الرئيسية / أخبار لبنان /الإنتخابات النيابية 2018 /بالصور: الرئيس سعد الحريري في مؤتمر صحافي من بيت الوسط : سعيد بالنتيجة وإذا تمت تسميتي للحكومة ولم يعجبني أمر ما بمشي

الرئيس سعد الحريري في مؤتمره اصحافي من بيت الوسط حول الإنتخابات النيابية في لبنان (7-5-2018) - تصوير دالاتي ونهرا ( صيدونيانيوز.نت)

جريدة صيدونيانيوز.نت / بالصور: الرئيس سعد الحريري في مؤتمر صحافي من بيت الوسط : سعيد بالنتيجة وإذا تمت تسميتي للحكومة ولم يعجبني أمر ما بمشي

جريدة صيدونيانيوز.نت / أخبار لبنان / الرئيس سعد الحريري في مؤتمر صحافي من بيت الوسط : سعيد بالنتيجة وإذا تمت تسميتي للحكومة ولم يعجبني أمر ما بمشي


رأى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أن "الانتخابات النيابية محطة انتهت، وقد اقترع اللبنانيون لمشروع الاستقرار والأمان والنهوض الاقتصادي"، مشددا على أن "مشروع الأمل بالمستقبل انتصر"، وقال: "نحن نمد الأيدي لكل الحريصين على الاستقرار والشروع بتحقيق الإصلاحات المطلوبة، لتقدم البلد وحماية الإنجاز الكبير، الذي تحقق في مؤتمر سيدر وسائر مؤتمرات دعم لبنان".

أضاف: "معركتنا كانت على جبهات عدة، ونحن انتصرنا على كل هذه الجبهات بإرادة جمهور عريض، يمكنه أن يرفع رأسه بالإنجاز الأساسي والشعبي الكبير، الذي حققه، وإن النتائج تعطي التمثيل الأول في عكار وطرابلس وبيروت والإقليم وصيدا والبقاع الغربي والشمالي والأوسط لتيار المستقبل وكتلة كبيرة من 21 نائبا".

كلام الرئيس الحريري، جاء خلال مؤتمر صحافي عقده عصر اليوم، في بيت الوسط، في حضور الرئيس تمام سلام وعدد من الفائزين على لائحة "المستقبل لبيروت" وحشد من الشخصيات والفاعليات ومخاتير العاصمة، استهله بالقول: "اللبنانيون قالوا كلمتهم. وعندما يتكلم اللبنانيون على الجميع أن يسمع! بالنسبة لتيار المستقبل، وللوائح المستقبل، ولمرشحي المستقبل، كانت الكلمة واضحة، بكل المقاييس، الشعبية والتمثيلية. معركتنا كانت على جبهات عدة. جبهة الدفاع عن وجودنا السياسي، وجبهة التصدي لتفتيت القرار السياسي في كل مناطقنا، وجبهة اللوائح المفبركة، التي تأكد بالوقائع والأرقام، أنها كانت أداة في يد الأخصام المعروفين لتيار المستقبل".

أضاف: "نحن انتصرنا على كل هذه الجبهات، بإرادة جمهور عريض، يمكنه أن يرفع رأسه بالإنجاز السياسي والشعبي الكبير الذي حققه. أن النتائج التي رأيتموها لغاية الآن، تعطي التمثيل الأول في عكار وطرابلس وبيروت والإقليم وصيدا، وحتى في البقاع الغربي والأوسط الشمالي لتيار المستقبل، وتعطي التيار كتلة كبيرة من 21 نائبا في البرلمان".

وتابع: "كنا قد راهنا على نتيجة أفضل، هذا صحيح، وعلى كتلة أوسع، فيها مشاركة مسيحية وشيعية أفضل، هذا أيضا صحيح، لكن الجميع رأى أن تيار المستقبل، كان يواجه باللحم الحي، مشروع إقصائه عن الحياة السياسية، وعن مشروعية تمثيله لمكون أساسي من مكونات المعادلة الوطنية في البلد"، معتبرا أنه "أمامنا اليوم مرحلة جديدة وتحديات كثيرة. وأنا على رأس تيار المستقبل، مستمر بخوض هذا التحدي، على كل المستويات السياسية والوطنية والاقتصادية، ومعنا رصيد شعبي كبير رآه اللبنانيون في جميع المناطق".

وأردف: "الانتخابات بالنسبة لي محطة انتهت. ولكن قبلها كانت هناك محطات، مع جمهور كبير، صوت لخط الرئيس الشهيد رفيق الحريري ولمشروع تيار المستقبل ولعروبة لبنان، ولصيغة العيش المشترك واتفاق الطائف. هذا الجمهور، الذي احتضن سعد الحريري وتيار المستقبل في أحياء بيروت وطرابلس، ومدن عكار والمنية والضنية، وصيدا والإقليم والعرقوب وكل البقاع، هذا الجمهور، هو الأساس بوجه كل الاختراقات ومشاريع الهيمنة على قرار بيروت وطرابلس وكل المناطق، وهو الأساس ايضا ليبقى تيار المستقبل، تيار الاعتدال العابر للطوائف، في كل لبنان".

وقال: "ثقتي بالناس كبيرة، على الرغم من كل الاعتبارات. وثقتكم فينا، وفي أنا شخصيا ميدالية أعلقها على صدري، ومسؤولية أحملها على أكتافي، وخارطة طريق نمشيها معكم جميعا بإذن الله. لقد اقترع اللبنانيون اليوم لمشروع الاستقرار ولمشروع الأمان، ولمشروع النهوض الاقتصادي.اليوم انتصر مشروع الأمل بالمستقبل، وغدا مع بعضنا بعضا، أنا وإياكم، سنتابع العمل لتحقيق هذا المشروع".

أضاف: "كالعادة، وعند كل استحقاق وكما علمنا الرئيس الشهيد رفيق الحريري، نمد الأيدي لكل الحريصين على الاستقرار، وعلى الشروع بتحقيق الإصلاحات المطلوبة لتقدم البلد، وحماية الإنجاز الكبير، الذي تحقق في مؤتمر سيدر وسائر مؤتمرات دعم لبنان. وأمد يدي لكل لبناني ولبنانية، شارك في الانتخابات، وفي المجهود الوطني الكبير، الذي نريد أن نتابعه في المرحلة المقبلة، لتثبيت الاستقرار السياسي، وتعزيز الأمان، والنهوض بالاقتصاد وإيجاد فرص العمل للشبان والشابات، وتحسين المعيشة لكل اللبنانيين. هذه الديمقراطية التي مارسناها، وهذه الحرية التي مارسناها، نريد أن نحافظ عليها، مهما كانت النتائج".

وختم "نريد أن نحافظ على أهلنا، وعلى حقوق المناطق المحرومة خصوصا، وعلى حقوق الناس الطيبين، الذين عشت معاناتهم ورأيتها بعيني، ولم يعد مقبولا بعد اليوم، أن يكون هناك لبناني تحت خط الفقر، لا في عكار ولا في طرابلس ولا في أي مكان من لبنان. عشتم، عاشت الديموقراطية وعاش لبنان".

حوار

سئل: كنا نتمنى ألا تقبل بهذا القانون، وتبين أن أهل بيروت تحديدا لديهم احتياجات نتمنى أن تتمكن من تلبيتها؟

أجاب: "بالنسبة إلي هذا القانون هو كأي قانون آخر، ولكن لا شك أننا كنا كبلد منقسمين، وتمكنا خلال السنة ونصف السنة أن نوحد الآراء، وأهم إنجاز للحكومة كان قانون الانتخابات. وأنتم تعرفون جيدا جدا أن البلد كان متجها نحو الفراغ، وإلى متاهة لا نريدها، وخاصة في ظل كل المشاكل المحيطة بنا. لذلك برأيي ليس المهم القانون بل الناس، نحن نحترم كلمة الناس، وعلى العكس أنا أشعر أني انتصرت وربحت ومرتاح جدا للنتائج، وقانون الانتخاب هذا هو كغيره من القوانين السابقة.
أما إذا كان هذا القانون يستهدفني، فأنا أقول بكل صراحة، أنا لم أفكر يوما بشخصي بل بالبلد والناس، وكيف أنتشل البلد من وسط كل هذه التجاذبات السياسية، التي كانت تدمر الاقتصاد الوطني للمواطن اللبناني، وأساس فكري هو كيفية النهوض بلبنان ليقف على رجليه. أما بخصوص النتائج، فيمكننا أن نعوض ولا داعي للخوف: نحن قاعدين مش رايحين لمحل".

سئل: هل تعتقد أن عدم تحقيقكم للنتيجة الأكبر والكتلة الأوسع يعود لعدم قناعة الناس بخيار الاستقرار الذي اعتمدته، وأن القواعد تطلب خطابا متجها أكثر نحو السيادة والتعاطي مع الفريق الآخر، هل ستعيدون النظر في استراتيجيتكم في موضوع الخيار والتعاطي السياسي مع الفرقاء؟

أجاب: "في الموضوع السيادي، إنه قرار لدينا منذ البداية ولم نتخل عنه. وأنا أرى أن القانون سمح للعديدين ممن لم تكن لديهم الفرصة في السابق، بأن يصلوا إلى مجلس النواب ويحدثوا خرقا. أنا برأيي أن الناس يريدون الاستقرار والاقتصاد. الناس تعبوا من السياسة ويريدون عملا وفرص عمل. ولأن القانون قائم على النسبية، فهو يسمح لبعض الأحزاب، مثل القوات اللبنانية، وأنا أهنئهم على الإنجاز الذي قاموا به، أن يحققوا الخروقات التي حققوها، في وقت لم يكن ذلك ممكنا في القانون الأكثري. لذلك هذا أمر جيد، ومن هنا أرى أن الناس صوتوا لمشروع الاستقرار. ومن ربح اليوم في المجلس النيابي هو شريك بهذا الاستقرار".

سئل: البعض اعتبر أنك دفعت ثمن تحالفك مع "التيار الوطني الحر"، فهل ستعيد النظر في المرحلة المقبلة، خصوصا بتشكيل الحكومة؟ تحدثت عن إقصائك، فأي إقصاء بعد الاحتضان الشعبي والسياسي بعد إعلانك استقالتك؟

أجاب: "أنا أتحدث عن إقصائي في الانتخابات. أما في موضوع التحالفات فلم أغير، ما زلت حليفا لرئيس الجمهورية وسأبقى على هذا الخط، لأنني أرى أنه يأتي بالاستقرار للبلد، وقد رأيتم الإنجازات التي تحققت. لكن الإنجازات تحتاج إلى كل المكونات، من الرئيسين ميشال عون ونبيه بري وكل مكونات الحكومة. ما يهمني أن أنقل البلد من مكان إلى آخر. وأنا أرى أن أكبر إنجاز حققته هذه الحكومة هو الانتخابات. نحن ننظر دائما إلى فوز نائبين أو ثلاثة من هنا أو خسارتهم من هناك. أنا ليست لدي أي مشكلة بالنسبة للنتائج، وإذا نظرتم إلى ما كنا نتوقعه من فوز لوجدتم أننا كنا نتوقع الحصول على ثلاثة أو أربعة نواب إضافيين، لكن ما حصل ليس آخر الدنيا. بالنسبة إلي، التوافق السياسي الذي حصلنا عليه في انتخاب رئيس الجمهورية، هو الذي حصن البلد ضد أي أمر قد يأتي من الخارج، وهذا ما أفخر به".

سئل: هل تؤمنون باستقرار ما طالما سلاح حزب الله موجود؟ كما أن الشيخ نعيم قاسم قال إنه ما بعد الانتخابات حسابات أخرى، فما رأيك؟

أجاب: "ليقل ما يريد الأمر لا يعنيني، رئيس الجمهورية قال صراحة إنه سيكون هناك بحث في استراتيجية دفاعية. أنتم تعرفون رأيي بموضوع السلاح، وأنا ضده. ولكن هل هذا الأمر سيعرقل مسارنا بالبلد؟ أم علينا أن نضع مشاكلنا جانبا ونوقف البلد على رجليه؟ أنا أود أن أذكركم للتاريخ، رفيق الحريري أتى إلى هذا البلد في العام 1992 وكان البلد مدمرا، وكانت الوصاية في مواجهته، ولم يكن لديه لا نائب ولا وزير سوى الرئيس فؤاد السنيورة. هل توقف عن العمل بسبب وجود الوصاية أم أنه جهد وعمل؟ ما أقوله إن هناك خلافات استراتيجية مع بعض الأفرقاء في البلد، وهذا أمر أكيد ولن يتغير، لكن هل نقف بالبلد أن نعمل لمصلحة المواطن؟ هذا هو الفرق بيني وبين الآخرين. بالنسبة إلي يجب أن نعمل ونعيد النهوض بالبلد اقتصاديا ونعيد السياحة ونستفيد من مؤتمر "سيدر" وغيره من الأمور الاقتصادية، التي نحن بأمس الحاجة إليها من إصلاحات وغيرها، هو الأمر الأساس. أما خلافاتنا السياسية والاستراتيجية مع الأفرقاء الآخرين فستبقى قائمة. نحن أقمنا ربط نزاع بيننا وبين الأفرقاء الآخرين واتفقنا أن نعمل على الأمور التي نتفق عليها، أما الأمور التي نختلف بشأنها، فيجب أن يكون هناك حوار بشأنها. مشكلتنا في السابق هي أننا كنا نصرخ على بعضنا بعضا ونحكي دون أن يسمع أحد الطرف الآخر. اليوم، نحن عملنا في السياسة وأجرينا انتخابات، وغدا نعمل في السياسة وتشكل الحكومة وكان الله يحب المحسنين".

سئل: هل خذلت بيروت الثانية سعد الحريري؟ البارحة نقلت رويترز تصريحا عن مسؤول إسرائيلي يقول إن نتائج الانتخابات تؤكد أن حزب الله هو لبنان، فما ردكم؟

أجاب: "أنا أرى أن إسرائيل تبحث عن أي سبب لكي تتحرش بنا. لبنان هو الحكومة اللبنانية وهو النأي بالنفس والبيان الوزاري، فيما إسرائيل هي التي تقتل الفلسطينيين وتعتدي عليهم، فلماذا يتحدثون عنا؟ لبنان فيه مكونات سياسية مختلفة، وحزب الله لديه كتلة بعدد معين من النواب، وهذا هو حزب الله. أما مسألة أن لديه سلاح أو غيره، فهذا أمر على علاقة بالشأن الإقليمي، ويجب أن لا نحمل لبنان كل هذه المسؤولية. هم يعرفون جيدا جدا أن هذا الكلام غير صحيح.
أما في ما يخص بيروت، فأنا فخور ببيروت وهي في عيوني وأهلها في عيوني، وإن شاء الله سنكمل معها وسترون أن النتائج ستكون لمصلحة البلد إن شاء الله".

سئل: لماذا أصر البعض أن يحول الأمور من معركة انتخابات سياسية وإنمائية إلى معركة لكسر سعد الحريري؟

أجاب: "هم حاولوا طوال 13 سنة أن يكسروني ولم أنكسر، وسيحاولون 13 سنة أخرى ولن أنكسر. أنا غير قابل للكسر، ومهما جربوا سأظل أقف من جديد".

سئل: أنت دفعت ضريبة بالقانون النسبي وتعرضت لحرب من كل الجهات وعلى كل الجبهات، فهل أنت أمام تحالفات جديدة أم ستمد اليد؟

أجاب: "نحن في العام 2009 ربحنا الانتخابات، وأعتبر أننا في العام 2018 ربحنا الانتخابات، ربما واقع العام 2009 كان مختلفا، لكني يومها أول ما قلته أني أمد يدي، لأني أعرف تماما أن هذا البلد لا يحكم من دون جميع مكوناته السياسية، ومن يقول غير ذلك يضحك على نفسه. إذا كنا فعلا نريد النهوض بالبلد وتحقيق حاجات المواطن اللبناني يجب أن نعمل سويا، أما إن أردنا أن "نشتغل" ببعضنا بعضا فنستطيع. نحن لسنا ضعفاء، نحن أقوياء جدا، لكننا أخذنا قرارا بأن نعمل مع الجميع، وبذلك نفيد البلد، وهذا ما أثبته التاريخ. رفيق الحريري عمل مع الجميع فبنى البلد. وبناء البلد لا يكون إلا مع الجميع".

سئل: كيف ستواجه في المرحلة المقبلة خلال تأليفك الحكومة الجديدة حملات التخوين بين القوى السياسية وكيف ستجمعهم على طاولة واحدة؟

أجاب: "ما هو عملي في البلد سوى جمع الناس مع بعضها بعضا؟ عملي أن أرسي توافقا بين سائر الأطراف".

سئل: هل تتوقع أن تشكل الحكومة المقبلة؟

أجاب: "هذا أمر ديمقراطي، وحين يصار إلى انتخاب رئيس لمجلس النواب نذهب باتجاه الاستشارات ولكل فريق الحرية في تسمية من يريد، وأنا لا مشكل لدي".

سئل: كيف تعتقد أن المجتمع الدولي ينظر إلى نتائج هذه الانتخابات وكيف سيتعاطى معها؟

أجاب: "لطالما أراد المجتمع الدولي أن نجري انتخابات، وقد أجريناها بالفعل، وهذه هي نتائجها، وأنا أعتقد أن هذه النتائج أتت لمصلحة لبنان وحريته وديمقراطيته. لقد أظهر لبنان للمجتمع الدولي كيف تعاطي مع مسألة اللاجئين وغيرها، وعلى المجتمع الدولي أن ينظر إلى النتائج بطريقة إيجابية جدا، وهذه هي الطريقة الوحيدة، التي يمكن أن أنظر فيها إلى هذا الأمر".

سئل: هذا القانون كرس إلى حد ما التصويت على أساس طائفي، هل سيكون سعد الحريري من المحفزين على إجراء تعديلات على القانون الحالي؟

أجاب: "أنا ليست لدي مشكلة بأي قانون. قلت في السابق إنه ليست لدي مشكلة بقانون قائم على الدائرة الواحدة ولا الاثنتين والثلاث ولا الخمس عشرة دائرة، وإذا أرادوا أن نجرب كل مرة أحد هذه القوانين فلا مشكلة لدي. الحق معك، لقد اتخذ هذا القانون طابعا طائفيا في بعض المناطق، لكن علينا أن ننظر إلى التكوين اللبناني والحساسيات التي تعيشها بعض المكونات اللبنانية. علينا أن نكون حريصين على بعضنا بعضا، فحينها يقوى لبنان، وعندما نفرط ببعضنا بعضا يضعف البلد".

سئل: الشيخ نعيم قاسم، قال: حديثنا مع سعد الحريري بعد الانتخابات سيختلف عما كان قبلها، فهل هناك مواجهة مقبلة مع "حزب الله" في مرحلة تشكيل الحكومة وتسميتك رئيسا لها؟ وهل يريدك رئيسا ضعيفا للحكومة وأن يفرض شكلها والبيان الوزاري؟ ولماذا القبول باستفراد سعد الحريري في وقت أن لديكم قدرة على إعادة جمع قوى 14 آذار، لتكوين فريق سياسي قادر على مواجهة حزب الله؟

أجاب: "ألم نجرب هذا الأمر من قبل؟ وهل نجح؟ البلد لم يتمكن من الاستمرار،إذ لم نتمكن من إقرار موازنة ولا قانون انتخاب ولا تحقيق أي إنجاز اقتصادي. أنا أفهم أن التحديات الإقليمية تواجهنا جميعا، وأنا أختلف معهم على العديد من الأمور وسأبقى أختلف معهم، ولكن ماذا سأقول للموطن اللبناني؟ هل سأوقف العمل على تحسين وضع الكهرباء والمياه والطرقات والمؤتمرات الاقتصادية، لأنني أريد أن أدخل في تحد سياسي؟ التحدي السياسي موجود وسيبقى، لكن الفرق هو أي لبنان نريد؟ لبنان فيه اقتصاد ونمو وسياحة وتجارة وكهرباء ومياه واتصالات وطرقات؟ أم أن نصرخ على بعضنا بعضا من دون أن يسمع أحدنا الآخر؟
نحن لسنا بعيدين عن كل ما ذكرتموه. هم أيضا يريدون مشروعا اقتصاديا، وكل الناس يريدون ذلك. البلد لا يتحمل خلافات سياسية، لا مالية ولا تجارية ولا اقتصادية ولا حتى سياسية. المواطن اللبناني تعب ويريد أن ينهض البلد.
لنأخذ بيروت مثالا، خصوصا أن الجميع يستغرب ما حصل فيها، فإننا نسأل في المقابل لماذا حصل هكذا في بعلبك الهرمل؟ ربما لأن الناس ملت وتعبت، بالإضافة إلى كون القانون النسبي يسمح بإيصال بعض من كان من الصعب وصولهم. علينا أن ننظر إلى الناس، وأن نكون في خدمتهم، لا أن نكون في خدمة أجنداتنا السياسية. أجندتنا هي البرنامج الاقتصادي الذي يفترض أن يكون للمواطن اللبناني، وليس لسعد الحريري ولا لحزب الله ولا للرئيس بري ولا لسمير جعجع. إن كان الحكيم اليوم أو حزب الله أو الرئيس بري أو غيرهم سيسيرون وفق أجندة سياسية شخصية، فإني أؤكد لكم أنهم سيخسرون جميعا بعد أربع سنوات. إن لم يكن هناك إنماء للبلد، فسنتجه نحو مشكل مالي كبير في البلد".

سئل: كيف تتخيل المستقبل إن لم تتم تسميتك لرئاسة الحكومة المقبلة؟

أجاب: "بكل بساطة سوف أستمتع براحتي، أستطيع أن أمارس هواية الغوص، وسأعود إلى دراجاتي وسأقوم بالعديد من الأمور الأخرى. لكني أعتقد أن لبنان يحتاج إلى الاستقرار وإلى برنامج لإعادة إعماره، ولا سيما على صعيد البنى التحتية، ولا يزال مبكرا أن نقرر ما الذي سيحصل بعد 15 أو 20 يوما".

سئل: هل تعتبر أن النتيجة التي حصلتم عليها تعكس عدم رضى الناس عن العديد من التنازلات التي قدمتموها لحزب الله؟

أجاب: "كلا، أعتقد أن القانون هو الذي سمح بهذه النتيجة. لو اعتمدنا القانون الأكثري لكنا ربحنا واكتسحنا في كل الدوائر. لو خضنا الانتخابات النيابية على أساس القانون الأكثري لربحنا في كل المناطق. لكن القانون اليوم هو قانون نسبي. لذلك لا بد من العمل أكثر مع الناس، وأنا سعيد للغاية بالنتيجة ومرتاح لها. ربما حصلت بلبلة في هذا الموضوع، لكن السبب هو أن ماكينتنا الانتخابية توقفت عن الفرز مساء أمس، فلم نشأ أن نعلن أي أمر قبل أن نتأكد منه. اليوم تأكدنا من النتيجة وهي فوزنا ب21 نائبا، وأعلنا ذلك. ليس هناك زعل ولا أي سبب آخر".

سئل: ما هو سبب عدم المشاركة الكبيرة في عملية الاقتراع؟ هل بسبب عدم تحفيز الأحزاب للناخبين أم عدم تكيف الناخبين مع القانون الجديد؟

أجاب: "المشكلة في هذا القانون، أن العديد من الناس لم يتمكنوا من فهمه بشكل جيد. وحين لا يفهم الناس القانون جيدا، فمن الطبيعي ألا يكونوا متحمسين له. وإذا نظرنا إلى ما يجري من حولنا لرأينا أننا حققنا إنجازا في لبنان. ولا بد من القيام بالمزيد، وإضافة إصلاحات كان يفترض القيام بها لدى وضع القانون، والتي لم نتمكن من إنجازها لأسباب تقنية، مثل البطاقة البيومترية، التي تسمح للمواطن بالتصويت في أي مكان كان في لبنان، فهذا أمر كان ممكنا أن يرفع نسبة التصويت بشكل كبير جدا. من هنا أعتقد أن قانون الانتخاب معقد نوعا ما، خاصة أننا لم نستطع إنجاز كل الإصلاحات التي وعدنا القيام بها".

سئل: قلت إن سعد الحريري عام 2010 هو غيره عام 2018، فما هو التغيير الذي ستقوم به؟ وهل سيكون ذلك من خلال القيام بمحاسبة داخل التيار بسبب ثغرات فيه أم غير ذلك؟

أجاب: "هناك ثغرات كانت في تيار المستقبل وكل واحد مسؤول عنها، ستتم محاسبته لا شك في ذلك، وأنا سعد الحريري، سأعمل أكثر ونقطة على السطر.

سئل: الرئيس ميشال عون قال بالأمس، أن لا مشكلة بأن تتألف حكومة من الأكثرية، وأنت مرشح لترؤس الحكومة، فما هو تصورك المستقبلي للحكومة المقبلة، خاصة وأن بعض القوى السياسية، بدأت تقول منذ الآن إنها ستسميك لرئاسة الحكومة ولكن لديها مطالب كبيرة مقابل ذلك؟

أجاب: "في الأساس، إذا قمت بتشكيل الحكومة فلن أقبل بأن يفرض علي أحد أية شروط، وإذا كانت هناك من شروط، يجب أن تكون لمصلحة البلد. إذا تمت تسميتي ولم يعجبني أمر ما "بمشي" لا مشكل لدي في ذلك. أما فيما يتعلق بالأكثرية، فهذا أمر خاضع للنقاش. علينا أن ننهض بالبلد وإذا تمكنا أن نفعل ذلك مع الجميع فسنقوم به".

سئل: بالمقارنة مع عام 2009 خسر تيار المستقبل قرابة ثلث أعضائه في البرلمان، والسبب يعود إلى عدة أمور منها، قانون الانتخابات الجديد وأمور تقنية، كيف تفسر هذا الأمر؟ وهل تنوي إحداث تغييرات؟

أجاب: الأمر يعود إلى قانون الانتخابات، كما أنني سأقوم ببعض التغييرات إذ كان هناك أداء ما في تيارنا السياسي، لم يكن على قدر المستوى المطلوب، وسنتعامل مع هذا الأمر داخل التيار. وفي نفس الوقت فإن القانون سمح ببعض الخروقات في بعض المناطق بسبب النسبية، وهذا درس بالنسبة لنا، إنها المرة الأولى التي نعتمد فيها هذا القانون، وأعتقد أنه بعد أربع سنوات إذا كنا لا نزال نعتمد القانون النسبي، فسنعمل بشكل أكبر ونأمل أن تكون النتائج مختلفة عما هي عليه الآن".

سئل: هل ستسمي الرئيس نبيه بري لرئاسة مجلس النواب لولاية جديدة، خاصة أن رأي حليفكم في هذا الموضوع معروف؟

أجاب: "في موضوع رئاسة المجلس، سأجيب كما قال الرئيس بري: أنا أعرف من سأنتخب".

سئل: هناك كلام عن أن تأليف الحكومة لن يكون سريعا، وأن مهمة تأليف حكومة جديدة ستكون صعبة، خاصة أن الخلافات بين بعض القوى السياسية كبيرة جدا؟

أجاب: "هذه كلها تكهنات، وقد رأيتم بأي سرعة تم تشكيل الحكومة السابقة. لا مصلحة للبلد بأن يتم تشكيل الحكومة المقبلة ببطء. باستطاعتنا أن نضع كل الخلافات جانبا، المهم هو البلد، كفانا رجوعا إلى أفكار قديمة، كالنصف، أو الثلثين، أو الوزير الملك داخل الحكومة، كل هذا لا مكان له في البلد. عندما يكون هناك توافق سياسي حول العناوين الكبرى، باستطاعتنا أن نقوم بكل شيء وأن ننهض بالبلد، ولا يمكن لأحد أن يدعي غير ذلك".

سئل: هناك وزراء في الحكومة اتهموا بعضهم بالسرقة، ووزير وصف الآخر بأنه لص العهد، فكيف ستتعاون معهم؟

أجاب: أنا علاقتي ممتازة مع الاثنين. السؤال هو كيف سيتعاملون هم مع بعضهم بعضا؟ الخلافات في الانتخابات أمر والحقيقة فيما بعد، أمر أخر، لا شك أنه قد قيل كلام عالي السقف، وأنا حاولت أن أحافظ على أقل قدر من الكلام في هذا الموضوع. ما يهمني هو ان يعرف اللبنانيون أن هذه الحكومة، قامت بكل هذه الإنجازات خلال عام ونصف، وحققت الكثير من الأمور الإيجابية للبلد وللمواطن اللبناني، والآن علينا أن نكمل. أكبر خسارة للمواطن اللبناني، هي أن نضع العراقيل في البلد من خلال الأمور السياسية، لا يجب على أحد أن يضع أعرافا جديدة في البلد، لأننا بغنى عنها، بنظري ان العرف الوحيد في البلد هو رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة ورئاسة مجلس النواب، هذا هو العرف الوحيد، الذي نتوافق حوله جميعا، ولكن لا مانع من أن يكون هناك وزراء من طوائف معينة. المهم أن لا نفرض على أنفسنا وعلى بعضنا أمورا لم ترد في الطائف ولا في أي مكان آخر".

وختم "أخيرا أود أن أتوجه إلى المواطنين، وخاصة لشباب وجمهور تيار المستقبل وللناس الذين شاركوا في الانتخابات، وأشكرهم جميعا، فأنا مدين لهم ولكل صوت نزل في صناديق الاقتراع. كما أود أن أشكر الجيش اللبناني والقوى الأمنية، التي واكبت الانتخابات بشكل جيد جدا، مع أن بعض الاحتفالات، التي تلتها كانت غير لائقة بهذا الإنجاز الكبير الذي حققه لبنان. وأود أن أشكر أيضا وزيري الداخلية والعدل، لأنهما تابعا هذا الموضوع بشكل كبير لمصلحة البلد. وأشكر جميع اللبنانيين، الذين مارسوا حقهم الديموقراطي في هذا البلد، الذي يستاهل أن نقوم بهذه العملية الانتخابية، خاصة أن العديد من الدول لا تملك هذه الحرية والديموقراطية، التي يتمتع بها لبنان، والتي لا نعرف قيمتها".

2018-05-07

دلالات: