الرئيسية / المرأة والمجتمع /أقلام ومقالات /هل الأفضل أن تكون نصف سعيد أم وحيدا؟

جريدة صيدونيانيوز.نت / هل الأفضل أن تكون نصف سعيد أم وحيدا؟

صيدونيانيوز.نت/ أقلام ومقالات / هل الأفضل أن تكون نصف سعيد أم وحيدا؟

أكثر من شخص يعرض علي مشكلته ويقول أنا قررت الانفصال والطلاق وهذا ما أراه الخيار الأفضل لمشكلتي، فأطرح عليه السؤال التالي: هل الأفضل أن تعيش نصف سعيد أم وحيدا؟ فينظر إلي السائل بصمت؛ لأنه لم يتوقع مني هذا السؤال، وبعد تفكير طويل يجيب عن سؤالي بقوله أنا لم أفكر بهذه الطريقة، فأقول له لأن قرارك بالطلاق يعني أن تبقى وحيدا واستمرارك بالزواج لا يجعلك سعيدا، فأنت إذن نصف سعيد، ولهذا أنا أسألك هل تختار أن تعيش نصف سعيد أم وحيدا؟ فيقول وماذا يفيدني هذا السؤال؟ فأقول له إن قرارك بالطلاق ربما يعالج مشكلتك الحالية فهو قرار وقتي، ولكن إجابتك عن سؤالي تعالج مشكلتك الحالية والمستقبلية، فأنا أفتح عليك باب المستقبل خاصة إذا كان عندك أولاد، بأن تتخذ قرارا يفيدك في الحاضر والمستقبل ولا أريدك أن تكون سعيدا بالحاضر وتندم على قرارك في المستقبل.

الكثير ممن يرغب بالطلاق يكون جوابه بأنه يعاني من مشاكل معينة مع الطرف الآخر وحاول أن يعالجها ولكن دون فائدة، فلهذا هو يفكر بالطلاق، فاسأل المستشير سؤالا آخر وهو إن الراحة التي تنشدها من الطلاق ليست مضمونة، مثلما السعادة التي تتمناها مع الطرف الآخر ليست مضمونة، فيقول لي نعم كلامك صحيح ولكن أنا تعبت من الحياة مع الطرف الآخر فما الحل؟ عندما أطرح هذين السؤالين على صاحب المشكلة فأنا لا أقول له وهو مقتنع بالطلاق بأن الطلاق ليس صحيحا، وإنما أدعوه للتفكير أكثر والتأمل أكثر وأن تكون نظرته عميقة لقراره حتى لا يندم في المستقبل على قراره، خاصة إذا كان الطرف الثاني عنده إيجابيات كثيرة وسلبيات قليلة، وبعض الذين أطرح عليهم السؤال يكون الجواب عندهم حاضرا بأنهم يقولون مرارة الوحدة ولا العذاب الذي أعيش فيه مع الطرف الآخر.

ولكن يبقى السؤال مهما في الموازنة بين هل أعيش نصف سعيد مع شخص أم أعيش وحيدا؟ خاصة في حالة لو فكر أحد الطرفين بالطلاق وهو بعمر متقدم فتكون فرصة الزواج الثاني شبه ضعيفة، فقد يكون الاستمرار في العلاقة بسبب الأولاد أو لإشباع حاجات شخصية أو بسبب توفير حياة كريمة مرفهة، فلو كان هذا السبب فليس خطأ أن يختار الإنسان أن يعيش نصف سعيد وهو يحقق مثل هذه الفوائد من الزواج، فلا توجد سعادة كاملة ولا يوجد زواج من غير منغصات، ولكن الإنسان يحاول أن يتعايش مع مرارة الحياة وآلام العلاقة طالما أن نسبة الإيجابيات فيها أكثر من السلبيات، فالمعادلة صعبة وخاصة في مسألة الطلاق، وأذكر أن امرأة دخلت علي تستشيرني في أمر طلاقها وقد أحضرت ورقة كتبت فيها إيجابيات وسلبيات الطلاق أو الاستمرار، وقالت بعدما كتبت الورقة صرت في حيرة أكثر، فقلت لها لماذا؟ قالت: لأن إيجابيات الطلاق وإيجابيات الاستمرار متساوية، كما أن سلبيات الطلاق وسلبيات الاستمرار متساوية فما عرفت اتخذ قرارا، فقلت لها طالما أن الإيجابيات والسلبيات تساوت إذن في هذه الحالة ننتقل لمعيار آخر في الحكم، وهو أن ندرس درجة كل إيجابية ودرجة كل سلبية، ثم طلبت منها أن تعطي درجة من عشرة لكل سلبية وإيجابية، فقيمت السلبيات والإيجابيات وجمعت نتائجها فظهر لها أن الطلاق حصل على درجة أكبر من الاستمرار، فقلت لها إن الدراسة والتحليل يساعدانك على اتخاذ قرار الطلاق فهو الصواب والرأي لك في النهاية.

فأحيانا تظهر النتائج أن الطلاق أفضل ولكن التفكير في هل تعيش نصف سعيد أم وحيدا ورغبة الشخص في ألا يعيش وحيدا ولا مانع عنده بأن يعيش نصف سعيد قد تغير قرار الطلاق عنده على الرغم من قناعته بالطلاق، وهذا تكنيك مهم أستخدمه أحيانا في مناقشة كل شخص بدأ يفكر بالطلاق.

2019-12-03

دلالات: