جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار مدينة صيدا / الزميل محمد صالح يروي رحلة الايام والليالي الصعبة خلال احتجازه بتشابه الاسماء في اليونان ؟ وها قد عدنا من جديد الى صيدا
محمد صالح / الاتجاه
ها قد عدنا...
ها قد عدنا من جديد من رحلة الايام والليالي الصعبة ؟..بعد انقطاع لظروف قسرية استثنائية لم تكن مبررة او مستساغة ولا مقبولة لا في ظروفها ولا في كل ما احيط بها من ملابسات.
عدنا .. وبالاساس كنا في رحلة استجمام بحرية مع العائلة لمدة اسبوع على متن الباخرة السياحية "اورينت كوين" .. وهو الهدف المنشود والغاية المرتجاة.
انطلقنا في 15 ايلول الماضي وكان كل شيء جيد وممتع..وعدنا انفسنا برحلة استجمام تنسينا همومنا وتبعدنا عن المشاكل التي تعصف ببلدنا ولو لإسبوع من الزمن.
وهكذا كان ... خاصة ان صاحب "الاورينت كوين" السيد مرعي ابو مرعي قد احسن ضيافتنا في إقامتنا على متن الباخرة..
وبعد ان امضينا ثلاثة ايام بلياليها , وكانت عامرة بالاجواء الهادئة نهارا والمسلية ليلا والسياحية بإمتياز , تنقلنا خلالها ما بين "الانيا" في تركيا وجزيرتي "رودس" و"سانتوريني" في اليونان ..
وصباح اليوم الرابع رست الباخرة في ميناء جزيرة "مكانوس" اليونانية .. هنا انقلب المشهد.. وتحولت الرحلة من سياحة واستجمام في بلاد الله الواسعة ..الى ايام بلياليها امضيتها في اكثر من مخفر وتحت حراسة مشددة من "البوليس" اليوناني ..
تلك الايام بدات باستدعائي شخصيا الى الامن العام .. حيث بدأ مسلسل التحقيقات في "مكانوس".. وصولا الى ابلاغي بان مذكرة صادرة بحقي عن "الانتربول" ال"Interpol" لتوقيفي..
واستمر الوضع على ما هو عليه الى ما بعد ظهر اليوم التالي .. الى ان تم ترحيلي بحرا الى جزيرة "سيروس" حيث يوجد المدعي العام ومحكمة وسجن كونها مركز القضاء الرئيسي ل 12 جزيرة هناك .
وفي "سيروس" عوملت كمطلوب ومتهم ومدان وملقى القبض عليّ بقضايا امنية حصلت ما بين عامي 1985 و1987 ,وهي جرائم متعلقة بخطف طائرة "T W A" وقتل جندي اميركي واطلاق نار في المانيا وغير ذلك.. وادخلت الى السجن فورا .
هنا توقف الزمن عندي.. واسودت حياتي .. وتحولت الرحلة بالنسبة لي ولزوجتي بداية الى كابوس حقيقي غير متوقع ولا منتظر .. وتسبب ذلك ايضا بصدمة سلبية كبيرة لاصدقائي على متن الباخرة وللسيد ابو مرعي..
وخلال توقيفي هناك تلا المدعي العام عليّ مذكرة الادانة والاتهام الوجاهية الصادرة عن السلطات الالمانية بحقي بكل هذه الارتكابات... وعوملت كموقوف في سجن ينتظر تحديد جلسة محاكمته ؟..
من جهتي بدأت رحلة الدفاع عن نفسي لاثبت انني ليس الشخص المطلوب, وبأن هناك تشابه بالاسماء وبأني لم ازر المانيا ابدا ولم اسافر اليها او اقيم فيها نهائيا .. خاصة ان السيد ابومرعي كلف محاميا يونانيا للدفاع عني هناك..ناهيك عن ان القنصل العام في السفارة اليونانية السيدة رانية عبدالله قامت بدور ايجابي فعّال بعد تبلغها بتوقيفي بعد مرور ثلاثة ايام والى جانبها الموظف في السفارة اندريه خزوم.
اما هنا في لبنان وعند شيوع الخبر تحول الاصدقاء مع افراد عائلتي واولادي وأهلي وابناء بلدتي حارة صيدا وزملائي الصحافيين وفعاليات مدينتي صيدا قاطبة بمختلف مستوياتهم وعلى مستوى لبنان ونقابة المحررين ,والفعاليات النيابية والسياسية وكل من عرفني..الى ورشة عمل وخلية نحل لا تهدا لاثبات براءتي من تلك التهم انطلاقا من جريدة "السفير" التي عملت فيها كصحافي في تلك الفترة وطيلة اربعة عقود من الزمن بشكل متواصل ودون انقطاع .. وصولا الى المراسلات على كافة المستويات والمندرجات التي تولاها هنا في لبنان المحامي حسن شمس الدين مع القنصل رانية عبدالله ومع المحامية اليونانية , بما فيها سجلات القيد العائلية والشخصية العائدة لي التي تمت ما بين اجهزة الدولة اللبنانية كافة مع السلطات الامنية والقضائية الالمانية واليونانية التي تثبت بان هناك تشابها بالاسماء وبأني غير الشخص المطلوب .
كما ان المراجع الامنية اللبنانية لم تقصّر ابدا وقامت بمراسلات من جهتها مع ال "INTERPOL " الالماني لاثبات براءتي ..
كل ذلك ادى الى وصول القضية الى خاتمتها السعيدة ,قبيل منتصف ليل 23 ايلول الماضي .. علما ان المدعي العام كان قد حدد لي جلسة لمحاكمتي في 2 تشرين الاول الجاري..
ولكن تظافر كل هذه الجهود قد ادى الى اطلاق سراحي واثبات براءتي في تلك الليلة (منتصف ليل 23 ايلول ) بعد توقيفي لمدة خمسة ايام بلياليها.
وهنا لا بد من شكر المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي كان له دورا فعالا واساسيا في تلك المراسلات, والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان على الدور اللافت الذي قام به في هذا المجال , وغيرهم ولا مجال لتعدادهم جميعا الان...اضافة الى ان السلطة السياسية اللبنانية المعنية بهذه القضية التي قامت بدورها المطلوب على اكمل وجه .
...وشكرا الى كل من ساهم بإطلاق سراحي بدءا من رئيسي مجلس النواب والحكومة نبيه بري وسعد الحريري ووزيرة الداخلية ريا الحسن ووزير الخارجبة جبران باسيل والنائب بهية الحريري التي ابدت اهتماما لافتا بقضيتي, والنائب الدكتور اسامة سعد , والدكتور عبد الرحمن البزري ,ورئيس بلدية صيدا ورئيس اتحاد بلديات صيدا الزهراني المهندس محمد السعودي وزملائي وزميلاتي الصحافيين في مدينة صيدا وفي نقابة المحررين وعلى مستوى لبنان ..
وشكرا الى الاستاذ الكبير طلال سلمان ونجله احمد على كل ما قاما به لأجلي , والى المراجع والفعاليات على اختلاف مسمياتهم .. ورؤساء القوى وهيئات المجتمع الاهلي والمدني والبلدي التي برز دورها في قضيتي واعتذر من الجميع لعدم تسميتهم وتعدادهم خشية تجاهل او نسيان اي منهم ...
شكرا الى زوجتي واولادي واهلي وعائلتي واصدقائي واحبائي في صيدا وحارة صيدا وشرقي صيدا ومنطقتها ومنطقة جزين والجنوب وعلى مستوى لبنان..
وشكرا الى ابناء بلدتي في حارة صيدا الذين تضامنوا معى الى اقصى حدود التضامن..
وشكرا كبيرة الى مدينتي صيدا عاصمة الجنوب التي وقفت الى جانبي وقفة رجل واحد ..
وشكرا الى كل من وقف الى جانبي في محنتي وتضامن معي ومع عائلتي ولو بكلمة او تصريح او موقف, او شارك في اعتصام او رفع لافتة او قال كلمة طيبة ..
وشكرا الى كل من نشر موقفا ايجابيا ورايا في الجريدة اليومية وشاشات "التلفزة".. اوعبر الاثير وفي وسائل ومواقع التواصل الاجتماعي على تنوعها وتعددها ..شكرا جزيلا من القلب لكم جميعا .
شكرا الى السيد مرعي ابو مرعي وعقيلته السيدة هويدا لوقوفهما الى جانبي والى جانب زوجتي ليلى وعلى كل ما قاما به.. والى اصدقائي على متن الباخرة الذين شاركوني تلك الرحلة ..واخص السيد سليمان رزق صالح وعائلته .. والى المحامي الصديق حسن شمس الدين على كل ما بذله في سبيل اثبات برائتي.
شكرا الى زملائي الذين تقاسمت معهم كل تلك السنوات طيلة اربعة عقود في مهنة البحث عن المتاعب بحلوها ومرها..
ها قد عدنا اليكم .. عدنا الى موقع "الإتجاه".
..والى اللقاء في موعد لاحق وفي كتابة اوسع واشمل عن هذه القضية مع كل التفاصيل الظروف والملابسات .
2019-10-01