Sidonianews.net
----
طفرة تكنولوجيا الاتصال
*بقلم: الشريف علي صبح
لمّا كان الاتصال من أهم الظواهر الاجتماعية التي هي أساس استمرار كل تجمع بشري، على أن الحياة البشرية كلها تقوم على الاتصال للتفاعل بين أفراد هذا المجتمع بأنواع العلاقات الإنسانية، العاطفية، الدينية، الفكرية السياسية ، التجارية ، المهنية وغيرها . كان لابد من وجود وسائل للتعبير والتواصل الإنساني لتنهض وترتقي هذه الشعوب لما يتطلبه الواقع من تكنولوجيا ومهارات وتطورات في هذا المجال حتى وإن اختلف الاتصال بمفهومه أو بوسائله المتعددة مع تغيّر وجه العالم وتسابقه المذهل.
مرورا بكافة وسائل الاتصال الجماهيرية التي لعبت دورا كبيرا في الاتصال بين الشعوب منذ عصر النشرات المخطوطة ايام الرومانيين عام 58 قبل الميلاد التي كانت تأخذ عنوان الصحيفة ، إلى الصحف المطبوعة في القرن الخامس عشر مرورا بالراديو و تطوره ثم التلغراف ثم التلفزيون و مراحل التطور والنهضة العصرية ثم الحاسوب و إلى اليوم ، كانت هذه الوسائل التي ساهمت في الاتصال الجماهيري محط مشاركة واهتمام كل العالم و مع التقدم العلمي والتكنولوجي اخذت مفاهيم الاتصال تتطور مع تطور التكنولوجيا فقد لعبت تكنولوجيا الاتصال دورا بارزا في تحقيق تقدم علمي هائل كما أنها ساهمت في خلق مفاهيم لم تكن موجودة من قبل على كل المستويات وخاصة على المستوى الإنساني والاجتماعي ، و أهمها المجتمع الافتراضي في الشبكات العنكبوتية -الإنترنت- الذي سهّل نقاط الاتصال و وفّر الوقت والجهد في فتح أبواب التواصل بين شرائح المجتمع البشري ، فاليوم جميع المتعرضين لوسائل وتكنولوجيا الاتصالات الحديثة في أنحاء العالم يعتمدون بشكل جوهري على هذه الوسائل لتحقيق سهولة في الاتصال مع الجماهير ، فمع تطور وسائل التواصل الجماهرية انعكس ذلك على المجتمع و الظواهر الاجتماعية بشكل كبير وهذا التطور فرضته ثورة الاتصالات .
ساهم استخدام تكنولوجيا الاتصالات الحديثة في انفجار المهارات والثورة الانتقالية التي شهدها العالم منذ مطلع القرن العشرين إذا انه يمكن تصنيف هذا القرن بالإضافة الى القرن الواحد والعشرين بعصر النهضة في وسائل الاتصال الجماهيري على كافة الأصعدة وأهمها الصعيد الإنساني ، العلمية، السياسي، والطبي وغيرها في مختلف الحقول ، حيث أن هذه النقلة النوعية في استخدام تكنولوجيا الاتصالات الحديثة ساهم بشكل كبير في انعكاس مفهوم التواصل وسهولته على هذه الاصعدة فصار العالم كما قال مارشال ماكلوهان (تحول العالم إلى قرية كونية صغيرة) ، فهذا العالم الممتدة اصبح صورة لخريطة على شاشة محدودة ، فأصبحت كل هذه الشعوب والأمم وثقافاتهم وديانتهم وكل ما يتعلق بهم بل وحتى بياناتهم الشخصية أمام كل من يسعى ليتواصل معهم و يعتني بشأن من شؤونهم ، وبهذا التطور المذهل والقفزة الغير مسبوقة في العولمة اصبحت الحياة البشرية والعلاقات الإنسانية في مدار وسائل تكنولوجيا الاتصالات الحديثة بغض النظر عن تأثير ذلك إيجابا كما بينا على أصعدة التطور العلمي وغيرها أو سلبا من ناحية استغلال البعض لمفاهيم أفكار صراع الحضارات وغيرها .
الطفرة المتسارعة في تسابق التواصل وإثبات التطور سيبقى دوما ساحة في هذا التأثير وعليه سينتسخ الجيل السابق معه إذا أننا في زمن يسعى دوما للتطور الرهيب على مستوى تكنولوجيا الاتصالات لفرض حداثته ومواكبته أولا بأول، مراعاة في طرق التفكير والجهود التي يقوم بها الإنسان في نقل المعلومات والمعرفة ومختلف المهارات عن طريق هذه الاجهزة والوسائل -تكنولوجية الاتصالات- من خلال القيام بنقل صوت أو رسالة افراد المجتمع البشري عبر هذه الوسيلة وجهاز الإلكتروني.
* كاتب ومؤلف وباحث إعلامي
-----
جريدة صيدونيانيوز.نت / طفرة تكنولوجيا الإتصال
2021-04-14