جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار لبنان / ضُربت وعُذّبت وتُركت على الطريق
أسرار شبارو / النهار
تركت عائلتها وبلدها متوجهة إلى المجهول، كل حلمها جمع بضع مئات من الدولارات على مدى عدة سنوات، تؤمّن بها قوتها ومستقبلها، وتساعد أهلها، لكن بدلاً من ذلك خسرت عقلها، بعدما عانت اضطرابات نفسية من دون أن تلقى العناية اللازمة بداية، بل بدلاً من ذلك تعرضت للضرب، رُميَ بها في الشارع وهي في أسوأ حال... هي العاملة الاثيوبية كيبي التي تقبع اليوم في مستشفى دير الصليب من دون أن تتجاوب مع العلاج، على الرغم من مرور أسابيع على العناية المكثفة بها.
ضرب وتعذيب
تعود القصة الى العاشر من شهر أيار الماضي، عندما تلقت "كاريتاس لبنان" اتصالاً من فصيلة "رأس بيروت" أُبلغت خلاله مسؤولة قسم العمال الأجانب حُسْن الصيّاح عن وجود عاملة أثيوبية عثر عليها في منطقة المزرعة. وبحسب ما شرحت الصيّاح": الخطوة الأولى التي كان يتوجب عليّ ان أتخذها كانت إيواءها في بيت أمان، كي لا تبيت ليلتها في المخفر، طلبت من رجل الأمن إحضارها. فوجئنا بالازرقاق على يديها، ما يعني تعرضها للضرب، عدا عن وجود آثار عضة، وفوق ذلك أبلغتنا أن كفيلتها كانت تمسك بعنقها، وحاولت دهسها بعد أن أنزلتها من السيارة، وقد كشف عليها الطبيب الشرعي".
مناداة طفلها
"عندما وصلت الى كاريتاس لبنان كانت كيبي في حالة هستيرية. بدأت بالصراخ بشكل لا يتصوره عقل، مرددة كلمة بايبي بايبي، ربما لديها طفل صغير أُجبرت على تركه والسفر من أجل العمل". قالت الصيّاح قبل ان تضيف: "أرادت أن ترمي بنفسها، محاولة قتل من حولها، انتظرنا الصباح واصطحبناها إلى طبيب صحة عامة، كما عرضناها على مساعدة اجتماعية ومعالجة نفسية". أخبرت كيبي الصيّاح أنه "مرّ على وصولها الى لبنان 4 أشهر. خلال تلك الفترة كانت تتعرض للضرب، مُنعت من الاتصال بأهلها في الخارج، عدا عن ذلك يبدو أن حنينها إلى طفلها وفقدان أهلها أدّيا إلى تفاقم وضعها النفسي".
رفض تحمّل المسؤولية
اتصلت الصيّاح بمستشفيات عدة لاستقبال كيبي، وأشارت إلى أنه "وجدنا صعوبة كبيرة في تأمين سرير لها، حيث جرى التعامل مع حالتها بعنصرية، والتذرع بعدم وجود أسرّة فارغة، إلى أن استقبلها مستشفى سان شارل، قبل أن يجري نقلها إلى دير الصليب، تواصلنا بعدها مع كفيلتها التي حضرت الى مكتبنا، أبدت بداية تعاونها منكرة ضربها وتركها على الطريق، إلا أنها أخبرتنا عن غير قصد كيف تاجرت بها، من خلال إعادتها الى المكتب الذي قام مالكه بضربها كفين، طالباً منها ان تعيدها أدراجها الى منزلها لكونه لا يتحمل مسؤوليتها، عارضاً عليها فكرة عرضها على أحد اقاربها للبحث عن كفيل لها، لا بل أكثر من ذلك، قامت بحجز بطاقة سفر لها في محاولة لإعادتها الى بلدها وهي في هذه الحالة الهستيرية، لكن الأمن العام منع سفرها وهي في هذه الحالة. فعادت الكفيلة وحاولت تركها في المكتب، لتتعرض كيبي للضرب مرة ثانية من صاحبه، كما ضربت من قبل قريب الكفيلة، ومن بعدها هربت من السيارة...كل ذلك عن لسان كفيلتها ". واضافت الصيّاح: "فوجئنا بعد مغادرتها بنحو خمس دقائق باتصال الكفيلة بمحامي كاريتاس لبنان لتخبره أنها لا تريد التعاون معنا وان لا علاقة لها بكيبي، وقد أبلغت الأمن العام عن فرارها، والموضوع منتهٍ بالنسبة إليها، وأنها لا تخشى القضاء".
وشددت الصيّاح على أن ما حصل مع كيبي يندرج ضمن جريمة الإتجار بالبشر التي يجب ألّا تمر مرور الكرام. خاتمة: "طريق الحياة الحقيقية لهؤلاء تبدأ منذ لحظة اعترافنا بهن ومعاملتهن كبشر، ولأننا نحترم كيبي ونقدرها لن نترك حقها يضيع، وسنسعى اكثر من جاهدين مع القضاء لتحصيل حقوقها ورد كرامتها الإنسانية".
2018-06-06