الرئيسية / أخبار لبنان /سياسة /النهار : القمصان الخضر" يهدّدون الإستقرار … والقمة

جريدة صيدونيانيوز.نت / النهار : القمصان الخضر" يهدّدون الإستقرار … والقمة

جريدة صيدونيانيوز.نت / أخبار لبنان /  النهار : القمصان الخضر" يهدّدون الإستقرار … والقمة

 


النهار

بعدما فشلت بعض القوى اللبنانية حليفة النظام السوري في فرض دعوة دمشق الى القمة العربية الاقتصادية نهاية ‏الاسبوع الجاري، تحولت الانظار الى مكان آخر: رفض حركة "أمل" مشاركة الوفد الليبي المتهمة بلاده بإخفاء ‏الامام موسى الصدر على رغم تغير النظام وسقوط نظام معمر القذافي المسؤول عن الجريمة. وما كان مقبولاً في ‏العام 2002 عندما انعقدت القمة العربية في بيروت بمشاركة ليبيا صار غير مقبول اليوم، ومع هذا الرفض ‏المسيس، تفلتت التصرفات الميليشيوية من زمن الحرب، فأعادت الحركة التذكير بانتفاضة 6 شباط 1984، ‏وخرج مناصروها ذوو القمصان والاعلام الخضر لينزلوا الاعلام الليبية التي رفعت بين اعلام الدول المشاركة ‏في القمة، ويرفعوا محلها اعلام الحركة من غير ان تتدخل القوى الامنية أو الجيش. وعلم في هذا الاطار ان الرئيس ‏نبيه بري ابلغ المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم الامتناع عن اعطاء الوفد الليبي تأشيرات دخول الى ‏لبنان، تجنباً لعملية محاصرة مدخل المطار لدى وصولهم. وبعد تبلغ الجانب الليبي الخطوات المتوقعة، بثت قناة ‏‏"الميادين" خبرا مفاده ان الجهات الليبية تنوي مقاطعة القمة، فيما لم يتبلغ لبنان الرسمي شيئا من هذا القبيل حتى ‏مساء أمس‎.‎
‎ ‎
وفي معلومات لـ"النهار" ان "حزب الله" الذي لزم الصمت لم يكن راغبا في التصعيد على هذا النحو ان في ملف ‏دعوة سوريا أو في المشاركة الليبية، لكنه يتجنب المتاهة التي يمكن ان يؤدي اليها أي اعلان عن اختلاف في ‏وجهات النظر سواء على الساحة الشيعية او في العلاقة مع سوريا. ومع هذه الاجواء انطلقت المواقف المزايدة في ‏الشأن السوري من اماكن عدة ولا سيما من الجاهلية التي قصدها امس الوزير طلال ارسلان والقى خطاباً نارياً ‏أيد فيه رئيس النظام السوري وهاجم الوزير السابق وليد جنبلاط من غير ان يسميه، وقت كان الاخير يستقبل ‏وكيل وزارة الخارجية الاميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل الذي يواصل اليوم جولته فيلتقي الرؤساء ميشال ‏عون ونبيه بري وسعد الحريري ووزيري المال والخارجية علي حسن خليل وجبران باسيل وشخصيات سياسية ‏اخرى. وسيشدّد السفير هيل على قلق الولايات المتحدة من نشاطات "حزب الله" المزعزعة للاستقرار في لبنان ‏والمنطقة، بما في ذلك الاكتشاف الأخير للانفاق العابرة للحدود، والتي تتحدى قرار مجلس الأمن رقم 1701، ‏وتعرّض أمن الشعب اللبناني للخطر، وتقوّض شرعية مؤسسات الدولة اللبنانية‎.‎
‎ ‎
هذه الاوضاع المتوترة والمقلقة دفعت بكركي الى دعوة رؤساء الكتل النيابية والنواب والوزراء الموارنة الى ‏‏"اجتماع تشاوري وجداني" الاربعاء للبحث في دور الموارنة في مواجهة الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة وما ‏تقتضيه من مبادرات ومقاصد تنسجم وواجبهم في الحفاظ على دولة لبنان . وبدا واضحاً من الدعوة ان "بكركي ‏باتت تستشعر خطورة التأخير المتعمد في تأليف الحكومة وعرقلة العهد والانقلاب الابيض على النظام وما يمكن ‏ان يتأتى من جالة اللااستقرار في البلاد واثرها السيئ على اللبنانيين والمسيحيين تحديداً الذين عاد قسم كبير منهم ‏يفكر في الهجرة بسبب تراجع الامل في امكان قيام الدولة". وعلمت "النهار" ان "التيار الوطني الحر" لم يكن ‏يحبذ فكرة الدعوة الى اللقاء قبل أيام، لكنه وجدها فرصة سانحة بعد التصعيد الذي قامت به حركة "أمل" في الايام ‏الاخيرة. وتوقعت مصادر متابعة ان يصدر بيان عن المجتمعين يتضمن نقاطا عدة يجري البحث فيها. وسيرأس ‏الاجتماع البطريرك الذي تعرض أمس لوعكة صحية حالت دون ترؤسه قداس الاحد‎.‎
‎ ‎
في المقابل، استمرت التحضيرات للقمة التي بات عقدها مؤكداً، ويعقد اليوم مؤتمر صحافي لشرح كل ما يتعلق ‏بالقمة من اجراءات تنفيذية وإعلامية وأمنية، وخطة السير التي ستعتمد خلال فترة القمة، ولا سيما في المنطقة ‏المغلقة حيث الفنادق التي سيحل فيها الزعماء العرب، وصولاً إلى مقر المؤتمر في الواجهة البحرية‎.‎
‎ ‎
وقد نفذت السبت مناورة ميدانية للإجراءات والترتيبات المعتمدة إبتداء من مطار رفيق الحريري الدولي، حيث ‏يصل الزعماء ورؤساء الدول العرب، وصولا إلى الواجهة البحرية لبيروت حيث ستعقد القمة. وشاركت الفرق ‏الأمنية واللوجستية والمعنية بالمراسم والإعلام‎.‎
‎ ‎
اجتماع بعبدا
‎ ‎
مالياً، وبعد التداعيات الناتجة من تصريح وزير المال عن اعادة هيكلة الدين العام، وتأثيراتها الدولية على السندات ‏اللبنانية، جاء اجتماع بعبدا العاجل امس لينفي كل التفسيرات والتأويلات التي حيكت في اليومين الاخيرين كما أكد ‏لـ"النهار" رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابرهيم كنعان الذي قال "إن مبادرة الرئيس جاءت لتؤكد الموقف ‏الرسمي اللبناني على أعلى المستويات لاعادة ضخ الثقة في الاسواق المالية وتأكيد التزام لبنان كامل المتوجبات ‏والالتزامات والتعهدات المالية والاصلاحية التي وضعت في الموازنة وفي مؤتمر سيدر". ورأى "أن تفسيرات ‏كلام وزير المال والتأويلات بلغت حداً تجاوز ما اعلنه الوزير علي حسن خليل. واكد الاجتماع ان لا لزوم للهلع ‏والخوف والشائعات لانها تدمر البلد‎".‎
‎ ‎
وقد حضر الاجتماع الى رئيس الجمهورية، رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري، وزيرا المال ‏والاقتصاد علي حسن خليل ورائد خوري وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة ورئيس جمعية مصارف لبنان ‏جوزف طربيه ورئيس لجنة المال والموازنة ابراهيم كنعان. وشددت مصادر المجتمعين على ان لا خوف على ‏سعر صرف الليرة وهذا ما أكده البيان الرسمي الذي صدر باجماع الحاضرين من تأكيد سلامة الوضع المالي التي ‏طمأن اليها حاكم مصرف لبنان خلال الاجتماع‎.‎
‎ ‎
واشارت مصادر اخرى من داخل الاجتماع المالي في بعبدا، الى ان وزير المال عندما تحدث عن جدولة الدين انما ‏عنى بذلك خطة لكيفية معالجة الدين العام ولم يقصد اعادة الهيكلة أو اعادة الجدولة للدين وفق المفهوم المعتمد في أي ‏دولة. وقد انعكس سوء تفسير كلامه على الأسواق المالية فكان من الضروري تصويب الوضع منعاً لتأثر الأسواق ‏بتفسيرات أْخذت بغير معناها الحقيقي‎.‎
‎ ‎
وعندما سئل وزير المال عن تصريحاته التي اثارت هذه البلبلة، لم يشأ الرد الا بكلمة واحدة: "أنا أوضحت على ‏الفور ما عنيته

2019-01-14

دلالات: