الرئيسية / أخبار لبنان /3 ملايين قنبلة موقوتة في منازل اللبنانيين...هكذا لفظ خاطر أنفاسه الأخيرة

(الصورة عن النهار)

جريدة صيدونيانيوز.نت / 3 ملايين قنبلة موقوتة في منازل اللبنانيين...هكذا لفظ خاطر أنفاسه الأخيرة

3 ملايين قنبلة موقوتة في منازل اللبنانيين...هكذا لفظ خاطر أنفاسه الأخيرة

أسرار شبارو المصدر: "النهار" 

3 ملايين "قنبلة موقوتة" في منازل اللبنانيين ومؤسساتهم، قضت إحداها في الأمس على خاطر ملحم، ابن بلدة شحيم، بعدما انفجرت قارورة غاز في غرفة المؤونة الملاصقة لمنزله، منهية حياته عن عمر الـ77 عاماً.

لم يكتب لملحم أن يكمل نهار الخميس بين أفراد عائلته، فمنذ الصباح الباكر حلّت الفاجعة التي حرمت أولاده الأربعة، شابان وفتاتان، ممن كرّس حياته لهم. وبحسب ما شرح مختار البلدة محمد شعبان لـ"النهار" "استيقظ ملحم كعادته، تبادل أطراف الحديث مع زوجِه، قبل أن يقصد غرفة المؤونة التي تحوي قوارير غاز عدّة من أجل جلب بعض المتاع، ثوان وسُمع صوت انفجار، ركضت الزوجة والأبناء ليجدوه مُلقىً على الأرض غارقاً بدمه".

خطأ قاتل

حضرت الأدلّة الجنائية وخبير متفجّرات وعناصر من فصيلة شحيم إلى المكان، إضافة إلى المختار الذي أشار: "يبدو أنّ تسرّباً للغاز من إحدى القوارير حصل، وعند دخول ملحم إلى المكان تسببت سيجارة كان قد أشعلها أو همّ بإشعالها بحصول الانفجار، توفّي على الفور، تاركاً صدمة لدى أهالي البلدة، فهو معروف بهدوئه وعقلانيته ومحبة الناس له". وأضاف: "أقام خاطر في الأردن سنوات من عمره قبل أن يعود إلى لبنان حيث عمل سائق سيارة أجرة، منذ فترة توقف عن العمل ليمضي أكثر وقت ممكن له مع عائلته، لكن للأسف لم يمنحه القدر مزيداً من الأيام ليشعر بطعم السعادة إلى جانبهم".

قوارير مرّ عليها الزمن

مخاطر "القوارير الموقوتة" المزروعة في بيوت اللبنانيين دفعت نقيب العاملين والموزّعين في قطاع الغاز ومستلزماته في لبنان فريد زينون إلى رفع الصوت عالياً في السابق، وبحسب ما شرح لـ"النهار" فإنّ "قارورة الغاز المستخدمة من المواطنين في منازلهم ومؤسساتهم مرّ عليها بين 40 و50 عاماً، أكلها الصدأ، ما أفقدها كل مواصفات وشروط الحماية التي يفترض أن تتوفر فيها، كما أفقدها الضوابط الأساسية التي ينبغي أن تحيط بها من كل الجوانب، لذلك دعيت وزارة الطاقة حينها إلى استبدالها بقوارير جديدة تتوفر فيها شروط الأمان".

ملايين القوارير بانتظار التبديل

صرخة زينون وصلت إلى الوزير أرثيور نظريان، الذي وقّع عام 2015 على قرار استبدال 4 ملايين قارورة قديمة بقوارير جديدة على مدى 5 سنوات ونصف السنة، ولفت النقيب: "بعد سنة و9 أشهر من توقيع القرار استبدل إلى تاريخ اليوم، مليون قارورة غاز زنةَ 10 كليو، و28 ألف قارورة زنة 35 كيلو. القوارير المهترئة أُتلفت، لكن علينا الانتظار حتى إتلاف باقي الكمّية، وعددها 3 ملايين، وعند انتهاء مفعول القرار سيتم تعديله إذا وجدت قوارير قديمة"، واستطرد: "المرة الأخيرة استبدلت فيها القوارير قبل توقيع الوزير كانت عام 2003 إذ طال القرار مليوني قارورة".

مشكلة قائمة

في بداية عام 2016 بدأ تسليم القوارير الجديدة التي تصنع في لبنان في معمل الشرق الأوسط، لكن لا تزال هناك مشكلة أساسية هي كما شرحها زينون: "عدم تجهيز معامل الغاز البالغ عددها 140 مركزاً لفحص القوارير والكشف عن أيّ مشاكل تنفيس أو غيرها قبل تسليمها إلى الزبائن، وفي هذه الحالة المشكلة لا تظهر إلا لدى الزبون الذي يقع على عاتقه فحصها للتأكد من سلامتها".

نصائح عامّة

جملة نصائح وجّهها زينون إلى المواطن من أجل السلامة العامّة منها: "فحص مقبض، ساعة، مفتاح وأنبوب القارورة، وضرورة تغيير الساعة والأنبوب كل سنة، والجلدة عند استبدال القارورة. وإذا اشتمّ شخص رائحة غاز في منزله فعليه إطفاء الكهرباء وفتح النوافذ، وعند الفحص إن كان هناك تسريب غاز من القارورة فعليه فعل ذلك بالماء والصابون من خلال وضعها على إسفنجة وتقريبها من القارورة، فإذا ظهرت فقّاعات يعني يوجد تسريب للغاز، ومن الخطأ الخطير فعل ذلك بالنار".

غدرت قارورة الغاز ملحم منهية حياته في لحظة، فصيلة شحيم فتحت تحقيقاً بالحادث، وبحسب ما قاله مصدر في قوى الأمن الداخلي لـ"النهار": "التحقيق لا يزال مفتوحاً، ننتظر الاستماع إلى إفادة الأهل، لكن من المؤكد أنّ ما حصل معه كان عن غير قصد، على عكس الإشاعات التي تداولها بعضهم".

2017-09-09