صيدونيانيوز.نت/ أقلام ومقالات / من يحب المدح أكثر الرجل أم المرأة؟
من يحب المدح أكثر الرجل أم المرأة؟ والجواب على هذا السؤال يحتاج لتفصيل، لأن الإنسان بشكل عام يحب المدح سواء كان رجلا أم امرأة، ولكن لو سألنا السؤال بصياغة مختلفة وقلنا من يطلب المدح أكثر الرجل أم المرأة؟ ربما أكثركم الآن سيقول المرأة، ويبقى السؤال قائما لماذا المرأة تطلب المدح وتحب أن تسمعه أكثر من الرجل، وربما قليل من المدح يعطي المرأة طاقة وحيوية ويجعلها منتعشة، بينما الرجل يحب المدح ولكن قليلا ما يطلبه بعبارة صريحة، وفي الغالب عندما يمدحه أحد لا يبدي أي تعبير بأنه سعيد، بينما هو في داخل نفسه يطير من الفرح من المدح الذي وجه له، بينما المرأة تظهر مشاعرها عندما تمدح ويظهر ذلك على وجهها وربما تقوم وترقص من شدة الفرح، ولعل من الطرائف طرفة مدح العجائز، وقصتها أن عجوزا كانت متصابية (أي تعمل نفسها صبية صغيرة بتصرفاتها) وكانت تسير مع زوجها في الشارع عندما قابلا متسولا يتحسس طريقه، فاقترب منهما وقال: إنني أعمى يا سيدي! أعطني دينارا زكاة عن زوجتك الشابة الحسناء هذه، فلم يعطه الزوج شيئا. لكن الزوجة فرحت جدا بوصف المتسول إياها بـ «الشابة الحسناء» فأخرجت 10 دنانير وأعطته إياها.
وبعد أن رجعا إلى منزلهما قال لها زوجها: «أنا أعترف بأن ذلك المتسول شديد الذكاء»، فسألته الزوجة في دلال: «هل لأنه عرف أنني شابة حسناء رغم كونه أعمى؟»، فأجابها الزوج ساخرا: «كلا، فأنا أعرفه جيدا، وأعلم أنه بصير لكنه يتظاهر بالعمى كي يستعطف قلوب الناس. فأنا أعترف لك بأنه ذكي لأن وصفه إياك بأنك ((شابة حسناء)) كانت حيلة بارعة ليقنعك بأنه أعمى، إلى درجة أنني شخصيا كدت أصدق أنه أعمى فعلا! وإن كانت هذه طرفة إلا إنها تفيد بأن المرأة تستجيب للمدح وتتأثر به سريعا.
وأذكر بالمناسبة امرأة دخلت محلا لبيع العطور وسألت البائع عن اسم أجمل عطر عنده، فقال لها اسمه على وصفك، فردت عليه وما هو اسم العطر؟ فقال لها عطر (الجميلات) فاشترت العطر، وعمل البائع نفس التصرف مع رجل ولكنه بعد شم العطر تركه ومشى، فالمرأة مخلوق مليء بالأحاسيس والعواطف، بينما الرجل عنده نفس الأحاسيس والعواطف ولكنه يتعامل معها بطريقة مختلفة فيخصص لها وقتا خاصا ولا يستجيب لها دائما، ويحب أن يستخدم منطقه أكثر من أحاسيسه وعواطفه، بينما المرأة تستمتع بأن تعيش بأحاسيسها وعواطفها، فلو عملنا اختبارا لرجل وامرأة بأن عرضنا عليهما صورة قديمة لهما وهما طفلان، فستجد أن الرجل يشاهد الصورة بسرعة ويبتسم وينتهي الأمر، بينما المرأة تشاهد الصورة أكثر من مرة وتتذكر أيام الطفولة وترجع بذكرياتها ومشاعرها لتلك الفترة وتظل الصورة منطبعة بمخيلتها ربما طول اليوم وتتحدث عنها وهي سعيدة بها، بينما الرجل فإن الموضوع انتهى عنده عندما ترك الصورة وانشغل بأمر آخر.
والإسلام راعى هذا الجانب في المرأة فكان الحكم على تزينها بالذهب والحرير حلالا عليها بينما هو حرام على الرجل وتحب المرأة من يمدح زينتها ويتغزل بها، أما الرجل فالتغزل به لا يعني له شيئا كثيرا، فالإسلام راعي الجانب العاطفي عند المرأة بأن أباح لها الذهب والحرير حتى يتفنن الرجل بمدح زينتها لو كانت ابنته أو أخته أو أمه أو زوجته، فيشبع حاجة المرأة للاستماع للمدح كلاميا وهي مستمتعة بالزينة بصريا وجسديا
فالمدح سلاح مؤثر لو استخدم استخداما سليما، وتأثير المدح في تغيير الآخرين أكثر من النقد، فالرجل لو أراد أن يوجه المرأة لأن تنحف واستخدم أسلوبين، الأول النقد كأن يقول لها أنت سمينة، والثاني المدح لو مدح طعامها الصحي وقال لها هذا يساعدك على النحافة، فإنها ستتأثر بالثاني أكثر من الأول، وكذلك الرجل لو المرأة انتقدت أسلوبه الجارح أو لو مدحت أسلوبه عندما يكون لطيفا فإنه سيتأثر بالثاني أكثر من الأول.
2019-09-24