صيدونيانيوز.نت / أقلام ومقالات / هذه مكافأتك إذا أحسنت تربية أبنائك؟
راقب نفسك عندما تجلس مع أبنائك ماذا تفعل، هل تجلس صامتا؟ أم تراقبهم؟ أم تكون مشغولا بهاتفك؟ أم تشاركهم أحاديثهم وألعابهم؟ أم تحاورهم وتترك بصمة تربوية لديهم؟ كأن تذكر لهم قصة مفيدة أو توجيها نافعا أو معلومة جميلة، مرة أخرى نكرر نفس السؤال..
راقب نفسك عندما تجلس مع أبنائك؛ لأن الوقت الذي تقضيه مع أبنائك وهم معك في بيتك وقت محدود، فإذا كبروا سيخرجون من بيتك ويستقلون في حياتهم كما خرجت أنت وكونت أسرة جديدة، ولهذا فإن أفضل استثمار في الحياة هو الاستثمار في الأبناء، فإن الخير الذي تقدمه لهم لن يضيع، ويفيدك في الدنيا والآخرة، ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يبين لنا أهمية استثمار التربية الصالحة وتعليم الأبناء فيقول (إن الدال على الخير كفاعله)، ولو راقبت نفسك وأنت مع أبنائك فإن حديثك معهم دائما فيه إرشاد للخير، فلو غضبوا تعلمهم كيف يضبطون أعصابهم، ولو شتموا أو ضربوا تعلمهم أن هذا سلوك خاطئ، ولو أهملوا في تعليمهم تشجعهم وتساعدهم وتعلمهم، وإذا ذهبت معهم لزيارة الأهل والأقارب تعلمهم احترام الكبير وحسن الكلام والإنصات، وإذا أذن المؤذن تحثهم على القيام للصلاة، وهكذا دائما أنت تدلهم على الخير فتستفيد من ذلك بالدنيا بالذكر الحسن وفي الآخرة أن يكونوا استمرارا لحسناتك، كما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: (إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة) وذكر من الثلاثة (ولد صالح يدعو له)، والولد الصالح يأتي بحسن التربية، فلو توفي المربي فإن حسناته تستمر في الحياة بسبب التربية والأعمال الصالحة التي علمها ابنه، ولهذا فإن الإنسان ترفع درجته بالجنة فيستغرب، ويقول من أين لي هذا العمل؟ فيقال له: من عمل ابنك، كما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: (إن الرجل لترفع درجته في الجنة فيقول: أنى لي هذا ؟ فيقال: باستغفار ولدك لك)، وهذه بشرى نبوية تشجعنا لكي نصرف وقتا أكثر مع أبنائنا، ونحرص أن نكون متفاعلين معهم.
والسؤال المهم هو هل تتوقع ثواب من يجلس مع أبنائه أو يحسن تربيتهم ورعايتهم وتعليمهم أن يكون رفيق النبي الكريم في جنات النعيم؟ فإذا كنت تتمنى مصاحبة سيد الخلق عليه الصلاة والسلام فاصرف وقتك في تربية أبنائك، فقد قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: (من عال ابنتين أو ثلاثا، أو أختين أو ثلاثا حتى يبن أو يموت عنهن، كنت أنا وهو في الجنة كهاتين، وأشار بأصبعيه السبابة والتي تليها)، فأي فضل عظيم لتربية الأبناء، وأي فائدة يستفيدها الوالدان في كل دقيقة تصرف مع الأبناء، وهناك قصة جميلة تربوية حصلت أمام السيدة عائشة رضي الله عنها، وهي أن مسكينة جاءتها تحمل ابنتين لها فأعطتها السيدة عائشة ثلاث تمرات، فأعطت الأم كل بنت تمرة وأرادت أن تأكل تمرتها فشعرت أن البنتين ترغبان بالتمرة فشقت التمرة نصفين وأعطت كل بنت نصف تمرة، فأعجبت السيدة عائشة من الموقف وذكرت القصة للنبي الكريم فقال: (إن الله قد أوجب لها بها الجنة أو أعتقها بها من النار)،
فتخيلوا معي بسبب تمرة ونصف قدمتها الأم لابنتها كان جزاؤها وجوب دخول الجنة والعتق من النار، فكيف لو صرف الوالدان الوقت لتربية أبنائهم، واهتموا بتعليمهم وتأمين مستقبلهم وتوجيههم على القيم والأخلاق وحسن التعامل مع الخالق والمخلوق، لا شك أن الثواب سيكون عظيما والمكافأة ستكون كبيرة، فالناس يتسابقون في رمضان على الصلاة والقيام والصدقات وكذلك في الحج، ويتنافسون في أعمال الخير من أجل أن يدخلوا الجنة ويكتب لهم العتق من النار، وأنت تستطيع أن تكون هذه مكافأتك وأنت في بيتك عندما تركز على تربية أبنائك، لا أن تترك التربية للأجهزة الإلكترونية أو العاملات أو لمدارس تهتم بالتعليم الجيد ولا تهتم بالتربية الجيدة.
2020-01-13