الرئيسية / أخبار صيدا /أخبار صيداوية /بالصور : كلود سرحال إستعرضت إنجازات حفريات البعثة البريطانية على مدى 20 عاما : ابناء صيدا لم يتركوا ارضهم برغم كل الاحتلالات المتعاقبة

كلود سرحان إستعرضت إنجازات حفريات البعثة البريطانية على مدى 20 عاما : ابناء صيدا لم يتركوا ارضهم برغم كل الاحتلالات المتعاقبة -صيدونيانيوز.نت

جريدة صيدونيانيوز.نت / بالصور : كلود سرحال إستعرضت إنجازات حفريات البعثة البريطانية على مدى 20 عاما : ابناء صيدا لم يتركوا ارضهم برغم كل الاحتلالات المتعاقبة

جريدة صيدونيانيوز.نت / أخبار صيدا / بالصور : كلود سرحال إستعرضت إنجازات  حفريات البعثة البريطانية على مدى 20 عاما : ابناء صيدا لم يتركوا ارضهم  برغم كل الاحتلالات المتعاقبة 

 

32 صورة مرفقة مع الخبر لمشاهدة كل الصور بالحجم المكبر أنقر على الصورة أعلاه او على الرابط الإلكتروني أدناه

كلود سرحال إستعرضت إنجازات حفريات البعثة البريطانية على مدى 20 عاما : ابناء صيدا لم يتركوا ارضهم برغم كل الاحتلالات المتعاقبة (32 صور مختلفة ) جريدة صيدونيانيوز.نت 23-7-2018

 

غسان الزعتري ورئيفة الملاح / 

أكدت رئيسة البعثة البريطانية لحفرية الفرير الأثرية في صيدا الدكتورة كلود سرحال بأن ابناء المدينة على إختلاف تنوعهم وطوائفهم وحضاراتهم لم يتركوا صيدا برغم كل الإحتلالات التاريخية المتعاقبة وهذا يدل على تجذرهم وحبهم لأرضهم برغم كل الصعاب وهذا ما أكدته الحفريات التي تم العثور عليها في محلة الفرير الأثرية حيث يقام أول متحق قي منطقة الشرق الأوسط قائم على حفريات تاريخية 

وقد إستعرضت الدكتورة سرحال أبرز إنجازات البعثة البريطانية خلال 20 عاما من التنقيب في حفرية الفرير بصيدا 1998 - 2018 وذلك بحضور مممثلة الرئيس فؤاد السنيورة السيدة نادين الترياقي 

وفيما يلي وقائع المؤتمر الصحفي :

 من نحن؟ ومن أين نأتي؟ عشرون عاما من التنقيبات الأثرية في صيدا (1998-2018 )

عام 1998 ، وعند أول جرفة من التربة كإشارة لبدء المشروع المشترك بين المتحف البريطاني والمديرية العامة للآثار في صيدا، لم يكن أحد ليعتقد أننا ما نزال نعمل في هذا الموقع بعد مرور عشرين عامًا في بلدٍ مثل لبنان، حيث تبقى المشاريع الطويلة الأمد غير شائعة نسبياً.

لذا نؤكد إنّ إستمرارية هذا النوع من الأبحاث قد قدّمت إفادة للبلاد بشكلٍ عام ولمدينة صيدا بشكلٍ خاص لأن الأبحاث الطويلة الأمد تُتيح تحليلاً نوعياً أكبر ودراسة أكثر دقّة للمسائل التاريخية، وكِلاهما له تأثير مباشر على المواطنين اللبنانيين.

تعتبر مدينة صيدا القديمة، المذكورة 38 مرة في العهد القديم، واحدة من أهم مدن الساحل الشرقي مع مدينتي صور وبيبلوس. وبفضل مرفئها الطبيعي المحمي بموقع استراتيجي على طول طرق التجارة البحرية القديمة، عرفت المدينة درجة عالية من الازدهار وذلك لعدة قرون.

ونؤكد هنا بان التنقيبات الدقيقة في الطبقات الأثرية، والدراسات المعمارية التفصيلية، والتحقيق الزمني في الخزف وغيرها من الإكتشافات قد أغنتنا بصورٍ واضحة عن الإستمرارية التاريخية للمجتمعات التي سكنت لبنان.

 فمنذ "العصر الكالكوليتي"، بنى الصيدونيون بيوتهم المستديرة على الأرض الصخر , واستمروا حتى العصور الوسطى , وتاريخ المدينة بأكمله يترسخ في هذا المكان المُمتد على طول دفاعات العصور الوسطى في صيدا.

وندخل هنا الى صلب لموضوع لنشير الى  ان أعمال التنقيب المتعددة في العصور الوسطى المتواجدة بين قلعتي المدينة البرية والبحرية قد اظهرت البنى الدفاعية لمدينة صيدا ,  حيث تمّ الكشف عن أبراج نصف دائرية بارزة ومتباعدة عن بعضها البعض مسافة 55 متراً , وكانت تحمي تلك التحصينات.

حتى الآن يُعتقد أن هذه التحصينات الدفاعية بُنيت في نفس الفترة، دون وجود مؤشرات ملحوظة على إعادة في التصاميم الرئيسية أوإجراء اية إصلاحات او تعديلا ت عليها . ولكن إكتشافات هذا العام قد أظهرت بعضاً من تلك التعديلات التي كانت قد أُجريت على البرج المتواجد في الطرف الشمالي من الموقع بالقرب من متحف صابون عودة...مع الإشارة الى أن هذا البرج إستُخدم لفترة قصيرة،  وهُجِر خلال الفترة المملوكيّة ، ليُعاد تصميم المساحة الداخلية له كمخزن مقبّب.

وهنا نشير الى ان موقع الفرير قد أثبت بأنه مصدر فريد وغني جداً للمعلومات حول الأنشطة الطقسية القديمة وتطورها مع مرور الزمن. حيث وفِّرت المكتشفات الأثرية في صيدا دراسة ممتازة وفريدة لتاريخ الطقوس والشعائرعند الكنعانيين والفينيقيين.

كما انه بالإضافة إلى النشاط التجاري، شكّل موقع الفريرمركزاً هام لإقامة الولائم وتقديم الأطعمة, حيث جرت الاحتفالات حول تلك المدافن التي تمّ العثورعليها حتى اليوم وقد وصل عددها الى 169 مدفن تعود للأطفال وللبالغين ، وكذلك في المعابد الثلاثة الرئيسية التي إكتُشفت في كافة أرجاء الموقع.

كما ان المعبد الذي يعود تاريخه إلى عام 1600 قبل الميلاد والبالغ طوله 47 متراً يحتوي على أدلة وافرة للانشطة وتناول الأطعمة والاحتفالات الطقسيّة التي تنضمن تكسير للأواني المستخدمة.

اما المعبد الثاني العميق والمخفي تحت الأرض يعود إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد وكان مُخصّصاً لعدد قليل من الأشخاص ذوي المكانة العالية.

وأخيرًا وليس آخرًا، يعود المعبد، الذي لا يزال قيد التنقيب، إلى القرنين الحادي عشر والثامن ق.م.، وهو مؤلف من 11 ارضية متراصَة فوق بعضها على الأقل حتى الآن، ومن المؤكد أنه سيتمّ العثور على المزيد في المستقبل.

ونؤكد هنا بان صيدا قدمت دليلاً على إستمرارية غير متوقعة في اختيار الطقوس وأسلوبها على مرّ القرون، حيث بدت المحتويات الدينية المُكتشفة في المعابد الكنعانية والعائدة للألفية الثانية قبل الميلاد مشابهة إلى حدٍّ كبير لمُكتشفات النصف الثاني من القرن الحادي عشر قبل الميلاد في المعبد الفينيقي , فهي مُكونة من بناء يُشبه القناة كانت تستخدم عادة في مثل هذه الطقوس,  وفي البدء إستُعملت قناة صيدا كمؤشر رمزي للإنتقال بين الحياة والموت إلى جانب الطقوس الجنائزية النشطة والمُقامة عند القبور، وأُعيد إستخدامها في المعبد كقناة لنقل السوائل، والتي يبدو أنها كانت ضرورية خلال الاحتفالات الكنعانية والفينيقية.

كما ان استهلاك "الحبّار" في معبد العصر الحديدي كان من أحد أهم مفاجآت موسم التنقيب الحالي , حيث عُثر في غرفة المعبد، على العديد من عظام "الحبّار" في أعلى طبقة من الطوب الطيني الرمادي، ولربما كانت وظيفة هذه الأخيرة حماية الأرضية، خاصةَ أن "الحبّار" شكّل العنصر المفضًل في تزيين الأواني الطقسية المُستخدمة في المراسم الخاصة في منطقة "بحر إيجه".

كما أن إستهلاك "الحبّار" في معبد صيدا يُعزز فكرة أن هذا التقليد كان واسع الانتشار في جميع انحاء بلاد  حوض البحر الأبيض المتوسط.

ولعلَّ من الأشياء الثمينة التي عُثر عليها في المعبد الفينيقي قطعة عظم مستطيلة الشكل حيث تم تسوية هذه القطعة وتنعيمها وحفرها بعمق لصورة شخص ذكر يميل رأسه لليمين، يرفع يده اليسرى ويمسك شجرة في يده اليمنى ,  وتُصوّرتلك القطعة إله يعبد شجرة الحياة، وهو تقليد كنعاني واضح , بالرغم من أن شعار شجرة الحياة قد نشأ في البدء كرمز لإلهة الخصوبة "عشتار"| أو "أشيرا"، إلّا أن الصلة بينهما إزدادت غموضاً مع بداية العصر الحديدي، لترتبط في النهاية بإله ذكر. كما تمّ هذا العام العثور، في إحدى غرف المعبد، على تمثال صغير لإله.

لقد عززت البيانات المُكتشفة في معبد صيدا، المؤلف من 11 طبقة متراكمة فوق بعضها البعض، أهميّة مسألة فهم المكون "الكنعاني" و "الفينيقي". إذ لم يعد هناك أدنى شك في الإعتقاد الراسخ أن الفينيقيين هم بالفعل أحفاد الكنعانيين.

