جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار العالم العربي / الهجوم الكيميائي المفترض في دوما: ما الذي نعرفه؟
المصدر: "ا ف ب"
أثار هجوم كيميائي مفترض في مدينة دوما في الغوطة الشرقية، غضبا دولياً، وحذرت واشنطن الاحد من احتمال شن عمل عسكري بينما قالت دمشق وموسكو أن هذه المزاعم "اسطوانة مملة غير مقنعة".
أعلنت منظمة الخوذ البيضاء التي تعمل في المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في سوريا، ان الهجوم وقع في وقت متاخر من السبت باستخدام "غاز الكلور السام".
وتحدثت المنظمة والجمعية الطبية السورية الأميركية (سامز) في بيان عن وصول "500 حالة" إلى النقاط الطبية. وأشارت إلى أعراض "زلة تنفسية وزرقة مركزية وخروج زبد من الفم وانبعاث رائحة واخزة تشبه رائحة الكلور".
وقال البيان ان متطوعي الدفاع المدني عثروا على 42 شخصا متوفين في منازلهم "يعانون من نفس الاعراض السريرية". وتوفي ستة اثناء تلقيهم العلاج.
ونشرت الخوذ البيضاء على حسابها على تويتر صوراً قالت إنها للضحايا تظهر جثثاً متراكمة في إحدى الغرف، وأخرى لأشخاص بينهم أطفال يخرج الزبد الأبيض من أفواههم.
ودوما هي آخر معقل للمعارضة في الغوطة الشرقية التي كانت معقلهم الرئيسي على مشارف دمشق، وتعرضت لهجوم من النظام استمر سبعة اسابيع.
ومنذ 18 شباط شنت القوات السورية والروسية هجوماً عسكرياً عنيفاً على الغوطة الشرقية.
رغم أنه لم يظهر اي دليل على مسؤولية جهة معينة عن هذا الهجوم المفترض، إلا أن نظام الرئيس السوري بشار الاسد واجه اتهامات مراراً باستخدام اسلحة كيميائية في الحرب المستمرة منذ سبع سنوات في بلاده.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان من مقره في بريطانيا، ان النظام شن سلسلة من الغارات الجوية على دوما يومي الجمعة والسبت ادت الى مقتل نحو 100 شخص عانى العديد منهم من مشاكل تنفسية.
ودانت سوريا وحليفتها روسيا الاتهامات الموجهة اليها ووصفتها بأنها "مفبركة"، وحذرت روسيا من "عواقب وخيمة" اذا ما استخدمت هذه الاتهامات ذريعة لشن عمل عسكري.
توعد الرئيس الاميركي دونالد ترامب المسؤولين عن الهجوم المفترض "بدفع ثمن باهظ".
وقال في سلسلة من التغريدات حول دوما "قتل كثيرون بينهم نساء وأطفال في هجوم كيميائي متهور في سوريا"، مضيفا "الرئيس (فلاديمير) بوتين وروسيا وايران مسؤولون عن دعم الأسد الحيوان. سيكون الثمن باهظا". كما دعا الى "فتح المنطقة فورا امام مساعدات طبية وعمليات تحقق".
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن "القلق الكبير حيال العنف الشديد المتجدد في دوما خلال الساعات الـ36 الأخيرة بعد فترة من الهدوء النسبي" و"يدعو جميع الأطراف لوقف المعارك والعودة إلى الهدوء".
وطلبت تسع دول من أصل أعضاء مجلس الأمن الـ15 وبدفع من فرنسا عقد اجتماع طارئ للمجلس الاثنين لبحث التقارير عن الهجوم المزعوم.
وأوضحت المصادر أن طلب الاجتماع يحمل توقيع فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا والكويت والسويد وبولندا والبيرو وهولندا وساحل العاج.
وقال الاتحاد الاوروبي ان المؤشرات تفيد بأن النظام السوري شن هجوما كيميائيا في دوما.
وقال الجهاز الأوروبي للعمل الخارجي إن "المؤشرات تفيد بأن النظام شن هجوماً كيميائيا آخر" السبت في دوما فيما أفادت تقارير عن سقوط عشرات القتلى في هذه المنطقة.
وفي فرنسا أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان فرنسا "ستتحمل مسؤولياتها كاملة باسم الكفاح ضد انتشار الأسلحة الكيميائية. وهي تطالب باجتماع لمجلس الأمن الدولي في أقرب وقت ممكن لبحث الوضع في الغوطة الشرقية".
وندد البابا فرنسيس بالهجوم المفترض، وقال أمام الآلاف الذين تجمعوا في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان "تأتينا أخبار مروعة من سوريا حيث سقط عشرات الضحايا بينهم الكثير من النساء والأطفال (...) تأثر كثيرون بتداعيات المواد الكيميائية في القنابل" في دوما.
رفض مستشار الامن في البيت الابيض توم بوسيرت استبعاد القيام بعمل عسكري ردا على الهجوم الكيميائي المزعوم. وقال "لا استبعد اي شيء".
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية هيذر نويرت ان التقارير إذا تأكدت "فستكون مروعة وتستدعي رداً فورياً من المجتمع الدولي".
وحذر السناتور الجمهوري البارز ليندسي غراهام ترامب من أن عدم التحرك سيجعله في موقف ضعيف دوليا.
واضاف "هذه لحظة حاسمة في رئاسته".
قتل 1429 شخصا من بينهم اطفال في هجوم في اب 2013 على هجوم كيميائي بغاز السارين في الغوطة الشرقية، بحسب الولايات المتحدة.
كما تم رصد غاز السارين في هجوم في نيسان 2017 على بلدة خان شيخون شمال غرب البلاد ادى الى مقتل اكثر من 80 شخصا. وأطلق الغاز بعد غارة جوية.
وذكر تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش في 2017 أن النظام السوري يلقي ذخائر مليئة بغاز الكلور بمروحيات بشكل متزايد في النزاع المستمر منذ سبع سنوات.
2018-04-09