جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار لبنان / وثائق السجل العقاري : ملكية القرنة السوداء لمنطقة الضنية ... الوقائع والخرائط الموجودة تؤكِّد ضناويّة القرنة السوداء ... بحيرة سمارة حُجَّة واهية و400 مزارع مهدَّدون بلقمة عيشهم
نظيم الحايك / اللواء
لم يكن مزارعو بقاعصفرين في جرد النجاص يتوقعون ان يتطور الخلاف الذي بدأ حول نباريش المياه التي يقومون بجرها من الثلاجات في القرنة السوداء لري مزروعاتهم، الى هذا الحد من التوتر الذي تطور في الايام الاخيرة ووصل الى حد التشنج الطائفي بسبب الاستفزازات التي قام بها بعض شبان بشري بطريقة غير مقبولة، بالاضافة الى الحملات المتبادلة على وسائل التواصل الاجتماعي، الامر الذي دفع مخابرات الجيش اللبناني الى توقيف بعض الشبان من بشري والضنية لمنع ووقف الحملات المتبادلة.
قصة سمارة
تؤكد الخرائط الموجودة لدى بلدية بقاعصفرين والكثير من الوثائق القانونية وعمليات المسح التي قام بها مساحون محلفون ومسجلة اعمالهم بموجب مراسلات من بلدية بقاعصفرين لمحافظ الشمال، ان القرنة السوداء تقع ضمن الحدود الجغرافية لمنطقة الضنية والعقارية لبلدية بقاعصفرين. الا ان السجلات العقارية لا تؤكد ذلك، لأن الاراضي الموجودة غير ممسوحة، كما ان النطاق البلدي لبلديتي بشري وبقاعصفرين غير محدد في قرار استحداث البلديتين حسب المديرية العامة للبلديات. إلا ان خرائط الجيش اللبناني تظهر ان القرنة السوداء تتبع جغرافياً لمنطقة الضنية وعقارياً لبلدة بقاعصفرين حسب ما يقول نائب رئيس بلدية بقاعصفرين علي صبرا. والسبب المباشر الذي أجج الخلاف اليوم هو بدء وزارة الزراعة عبر المشروع الاخضر بحفر وانشاء بحيرة ترابية في محلة «سمارة» على ارتفاع 2540 م عن سطح البحر ليستفيد منها حوالي 400 مزارع، ويدعي اهالي بشري انها تؤثر على المياه الجوفية وانها تقع ضمن مشاع بشري، وهذا ما لا يمكن تصديقه او قبوله خصوصا ان سمارة تبعد حوالي3 كلم عن مشاع بشري وهي المنطقة الوحيدة التي يمكن تجميع المياه فيها ليستفيد منها اكبر عدد من المزارعين حسب مهندسي وزارة الزراعة الذين درسوا العديد من المواقع .واعتراض فعاليات بشري على بحيرة سمارة دفع قاضي الامور المستعجلة في بشري جو خليل الى اصدار قرار تمهيدي بوقف الاعمال بدون ابلاغ الجهة المدعى عليها وبدون الاطلاع على المستندات الموجودة عند بلدية بقاعصفرين او وزارة الزراعة.علما ان البحيرة المنوي انشاؤها هي بحيرة ترابية ولا تؤثر على المياه الجوفية حسب ما يؤكد بعض الخبراء. بالمقابل يقول الخبير سمير زعاطيطي بأن «القرنة السوداء ومحيطها هي حرم طبيعي لتغذية صخورنا بمياه الثلوج والامطار وتكوين مخزون جوفي لتغذية الينابيع والانهار. وأي نشاط انساني يترك مخلفات في هذا الحرم سينتج عنه تلوث المياه المتسربة عبر السطح ويصل بالتالي الى المياه الجوفية التي تغذي كامل المناطق المنخفضة تحت القرنة لا سيما المحيط المباشر لقرى الضنية وبشري».
منتهية
لجوء طرفي النزاع الى القضاء عبر توكيل محامين من الطرفين لتقديم ما لديهم من مستندات سحب فتيل المواجهة من قمة القرنة السوداء، بينما استمرت حماوتها على منصات وسائل التواصل الاجتماعي مع تأكيد كامل من فعاليات وناشطي الضنية ان «القصة منتهية» وحقق هاشتاغ القرنة السوداء ضناوية المرتبة الاولى في لبنان ما اعتبره بعض الناشطين بأنه انتصار معنوي مهم في سبيل تأكيد المؤكد وهو حق الضنية وبلدية بقاعصفرين في القرنة السوداء وضرورة استكمال العمل في انشاء بحيرة سمارة. من هذا المنطلق أكد النائب سامي فتفت» ان اهل الضنية يعتبرون القرنة السوداء للضنية وهذا الموضوع غير قابل للنقاش والخلاف اليوم هو على بحيرة سمارة التي يعتبرها اهالي بشري تقع ضمن المنطقة المتنازع عليها ونحن لا نعتبرها كذلك، ونحن نشدد على ضرورة تحديد الحدود بين المنطقتين باسرع وقت ممكن على ان يبدأ الترسيم من موقع سمارة» واضاف فتفت «بأن التشنج الموجود غير مقبول من الطرفين ولكن من حق المزارعين الذين يعتاشون من مزروعاتهم في جرد النجاص الحصول على المياه المطلوبة لري اراضيهم حتى لا تتجدد سنوياً مشكلة تقطيع انابيب المياه الممدودة من ثلاجات القرنة السوداء وبعضها يتجاوزه طولها 10 كلم».
جيران ولكن
فعاليات الضنية التي اجتمعت اكثر من مرة تؤكد في كل بياناتها ان «بشري جيراننا ولكن لا يمكن ان نقبل الاستلشاق بحقوقنا ولا يمكن السكوت كل مرة عن الاستفزازت التي بدأت بتقطيع نباريش المياه لتتطور للاعتراض على بحيرة سمارة التي تبعد آلاف الامتار عن حدود بشري» وحسب ما يقول رئيس بلدية بقاعصفرين علي كنج «ان كنا تساهلنا قبلا بتزوير التاريخ فلن نقبل مهما كلف الثمن ان يتم تزوير الجغرافيا لذلك نحن من طالب رئيس الحكومة الطلب من وزير المالية تعيين مساحين لتبيان الحدود العقارية بين المنطقتين وليس كما اعلنت النائب ستريدا جعجع بعد لقائها الرئيس نبيه بري، وطلبنا كذلك من وزارة الداخلية العمل فورا لتحديد النطاق البلدي لبقاعصفرين ولم نلجأ لأي عمل استفزازي لنثبت حقنا».
الثقة الكاملة
كل الخرائط الموجودة وعمليات المسح السابقة التي قامت بها بلدية بقاعصفرين لرسم الحدود بين بقاعصفرين وبشري والبقاع تؤكد ضناوية القرنة السوداء وهناك ثقة كاملة بأن المسّاحين الذين كلفهم وزير المالية سيؤكدون ما سبق وأكده المساحون المحلفون (محمد عربس، هيثم معاليقي واحمد مصري) في عام 2013 بتكليف من بلدية بقاعصفرين وبعد الاستحصال على خرائط من الشؤون الجغرافية لمنطقة بشري ومحافظة البقاع على حدود قضاء بشري وقضاء المنية-الضنية، وتبين ان حدود الضنية مع بشري هي على المواقع المعروفة باسم (ضهور قعبورة،ضهرة المسيل،الرحل) وتحمل هذه المواقع الاحداثيات التالية:
ضهور قعبورة:X= -285000 Y= 13230
ضهورة المسيل: X= -284280 Y= 13320
الرحل: X= -283680 Y= 12980
الرحل: X=-282520 Y=13270
تأكيد أمين السجل العقاري ضناوية القرنة السوداء
كما ان القرنة السوداء هي داخل قضاء المنية- الضنية وتبعد حوالي 3750م عن حدود قضاء بشري .واكد المساحون المحلفون ان افادتهم استندت الى خريطة من دائرة الشؤون الجغارفية في الجيش اللبناني مبين عليها حدود الاقضية والمحافظات. واحيلت هذه الافادة الى محافظ الشمال رمزي نهرا في 24/6/2014 واحالها بدوره الى امين السجل العقاري وسام ولي الدين الذي اكد ان القرنة السوداء تقع « ضمن قضاء الضنية وفي منطقة غير ممسوحة « واعادها لمحافظ الشمال في 14/8/2014. كما ان خريطة بشري الصادرة من الشؤون الجغرافية تظهر ما سبق بشكل واضح.
القرنة السوداء
من هنا فان قضية القرنة السوداء محسومة لجهة وجودها في منطقة الضنية ويبقى عمل المساحين من وزارة المالية وتحجيج النطاق البلدي من قبل وزارة الداخلية هي اجراءات ادارية لتأكيد ذلك وسيعاد العمل في بحيرة سمارة لتثبيت الناس في اراضيهم في اقرب فرصة وبمجرد الانتهاء من هذه الترتيبات الادارية.
2019-09-28