جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار لبنان / كورونا... نجمة هوليوود السوداء
نادين كنعان / الأخبار
مع مرور الوقت تتسع رقعة انتشار الفيروس وتتأزّم معه الأوضاع في مجال صناعة السينما والترفيه حول العالم. خسائر فادحة يتوقّع أن يتكبّدها هذا القطاع في ظلّ الأزمة الصحية التي أربكت جدول أعماله
مع مرور الوقت، تشتدّ المعركة مع فيروس كورونا في محاولة للسيطرة عليه. في غضون ذلك، تُرخي هذه الأزمة الصحية العالمية بظلالها على القطاعات المختلفة التي تحصي خسائرها المتزايدة. صناعة السينما والترفيه، وعلى رأسها هوليوود طبعاً، في عين العاصفة في ظلّ إغلاق صالات سينما، وإلغاء عروض أفلام جديدة وأنشطة وتظاهرات سينمائية وتصوير شرائط وخطط إنتاجية...
صحيح أنّ الاستديوات البارزة لم تكشف عن خسائرها بعد أو عن خطط واضحة لمواجهة ما يجري وحسر الأضرار، إلّا أنّ موقع مجلة «فارايتي» الأميركية مثلاً نقل عن مصادر مطّلعة تأكيدها أنّ شركات الإنتاج الكبرى تتبع سياسة الترقّب، فيما تبقى الاستديوات على اتّصال منتظم مع مراكز السيطرة على الأمراض في الولايات المتحدة (CDC)، و«منظمة الصحة العالمية» لتقييم المتغيّرات المتسارعة.
(بن مونسي وود ــ بريطانيا)
يتزامن ذلك مع تخوّف كبير من أنّ إغلاق الصالات في الصين، منذ أسابيع، وتأثير الفيروس على إنتاج الأفلام في كوريا الجنوبية وإيطاليا واليابان وغيرها من البلدان، يمكن أن يؤدي إلى خسارة تبلغ خمسة مليارات دولار أميركي على أقل تقدير، بحسب ما نقل موقع «هوليوود ريبورتر».
في هذا السياق، من الواضح وجود محاولة لتحديد إذا ما كان ينبغي إجراء تأجيلات إضافية لمواعيد الإصدارات الرئيسية في سبيل تجنّب إقامة عروض أولى في أجزاء من العالم حيث ينتشر كورونا. يأتي ذلك في وقت أعلن فيه منتجو الشريط رقم 25 من سلسلة «جيمس بوند» إرجاء طرحه في الأسواق لمدّة سبعة أشهر. وأكّد هؤلاء أنّ No Time to Die (لا وقت للموت ــ إخراج كاري فوكوناغا) سيبصر النور في تشرين الثاني (نوفمبر) 2020 بدلاً من نيسان (أبريل) المقبل بعد «دراسة متأنية وتقييم شامل للسوق الفنّي العالمي».
توقعات بخسارة لا تقلّ عن خمسة مليارات دولار أميركي
قرار جريء وشديد الصعوبة، اتّخذه منتجو وموزّعو الشريط الذي يتمحور حول العميل السرّي 007 (يونيفرسال، MGM وEON)، بعدما كان مؤسّسا موقعي M16 Confidential وThe James Bond Dossier لمعجبي جيمس بوند قد كتبا رسالة مفتوحة يطلبان فيها تأجيله حتى الصيف المقبل بسبب «المخاوف الصحية».
على الخطّ نفسه، ألغت شركة «والت ديزني» بعض الفعاليات التي كانت ستُقام في أوروبا للترويج لإطلاق منصّة البث الرقمي «ديزني بلاس»، في وقت تتجه فيه الأنظار إلى مواعيد إزاحة الستار عن عدد من المشاريع السينمائية البارزة، من بينها نسخة الـ live-action من «مولان» (إخراج نيكي كارو ــ ديزني) المرتقبة في 25 آذار (مارس) الحالي، بالإضافة إلى فيلم «الأرملة السوداء» (ديزني ومارفل ــ إخراج كيت شورتلاند) والشريط التاسع ضمن سلسلة السرعة والإثارة والتشويق Fast & Furious (إخراج جاستين لين) المتوقّع بدء عروضهما في أيّار (مايو) 2020، فضلاً عن الجزء الثاني من A Quiet Place (إخراج جون كراسينسكي ــ باراماونت بيكتشرز).
التخطيط لإطلاق الأفلام، لا سيّما المهمّة منها، يجري قبل سنوات، وفي حال ارتأى أصحاب القرار تأجيل إنتاجات إضافية ضمن جدول أعمالهم، فهذا يعني أنّنا سنشهد تأثير الدومينو الذي ستتأخر بموجبه إصدارات مستقبلية حتى لا تتكدّس دور السينما بالمشاهدين، الأمر الذي سيخلق حالة من الفوضى والبلبلة على صعيد شبّاك التذاكر العالمي. وفي حال واصلت الصالات إغلاق أبوابها، أو إذا ابتعد الجمهور عنها ببساطة لصالح منصّات البث عبر الإنترنت (راجع الكادر) خوفاً من التعرّض لحشود كبيرة، فقد يتعيّن على صناعة السينما بأكملها أن تتعامل مع جزء كبير من عام 2020 على أنّه «شطب مالي غير متوقع»، على حدّ تعبير ديفيد سيمز في مجلة «أتلانتيك» الأميركية. ناهيك عن التبعات القضائية للموضوع. إنّها الفوضى إذاً، وكما قيل في سلسلة الفانتازيا الشهيرة «صراع العروش»: «الفوضى هي سلّم»!
لبنان بلا سينمات
التزاماً بقرار لجنة متابعة التدابير والإجراءات الوقائية لفيروس كورونا في مجلس الوزراء الصادر في السادس من آذار (مارس) الحالي والرامي إلى إغلاق مراكز الترفيه، أعلنت صالات السينما في لبنان أنّها ستقفل أبوابها في سياق الجهود الهادفة إلى ضمان السلامة العامة والتخفيف من إمكانية انتشار الفيروس. هكذا، أعلنت أمس الثلاثاء صالات «غراند سينما» على صفحتها الفايسبوكية الإقفال «حتى إشعار آخر»، فيما سبقتها سينما vox إلى هذه الخطوة في اليوم السابق معلنة عبر الموقع نفسه «الإقفال المؤقت» واعدةً بـ «العودة قريباً». وانسحب الأمر على صالات «أمبير» أيضاً.
«نتفليكس»: مصائب قوم...
على الرغم من اضطرار «نتفليكس» لإلغاء فعاليات عدّة بسبب توسّع رقعة انتشار فيروس كورونا، غير أنّ منصة البث عبر الإنترنت الأميركية تعدّ من أبرز المستفيدين بينما تحصي هوليوود خسائرها وتحاول لملمة أوضاعها. صُنّفت شبكة الـ«ستريمينغ»، أخيراً، ضمن الشركات العشر الأفضل أداءً في مؤشر S&P 500 المالي. نموّ يأتي مدفوعاً برواج الخدمات التي تُستخدم داخل المنازل مع تصاعد التحذيرات من التواصل البشري المباشر لتجنّب انتشار كورونا. وبحسب شبكة CNBC الأميركية، أصدر المحلّلون لدى شركة MKM Partners قائمة بالأسهم الموصى بها التي «من المحتمل أن تستفيد من وضع الحجر الصحي»، وكانت من بينها أسهم «نتفليكس». وأشارت تقارير عالمية إلى أنّ أسهم هذه المنصة ارتفعت بنسبة 0.8 في المئة خلال الفترة الماضية، بعدما فضّل المشاهدون البقاء في المنازل بعد غلق العديد من صالات السينما أبوابها حول العالم. هنا، يوضح محلّلو معلومات أنّ «نتفليكس» ستتخطى التوقعات في الربع الثاني من العام الحالي على صعيد أعداد المشتركين حول العالم، مستفيدة بذلك من COVID-19.
2020-03-11