صيدونيانيوز.نت/ الصحة النفسية /
كيف تعالج مشكلة السرقة عند الأطفال؟
يقوم الطفل في مرحلة ما بين الثالثة والرابعة من عمره بأخذ الأشياء التي يريدها علانية، كونه لا يفهم أن لهذه الأشياء قيمة مالية، ومن الخطأ أن يأخذها دون دفع مقابل لها، ويعاود القيام بهذا السلوك بالرغم من العقاب الذي يقع عليه من الأهل، وذلك لأنه يعتبر أن ما يقوم به أمراً طبيعياً....
هل يفهم الأطفال ما الذي تعنيه السرقة؟...
تعتبر السرقة سلوكاً مرضياً يعبر به الطفل عن حاجة نفسية لديه تحتاج إلى إشباع، وعندما تصل إلى درجة المرض فيجب الاهتمام والعمل على علاجها بالشكل الصحيح، حتى لا تتفاقم لدى الطفل، وتستمر معه ويصبح شخصية غير سوية في المستقبل.
هناك العديد من الأشخاص الذين يعانون من مشكلة السرقة في الكبر، وغالباً ما يندمون بعد القيام بسرقة متعلقات غيرهم، على الرغم من أنهم ليسوا لصوصاً أو محترفي سرقات، ولكنه المرض الذي تطور معهم منذ نعومة أظفارهم.
أسباب ودوافع السرقة عند الأطفال
أخطاء تربوية
يجب أن يتعامل المربي مع مشكلة السرقة عند الأطفال بشكل صحيح، لأن الكثيرين يقعون في العديد من الأخطاء، ومنها أن يقوم الأب أو الأم بمعاقبة الطفل قبل التحقق من الأسباب وراء السرقة.
كذلك يتم إجراء تحقيق مع الطفل حتى يحمل على الاعتراف بالسرقة، ويمكن أن يدفع هذا التصرف الطفل إلى سلوك الكذب للدفاع عن نفسه، وهو سلوك آخر غير مرغوب فيه.
يزيد الأمر سوءاً أن يتم التشهير بالطفل بين الأصدقاء والمعارف، وهو ما يسبب للطفل أزمة اجتماعيةوأخرى نفسية.
يهدد الصحة النفسية للطفل إطلاق ألفاظ نابية عليه مثل أن يقال له يا لص أو يا حرامي.
الجوع والحرمان والغيرة
الحرمان وعدم إشباع الحاجة إلى الطعام يمكن أن يدفع الطفل إلى السرقة لأنه جائع، فيسرق الخبز أو متعلقات زميله، ولذلك ينبغي على الأهل تزويد الطفل باحتياجاته من الأكل والمصروف حتى لا يضطر إلى السرقة أو يستلف من زملائه.
يمكن أن يكون دافع السرقة الغيرة أو الانتقام، فهو يغار من طفل آخر فيسرق منه من أجل التشفي، ويمكن أن يكون دافع الغيرة من مولود جديد، أو محاولة من الطفل للفت انتباه والديه بسبب انصراف والديه عنه.
يدفع حب التملك الطفل إلى السرقة، فهو يمكن أن يسرق لمجرد التلذذ بملكية اللعبة التي أخذها من طفل آخر، ثم يعيدها لصاحبها بعد أن يفرغ منها وتفقد جاذبيتها وتحدث له حالة إشباع منها.
يدفع الطفل للسرقة محاولة التخلص من مأزق ما، كأن يسرق نقوداً ليشتري هدايا لمعلمه حتى يتخلص من قسوته وتأنيبه له أمام زملائه، أو نتيجة ضياع شيء مهم منه فيحاول السرقة ليشتري مكانه.
الدلال والنقص والتباهي
هناك بعض الأطفال الذين اعتادوا الحصول على كل ما يريدونه، وبالتالي فإنهم يأخذون ما يقع تحت أيديهم ظناً أن كل شيء مسموح به، ويكون دافع السرقة في هذه الحالة هو التدليل الزائد، ولذلك ينبغي على الوالدين الانتباه لهذا الطفل.
يمكن أن يكون الهدف وراء السرقة هو شعور الطفل بالنقص والتباهي، وهو في هذه الحالة يسرق أشياء لا يحتاج إليها، وتكون السرقة لمجرد لفت الانتباه وإثبات الذات.
تسبب الخلافات الزوجية في بعض الأحيان دفع الطفل ليسرق من زملائه، ويدفع الطفل للسرقة خوفه من العقاب، كأن يفقد أقلامه أو كراسة له، ولخوفه من عقاب أبيه يضطر لسرقة متعلقات زملائه.
يمكن أن تلعب البيئة دوراً في أن إصابة الطفل بمرض السرقة، حيث يتعلم من خلالها الحلال والحرام والسلوكيات الحسنة والسيئة، أو العكس فيمكن أن تكون البيئة محفزاً على السرقة، من خلال أصدقاء السوء أو بيئة التربية المنحرفة.
علاج مشكلة السرقة عند الأطفال
العلاج بالحكمة والصبر
يؤكد الخبراء والاختصاصيون أهمية علاج هذا السلوك قبل أن يتفاقم، ويحتاج علاج الطفل المصاب بمرض السرقة إلى حكمة بالغة من الوالدين وصبر، وكثير من الرعاية والاهتمام والمراقبة.
يجب على الوالدين بناء جسور الثقة والتفاهم والتواصل مع الطفل، واستيعاب السبب وراء تصرف الطفل بهذه الطريقة قبل معاقبته، لأن هذا الفهم يترتب عليه العثور على الحل المناسب، والعمل على إزالته، مع التركيز على الصفات المغايرة للسرقة وتدعيمها، حتى يختفي السلوك غير المرغوب فيه.
تجنب تعامل الوالدين بشكل عصبي مع الصغير، والتفكير بهدوء بطريقة يمكن بها تخليص الطفل من هذا السلوك، وكذلك الابتعاد عن تهديد الطفل وتخويفه في حال ضياع أقلامه وكراساته على سبيل المثال.
يجب تشجيع الطفل بتقديم الهدايا له، حتى ندفعه للتحلي بالأمانة، مع رواية القصص التي تغرس في الطفل الصفات الفاضلة.
إشباع الحاجات النفسية
يعمل الأهل على إشباع الحاجات النفسية للطفل بنفس قدر الحاجات المادية، وذلك لأن الحاجة للحنان والحب والاهتمام لا تقل عن الحاجة للأكل والشرب، ونقص إشباع هذه الحاجات يخلق طفلاً غير سوي ومملوء بعقد النقص والمشاكل السلوكية.
يجب احترام ملكية الطفل ووضع الثقة فيه، وتنمية هذه الثقة في نفسه وتشجيعه، وينصح الخبراء الوالدين بضرورة ملاحظة تطورات هذا السلوك على تصرفات الطفل، وبضرورة إرجاع أي شيء أخذه من أحد الأصدقاء.
يساعد اشتراك الطفل في نشاط اجتماعي على تحسن حالته وإقلاعه عن السرقة، ويفيد في خطة العلاج تعليم الطفل معنى الملكية الخاصة منذ الصغر، وذلك بتخصيص دولاب أو درج خاص به يضع فيه أدواته وملابسه ولعبه.
الرقابة على الطفل ومضاعفات سلوك السرقة عند الأطفال
يتساءل البعض هل يمكن أن يتطور مرض السرقة لدى الأطفال؟
الواقع أن الأمر يعود إلى الوالدين والأهل، لأن هذه المشكلة بالتأكيد تبدأ من البيت حين يقوم الطفل بسرقة أشياء من أشقائه، أو بعض النقود من محفظة أبيه، أو من مصروف البيت من أمه.
يمكن أن يتطور الأمر إلى قيام الطفل بسرقة متعلقات زملائه أو بعض الأموال من بيوت الأقارب أو الأصدقاء. وبالتأكيد سوف يصحب هذا السلوك سلوكات أخرى سيئة، ومنها على سبيل المثال الإنكار والتدخين، وتعاطي المخدرات، ويعتبر أن هذا سببه إهمال الأهل للطفل حتى يصل إلى هذه المرحلة الخطرة.
ينبغي أن يحرص الوالدان، من باب الوقاية، على مراقبة الطفل، وذلك بالاستفسار عن كل شيء جديد تراه في البيت مع الطفل، وكذلك يجب على الأم أن تواصل تعليم الطفل الأمانة منذ الصغر، من خلال المواقف والمناسبات المختلفة التي تمر بها مع طفلها.
يتعرض الطفل للكثير من المغريات في المدرسة، ويمكن أن يقع في فخ السرقة من زملائه إذا لم تتابعه، ويكون ذلك بجلوس الأم مع الطفل وتعليمه أن أخذ شيء من زميله من المحرمات ويعد سرقة.
2018-11-05