Sidonianews.net
----
ما زالت إسرائيل وغزة تتبادلان ضربات "الحديد والنار" في أكثر المواجهات شراسة بينهما على الإطلاق، فيما يقف الإسرائيليّون والفلسطينيّون على شفير "حرب أهلية"، خصوصاً مع تصاعد وتيرة الصدامات والمواجهات بينهما في عدد من البلدات والمدن الإسرائيلية - العربية، خصوصاً في مدينة اللد المجاورة لمطار "بن غوريون" الدولي، حيث عُلّقت الرحلات الجوّية موَقتاً، ما دفع السلطات إلى إعلان حال الطوارئ وحظر التجوّل الليلي في أكثر من منطقة لإعادة الهدوء وضبط الوضع الأمني المتدهور. وكان لافتاً بالأمس "إستراتيجيّة التصفية" التي انتهجتها الدولة العبرية بحقّ قادة الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، حيث أعلنت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، مقتل "قائد لواء غزة" في الكتائب باسم عيسى الملقب "أبو عماد" وعدد من القادة والعناصر في غارات إسرائيلية على مواقع للحركة الإسلامية في القطاع المحاصر.
وفي هذا الإطار، أعلن جهاز الإستخبارات الإسرائيلي الداخلي (شين بت) في وقت سابق مقتل عيسى و3 قادة آخرين في "حماس". وسمّى الـ"شين بت" أيضاً، جمعة طحلة، الذراع الأيمن لقائد الكتائب محمد ضيف، ومسؤول تطوير القدرات التقنية للحركة جمال زبدة، ومسؤول قسم الهندسة في "حماس" كاظم الخطيب.
وذكرت الأجهزة الإسرائيلية أن قرابة 10 مسؤولين آخرين في "حماس" قُتِلوا، بالإضافة إلى مقتل كوادر في "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، وذلك في ضربات على قطاع غزة منذ الإثنين، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل الرقيب عومر طبيب (21 عاماً) وإصابة جنديَيْن أحدهما بجروح خطرة، وذلك بعد استهداف آليّتهم بصاروخ مضاد للدبّابات أطلقته حركة "حماس" من القطاع.
وارتفع عدد القتلى في اليوم الثالث من التصعيد العسكري بين إسرائيل وغزة إلى نحو 75 قتيلاً، غالبيّتهم من الفلسطينيين، مع إطلاق حركتَيْ "حماس" و"الجهاد الإسلامي" دفعات جديدة من مئات الصواريخ من القطاع الذي تعرّض لحملة قصف وغارات جوّية إسرائيلية مكثّفة دمّرت أبنية بكاملها، أبرزها "برج الشروق".
وعلى الرغم من الدعوات من كلّ أنحاء العالم لوقف التصعيد، لا مؤشّرات تهدئة تلوح في الأفق، في وقت فشل فيه مجلس الأمن في اجتماع طارئ ثانٍ مخصّص للتطوّرات في الشرق الأوسط، في الخروج ببيان أو قرار وسط استمرار معارضة الولايات المتحدة لأي نصّ، بينما تعرّضت مدن سديروت وعسقلان ونتيفوت وتل أبيب وغيرها إلى قصف صاروخي رفع عدد القتلى في الجانب الإسرائيلي إلى 7.
وفي المقابل، ارتفع عدد القتلى في قطاع غزة إلى 65، بينهم 16 طفلاً. كما قُتِلَ 3 فلسطينيين في الضفة الغربية خلال مواجهات عنيفة مع القوّات الأمنية الإسرائيلية، في حين صادق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر على خطّة رئيس هيئة الأركان العامة للجيش أفيف كوخافي بتوسيع الضربات في غزة. وأبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعضاء مجلس الوزراء الأمني بأنّ إسرائيل رفضت مقترحات من وسطاء لوقف إطلاق النار مع "حماس"، فيما أكد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس أن "الجيش سيُواصل هجومه من أجل ضمان هدوء تام ودائم"، معتبراً أنّه "يُمكننا التحدّث عن هدنة عندما نُحقق هذا الهدف فقط".
وإذ حذّر الرئيس الفلسطيني محمود عباس من جهته من أن "القدس خط أحمر ولا سلام من دونها"، اعتبر أن "انتهاكات إسرائيل تجاوزت المواثيق الدولية". وقال: "نُريد مستقبلاً بلا احتلال أو استيطان، وإسرائيل تُريد فرض الأمر الواقع في القدس بالقوّة"، مشيراً إلى أن هناك "اتصالات يومية بيننا وبين الولايات المتحدة، ونبحث اليوم كلّ الخيارات للردّ على إسرائيل".
وفي السياق، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أنّ الولايات المتحدة ستوفد مبعوثاً إلى الشرق الأوسط لحضّ الإسرائيليين والفلسطينيين على "وقف التصعيد"، لافتاً إلى أن مساعد وزير الخارجية للشؤون الإسرائيلية والفلسطينية هادي عمرو، سيُكلّف بالحضّ "نيابةً عن الرئيس (جو) بايدن على وقف تصعيد العنف".
وخلال اتصال مع نتنياهو، شدّد بلينكن على دعوته إلى "إنهاء العنف" بين إسرائيل والفلسطينيين، وأشارت الخارجية الأميركية إلى "حاجة الإسرائيليين والفلسطينيين للعيش بأمان" و"التمتع بالقدر نفسه من الحرّية والأمان والإزدهار والديموقراطية"، وسط التأكيد على "دعم الولايات المتحدة الراسخ لإسرائيل في الدفاع عن النفس".
كما تباحث وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن مع نظيره الإسرائيلي بيني غانتس لدعوة "جميع الأطراف المعنية" إلى "اتخاذ خطوات لاستعادة الهدوء"، في حين أفادت تقارير بأنّ مصر أرسلت وفدَيْن إلى إسرائيل وغزة للعب دور الوساطة والسعي إلى التوصّل لوقف لإطلاق النار.
كذلك، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في موسكو إلى عقد اجتماع عاجل للجنة الرباعية حول الشرق الأوسط سعياً إلى إنهاء التصعيد بين إسرائيل والفلسطينيين، فيما جدّد غوتيريش دعوته إلى إسرائيل والفلسطينيين إلى "وقف التصعيد" من أجل "حماية أرواح المدنيين الذين يموتون في هذه الظروف غير المقبولة على الإطلاق". وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد دعا إلى خفض التصعيد خلال محادثة مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان.
-----
جريدة صيدونيانيوز.نت / أخبار فلسطين المحتلة / إسرائيل تهدم "أبراج" غزة و"تتصيّد" قادة الفصائل
2021-05-13