الرئيسية / أخبار صيدا /أخبار صيداوية /معروف نحن على العهد : بقلم توفيق عسيران

الشهيد معروف سعد / صيدونيانيوز.نت

جريدة صيدونيانيوز.نت / معروف نحن على العهد : بقلم توفيق عسيران

 

جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار مدينة صيدا / معروف نحن على العهد : بقلم توفيق عسيران

يوم 6 آذار يوم مشؤوم في حياتنا نحن رفاق معروف سعد ومحبوه .. يوم فارق الحياة مستشهداً بطلاً في مؤامرة خسيسة دنيئة حاكتها أياد لبنانية وغير لبنانية  تآمروا على اغتياله، لو عرفوا قيمته الإنسانية وما كان يمثله للناس وقدرته على ضبط إيقاعهم واضعاً قضية الوطن في أولى أولوياته، في ظل ما كان يشهده لبنان من نزاع على البقاء، واستقلالية قراره وسلامة أراضيه،  لما أقدموا على مؤامرتهم القذرة..

جريمة هي ولا أبشع... والأخطر ما فيها أنها بقيت بلا حساب وعقاب حتى اليوم، وكأن الدولة تحاول أن تتلاشى المطالبة باكتشاف القتلة مع مرور الزمن...

ولكن ظنهم سيخيب حتماً، ففي كل سنة في الفترة من 26 شباط يوم الاغتيال، حتى 6 آذار، يوم الاستشهاد تستعيد صيدا وجوارها والقوى الحية في الوطن  إنجازات هذا الرجل على الصعد الوطنية والقومية والشعبية والنضالية والجهادية والبرلمانية وسواها ... وتسأل لماذا لم يعاقب أو يكشف عن قتلة معروف؟...

وإذ يدفعهم الحنين إلى الأيام الخوالي التي كان معروف لا يقبل تحت أي ظرف المساومة على قضية وطنية أو قومية أو متصلة بحياة الناس، يذكرون أنه بعد ستة عشر سنة في النيابة، وخلالها رئيساً للبلدية لنصف الفترة، لا يستطيع إنسان واحد أن يقول أنه قبل منحة أو هدية (وهي الرشوة المبطنة) ، بل عاش فقيراً واستشهد فقيراً ولكن بشرف.

بعد 43 سنة، نطمئنك يا معروف أن مسيرتك ماضية في طريقها .. لم تنحرف عن الخط.. ولم تهن ولم تتلون.. وها هي مدينتك التي أحببت واستشهدت من أجل فقرائها تدفع ثمناً غالياً لمواقفها ولا سيما رفضها عزلتها عن محيطها وإلباسها ثوباً غير ثوب العروبة والوحدة الوطنية التي ميزها دائماً... فتم تحويلها إلى مكب نفايات لكل لبنان،  كما جرى حرمانها من الوظائف العليا في الحكومة وغيرها الكثير ليس مجاله الآن ... وكل هذا لأنها أبت إلا أن تكون صيدا وطنية عربية  مقاومة منفتحة على الجميع في جوارها شرقا وجنوبا وشمالا...

في 6 آذار الذكرى 43 لاستشهادك سنكون نحن جميعاً محبوك ورفاقك على ضريحك لنؤكد لك أنك لا زلت فينا، وأن الدكتور أسامة وصيتك إلينا في آخر لحظات حياتك.. تلقى منا الحرص والالتزام والدعم، فهو الرجل الذي يحمل الأمانة بأمانة وهو يسير على دربك دفاعا عن قضايا الناس رافضاً كل مغريات " الزعامة" .

لن نبكيك يا معروف، فليست الساعة ساعة بكاء .. بل لك منا العهد أن تظل مسيرتك حية تتناوبها الأجيال جيلاً بعد جيل تأكيداً على عزمهم وعزتهم ووفائهم وشرفهم .

والسلام عليك في عليائك

         توفيق عسيران

         رفيق الدرب

2018-03-05

دلالات: