ويشجع الصناعة ويؤمن مزيدا من فرص العمل. وبهذه الطريقة أيضا، تكون كمية المتبقيات النهائية المطلوب التخلص منها، محدودة جدا، وبالتالي يسهل اعتماد خيارات مناسبة للتخلص النهائي منها. تشكل هذه المتبقيات نسبة تتراوح بين 20 – 10 بالمئة من وزن النفايات الداخلة، وتكون خالية إلى حد كبير من مكونات تشكل تهديدا كبيرا للبيئة والصحة العامة، فيسهل التخلص منها في مطامر صحية نظامية تخدم لسنوات طويلة جدا، أو بطرق أخرى آمنة بيئيا.

الرؤية الحديثة: مكونات النفايات ونسبها في لبنان: استرداد قيمة الموارد المكونة للنفايات (اﻹدارة المتكاملة للنفايات)

وفق الرؤية التقليدية القديمة، تتكون إدارة النفايات في حالة الطمر من حلقتين، حلقة الجمع والنقل، وحلقة الرمي في المكب العشوائي غير المراقب أو الطمر. وفي حالة الحرق من ثﻼثة حلقات، حلقة الجمع والنقل

4

تقرير عن حالة معمل فرز ومعالجة النفايات المصادر المحتملة للروائح في صيدا

الخبير البيئي المستقل الدكتور المهندس ناجي قديح – صيدا 22 شباط 2018

---------------------------------------------------------------

وحلقة الحرق وحلقة طمر رماد الحرق في مطامر متخصصة. في كل الحاﻻت، تكون حلقة الجمع والنقل غير مشروطة، ويمكن أن تتم في شاحنات الضغط والكبس.

أما الرؤية المستدامة لﻺدارة المتكاملة للنفايات، فتتكون أيضا من حلقات ثﻼثة مترابطة بحيث تخدم الواحدة حسن سير عمل الحلقة التي تليها. فتكون حلقة الجمع والنقل في شاحنات ﻻ تضغط، أو في حالة الفرز من المصدر، تكون المكونات منفصلة عن بعضها. تصل النفايات غير المضغوطة إلى مركز الفرز والمعالجة، فيسهل فصل مكوناتها وتتم معالجتها بأعلى فعالية ممكنة، فيتولد عن ذلك كمية أقل، ومتناقصة دوما من المتبقيات، المطلوب التخلص النهائي منها في مطمر صحي يخدم لسنوات طويلة جدا، أو بطرق أخرى آمنة بيئيا.

اﻷسباب العامة ﻷزمة إدارة النفايات في صيدا

أزمة إدارة النفايات في صيدا ليست خاصة بها، بل أعراضها وأسبابها العامة هي شاملة على امتداد كل لبنان. إن التداخل الذي نشهده في عناصر ومقومات ومراحل الرؤيتين التي جرى استعراضها، يؤدي إلى ما نحن فيه في لبنان من أزمة إدارة نفايات متمادية منذ سنوات طويلة وحتى اليوم، على الرغم من كل ما تم صرفه من مئات مﻼيين الدوﻻرات على هذا القطاع.

من جهة تعتمد الدولة خيار المطامر، وهنا ﻻ نناقش عدم تﻼؤم المواقع التي تختارها ﻹقامة هذه المطامر مع الحد اﻷدنى من المعايير البيئية والصحية. وإن كنا من أصحاب الرأي بأن مساحة لبنان وطبيعة أرضه وكثافته السكانية ﻻ تشجع على اعتماد خيار المطامر في إطار رؤية تقليدية عفا عليها الزمن في إدارة النفايات. بل نشير إلى المحاوﻻت الفاشلة في الجمع بين عناصر الرؤية الحديثة المستدامة المرتكزة على استرداد القيمة وتعميم وتطوير معامل الفرز والتدوير والمعاجة، وعملية الطمر الكلي أو شبه الكلي للنفايات. منذ العام 1997، بقيت معامل الفرز والتسبيخ عاجزة عن تحقيق أي تقدم في نسبة الفرز والمعالجة حتى اليوم. وهي لم تتجاوز على امتداد كل هذه السنوات نسبة الفرز من 10-8 بالمئة من كميات النفايات المتولدة في لبنان. يجري في هذه المعامل فرز هذه الكمية الصغيرة جدا، وتوضيب النفايات في باﻻت ونقلها إلى الطمر. هذا ما كان يحدث في مطمر الناعمة، وهذا ما يزال يحدث في مطمر الكوستابرافا وبرج حمود. في كل الحاﻻت كانت النفايات تجمع وتنقل بأسطول من الشاحنات التي تضغط النفايات وتكبسها. نظام الجمع والنقل هذا يتناقض مع عمل مراكز الفرز والمعالجة، ولذلك كان فشلها الذريع، باﻹضافة إلى التمنع عن القيام بأي تحسينات حتى تاريخه. وبنتيجة ذلك، كان وﻻ يزال يذهب إلى الطمر ما يقارب من 90 بالمئة من النفايات. إن القرارات اﻷخيرة لمجلس الوزراء المتعلقة بتطوير العمل في معملي الكرنتينا والعمروسية واستحداث معامل جديدة سوف يحسن نسبة الفرز، ويخفف من كمية المتبقيات المعدة للتخلص النهائي في المطامر.

إن وجود معامل للفرز والمعالجة، في كل مناطق لبنان، بما فيها صيدا، مهمتها فرز النفايات بغاية استرداد قيمتها، أي بغاية تدوير المكونات القابلة لذلك، وفصل المكونات العضوية بغاية معالجتها وتحويلها إلى منتج له قيمة، الكومبوست أو البيوغاز، يحتم اعتماد نظام جمع ونقل يتكون من أسطول من الشاحنات ﻻ تضغط وﻻ تكبس النفايات المنقولة إلى مراكز للفرز. هذا اﻷمر ﻻ يزال السبب الرئيس، بعد استبعاد المبادرة إلى تطبيق الفرز من المصدر، لفشل عمليات الفرز النوعي والكمي، ولضعف فعالية عمليات التدوير والمعالجة، وبالتالي تولد كميات كبيرة من المتبقيات المطلوب التخلص النهائي منها. أي بكﻼم آخر يؤدي تجاهل هذا

5

تقرير عن حالة معمل فرز ومعالجة النفايات المصادر المحتملة للروائح في صيدا

الخبير البيئي المستقل الدكتور المهندس ناجي قديح – صيدا 22 شباط 2018

---------------------------------------------------------------

اﻷمر إلى إفشال اﻷهداف الحقيقية ﻻستعادة القيمة من النفايات، التي تشكل أساس الرؤية الحديثة المستدامة ﻹدارة النفايات.

نظام "إدارة" النفايات في صيدا

في صيدا، يشكل معمل فرز ومعالجة النفايات الحلقة الرئيسة من النظام المشوه ﻹدارة النفايات المعمول به حاليا. فمن جهة تقوم حلقة الجمع والنقل على أسطول من الشاحنات، التي تضغط النفايات وتكبسها. وهذا كما أشرنا سابقا، يتناقض كليا مع عمليات الفرز والتدوير والمعالجة، التي يقوم بها المعمل. هذا ما يصعب مهمته ويضطره إلى بذل جهود مضنية لتحقيق مستوى مقبول من فعالية الفرز وفصل المكونات عن بعضها، وﻻ سيما تحضير المكونات العضوية كي تكون صالحة للدخول إلى مفاعل الهضم الﻼهوائي. ومن جهة أخرى يفتقر هذا النظام القائم حاليا في صيدا ومنطقتها (اتحاد البلديات) لمطمر صحي نظامي ﻻستقبال المتبقيات المتولدة عن عمليات الفرز والمعالجة التي يقوم بها المعمل.

شاحنات الجمع والنقل

معمل الفرز والمعالجة

المطمر الصحي النظامي

تضغط النفايات

ﻻستقبال المتبقيات غير

غير مﻼئمة وتساهم في

موجود

جعل الفرز أكثر صعوبة

معمل فرز النفايات ومعالجتها في صيدا

يعتبر معمل الفرز والمعالجة الحلقة الرئيسة في أي نظام متكامل لﻺدارة السليمة للنفايات الصلبة المنزلية. مهما بلغ حسن تنظيم وإدارة العمل فيه، وتوفير شروط رفع كفاءته، يبقى رهنا بمﻼءمة نظام الجمع والنقل مع طبيعة عملياته، ورهنا بوجود المطمر الصحي النظامي الذي يستقبل متبقيات عملياته، أو بوجود طريقة أخرى للتخلص اﻵن بيئيا منها.

في ظروفنا الراهنة، مهما بلغت درجة التنظيم والكفاءة وحسن اﻹدارة، فإن تصفير المتبقيات ﻻ يزال غاية منشودة، ولكنها غير قابلة للتحقق في الواقع، مما يبقي على ضرورة المطمر الصحي النظامي، لتتكامل حلقات نظام اﻹدارة المتكاملة السليمة للنفايات.

هذا هو اﻹطار العام الموضوعي، الذي يوجد فيه معمل فرز ومعالجة النفايات في صيدا. هذه هي الحقائق الواقعية لما هو موجود وغير مﻼئم (نظام الجمع والنقل)، ولما هو ضروري وغير موجود (المطمر الصحي النظامي)، بغض النظر عن طبيعة العقد المبرم مع البلدية أو اتحاد البلديات، وعن مضمونه، الذي ﻻ يشكل موضوعا للمناقشة في حدود نطاق هذا التقرير.

العمليات التي يقوم بها المعمل

يقوم المعمل بسلسة طويلة من العمليات منذ دخول النفايات إليه.

هناك خطان متمايزان للعمليات:

6

تقرير عن حالة معمل فرز ومعالجة النفايات المصادر المحتملة للروائح في صيدا

الخبير البيئي المستقل الدكتور المهندس ناجي قديح – صيدا 22 شباط 2018

---------------------------------------------------------------

خط فصل المكونات غير العضوية بعضها عن بعض وتحضيرها للتدوير، وﻹزالة الشوائب وعزلها.

خط فصل المكونات العضوية وتنظيفها لتحضيرها للدخول إلى العملية الرئيسة للمعمل، المتمثلة بالهضم الﻼهوائي للمكونات العضوية، التي ينتج عنها البيوغاز ﻹنتاج الطاقة. هذه العملية تستلزم درجة عالية جدا من نظافة المكونات العضوية، أي خلوها التام من الشوائب من كل نوع، بما فيها حبيبات الرمل الصغيرة.

يتولد عن عمل هذين الخطين، وبنتيجة سلسلة طويلة من عمليات الفصل، كمية من المتبقيات، يصار أيضا إلى إضافة خط ثالث ثانوي للتعامل معها بهدف فصل المزيد من مكوناتها، وذلك للتخفيف قدر اﻹمكان من كمياتها النهائية.

تسلسل العمليات ومسارات مكونات النفايات المختلفة

يستقبل المعمل يوميا ما يتراوح بين 500 و600 طن من النفايات، وفي بعض اﻷشهر تزيد هذه الكمية وفي أشهر أخرى تنقص. منها ما بين 250 و275 طنا يوميا تجمع من منطقتي صيدا والزهراني. ويستقبل أيضا كمية تقدر بما بين 23 -15 طنا يوميا من جزين. محتوى المكونات العضوية في النفايات المجموعة من صيدا والزهراني وجزين يقدر بحوالي 60-55 بالمئة، إسوة بكل المناطق اللبنانية اﻷخرى.

ويستقبل من بيروت حوالي 250 – 225 طنا من نفايات بيروت، الخارجة من معمل الفرز في الكرنتينا بعد أن يتم نزع اﻷحجام الكبيرة منها وتمريرها على غربال قطر فتحته 8 سم، وهكذا تصبح نسبة المكونات العضوية فيها ما بين 75-70 بالمئة، وخالية من المواد كبيرة الحجم.

يتم نظام العمل في المعمل على نوبتين، كل نوبة منها 8 ساعات، أو بمعدل 14 ساعة عمل حقيقي يمكن زيادتها إلى 16 ساعة عند الحاجة القصوى. عدد العمال 150 لكل نوبة.

-1 مسار المواد غير العضوية

عند دخول الشاحنة المحملة بالنفايات اﻵتية من الخارج يصار إلى إفراغها ونزع المواد الكبيرة منها مثل اﻷثاث، واﻷخشاب الكبيرة، واﻷدوات المنزلية الكبيرة الخ...

تنقل إلى عملية فتح اﻷكياس وتحرير النفايات التي بداخلها وتمرير النفايات على الغربال رقم 1 بفتحات قطرها 8 سم. القدرة اﻻستيعابية ﻵﻻت فتح اﻷكياس تقدر بـ 40 طن/ساعة. في هذا الغربال، نصف النفايات (حوالي 20 طن/ساعة) تسقط تحته، وتعتبر المكون العضوي، حيث تنقل إلى مسار المكونات العضوية. والنصف اﻵخر 20) طن/ساعة) ينتقل على البساط المتحرك إلى الغربال رقم .2
في الغربال رقم 2، يسقط تحت الغربال حوالي 2 طن/ساعة تنقل إلى خط المواد العضوية. وحوالي 18 طن/ساعة من المواد اﻷخرى تتابع انتقالها على بساط متحرك، وتتم عملية الفصل اليدوي للمواد، حيث يفصل حوالي 0.7 طن/ساعة من اﻷقمشة، و 0.3 طن/ساعة من اﻷكياس البﻼستيكية وأفﻼم البﻼستيك، وينتقل الباقي من المواد أي 17طن/ساعة إلى آلة قطع لتقطيعها، وبعدها تنتقل إلى الغربال رقم .3

7

تقرير عن حالة معمل فرز ومعالجة النفايات المصادر المحتملة للروائح في صيدا

الخبير البيئي المستقل الدكتور المهندس ناجي قديح – صيدا 22 شباط 2018

---------------------------------------------------------------

في الغربال رقم 3، يسقط تحت الغربال حوالي 1طن/ساعة تنقل إلى خط المواد العضوية. وحوالي 16طن/ساعة من المواد اﻷخرى تتابع طريقها على البساط المتحرك إلى آلة الفصل بالجاذبية، أي بفارق الثقل النوعي .Gravity separation هنا نميز بين فئتين من المواد:

o فئة المواد الثقيلة حوالي 10طن/ساعة، وتتكون من مختلف أنواع البﻼستيك الثقيل نسبيا (بولي آثيلين) والكرتون والمعادن واﻷقمشة، حيث يتم فصل مكوناتها المختلفة على بساط متحرك بطريقة يدوية. هنا يتم فصل حوالي 4 طن/ساعة من هذه المكونات، وينتهي إلى آخر البساط حوالي 6 طن/ساعة. منها 2.5 طن/ساعة تعود إلى الغربال رقم 2 للتتابع مسار فصل المواد غير العضوية من جديد. والباقي أي حوالي 3.5 طن/ساعة يحال إلى المتبقيات، حيث سنتحدث ﻻحقا عن مسار الفصل اﻹضافي للمتبقيات.

o فئة المواد الخفيفة حوالي 5 طن/ساعة، تنتقل إلى بساط للفصل اليدوي لحوالي 1 طن/ساعة من اﻷكياس البﻼستيكية وأفﻼم البولي أثيلين واﻷقمشة، أما الباقي حوالي 4 طن/ساعة يحال إلى المتبقيات، حيث سنتحدث ﻻحقا عن مسار الفصل اﻹضافي للمتبقيات.

الباقي من آلة الفصل بالجاذبية (الفرق في الثقل النوعي)، أي حوالي 1 طن/ساعة من الفئة الخفيفة ينتقل إلى آلة الفصل البصري باﻷشعة Optical separation لفصل المواد البﻼستيكية وتصنيفها، ومنها تنقل إلى معمل تدوير البﻼستيك الموجود في المعمل.

-2 مسار المواد العضوية

المواد العضوية اﻵتية من كل نقاط الفصل بالغربلة، أي حوالي 20 طن/ساعة من الغربال رقم 1، و حوالي 2 طن/ساعة من الغربال رقم 2، وحوالي 1طن/ساعة من الغربال رقم 3، أي بمجموع 23 طن/ساعة،

تنقل على بساط متحرك للفصل اليدوي، حيث يتم فصل المواد المعدنية، بفصل الحديد عن غير الحديد، وذلك بحوالي 1طن/ساعة.

 

ينتهي البساط في غربال رقم 4 (عضوي)، أي حوالي 22 طن/ساعة، تسقط تحت الغربال حوالي 9 طن/ساعة، وينقل حوالي 13 طن/ساعة إلى آلة للفرم والتقطيع، وتعاد إلى الغربال حيث تنقل كلها، أي حوالي 22 طن/ساعة، إلى آلة للفرم والتقطيع مجددا.

 

من آلة الفرم والتقطيع تنقل إلى آلة الغسيل بالماء، حيث تتم إزالة حوالي 2 طن/ساعة من المواد الخفيفة.

 

20 طن/ساعة تنقل إلى آلة أخرى للغسيل بالماء، حيث تتم إزالة حوالي 3 طن/ساعة من المواد الثقيلة مكونة من الرمل وفتات الحصى.

 

الباقي من المواد العضوية عالية النظافة، أي حوالي 17 طن/ساعة تنقل إلى مفاعل الهضم الﻼهوائي.

 

-3 المسار الثالث الثانوي للتعامل مع المتبقيات

 

أضاف المعمل خطا ثالثا في باحة في الخارج، ليقوم بعمليات فصل إضافية لبعض مكونات المتبقيات، وعمليات فرم وتقطيع، بهدف تخفيف كميات المتبقيات حتى الحد اﻷدنى الممكن. ويقوم بخلطها مع حجارة

 

 

8

 

تقرير عن حالة معمل فرز ومعالجة النفايات المصادر المحتملة للروائح في صيدا

 

الخبير البيئي المستقل الدكتور المهندس ناجي قديح – صيدا 22 شباط 2018

 

---------------------------------------------------------------

 

صخرية وتمريرها داخل كسارة، وذلك بهدف تخفيف رطوبتها إلى حد مقبول، ينتج عنه تخفيف الرائحة.

 

ومن جهة أخرى يصار إلى إغراق المتبقيات بوسط صخري مكسر يخفف من تركيزها.

 

المتبقيات الخارجة من خطي الفصل بالجاذبية، خط الفئة الثقيلة، أي حوالي 3.5 طن/ساعة، وخط الفئة الخفيفة، أي حوالي 3 طن/ساعة، أي ما مجموعه حوالي 6.5 طن/ساعة. كل ذلك ينقل إلى الغربال رقم 5 (غربال الفصل اﻹضافي للمتبقيات).

 

تنتقل من الغربال إلى بساط متحرك للفصل اليدوي، حيث يتم فصل إضافي لحوالي 1طن/ساعة من أكياس البﻼستيك واﻷقمشة.

 

أما الباقي الذي يسقط تحت الغربال، ينقل إلى آلة فرم وتقطيع، حوالي 5.5 طن/ساعة.

من آلة الفرم والتقطيع تؤخذ المواد المتبقية لتخلط مع الحجارة الصخرية لتدخل الكسارة.

كميات القماش المجموعة من كل مراحل عمليات الفصل تنقل إلى آلة للتقطيع حيث توضب وتحضر لنقلها إلى البقاع للتخلص منها في محرقة معمل سوكومو. تقدر هذه الكمية بما بين 9 و12 طن يوميا.

النفايات المنقولة من بيروت

يستقبل المعمل حوالي 250-225 طن/يوميا، وتصل أحيانا إلى أكثر من 300 طنا يوميا، من نفايات بيروت، الخارجة من معمل الكرنتينا لفرز النفايات. هذه النفايات تخضع في الكرنتينا إلى عملية نزع المواد كبيرة الحجم، وتمريرها على غربال قطر فتحته 8 سم. هذا ما يجعل من النفايات التي تجمع تحته ذات محتوى من المواد العضوية يتراوح بين 70 و75 بالمئة، وخالية من المواد كبيرة الحجم.

لقد عاينت بأم العين شاحنة محملة من نفايات بيروت وتم تفريغ حمولتها أمامي، وتفحصت النفايات وكانت متجانسة في كل الحمولة.

تدخل نفايات بيروت الدورة التي تم استعراضها في الفقرات سابقا منذ الخطوة اﻷولى وحتى اﻷخيرة. مصير المواد التي تم فصلها عبر خطوط ومسارات الفصل

المواد العضوية المفصولة بعناية على طول خطوط الفصل، وتنظيفها من كل الشوائب، تقدر بحوالي 17 طن/ساعة، طوال نوبتي العمل أي طوال 14 ساعة (يمكن زيادتها إلى 16 ساعة حين الضرورة)، أي ما يساوي 238 طن من المواد العضوية، تدخل تباعا إلى مفاعل الهضم الﻼهوائي.

الورق والكرتون يصار إلى توضيبه وكبسه ونقله للتدوير خارج المعمل.

البﻼستيك ينقل إلى معمل تدوير البﻼستيك الموجود داخل المعمل، لينظف ويفرم ويدخل آلة التحبيب ليخرج حبيبات بﻼستيكية جاهزة للتدوير.
المعادن المفصولة، والمعربة في مجموعتين، الحديد وغير الحديد، فتحضر لبيعها لتدويرها أو لتصديرها إلى الخارج.

المتبقيات المتولدة عن كل العمليات تقسم إلى نوعين:

9

تقرير عن حالة معمل فرز ومعالجة النفايات المصادر المحتملة للروائح في صيدا

الخبير البيئي المستقل الدكتور المهندس ناجي قديح – صيدا 22 شباط 2018

---------------------------------------------------------------

متبقيات رملية وفتات الحصى من عمليات غسل المواد العضوية تقدر بحوالي 3 طن/ساعة، أي بكمية إجمالية خﻼل 14 ساعة عمل كمعدل وسطي تكون 42 طنا/يوميا أي بنسبة 7.5 بالمئة.

متبقيات عمليات فصل المواد غير العضوية تقدر بحوالي 6.5 طن/ساعة، أي حوالي 91 طن يوميا، اي بنسبة 16.3 بالمئة. يتم فصل إضافي منها على خط المتبقيات الثالث حوالي 1 طن/ساعة من أكياس البﻼستيك والقماش، ليبقى حوالي 5.5 طن/ساعة متبقيات نهائية للتخلص النهائي، أي 77 طن يوميا، أي بنسبة حوالي 14 بالمئة.

عملية الهضم الﻼﱠهوائي ﻹنتاج البيوغاز

تعتبر عملية الهضم الﻼهوائي للمواد العضوية ﻹنتاج البيوغاز، وبالتالي إنتاج الطاقة، العملية الرئيسية في المعمل. وكل العمليات اﻷخرى التي تم استعراضها، هي عمليات تحضيرية ومساعدة.

يوجد في المعمل مفاعﻼن للهضم الﻼهوائي، القدرة اﻻستيعابية لكل منهما 7200 متر مكعب.

فترة التفاعل الﻼهوائي داخل المفاعل هي 14 يوما.

ينتج المعمل حوالي 2 ميغاوات يوميا، يستعملها لتشغيل اﻵﻻت وتسخين المياه للحرارة المطلوبة لعملية الهضم الﻼهوائي في المفاعل، وللعمليات اﻷخرى.

كل طن واحد من النفايات العضوية الصلبة الطازجة (ﻻ يزيد عمرها عن 5 ساعات) يعطي 130 متر مكعب من البيوغاز.

أما النفايات اﻵتية من بيروت، والتي يقارب عمر المواد العضوية فيها 48 ساعة، فيعطي كل طن منها 55 متر مكعب فقط من البيوغاز.

يعمل مفاعل الهضم الﻼهوائي على مدار الساعة 24) ساعة)، يعمل بطريقة مستمرة ومأتمتة، أي بطريقة آلية.

يعطي حوالي 800 متر مكعب من البيوغاز بالساعة، أي حوالي 2 ميغاوات من الطاقة.

عمليات اﻻستقرار والتسبيخ الهوائي

بعد إتمام عملية الهضم الﻼهوائي وإنتاج الغاز، يتم إخراج البقايا الصلبة من المواد العضوية (الوحول العضوية)، حيث تخضع لعدة عمليات:

عملية استقرار الوحول وتهويئتها في خزان اﻻستقرار والتسبيخ الهوائي .Stabilization and aerobic tank
العصر ونزع الماء .Dewatering

خزان اﻻستقرار والتسبيخ الهوائي مغطى ومربوط بفلتر حيوي Bio-filter لتصفية الغازات من الروائح قبل انطﻼقها في الهواء الجوي.
نقلها إلى هنغار التسبيخ الهوائي لﻺنضاج لتتحول إلى كومبوست ناضج.

10

تقرير عن حالة معمل فرز ومعالجة النفايات المصادر المحتملة للروائح في صيدا

الخبير البيئي المستقل الدكتور المهندس ناجي قديح – صيدا 22 شباط 2018

---------------------------------------------------------------

تنظيف البيوغاز ونزع الكبريت

تتم عمليات إزالة الكبريت من البيوغاز بتفاعﻼت بيوكيميائية تحول غاز سولفايد الهيدروجين إلى سولفات، وبهذه الطريقة تتم إزالته من البيوغاز ليصبح اكثر أمنا للبيئة والصحة العامة.
تستعمل في هذا القسم فﻼتر فعالة من الكربون المنشط.

تقييم فعالية عمل المعمل

سوف نقوم بتقييم فعالية العمل في المعمل على ثﻼثة مستويات:

فعالية عمليات فصل المواد عن بعضها البعض، أي فعالية عمليات الفرز

فعالية عملية الهضم الﻼهوائي وإنتاج البيوغاز والتسبيخ الهوائي للوحول المتبقية

فعالية التعامل مع المتبقيات النهائية

-1 فعالية عمليات فصل المواد عن بعضها البعض، أي فعالية عمليات الفرز: نقيس هذه الفعالية بمقارنة كميات النفايات الداخلة مع كمية المتبقيات النهائية عن كل عمليات الفصل التي تتم تباعا في خطوط المسارات الثﻼثة، مسار المواد غير العضوية، ومسار المواد العضوية، والمسار اﻹضافي للمتبقيات، فنرى أن على طول يوم عمل من 14 ساعة (يمكن زيادتها إلى 16 ساعة عند الحاجة)، تكون كمية النفايات الداخلة: 560 = 14 * 40 طن باليوم. وتكون كمية المتبقيات النهائية * 5. 5 77 = 14 طن باليوم، أي بنسبة 14 بالمئة. هذه النسبة تعتبر ممتازة، وبالتالي تكون فعالية فصل المواد عن بعضها وفعالية عمليات الفرز ممتازة. وهذا يعود لثﻼثة أمور:

اﻷمر اﻷول يتعلق بنظام العمل المتبع، وهو نظام جيد الدقة والتنظيم. يظهر ذلك بجﻼء في تحديد مسارات فصل المواد، مسار المواد العضوية، ومسار المواد غير العضوية، وإضافة مسار ثالث لفصل إضافي للمتبقيات المتولدة عن مسار المواد غير العضوية.

اﻷمر الثاني، يتعلق بالتجهيز الممتاز للمعمل بسلسلة من التجهيزات الوظيفية والغرابيل واﻵﻻت والبساطات المتحركة، التي تجمع بين عمليات الفصل اليدوي وعمليات الفصل اﻵلي (الفصل بفارق الكثافة، والفصل البصري).

اﻷمر الثالث يتعلق بالعدد الكافي من العمال الموزعين على اﻷبسطة المتحركة، وفي كل العمليات اﻷخرى، لنقل المواد من مكان إلى آخر وفق مسارات خطوط العمل في المعمل.

 

بنتيجة هذا التنظيم المعمول به وهذا التجهيز يمكننا اﻻستنتاج أن فعالية عمليات الفصل والفرز ممتازة، والمعمل يتعامل بنجاح مع الكميات التي يستقبلها.

-2 فعالية عملية الهضم الﻼهوائي وإنتاج البيوغاز وتسبيخ الوحول المتبقية:

عملية الهضم الﻼهوائي: هناك مفاعﻼن للهضم الﻼهوائي في المعمل يتمتعان بسعة كبيرة جدا وقدرة على استيعاب كميات إضافية من المواد العضوية المعدة للهضم الﻼهوائي. وبالتالي فإن القدرات المتاحة فعليا تتعامل بنجاح مع الكميات من المواد العضوية الداخلة إليه حاليا، وهو يستطيع أن يستوعب كميات إضافية من المواد العضوية النظيفة لدرجة تسمح لها بالدخول إلى المفاعل.

عملية تسبيخ الوحول المتبقية: إن حجم وقدرة خزان اﻻستقرار والتهويئة، خصوصا في الفترة اﻷخيرة، أي بعد إتمام عمليات التوسعة والتأهيل والصيانة، وتأهيل البيوفلتر القديم،

11

تقرير عن حالة معمل فرز ومعالجة النفايات المصادر المحتملة للروائح في صيدا

الخبير البيئي المستقل الدكتور المهندس ناجي قديح – صيدا 22 شباط 2018

---------------------------------------------------------------

يمكن القول أن فعالية هذه العمليات تحسنت لدرجة كبيرة، ولم تعد مصدرا محتمﻼ ﻹطﻼق الروائح المميزة لهذه العملية.

-3 فعالية التعامل مع المتبقيات النهائية:

من حيث المبدأ، إن المتبقيات النهائية ينبغي أن يكون مصيرها اﻹنتقال إلى مطمر صحي نظامي، حيث يتم التخلص النهائي منها بطريقة سليمة بيئيا.

لم يكن عمل المعمل في كل المراحل السابقة شبيها بوضع العمل فيه حاليا. ولم يكن يعمل دائما بالفعالية، التي نشهدها اليوم لجهة فعالية عمليات الفصل بين المواد. ولصعوبات في تصريف كميات المتبقيات التي كانت تتولد لعدة سنوات خلت، أدت إلى تراكم جبل من المتبقيات في الباحة الجنوبية الغربية للمعمل.

يقوم المعمل حاليا بعمليتين حيال متبقياته المتولدة يوميا، وحيال كمية مماثلة من جبل المتبقيات المتراكمة:

العملية اﻷولى تتعلق بإضافة خط للفصل يتكون من غربال وبساط متحرك للفصل اليدوي، يؤدي إلى النجاح في فصل 1طن/ساعة إضافي من أكياس وافﻼم البﻼستيك واﻷقمشة.

العملية الثانية تتمثل بفرم المتبقيات المتولدة تحت الغربال، وخلطها مع كميات من الحجارة الصخرية، وتمريرها في كسارة ليتم خلطها. الهدف من هذه العملية تخفيف رائحة المتبقيات عبر تخفيف رطوبتها عند خلطها مع كسر الحجارة، وتخفيف تركيزها عبر إغراقها في وسط طاغ من كسر الحجارة.

إن تقييم هاتين العمليتين ليس واحدا. فالعملية اﻷولى تقييمها عالي اﻹيجابية، حيث تهدف إلى تخفيف إضافي لكمية المتبقيات المعدة للتخلص النهائي، وهذا هدف يستحق بذل الجهود من أجل تحقيقه، وأن يكون سعيا دائما لدى إدارة المعمل، وأي معمل مماثل لفرز النفايات ومعالجتها. أما العملية الثانية، فيمكن اعتبارها تعامﻼ طارئا مع وضع متأزم ناتج عن تراكم جبل المتبقيات، الذي يشكل مشكلة كبرى ﻹدارة المعمل، ولعموم المدينة.

برأيي أن هذه العملية، ﻻ يمكن لها أن تشكل مسارا دائما مقبوﻻ لحل أزمة جبل المتبقيات المتراكمة، وﻻ هي طريقة مقبولة على المدى المستدام للتعامل مع المتبقيات المتولدة يوميا في المعمل. فمن جهة إن هذه الطريقة تؤدي إلى زيادة الكميات المطلوب التخلص منها أضعافا عدة، مما ﻻ يسهل عملية إيجاد الوسائل واﻷماكن للتخلص منها، كما تأمل إدارة المعمل. ومن جهة أخرى، أعتقد أن العلوم التي تعنى بمعالجة النفايات والملوثات، ﻻ تعتبر تخفيف تركيز النفاية والملوث، عبر إغراقه في كميات من وسط حامل، معالجة للمشكلة. يعبر عن ذلك بمقولة يعرفها الخبراء العاملون في هذا المجال التي تقول: "إن تخفيف تركيز التلوث عبر اﻹغراق في وسط حامل ليس حﻼ" .Dilution of pollution is not a solution

إن التحاليل المخبرية لعينات من هذا الخليط للمتبقيات المفرومة مع كسر الحجارة الخارجة من الكسارة دلت على أن تركيز المعادن الثقيلة يبقى ضمن الحدود المقبولة وفق المواصفات العالمية للتربة. مما يعني أنه يمكن استعمالها لتأهيل مواقع المقالع المشوهة، أو لتأهيل مواقع المكبات العشوائية.

12

تقرير عن حالة معمل فرز ومعالجة النفايات المصادر المحتملة للروائح في صيدا

الخبير البيئي المستقل الدكتور المهندس ناجي قديح – صيدا 22 شباط 2018

---------------------------------------------------------------

نتائﺞ التحليل المخبري ﻷهم المؤشرات في عينات من خليط المتبقيات المفرومة مع كسر الحجارة الخارجة

2018-03-02

دلالات: