مطلوبو عين الحلوة ... قنابل موقوتة تهدّد الأمن
رأفت نعيم / المستقبل
أين أصبح ملف مطلوبي مخيم عين الحلوة، ومتى وكيف ومن أين ستبدأ معالجته، وهل يُسجل اختراق ما فيه يخفف عن المخيم ما يمكن أن يواجهه نتيجة استمرار وجود عدد كبير من المطلوبين في المخيم؟
يبقى الوضع في مخيم عين الحلوة محور متابعة شبه يومية من قبل فصائل منظمة التحرير وتحالف القوى الفلسطينية والقوى الإسلامية التي تعكف على إيجاد آليات ترجمة المقررات التي اتخذتها في اجتماع السفارة الفلسطينية قبل ثلاثة أسابيع في ما يتعلق بتشكيل لجان مشتركة مع الدولة اللبنانية لمعالجة موضوع الأمن والمطلوبين في المخيم وإنشاء غرفة عمليات مشتركة وإزالة آثار الأحداث الأخيرة والتعويض على المتضررين.
وعلمت «المستقبل» أنه كان يُنتظر من اجتماع القوى والفصائل الفلسطينية الثلاثاء الماضي في السفارة أن يخرج بترجمة بعض هذه الآليات وأن يعطي ضوءاً أخضر أولاً على الأقل لبدء لجنة ملف المطلوبين لعملها بعد أن حدد عدد أعضائها من ممثلي كافة الأفرقاء (3 منظمة، 3 تحالف، 2 قوى اسلامية وواحد أنصار الله) وتمت تسمية بعضهم، لكن وبحسب أوساط مشاركة في الاجتماع فإن بعض الأطراف استمهلت وقتاً لتسمية ممثليها في اللجنة المذكورة. وتضيف هذه الأوساط أنه لم يتم حتى الآن تحديد برنامج عمل وصلاحيات هذه اللجنة، ولا كيف سيكون تعاطيها مع هذا الملف وذلك بانتظار استكمال التسمية وتحديد الآلية بالتنسيق مع مخابرات الجيش اللبناني لتتمكن اللجنة من مباشرة عملها.
وبحسب الأوساط نفسها فإن القوى الفلسطينية بدأت تبحث جدياً تحديد برنامج عمل اللجنة ودراسة كل الخيارات المتوافرة لإنهاء هذا الملف وبمن سيبدأ بالمطلوبين اللبنانيين أم الفلسطينيين، أم بالإثنين معاً بالتوازي ؟. وبأية طريقة سيتم ذلك بإخراجهم أو تسيلمهم أو اللجوء في بعض حالات المطلوبين البارزين إلى عمل أمني على غرار عملية تسليم خالد السيد؟.
وعلم في سياق متصل أيضاً أن ممثلين عن القوى الإسلامية في المخيم التقوا فعلاً بعض المطلوبين اللبنانيين البارزين المتوارين داخل عين الحلوة وأبلغوهم صراحة أن المخيم لم يعد يستطيع تحمل تبعات وجودهم فيه، الأمر الذي وضعته بعض مصادر فلسطينية في خانة الضغط على هؤلاء المطلوبين وغيرهم قبل بدء التنفيذ الفعلي لما اتفق عليه من إنهاء لهذا الملف بأي شكل من الأشكال وعلى قاعدة «اللهم إني قد بلغت.. اللهم فاشهد»!.
بالمقابل، أبلغت مصادر أمنية «المستقبل» أن طلباً لبنانياً رسمياً جديداً تبلغته القوى الفلسطينية بضرورة العمل سريعاً على إنجاز لجنة المطلوبين. أكدت المصادر أن الدولة اللبنانية تستعجل ملف المطلوبين أكثر من غيره لأنه ملف خطير وعلى أساس معالجته أو عدمها ستتحدد وجهة وكيفية تعاطي الدولة مع الوضع الأمني في المخيم لأنها تعتبر أن بقاء المطلوبين ولا سيما الخطيرين داخل المخيم يعني أن هناك قنابل موقوتة لا تزال تهدد أمن المخيم والأمن اللبناني الداخلي إذا لم تتم المسارعة لإبطال مفعولها أو نزعها بإخراجها من المخيم.
جدار «عين الحلوة» يرفع الحظر
عن 500 دونم من البساتين
في هذا الوقت، عاد موضوع جدار عين الحلوة الى الواجهة من جديد رغم مشارفة ورش الأشغال التابعة للجيش على إنجاز أكثر من 90% منه، حيث وصل الجدار حتى الآن في مرحلته الأخيرة من الجهة الغربية الجنوبية للمخيم إلى محاذاة حي حطين وعرب الغوير، ورغم التفاهم عليه مع فاعليات المخيم، علمت «المستقبل» أن اعتراضات جديدة على عملية بناء ما تبقى من الجدار في تلك المنطقة برزت أخيراً، ويتم العمل على معالجتها بين الجيش وبين لجان بعض الأحياء المحاذية له.
بالمقابل، تبلغ عدد من أصحاب الأراضي والبساتين الزراعية المحاذية للمخيم على طول حدوده الغربية وصولاً الى مدخل أوتوستراد الجنوب والتي لم يكن بإمكانهم استغلالها بسبب موقعها ولدواعٍ أمنية، تبلغوا من الجيش اللبناني وبعد مرور الجدار بين هذه البساتين وبين المخيم أنه بات بإمكانهم ارتيادها واستغلالها بشكل طبيعي. وتقدر مساحة هذه البساتين بنحو 500 دونم.
2017-09-15