الرئيسية / أخبار العالم /"القائمة".. عندما يتحول المهاجر إلى مجرد رقم في سجل الوفيات

جريدة صيدونيانيوز.نت / "القائمة".. عندما يتحول المهاجر إلى مجرد رقم في سجل الوفيات

صيدونيانيوز.نت/ متفرقات/ "القائمة".. عندما يتحول المهاجر إلى مجرد رقم في سجل الوفيات

أضحى غرق المهاجرين في البحر خبرا شبه دائم في وسائل الإعلام. منظمة هولندية غير حكومية تقوم منذ ربع قرن بتوثيق الوفيات في صفوف المهاجرين. ما مصادرها؟ وما هي الأرقام التي بحوزتها؟ وماذا تحكي تلك الأرقام؟

توثق المنظمة الهولندية "UNITED for Intercultural Action" الوفيات بين المهاجرين. وهو ما لا تقوم به أي مؤسسة أخرى تُعنى بشؤون اللاجئين. ويشمل التوثيق تفاصيل كل حالة وفاة وأسبابها. وتأمل المنظمة من  خلال إصدار "القائمة" (وتعرف أيضاً بـ"قائمة الوفيات "( التأثير على صانعي السياسات الخاصة باللاجئين

أرقام صادمة وحوادث مفجعة

منذ عام 1993 والمنظمة الهولندية توثق أعداد الوفيات بين المهاجرين. وخلال 25 سنة من عملها بلغ عدد المتوفين 34.361 مهاجرا لم يتم التعرف إلا على ألف منهم. 97 بالمئة من الحالات تعود لأشخاص لم تعرف هوياتهم حتى يومنا هذا. ووقعت 80 بالمئة من حالات الوفاة خلال عبور البحر. كما وثقت المنظمة 500 حالة وفاة حدثت بعد وصول المهاجرين إلى أوروبا. منها حالات انتحار حدثت في مراكز الترحيل أوفي مراكز استقبال اللاجئين، من بين الحالات التي تم توثيقها،  قضية سيدة أريتيرية شنقت نفسها من اليأس في مأوى للاجئين بعد أن خنقت طفلها البالغ من العمر ستة أشهر.

وفي التقرير المؤلف من 56 صفحة سجلت المنظمة حوالي 100 حالة تورطت فيها السلطات، كحالة مهاجر من نيجيريا خنقته الشرطة خلال ترحيله من إسبانيا. كما أضاء التقرير ما توارد من أنباء عن إطلاق الشرطة التركية النار عام 2016 على سوريين أثناء محاولتهم اجتياز الحدود. ووثقت المنظمة كذلك حالات قتل فتى أفغاني في العاشرة من عمره على متن قارب كان متجها إلى جزيرة ليسبوس اليونانية.

الرقم الحقيقي غير معروف

في وقت تتباين أعداد الوفيات بين دول وأخرى حسب الدقة والموثوقية، تلجأ المنظمة الهولندية "UNITED for Intercultural Action" إلى مختلف المنظمات غير الحكومية بالإضافة إلى المنظمات الحكومية ذات المصداقية كخفر السواحل لجمع بياناتها. وتقول المنظمة إن عدد مصادر معلوماتها 550 في 48 دولة.

مهما يكن من الأمر فإن القائمة غير شاملة وتعترف المنظمة بأنه من المرجح وجود حالات تم ذكرها أكثر من مرة، ولكن هناك حالات كثيرة لم ترد بالتأكيد في القائمة.

مرآة عاكسة

على مدار 25 سنة سجلت المنظمة تغيرات في حركة اللاجئين. ففي 1993 سُجل وفاة 61 شخصاً، بينما بلغ العدد في عام 2017 حوالي 4000. ويعود السبب إلى أنه في التسعينات كان عدد كبير من اللاجئين ينحدر من يوغسلافيا السابقة، في حين أنه وبحلول عام 2000 ارتفع عدد الوفيات من المهاجرين الأفارقة الفارين من النظم الاستبدادية خلال محاولتهم عبور البحر إلى أوروبا. وفي منتصف العقد الأول من الألفية الجديدة ارتفع عدد اللاجئين من العراق وسيراليون والسودان وأريتريا.

مكان الوفاة يخبرنا ببعض جوانب قصة الموت الصادمة. قبل 2014 حدثت معظم حالات الوفاة العنيفة على التراب الأوروبي، ولكن بعد ذلك التاريخ جرت معظم تلك الحالات في أفريقيا. ويعود ذلك إلى استثمار أوروبا ملياري يورو للحيلولة دون وصول المهاجرين إلى شمال المتوسط. وهنا سجلت صحيفة "غارديان" البريطانية أن "الصحراء الكبرى قد تكون ربما أكثر قتلاً من البحر".

سيرتان سانرسون/خ.س

2018-07-25

دلالات: