الرئيسية / أخبار لبنان /أمنيات وقضاء وحوادث /تفجير "التليل" - عكار يحاكي انفجار مرفأ بيروت: شهداء وجرحى ومفقودين ضحية خزان بنزين "معد للتهريب"

الصور عن نداء الوطن - تصوير : مايز عبيد (صيدونيانيوز.نت )

جريدة صيدونيانيوز.نت / تفجير "التليل" - عكار يحاكي انفجار مرفأ بيروت: شهداء وجرحى ومفقودين ضحية خزان بنزين "معد للتهريب"

 

Sidonianews.net

-----------

نداء الوطن / مايز عبيد
يحاكي تفجير "التليل" - عكار ومعاناة الأهالي، ما حصل في الرابع من آب العام الماضي في تفجير مرفأ بيروت. إنه آب اللهاب في بلد يقضي أيامه الصعبة والقاسية وسط جهنم بشّر بها رئيسه الأول.

وعاشت محافظة عكار ليل أمس ونهار اليوم، مأساة حقيقية وفاجعة إنسانية واجتماعية وأخلاقية من العيار الثقيل، ذهب ضحيتها عدد من الشهداء والجرحى في قرية "التليل" في منطقة الدريب، إثر انفجار خزان للبنزين في بورة تبدو كأنها مشغل للخفان وأعمال الباطون، وبجانبه "فيلا" عائدة للمدعو جورج رشيد.

روايات حول ما حصل:

فوق الحرمان حرمان، وفوق الألم ألم. شهداء وجرحى ومفقودين وجثث متفحمة لم يتعرف ذووها عليها. روايتان متضاربتان حيال ما حصل. رواية للأهالي المحيطين بمكان التفجير، وشهود عيان، ورواية لرئيس بلدية التليل جوزيف منصور وآخرين قريبين من التيار الوطني الحر. ففي حين أدلى رئيس البلدية منصور بتصريح أرجع فيه سبب الإنفجار إلى إشعال أحد السوريين "قداحة" في المكان، وأن مالك العقار هو شخص من وادي خالد، استهجن الأهالي هذا الكلام الذي يراد منه تعمية وطمس الحقيقة، التي تقول أنه "وبعد أن كشف الثوار عن مكان الخزان الذي يحوي 60 ألف ليتر مازوت وأبلغوا الجيش، حضر الجيش إلى المكان وتسلم هذه الكميات. قال الجيش، سنعطي 30 ألف ليتر لصالح مستشفى عبدالله الراسي الحكومي في حلبا لاستبدالها بمازوت، والباقي سيوزع على الناس .. قلنا للجيش أننا لا نريد شيئًا. عندما غادر الجيش المنطقة راح الناس الموجودون هنا يملأون بعض البنزين، حضر رئيس البلدية ومعه جورج رشيد إلى الفيلا المقابلة والتابعة لرشيد وأطلق أحدهما النار من مسدس حربي باتجاه الخزان لأنه لا يريد أن يذهب منه شيء لصالح الناس.. وفي رواية أخرى أن نجل رشيد هو من أطلق النار وهذا ما يفترض أن تكشفه التحقيقات ".

ويشير الأهالي هنا إلى "أن هذا الخزان الضخم، كان معدًا للتهريب إلى سوريا" وأن جورج رشيد المعروف بصلته بالعونيين وتأييده السياسي لجبران باسيل "هو أيضًا على صلات مع سياسيين وأصحاب محطات عدة في عكار وليست بعيدة عنه تهمة التهريب".

وبحسب الأهالي أيضًا فقد كشفوا أن "هناك في محيط هذا المكان العديد من الخزانات الأخرى، وهي قنابل موقوتة أيضًا لأشخاص معروفين بالاسم والصفة، ومنهم أصحاب محطات، وقد أبلغنا الجيش بها ولم تتم مداهمتها حتى اللحظة".


ويحمّل الأهالي هنا جميع التيارات السياسية ونواب المحافظة المسؤولية. فهؤلاء وبحسب الأهالي، "لم يكونوا على قدر الأمانة التي أعطيت إليهم". ويقول الأهالي "من كان منهم أي النواب والمسؤولين فعلًا متألم لما جرى؛ فعليه أقله أن يستقيل احترامًا للضحايا".

بيان عائلة الفرج:

عائلة الفرج في وادي خالد أثدرت بيانًا قالت فيه تستنكر العائلة زج اسم ابنها علي الفرج بالحادثة. وقالت "إن توجيه أصابع الاتهام لابننا بهذه الجريمة هو جريمة بحد ذاتها، وتساءلت: كيف لشخص مسجون منذ ثلاثة أشهر أن يقوم بتخزين تلك الكمية والكل يعلم بأن البنزين إذا تخزن هذه المدة يفقد فاعليته ولا يعد صالحاً للاستعمال".

ووفق آخر المعطيات فإن التفجير قد ذهب ضحيته 28 شهيدًا، 79 مصاب القسم الأكبر منهم تمت معالجتهم في مستشفيات عكار، وهناك نحو 28 إصابة حرجة تم نقلها الى مستشفيي الجعيتاوي في بيروت والسلام في طرابلس، لأن ليس في عكار مستشفى متخصص بالحروق. وبحسب الدكتور ياسر طعوم المدير الطبي في مستشفى الرحال- عكار فإن المستشفى قد "وصل إليها جثثًا متفحمة وعدد كبير من الجرحى منهم من ضمّد ومنهم من استدعت حالته نقله إلى مستشفى متخصص بالحروق.. لا زال عندنا 7 جثث وكيسي أشلاء و 6 جثث أرسلت إلى مستشفى طرابلس الحكومي من أجل إجراء فحص ال DNA وجثة واحدة لا زالت موجودة ولم يتم التعرف إليها".

(مستقبل - وطني حر) وحرب البيانات:

وكالعادة عند كل حدث أمني أو سياسي، تشتعل جبهة البيانات بين "الأزرق" و "الليموني". ففي حين أعلن التيار الوطني الحر في بيان مسؤولية بعض نواب المستقبل عما حصل وأن المدعو علي صبحي الفرج وكذلك صاحب الأرض التي تم فيها التخزين هما محسوبان على نواب "المستقبل"، رفض "المستقبل" هذا الإتهام واضعًا التفجير في رقبة "التيار الوطني الحر عبر نائب له في عكار ورئيس بلدية التليل المحسوب على التيار، وصاحب الأرض المعروف بقربه من التيار العوني أيضًا". واستهجن عدد من الناشطين عبر وسائل التواصل الاجتماعي بيانات الردح وكيل الإتهامات وتقاذف المسؤوليات التي تحصل بين التيارين، وهي لا تعدو كونها "رقصٌ فوق آلام الناس، وتضييع للحقيقة، وتشتيت للعدالة".

ومهما قيل من كلام واستعملت عبارات، فلا شيء يعوّض الأمهات الباكيات والآباء المفجوعين والأهالي الموجوعين، لأن خسائرهم أكبر من أن تعوّض. فلقد تحول أبناؤهم وفلذات أكبادهم إلى جثث متفحمة لم يستطيعوا التعرف إليها ولا لشيء سوى لأن هذه الدولة لم تحترم لهم حياتهم ولم تؤمن لهم أبسط الأشياء وهي المازوت، في محافظة تنام منذ أسبوع بلا كهرباء، ومحطاتها مقفلة وسيارات أهلها بلا بنزين، في حين تهرّب المحروقات من أراضيهم إلى سوريا أو تباع على الطرقات بأسعار خيالية لا طاقة لهم على شرائها.

---------

جريدة صيدونيانيوز.نت / أخبار لبنان / تفجير "التليل" - عكار يحاكي انفجار مرفأ بيروت: شهداء وجرحى ومفقودين ضحية خزان بنزين "معد للتهريب"

2021-08-16

دلالات: