الرئيسية / أخبار لبنان /شؤون إعلامية وصحافية /نداء الوطن : لن نُساوم على حرية الإعلام

جريدة صيدونيانيوز.نت / نداء الوطن : لن نُساوم على حرية الإعلام

جريدة صيدونيانيوز.نت / أخبار لبنان / نداء الوطن : لن نُساوم على حرية الإعلام


 نداء الوطن

حين أطلقنا "نداء الوطن" مطلع تموز قلناها صراحة إننا ملتزمون قضية السيادة والحرية ولسنا جريدة نقل أخبار ‏السياسيين والزعامات ولا جزءاً من لعبة الأطراف في تقاسم المغانم على حساب الناس‎.‎
‎ ‎
ومنذ البداية عرفنا أن الطريق لن يكون معبّداً أمام صحيفة تعتمد أسلوباً مميزاً في مخاطبة الرأي العام وتوقظ ‏‏"شياطين" الحرية والسيادة، بعدما نجحت التركيبة السلطوية في "تعليب" هذين المفهومين نحو "حرية مسؤولة" ‏جوهرها الخنوع، و"سيادة منقوصة" ركنها الاستتباع‎.‎
‎ ‎
اليوم تحاول السلطة الاعتداء على حرية الاعلام من باب الاستدعاءات ومحاولة "تكييف الاتهامات" لتصوير التعبير ‏عن الرأي الحر انتقاصاً من هيبة الرئاسة أو تجاوزاً للقانون‎.‎
‎ ‎
نعم انها "جمهورية الخامنئي". ونحن نردّد قول بطريرك الحرية والاستقلال مار نصرالله بطرس صفير: "لقد قلنا ما ‏قلناه‎".‎
‎ ‎
ونسألكم من غير انتظار جواب: لماذا تختبئون وراء أصابعكم؟ فأمين عام "حزب الله" عنى ذلك بوضوح في خطاب ‏الولاء للمرشد في إيران، وهو فخور بذلك، فلماذا تستحون بشراكتكم معه؟ ولماذا لا تقرّون بأنه صاحب قرار السلم ‏والحرب وأنكم تدعمونه في واقع الحال؟
‎ ‎
هي مانشيت من مانشيتات كثيرة وتحقيقات ومقالات وضعناها في تصرف الرأي العام ليعرف إلى أين تقودونه، ولماذا ‏نعاني الأمرّين من جراء سياسات تفقر الناس وتضع البلاد دائماً في خطر اندلاع حرب لا تقررها الحكومة حسب ‏الدستور، ولا مصلحة وطنية، بل يأمر بها الخارج حين يحتاج‎.‎
‎ ‎
إنها سخرية القدر، بل قوة "جمهورية الخامنئي" التي تبيح لخصم المحكمة الدولية الناظرة باغتيال الشهيد رفيق ‏الحريري ومستشار بشار الدستوري، التحريض على "نداء الوطن" في مجلس الوزراء وإعلان نية مقاضاتها، والدعوة ‏الى تعديل قانون المطبوعات مهمشاً مشروع قانون عصري موجوداً في مجلس النواب‎.‎
‎ ‎
أزعجتكم "نداء الوطن". نعم. لأنها عبّرت عن الناس المحاصرين بالنفايات والذين يُقتل ابناؤهم بفعل الحفر والانارة ‏المفقودة على الطرقات، والمهانين أمام المستشفيات، والناجحين في مباراة الخدمة المدنية بينما تتقاسمون التعيينات بلا ‏آليات. لكن كل ذلك ليس "بيت القصيد" وتسمعونه بلا اهتمام على مرّ الساعات والأيام‎.‎
‎ ‎
أزعجتكم "نداء الوطن" لأنها اعادت المطالبة بسيادة الدولة على قرارها إلى الواجهة، ولأنها طالبت بحق الجيش ‏والقوى الأمنية الشرعية باحتكار السلاح، ولأنها قالت لكم إن واجب المسؤول تطبيق القانون والدستور وليس التحايل ‏أو دفن الرأس في الرمال‎.‎
‎ ‎
أرادت "نداء الوطن" أن تقول لكم: كونوا قادة فعليين ومسؤولين حقيقيين، لكن كونوا أحراراً قبل أي اعتبار‎.‎
‎ ‎
ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة. اعتديتم سابقاً على حرية الاعلام وستعتدون. لديكم ملكة القمع ولدينا أقلامنا ‏وإرادتنا التي لن تنكسر وإيماننا بالحرية لأنها صنو وجودنا في لبنان‎.‎
‎ ‎
وبيننا وبينكم القضاء‎.‎
‎ ‎
كلمة أخيرة للمصطادين في الماء العكر، يا من توغرون صدر رئيس الجمهورية على "نداء الوطن"، نقول اننا نحترم ‏الرئيس وموقع الرئاسة ولأجل ذلك التقيناه من موقع الخلاف وتصدّر صفحتنا الأولى في أول عدد أطلقناه. لكننا مارسنا ‏حقنا الاعلامي والدستوري في انتقاد سياسته وتحالفاته وكل المسار الذي يسير فيه. وما تصويركم بعض تعابيرنا على ‏انها "هجوم شخصي" الا بسبب جهلكم لغة الصحافة الراقية والشجاعة وقلة درايتكم بالتمايزات، ولأنكم لم تقرأوا ‏صحفاً في العالم الحر ولم تعرفوا معنى المعارضة والديموقراطية ووجوب عدم "تقديس" المسؤول، بل أتيتم على ‏صهوة الانتهازية والتبعية والتسويات‎.‎

2019-09-16

دلالات: