الرئيسية / أخبار لبنان /النهار : اهتزازات الصفقة هل يحتويها عون والحريري؟

جريدة صيدونيانيوز.نت / النهار : اهتزازات الصفقة هل يحتويها عون والحريري؟

النهار : اهتزازات الصفقة هل يحتويها عون والحريري؟

 

النهار

يفترض ان تبدأ من اليوم اعادة لملمة المشهد الرسمي والسياسي عقب فوضى واسعة اتسمت بها الفترة المواكبة لعملية "فجر الجرود" التي حررت جرود رأس بعلبك والقاع من تنظيم "داعش" وما تلاها من فصول مثيرة للجدل والانقسامات والتباينات حول صفقة خروج مسلحي "داعش" التي عقدها "حزب الله" مع التنظيم الارهابي. لكن واقع السلطة الرسمية عقب هذه التطورات لا يبدو بخير اطلاقاً، خصوصاً ان تداعيات صفقة اخراج مسلحي "داعش" لا تزال تجرجر ذيولها على مجمل الواقع الناشئ عقب تحرير الجرود البقاعية بل تشعبت مفاعيلها في الايام الاخيرة بما يفترض ان يفتح معه ملف الصفقة كاملاً في مجلس الوزراء وهو الامر الذي لم يعرف بعد ما اذا كان سيحصل ام سيتجاهله المجلس تجنباً لانفجار تباينات وزارية حادة بفعل ما وصفته جهات وزارية معارضة لما جرى لـ"النهار" بأنه تجاهل غير مقبول للحكومة في اتخاذ قرارات مصيرية كهذه تمس بالامن الداخلي والخارجي للبلاد ولا يجيزها ان تكون رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء معنيتين بالقرارات لانهما يفترض ان تطلعا مجلس الوزراء على ما حصل.

مع ذلك، استبعدت الجهات الوزارية نفسها انفجاراً داخل الحكومة لجملة اعتبارات من غير ان تقلل خطورة التفسخ الجديد الذي تسببت به بعض التطورات الاخيرة، اذ لفتت الى ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الوزراء سعد الحريري سيبذلان كل ما يمكن لاحتواء التباينات المتصاعدة لانهما يدركان ان اي هزة عميقة يمكن ان تصيب العلاقة بينهما أولاً أو واقع الحكومة في الوقت الحاضر ستشكل ضربة خطيرة للتسوية السياسية التي نشأت منذ انتخاب الرئيس عون الامر الذي لن يكون مسموحا به اقله في هذه الظروف. أما العامل الثاني البارز الذي سيحتم المسارعة الى احتواء الواقع الحكومي، فهو التحرك الخارجي الذي يقوم به لبنان والذي كانت زيارة الرئيس الحريري لباريس فاتحة مشجعة له من خلال نجاح الزيارة في اعادة حشد الدعم الفرنسي للبنان الذي برز عبر تعهد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون تنظيم مؤتمرين الاول لدعم لبنان اقتصادياً واستثمارياً والثاني لاعادة اللاجئين السوريين في لبنان الى بلادهم. وقالت إن الحريري سيواصل تحركه البارز في العواصم المؤثرة بزيارة موسكو التي تضطلع بدور فعال للغاية في واقع الازمة السورية خصوصا. كما ان الرئيس عون سيبدأ تحركاً مهماً بحضوره افتتاح الدورة العادية للامم المتحدة في نيويورك والقائه كلمة لبنان أمام الجمعية العمومية ومن ثم زيارته الرسمية الاولى لباريس. ومجمل هذا التحرك يفترض ان ينهي الحكم والحكومة ازالة الالتباسات الشائكة التي نشأت عقب عملية تحرير الجرود علما ان الجهات الوزارية تعتقد أن بعض الاتجاهات التي جرى التعبير عنها أخيراً لجهة فتح تحقيق في احداث 2 آب 2014 التي ادت الى خطف العسكريين اللبنانيين من عرسال طرأت عليها عوامل تحتم عدم حصر هذا الاتجاه بنشوء الملف بل يفترض اكماله بملف الصفقة التي أدت الى اخراج "داعش " من الاراضي اللبنانية والتي فرضت على الدولة. ولذا تتساءل الجهات نفسها هل يمكن العهد والحكومة ان يغامرا بتحقيق مجتزأ من غير ان يشمل الفصل الاخير الذي لا يقل اثارة للانقسامات بما من شأنه ان يثير شبهة تسييس أي تحقيق لا يشمل كل مراحل هذا الملف.

ولم يكن غريبا امام تصاعد الاصداء السلبية للصفقة ان تبرز ملامح التباينات في الصف الحكومي اذ ان "حزب الله" الذي اشعل موجة ردود فعل مستهجنة حيال بيانه المتعلق بالتحذير من مجزرة قد يتسبب بها التحالف الدولي لقافلة "داعش" المنسحبة من الجرود اللبنانية والسورية انبرى لانتقاد الرئيس الحريري واعتبار مواقفه في باريس من النظام السوري وعودة النازحين السوريين "تجاوزاً للدستور". وفي المقابل شدد رئيس حزب "القوات اللبنانية " سمير جعجع، وان يكن أيد أي تحقيق في قضية العسكريين المخطوفين، على ضرورة ان يبدأ التحقيق من الفصل الاخير "لنرى من عمل على تهريب داعش فالبعض يقولون انهم اجروا صفقة مع داعش ليعرفوا مصير العسكريين المخطوفين ولكن العالم كله يعرف ان هؤلاء العسكريين المخطوفين كانوا مع داعش وكان يكفي الاطباق على داعش لمعرفة مصير العسكريين ".

في غضون ذلك، برز موقف حاد لوزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامرالسبهان الذي زار بيروت الاسبوع الماضي والتقى عددا كبيرا من الشخصيات السياسية، لكنه لم يلتق رئيسي الجمهورية ومجلس النواب. وقال السبهان أمس في تغريدة على "تويتر" إن "ما يفعله حزب الشيطان من جرائم لا إنسانية في أمّتنا سوف تنعكس اثاره على لبنان حتما ويجب على اللبنانيين الاختيار (بين أن يكونوا) معه او ضده ". وأضاف: "دماء العرب غالية ".

تقرير ادارة المناقصات

الى ذلك، ومع انقضاء عطلة العيد، يعود ملف الكهرباء الى الواجهة مع صدور تقرير المدير العام لإدارة المناقصات جان العلية بناء على كتاب وزير الطاقة سيزار ابي خليل والذي يعيد الملف الى مربعه الاول في ظل الملاحظات التي أبداها العلية والتي تتنافى مع الصيغة الجديدة لدفتر الشروط المعدل.

وقد حصلت " النهار" على التقرير وهي تنشر خلاصته وفيها مجموعة من الأسئلة التي تتصل بمدة العقد وبالسبب الكامن وراء حصر تكلفة الفسخ ب 20 في المئة من القيمة العقدية التي يرى العلية انها متدنية ولا تحافظ على حقوق الدولة. ويقترح في هذا الصدد اعادة صياغة العقد بكامله وبما يتفق مع احكام القوانين اللبنانية ولا سيما منها المحاسبة العمومية والقوانين الضريبية والبينية ذات الصِّلة، بما يحمي حقوق الخزينة ويتناسب مع سلطات وامتيازات الادارة في العقود الإدارية.

أما بالنسبة الى البند المتعلق بالضريبة التي هي على الزبون وهو الدولة، فيطلب العلية التوضيح في نموذج الأسعار منعا لأي التباس عند التطبيق.

في مسألة الدفع يرى ان البنود لا تأتلف مع الأحكام القانونية المطبقة على العقود. وفي ومسألة الفوترة يرى انه في حال انتاج زيادة عن الطاقة المطلوبة وهي 400 ميغاواط دون تحديد أي سقف، فان الدولة تدفع ثمن الزيادة وكأننا أمام عقد جديد.

وعليه، تبين لإدارة المناقصات من التدقيق في دفتر الشروط ومن خلال تجربة استدراج العروض الملغم وجود مؤشرات جدية توصل الى عارض وحيد منها على سبيل المثال:

- مهلة التنفيذ 3 و 6 أشهر.

- مهلة تقديم العروض 21 يوماً.

- خيار التشغيل HFO.

وبما ان دفتر الشروط المعروض لا يستجيب مبادىء العلنية والمساواة وتكافؤ الفرص على نحو ما بينه التقرير، ويخالف احكام قانون المحاسبة العمومية ولا سيما لناحية مهلة الإعلان وشروط الاشتراك في المناقصة، وحرصاً على عدم استهلاك الوقت في إجراءات قد لا تسفر عن أي نتائج إيجابية، ونظراً الى الحاجة الى تأمين الكهرباء وفقا للأصول والقواعد القانونية في أقرب وقت ممكن، رفعت ادارة المناقصات الامر الى الوزير لرفعه الى مجلس الوزراء لإتخاذ القرار المناسب في شأنه.

2017-09-05