ففي عام 2017 بدأ تعاون مع علماء من معهد سانجر وجامعة كامبردج في المملكة المتحدة لدراسة الحمض النووي لهياكل عظمية عُثر عليها في موقع الحفريات في صيدا, حيث يعتبر هذا المشروع السبّاق لجهة محاولته إستخراج ودراسة الحمض النووي لأشخاص سكنوا لبنان ودفنوا فيه منذ 4000 عام، وهي منطقة جغرافية تتمتع بمناخ دافئ، ولكنها غير مناسبة للحفاظ على الحمض النووي القديم. ومع ذلك، فقد نجح الفريق في دراسته بحيث تمكن من معرفة تسلسل الجينات الكامل لعينات أُخذت من خمسة أفراد عاشوا خلال العصر الكنعاني في صيدا.

وقد فتحت هذه المعلومات نافذة على الماضي تُظهر لأول مرة أن سكان صيدا الذين عُرفوا باسم الكنعانيين (ثم الفينيقيين فيما بعد) انحدروا من خليط بين السكان المحليين والمهاجرين الشرقيين ربما من منطقة زاغروس (منطقة جبليّة في جنوب غرب إيران) الذين وصلوا إلى بلاد الشام قبل حوالي 5000 عام.

وجاءت أكثر النتائج مفاجئة عندما قارن العلماء جينات الأفراد القدماء بجينات الأشخاص المعاصرين في لبنان ووجدوا أنها مطابقة لبعضها تقريباً - وهذا يعني أن الغزوات والهجرات عبر لبنان خلال الأربعة آلاف سنة الماضية كان لها تأثير جيني ضئيل على السكان اللبنانيين. ولذلك، فإن سكان لبنان الحاليين ينحدرون مباشرة من أسلافهم الذين عاشوا في لبنان منذ 4000 عام.

خلاصة القول أن علم الآثار قد عرف ثورة في وقت قصير نسبياً منذ أن بدأت أعمال الحفر، خاصة أنه لم تتوفر لدينا في البداية تقنية التصويرالفوتوغرافي الرقمي سيما في السنوات الأُولى للحفريات. حالياً، تُعدّ تقنيات التسجيل الرقمي والتقنيات الحديثة التي تستخدم تقنية GPS  والتسجيل الثلاثي الأبعاد مكونات أساسية ومنتظمة في دراساتنا, وعلى الرغم من المساعدة الكبيرة وتوفير الوقت، فإن هذه التطورات قدمت تحديًا لجهة حفظ وأرشفة الأبحاث ونشرها، والتي تتضمن العديد من الملفات الرقمية.

أما بشأن "متحف صيدا" فإن دولة الرئيس فؤاد السنيورة أعلن بأنه تلقى هبة من دولة الكويت الشقيقة بمبلغ وقدره خمسماية الف دينار أي ما يعادل مليون وسبعماية الف دولار لإستكمال المتحف الذي سيضم مئات القطع من هذه الحفرية... وذلك بعد ان أحرزت أعمال الحفريات هذه نجاحًا بفضل أشخاصٍ كفوئين، أتوا من جميع أنحاء العالم، وساعدوا في جعلها نموذجًا للتميَز ليس فقط في النتائج التي تحققت عبر إبراز ثقافتنا وتاريخنا إلى العالم، ولكن أيضاً عبر التعددية والتسامح الذي ساد على مر السنين.

ولعلّ هذا المشروع يلهم الأجيال الشابة للمشاركة في هذه الثروة من التاريخ والثقافة ، وكلاهما متأصَل في واقع بلد مثل لبنان.

يتمّ تمويل المشروع حالياً من قبل شركة الترابة الوطنية (اسمنت السبع) ومؤسسة الحريري.

الصور:

1-2- موقع صيدا الأثري و المتحف.

3- التنقيب تحت متحف صيدا المستقبلي.

4-5 - برج ينتمي الى دفاعات القرون الوسطى.

6-7 -جرّة جنائزية لطفل كنعاني عثر عليه مع عقد حول عنقه.

8-9- جعران و جرّة فخارية وجدوا بجانب رأس الطفل المدفون.

10- معبد فينيقي يبلغ طوله أكثر من 47 متر.

11- معبد تحت الأرض يعود للقرن الثالث عشر قبل الميلاد.

12-13- معبد فينيقي مع منصة تحمل آثار حريق.

14- وجدت عظام "الحبّار " على أرض المعبد الفينيقي حيث أنّ الكمية الكبيرة التي عثر عليها تدل على إستهلاك " الحبّار " خلال الولائم التي كانت تقام في المعبد.

15- عثر في المعبد الفينيقي على إناء من المرّمر من مصر.

16- تمثال لإله وجد في إحدى غرف المعبد الفينيقي.

17- إناء من الفخار يمثل وجه إنساني يعود الى الفترة الفارسية.

18- قلادة من العظم .

 

2018-07-23

دلالات: