صيدونيانيو..نت/ أقلام ومقالات /ابني والأفلام المخلة بالأدب
قال اكتشفت ابني يشاهد صورا وأفلاما مخلة بالأدب، وعمره سبع عشرة سنة، وواجهته فاعتذر وتأسف، ولكني أشعر بأنه مدمن لهذه الصور والأفلام، قلت: كيف عرفت أنه مدمن؟ قال: لأنه يعاهدني دائما على ترك المشاهدة ثم يرجع مرة أخرى ويشاهد، قلت: في احتمال أن تكون هذه عادة أو أن يكون مدمنا، قال: المهم كيف أساعده للتخلص من هذا السلوك الخاطئ؟ قلت: هناك عدة أفكار ممكن تتفق معه على تطبيقها، قال: وما هي؟
قلت..
أولا: تأكد من صدقه ورغبته الجادة في أن يترك هذا السلوك، فهذه أهم خطوة لا بد أن تركز عليها، قال: كيف أتأكد من صدقه؟ قلت: أنت تعرف ابنك وتاريخه وتعرف عندما يعطيك وعدا هل هو صادق أم لا، بالإضافة إلى متابعتك ومرافقتك له فإنك ستكتشف أمره، قال: سأبذل جهدي بذلك،
قلت ثانيا: احرص أن تشجعه على تنمية هواياته ومواهبه لأن الفراغ هو أكبر مشكلة تواجه ابنك فيصرف وقته لمثل هذه الأفلام، فإذا استطعت أن تشغل وقت فراغه بالرياضة والهواية والحركة فقد ساعدته على تجاوز المشكلة،
وثالثا: علمه كيف يتعامل مع نفسه عندما تحدثه نفسه الأمارة بالسوء إلى ارتكاب الخطأ، وأخبره بأن يعاند نفسه ويصرف الأفكار الشيطانية بألا يستسلم لها، فيرفضها ويردد عبارات يحدث بها نفسه مثل (أنا قوي ولن أهزم أمام الأفكار السلبية) أو (لا تجعل جسدك يستجيب لعقلك) أو (يقوم للوضوء والصلاة ويدعو الله أن يعينه على نفسه)، قال: هذه فكرة جميلة، قلت: نعم لأننا لا بد أن نعلمه كيف يعتمد على نفسه في ضبط شهوته وتقوية إرادته.
ورابعا: أن توجهه إذا فشل أكثر من مرة وهو يعالج نفسه، فلا يستسلم للفشل، ويظن أنه لا فائدة من محاولات العلاج، فالشيطان شاطر في بث اليأس والإحباط لمن يرغب أن يصلح نفسه، وإنما علمه كيف يقاوم فشله بأن يقوي إرادته أكثر ويستمر بمقاومة أفكاره السلبية،
وخامسا: وجهه أن يحرص على مرافقة ومصادقة الشباب المخلصين والصالحين الذين يعينونه على نفسه، قال: صار هذا صعبا في هذا الزمان، قلت: كلامك صحيح ولكن ما زال الخير في الدنيا فأنت ساعده واسع معه فإن الله لا يخيب ظنك،
وسادسا: شجع ابنك أن يقوي الجانب الإيماني عنده مثل الصيام والصلاة والذكر والقرآن، فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر،
وسابعا: حذره من الوحدة، فلا يجلس وحده أبدا، وخاصة في بداية طريق العلاج. فإذا طبق كل هذه الخطوات السبع وما زال يضعف ففي هذه الحالة لا بد أن تلجأ لمختص أو استشاري يساعده للتخلص من إدمانه للأفلام المخلة بالأدب، قال: وهل الابتعاد عن الأجهزة الإلكترونية يساعد في التخلص من هذه المشكلة؟ قلت: نعم، لو تستطيع إقناعه بذلك يكون جيدا، وإذا وافق على حجب المواقع الإباحية يكون ممتازا.
قال: أنا صرت أخرج من عملي أحيانا وأفرغ نفسي حتى أكون معه وأساعده على الاستقامة، قلت: تصرفك صحيح، وهذا يساعده على التخلص من مشكلته بوقت أسرع، وأحيانا في بعض الحالات أنا أنصح بالزواج المبكر حتى يعف الشاب نفسه، ولكن لا بد من دراسة هذا القرار بشكل جيد، لأنه ليس كل شاب يتزوج مبكرا يترك مشاهدة الأفلام الإباحية، قال: وهذه فكرة جيدة سأدرسها وأتشاور مع أمه فيها، قلت تبقى في مسألة أخيرة انصح ابنك بها وهي أن يبتعد عن المثيرات للشهوة مثل: الذهاب لأماكن فيها نساء غير متسترات، أو حضور فيلم بالسينما فيه مثيرات، أو متابعة حسابات في الشبكات الاجتماعية فيها مغريات، قال: الله يعين شبابنا اليوم على الزمن الذي يعيشون فيه، كنا في السابق نذهب للفساد، واليوم الفساد موجود بملابسنا ويتحرك معنا.. والله المستعان.
2020-02-04