الرئيسية / أخبار العالم /المرأة والمجتمع /كوليندا كيتاروفيتش باربي كرواتيا ... رئيسة برتبة مواطنة!

كوليندا كيتاروفيتش باربي كرواتيا / النهار

جريدة صيدونيانيوز.نت / كوليندا كيتاروفيتش باربي كرواتيا ... رئيسة برتبة مواطنة!

 

جريدة صيدونيانيوز.نت/ اخبار العالم / كوليندا كيتاروفيتش باربي كرواتيا ... رئيسة برتبة مواطنة!

النهار

تحاول الشخصيات المهمة في القسم المخصص لها في الملعب في مباريات كأس العالم أن تكون أكثر تماسكا وانضباطاً ولياقة من باقي المشجعين. لكن هذه المرّة، كسر مونديال روسيا هذه التقاليد، خصوصا في المباراة النهائية التي جمعت فرنسا وكرواتيا على ملعب لوجنيكي في موسكو، حيث كان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى جانب رئيسة كرواتيا كوليندا كيتاروفيتش الحدث الأبرز بين الحضور.

ماكرون لم يستطع ضبط أعصابه، فعلى رغم جلوسه بجانب رئيسة المنتخب الخاسر، كان يقف فرحاً ويصرخ بأعلى صوته في كل مرة يسجل فيها منتخب بلاده هدفاً. وماكرون الذي كان حاضراً بالزّي الرسمي كما هو متعارف عليه، لفت أنظار العالم بحماسته وتشجيعه لـ"الديوك" حيث التقطت عدسات الكاميرات صوراً له يخلع "الجاكيت" التي قيّدت بشكل ما حرّيته أثناء تفاعله مع فريقه.

على الجانب الآخر، أصبحت الرئيسة كيتاروفيتش شخصية معروفة جدا في عالمنا العربي بعد المونديال، خصوصا أن معظم المتابعين لم يكونوا على دراية بهوية الشقراء المرافقة لتحرّكات المنتخب، كما أن معظمهم لم تكن لديهم معلومات عن الرئاسة الكرواتية.

حضرت كيتاروفيتش المباراة النهائية مرتديةً قميص منتخبها باللونين الأبيض والأحمر، وهي على الغالب المرة الاولى التي تحصل في قسم منصة الشرف، كاسرةً تقاليد الزي الرسمي. بقيت كيتاروفيتش معظم فترات المباراة واقفةً على قدميها، مبتهجة بدعمها لفريق بلدها الذي خسر النهائي أمام أبطال العالم بنتيجة 2 – 4، فقبل أن تتم دعوتها إلى مربّع كبار الشخصيات كضيفة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كانت "باربي كرواتيا" تتابع كل مشهد من مباريات فريقها من المدرجات مع المشجعين الكروات.

أن يكون المشجّع فخوراً وواضحًا ويحترم الفريق الفائز هو أحد الأجزاء الممتعة واللافتة لكونك قائدًا. لم تصل كرواتيا أبداً إلى نهائي كأس العالم من قبل، وكان الفريق بقيادة قائد المنتخب واللاجئ السابق لوكا مودريتش أبطالاً قوميين.

ولكن بعدما انتهت المباراة وتُركت كرواتيا وحيدة مع هزيمتها المخيبة للآمال وأحلامها المتبعثرة أمامها، خصوصا بعدما عقد ملايين المشجعين آمالهم بأن تحقق كرواتيا الحلم التاريخي، كانت كيتاروفيتش حاضرة وداعمة في الخسارة مثلما كانت خلال مشاهدتها الفريق بتأهله للنهائي للمرة الأولى.

احتضنت الرئيسة الكابتن مودريتش المحطّم بعدما تم تقديمه مع الكرة الذهبية، وجائزة اللاعب الأكثر قيمة في البطولة. بدأ المطر يتساقط غزيرا خلال حفل توزيع جوائز النهائي، ومع اندفاع بعض رجال الأمن لوضع المظلات فوق رؤوس بوتين وماكرون وغيرهم من الشخصيات البارزة، وقفت كيتاروفيتش تحت المطر لتشد على يد كل لاعب في كلا الفريقين وتهنّئهم على إنجازهم. فرحت لفرنسا، وبكت لهزيمة بلادها محتضنة اللاعبين ومفتخرةً بإنجازهم الأوّل، رافعة رؤوسهم وكأنهم أبطال روسيا.

أن تكون على استعداد للوقوف وإظهار وجود ثابت وإيجابي في أوقات خيبة الأمل هي واحدة من أهم مهمات القائد. كان رئيس جنوب أفريقيا نلسون مانديلا من المؤيدين لهذا الرأي. ويقول احد الاقتباسات المنشورة على نطاق واسع والمنسوبة إلى الزعيم الراحل: "من الأفضل أن نقود من الخلف ونضع الآخرين أمامنا، خصوصا عندما نحتفل بالنصر حين تحدث أشياء جميلة. خذ خط الجبهة عندما يكون هناك خطر. ثم سيقدّر الناس قيادتك".

ولا يعتبر التعامل مع فريق كرة قدم خاسر بمثابة الخطر، فالخسارة تمثل الجزء الأكثر تحدياً في حياة كيتاروفيتش، لكن إظهار الإحساس بالترابط والتضامن والالتزام الذي لا يتزعزع هو جزء ضروري ومهم في المهمات القيادية.

تقود كيتاروفيتش وهي باحثة سابقة في برنامج "فولبرايت"، وسفيرة للولايات المتحدة، ومساعدة لحلف الناتو، اقتصاداً ناشئاً في شرق أوروبا في وقت عرفت المنطقة أزمة كبيرة خصوصا بسبب النظام العالمي بعد الحرب العالمية الثانية، التي لا تزال بعض مناطق شرق اوروبا تتعافى منها بعد عقود دامية على الحرب.

فبمجرّد الوقوف إلى جانب الفريق خلال لحظة خيبة الأمل الكبيرة أمام الجماهير العالمية، هو في ذاته مصدر قوّة للاحتفال في الأوقات الجيدة.

حضرت كوليندا الى كأس العالم على حسابها الخاص، كما انها تُعتبر من أقوى نساء العالم إذ حلّت في المرتبة 39 بحسب مجلة "فوربس"، والمرتبة 17 بين 22 امرأة الأكثر قوّة في المجال السياسي.

أطلق عليها معارضوها لقب "باربي" خلال الحملة الانتخابية للرئاسة في نهاية 2014 وبداية 2015، واعتبروا أنها استغلت مظهرها وشكلها للتأثير على الرأي العام، وأنها تفتقر إلى المؤهلات الأخرى الأساسية التي تليق بمنصب زعيم الدولة.

واعتبر موقع مجلة "لوبس" الفرنسية، أنّ الرئيسة الكرواتية تسعى من وراء هذا الظهور الاستثنائي في كأس العالم، والزخم الإعلامي الذي نجحت في الحصول عليه لنفسها ولدولتها، إلى إخفاء تهم الفساد والتسيير السيىء التي تلاحق الفيديرالية الكرواتية لكرة القدم، والتي توصف بأنها ذات طابع "مافيوي".

وتمتلك كيتاروفيتش علاقات قوية مع شخصيات مثيرة للجدل في عالم الكرة الكرواتية، إذ ظهرت في المدرجات خلال مباراة ربع النهائي امام روسيا، إلى جانب المدير العام للاتحاد الكرواتي للكرة دانير فرابنوفيتش (58 عاما)، والذي أصدرت محكمة أوسييك بحقه حكما بالسجن 6 سنوات ونصف سنة مطلع حزيران الماضي لاتهامه بقضية احتيال.

في الواقع، قيمة القيادة فوق المبادئ الحزبية ومكتوبة في دستور كرواتيا. قبل انتخابها عام 2015، كانت كيتاروفيتش عضوًا في الاتحاد الديموقراطي الكرواتي المنتمي إلى يمين الوسط، لكنها استقالت فور انتخابها. بمعنى آخر،هي فضّلت المصلحة العامة على الخاصة ولو على حساب أكثر ما تؤمن به.

2018-07-21

دلالات: