صيدونياينوز.نت/ أقلام ومقالات / من يقنع الديك؟!
يحكى أن إنساناً توهم - أو خيل له - انه حبة قمح وتحت هذا التخيل العجيب بدأ يفر من الديك، اعتقاداً منه أن الديك سيأكله، أليس حبة قمح؟! وسيطر عليه هذا الشعور وعبثاً حاول كل من يعرفه أن يهدئ من روعه. وان يبدد في نفسه هذا الشعور الغريب! ولكن هيهات. فالرجل حبة قمح والديك يطارده في كل مكان. وبعد محاولات مضنية من محبيه اقتنع بأن يعرض نفسه على الطبيب وتفوق الطبيب رغم صعوبة المهمة بأن يعيد إلى الحبة الثقة، وان يقضي على هذا الهلع الذي حل بهذا الإنسان. والحمد لله اقتنع أخيراً انه إنسان!
وكأن يقول لطبيبه نعم أنا إنسان، ولكن لدي مشكلة. فيسأله الطبيب: وما مشكلتك أيها الإنسان؟! فيجيب (صحيح أنا إنسان ولكن من يقنع الديك أني لست حبة قمح)؟
هذا ما رواه لي أحد الزملاء في ليلة من ليالي السمر التي نقتنصها اقتناصاً كمحطة ترويحية نغسل فيها أدران الحياة اليومية المليئة بأحداث قصة الإنسان وعلاقته بالحياة وذلك التوتر والقلق الذي يسود حياتنا، وعلاقاتنا بالأشياء من حولنا والأحداث الدامية والأخبار المزعجة التي تصك أذاننا صباح مساء، تقرع عقولنا بتفاصيل القتل وسفك الدماء أو العبث الذي يبعدنا عن مهمتنا في الحياة كبشر.
عموماً.. فقد استغرقنا في الضحك ونحن نستمع إلى هذه النكتة.. وتمادينا في الضحك الذي هو ميزة من ميزات الإنسان ووسيلة من وسائل التعبير عن حالة الفرح وربما الحزن! وربما السخرية وربما..
وهدأت عاصفة الضحك لتثور عاصفة التأمل فكم في المجتمع الإنساني من يمثل دور الديك!!
وكم فيه من يمثل دور الحبة؟!
انها قصة الضعف والغطرسة!
ومن الذي جعل الديك يتغطرس؟ ويشعر بالقوة والهيمنة والسيطرة مع انه ديك؟ ومن الذي جعل ذلك الإنسان يشعر بتدني قيمته! وهو انه! وضعفه الفظيع هذا!! وتتالت الأسئلة المفتوحة.. ويبقى السؤال الأكبر هو حقاً من يقنع الديك؟!
2019-02-19