الرئيسية / أخبار لبنان /دينية /بالصور: المطران إيلي الحداد في عيد القديس نيقولاوس بصيدا: يسوع حزين لما يجري في لبنان ولكنه يفرح مع الشابات والشبان في شارع الثورة والإنتفاضة

صورمختلفة من قداس عيد مارنيقولاوس في كاتدرائية الروم الكاثوليك في صيدا ترأسه المطران إيلي بشارة الحداد(تصوير غسان الزعتري) صيدونيانيوز.نت

جريدة صيدونيانيوز.نت / بالصور: المطران إيلي الحداد في عيد القديس نيقولاوس بصيدا: يسوع حزين لما يجري في لبنان ولكنه يفرح مع الشابات والشبان في شارع الثورة والإنتفاضة

جريدة صيدونيانيوز.نت / أخبار صيدا / بالصور: المطران إيلي الحداد في عيد القديس نيقولاوس بصيدا: يسوع حزين لما يجري في لبنان ولكنه يفرح مع الشابات والشبان في شارع الثورة والإنتفاضة 

 

غسان الزعتري

إحتفل في كاتدرائية مارنقولا للروم الكاثوليك في صيدا بعيد شفيعها القديس نيقولاوس حيث ترأس راعي الابرشية المطران إيلي بشارة الحداد قداس العيد عاونه فيه كاهن الرعية الأب جهاد فرنسيس والاب قزحيا شلهوب والأب رامح زيدوني وبمشاركة جوقة المخلص بقيادة بسام نصرالله والمرنم جورج صليبا. وحضر القداسالنائب ميشال موسى والرئيسة العامة للرهبانية المخلصية الأم تيريز روكز ومساعد قائد منطقة الجنوب الإقليمية في قوى الأمن الداخلي العقيد فادي صليبا  وعضو المجلس البلدي في صيدا المحامي ميشال طعمة.

المطران الحداد في كلمته بالمناسبة تطرق إلى ما يشهده لبنان من أوضاع سياسية ومعيشية وإقتصادية خانقة. وقال : " إن نفسي حزينة حتى الموت" قالها يسوع عندما شعر بأن الإنسان قد وصل إلى مدارك عميقة في الفساد والخيانة وعندما أسلمه يهوذا وباعه لليهود بثلاثين من الفضة. وعندما غسل بيلاطس يده وأسلم دمه الزكي لرؤساء الكهنة.. يسوع حزين كل مرة يرى فيها الإنسان يبتعد عن كرامته إذ هو على صورة الله وينغمس في المال ويعبده على أنه رب وإله.

يسوع حزين على ما آلت إليه الأمور في لبنان. لكنه يفرح مع هؤلاء الشابات والشبان في شارع الثورة والإنتفاضة لأن شعاراتهم ترد الإعتبار للبنانيين على أنهم شعب يحترم الحريات والديمقراطية والصلاح في الأداء. ومع يسوع تدعو الكنيسة إلى حماية هذه التحركات البريئة في الشارع. وتحذر من المداخلات غير البريئة فتذهب بها إلى حيث لا تريد الثورة أي العودة إلى الفساد.

المطران إيلي الحداد

وفيما يلي نص عظة المطران إيلي بشارة الحداد في عيد مار نقولا 2019 بصيدا: 
نجتمع اليوم في كنف القديس نيقولاوس وفي كاتدرائيته في صيدا. ونعلم تماما أن عيدنا هذه السنة إنما هو عيد ترقب واضطراب لكننا نحوّل بإيماننا الإضطراب إلى طمأنينة آتية من العلاء لا من الأرض. "إن نفسي حزينة حتى الموت" قالها يسوع عندما شعر بأن الإنسان قد وصل إلى مدارك عميقة في الفساد والخيانة عندما أسلمه يهوذا وباعه لليهود بثلاثين من الفضة. وعندما غسل بيلاطس يديه وأسلم دمه الزكي لرؤساء الكهنة. يسوع حزين كل مرة يرى فيها الإنسان يبتعد عن كرامته إذ هو على صورة الله، وينغمس في المال ويعبده على أنه ربُّ وإله.
يسوع حزين على ما آلت إليه الأمور في لبنان. لكنّه يفرح مع هؤلاء الشابات والشبان في شارع الثورة والانتفاضة لأن شعاراتهم تردّ الاعتبار للبنانيين على أنهم شعب يحترم الحريات والديمقراطية والصلاح في الأداء. ومع يسوع تدعو الكنيسة إلى حماية هذه التحركات البريئة في الشارع. وتحذّر من المداخلات غير البريئة فتذهب بها إلى حيث لا تريد الثورة أي العودة إلى الفساد.
أذكّر بكلمة البابا فرنسيس يتوجه فيها "إلى سكان أرض الأرز النبيلة" يوم  الأحد 27 تشرين الأول وبخاصة إلى الشباب، داعيًا الجميع إلى إيجاد الحلول المحقّة عن طريق الحوار. وقد توقّف البابا عند الحدث الوطني الذي يتمثّل بالانتفاضة الشعبية المذهلة التي انبرى فيها المتظاهرون، وبخاصة الشباب والصبايا، موجّهًا إليهم الشكر على الدينامية الإيجابية التي خلقوها والتي لا ينبغي أن تنطفئ بأي شكل  من الأشكال، وعلينا أن نعمل كلّ ما بوسعنا كي يكون تحرّكهم حافزًا للبنان متجدّد، أكثر عدالة وديمقراطية، وأكثر تضامنًا وأخوّة.
نعم يا أحبة، العالم كلّه يوجّه أنظاره إلى لبنان وشباب لبنان وشاباته المتواجدين في الشارع اليوم. إن العناوين التي يريدها العالم المعاصر هي الحرية والعدالة والمساواة والكرامة والديمقراطية. واللبنانيون يبرهنون يوما بعد يوم أنهم شعب يحب الحياة بكرامة وبعنفوان لا بذلّ ومهانة.
الكنيسة هي من الشعب وهي مجموعة المؤمنين. تقف إلى جانب أبنائها لتطالب بالعيش الكريم وإنهاء حالات الفساد. وتضع مؤسساتها التربوية والإنسانية بخدمة هذه القضية لخدمة الناس لاسيما الفقراء منهم. آن للدولة أن تستفيق لتؤمّن ما أمّنته الكنيسة حتى اليوم من خدمات كلّفت الناس مبالغ تفوق قدرتهم وشكّلت للكنيسة إحراجا مع الفقراء. تعالوا نتحاور مع الحكومة العتيدة التي نطلب بتأليفها بأسرع وقت ممكن إذ تنتظرها ملفات كبيرة وصعبة. نتحاور لتأمين مبدإ المشاركة بين الكنيسة والدولة والمجتمع في التعليم والتربية والطبابة وسواها من الخدمات. لذا نطلب حكومة بإمكانها أن نعمل وألا تولد مشلولة.
إن قداسنا اليوم يا أحبة هو لقاء صلاة ليكون لكل لبناني صحوة ضمير أكثر مما هو احتفال بعيد. 
إن العالم بحاجة إلى صلاة لمحاولة إيقاظ ضمائر الكبار لئلا يأكلوا الصغار. ومن هذه الكنيسة نناشد المجتمع الدولي أن انقذوا شعب لبنان البريء. كفانا حروب الآخرين عندنا.
لقد مرّ بنا هذا العام ونشاطاتنا بالرغم من الحالة العامة المصابة بشلل، كانت حيّة على عدة أصعدة. تمت رسامتان لكهنة جدد هما يوانس صوايا وكريستيان عياط. وحافظنا على مسيرة مدارسنا بالرغم من العبئ المالي المرهق لنا وتساعدنا مؤسسة صاصي الكرام وأصدقاء صندوق الطالب مشكورين.
توقفت أعمال المشاريع السكنية ومشاريع أخرى كانت سندا لنا ولكثير  من العائلات. ننتظر السلام لتعود العجلة إلى سابق عهدها. 
تلقينا وقفية جديدة وهي منزل آل دبر في صيدا بواسطة السيدة حياة دبر. والنية هي تحويل المنزل العائلي إلى مركز اجتماعي والعمل جار لترتيب الوقفية على غرار وقفية آل دبانة لبيتهم الوالدي في صيدا. فالشكر لكل من العائلتين دبانة ودبر على هذه الروح الكنسية والوطنية العالية.
وما زالت مؤسسة وقف الفقراء ساهرة على إدارة أموال الوقفية بحسن سيرة ومنهجية علمية وحسابية عالية ولهم منا ألف شكر. ونتابع وإياهم مساعدة العائلات الأكثر حاجة ليس في صيدا فحسب بل في أكثر من رعية. نصلي معكم اليوم لراحة كل من رحل من أبناء الرعية وكانت آخرهم المرحومة إيزابيل نحاس. ونرفع الدعاء لراحة نفسها ونفوس من رحلوا.
شكري اليوم لجميع معاونينا في المطرانية وفي كل رعايانا. شكري للآباء جهاد فرنسيس وقزحيا شلهوب ورامح زيدوني اللذين انضما إلى عداد خدّام الكاتدرائية.  أشكر بنوع خاص الدكتور جورج أفتيموس الذي زيّن الكاتدرائية بشباكين زجاجيين معيدا الحلة البهية القديمة لها. شكري لجوقة المخلص بقيادة السيد بسام نصرالله. والمرنم جورج صليبا وللسيد طانوس موسى ولجنة وقف الكاتدرائية. شكري لأهالي صيدا وبلديتها رئيسا وأعضاء والشكر لأبناء رعيتنا المقيمين والساكنين في بيروت والذين يترددون تباعا إلينا.
أخيرا، ومع نيقولاوس تعالوا نتحضّر لعيد الميلاد بفرح، ولنعيش مع طفل المغارة أبعاد هذا العيد المقدس. هناك بساطة الإنجيل ويسوع يدعونا إلى البساطة في الحياة. أمام المغارة يمكن أن نحل جميع مشاكلنا. يسوع أتى من أجلنا ولا يريد شيئا لنفسه. هكذا نحل جميع عقدنا ألا نطلب شيئا لذواتنا. ونطلب أولا ما هو للآخرين. جميل الشعور بالفقر رغم كثرة أموالنا. إنها تجربة هذه الأيام: الكل فقراء ومهدد. نحن إخوة في المسيح وخاصة في عيد الميلاد. فلنستفد من المناسبة لنعزز أخوّتنا.هذا دعاء نيقولاوس في الميلاد. أعاد الله علينا هذه المواسم بالخير والبركة. آمين.
 

 

2019-12-08

دلالات: