جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار مدينة صيدا / خليل المتبولي : يا أيها الآخر !..
بقلم : خليل إبراهيم المتبولي
يا أيها الآخر
كيف لكَ أن تستريحَ
بعد الوداع ؟
كيف لكَ أن تسعدَ
وتطربَ بموسيقى الجنون
بعد السماع ؟
رحلْتَ أيها الآخر
وفي رحيلك
تعبٌ وأرقٌ
واندفاع .
يا أيها الآخر
فوق قباب المساجد
راياتٌ سوداء
وفوق صلبان الكنائس
طيورٌ صمّاء
حزنٌ كبيرٌ
يخيّم في ليالي
الصيف والشتاء
وأصواتٌ غريبة
تُطلق
ما بين الأرض والسماء
العطش المميت
والجوع القاتل
يلفّان الأرض
صباح مساء
عاصفة الأرواح
الغاضبة والهائجة
هدأت واستكانت
من الإعياء
الشمس بهتت وانطفأت
وأسكتت
وهج السماء
رصاص المجرمين
ينغرز في صدور
الأبرياء .
يا أيها الآخر
ما بين ارتعاشة الظل
وخفقان الضوء
قمرٌ
شاحبٌ غارقٌ
في مطاردة الأوهام
يبكي وجعًا
فوق متاريس الألم
وعلى خطوط النار
تتّسع دائرة الشجن
يكبر القيد والحصار
تتوه الرصاصات الفارغة
بين أنقاض الدمار
تسقط الساعات عارية
بين الخزي والعار
ويتشتت الزمن المنسي
على أعتاب الديار .
يا أيها الأخر
لقد خسرنا
العقل والقلب
الأوهام والأحلام
وكل الرهانات
يا مَن كنتَ ، أنتَ ، أنتَ ؟
أما زلتَ ؟
أم أنّ هناك في الأفق
أحدًا آخر ؟!..
2019-03-14