Sidonianews.net
------------------------
نداء الوطن
وكأنّ أفغانستان بشكل عام ومطار كابول بشكل خاص يشهدان نهاية الأزمنة، مع إحكام حركة "طالبان" قبضتها على البلاد بالتزامن مع الإنهيار السريع للقوّات الأفغانية وفرار الرئيس أشرف غني، فيما احتشد آلاف الأشخاص يائسين في مطار كابول لمحاولة الهرب من "سوط طالبان" وسط حالة من الهلع المرعب والفوضى العارمة.
وفي هذا الإطار، تفاقم الوضع في المطار الذي اجتاحت حشود مدارجه إلى حدّ تعليق كلّ الرحلات المدنية والعسكرية بعد ظهر الإثنين، كما أعلن البنتاغون. وأثار الإنتصار الخاطف للمتمرّدين الجهاديين الذين احتلّوا مساء الأحد القصر الرئاسي في كابول، حالة من الذعر شهدها مطار العاصمة، نقطة الخروج الوحيدة من البلاد، حيث تهافتت حشود لمحاولة الفرار من النظام الإسلامي الجديد.
وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد فوضى عارمة في المطار، حيث يحتشد الآلاف على المدرج نفسه، فيما تتمسّك مجموعات من الشباب بسلالم الصعود إلى الطائرات. وأطلقت القوات الأميركية النار ما أدّى إلى مقتل رجلَيْن "شهرا سلاحهما"، بحسب ما أعلن مسؤول في البنتاغون. وهذه الحشود لم تقنعها وعود "طالبان" وتأكيداتها أنه لا ينبغي أن يخشاها أحدٌ.
وفي المقابل، شهدت العاصمة هدوءاً، إذ كانت الشوارع أقلّ اكتظاظاً من اليوم السابق، فيما كان المتمرّدون المسلّحون يُسيّرون دوريات كثيفة فيها، ويُقيمون نقاط تفتيش. وتكبّدت القوات الأفغانية هزيمة تامة ومذلّة، بعدما أنفقت عليها الولايات المتحدة مئات مليارات الدولارات طوال 20 عاماً. ففي 10 أيّام، تمكّنت "طالبان" من السيطرة على كامل المناطق الأفغانيّة تقريباً.
توازياً، دعا مجلس الأمن الدولي في بيان عقب جلسة طارئة لمناقشة الوضع في أفغانستان إلى وقف فوري لكافة الأعمال القتالية في هذا البلد، وتشكيل حكومة أفغانية جديدة عبر مفاوضات تتّسم بالوحدة والشمول وتضمّ النساء، وحذّر "طالبان" من أي رغبة في جعل البلاد قاعدة لهجمات إرهابية في المستقبل، مشدّداً على دعوة جميع الأطراف في أفغانستان إلى السماح بدخول المساعدات الإنسانية بشكل فوري وآمن وبلا عراقيل. كما أكد البيان أهمّية التزام الأطراف الأفغانية بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان ووقف كلّ التجاوزات والإنتهاكات، بالإضافة إلى ضمان عدم استخدام أراضيها لتهديد أو مهاجمة أي بلد.
وحضّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مجلس الأمن على استخدام كلّ الأدوات المتاحة لديه لوقف التهديد الإرهابي العالمي في أفغانستان، وضمان احترام حقوق الإنسان الأساسية، فيما حثّت المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد جيران أفغانستان والبلدان الأخرى على توفير الملجأ للأفغان الراغبين بالمغادرة.
من جهته، حذّر مندوب روسيا في مجلس الأمن فاسيلي نيبينزيا من تنامي دور تنظيم "الدولة الإسلامية" في أفغانستان، بما يُشكّل تهديداً لدول المنطقة، بينما أمل مندوب الصين في المجلس تشانغ جون في أن "تتّحد "طالبان" مع كلّ الأطراف والمجموعات العرقية في أفغانستان". وكانت الصين أوّل دولة تُعلن نيّتها إقامة "علاقات ودّية" مع "طالبان"، في حين رأت إيران أن ما حصل في أفغانستان "هزيمة" أميركية وفرصة لتحقيق "سلام مستدام".
كذلك، أعلن موفد الكرملين إلى أفغانستان زامير كابولوف أن السفير الروسي لدى كابول سيلتقي قادة من "طالبان" اليوم، مشيراً إلى أن موسكو ستُقرّر ما إذا كانت ستعترف بالسلطات الأفغانية الجديدة بناءً على أفعالها، بينما توالت الإنتقادات الشديدة للولايات المتحدة، وبينها مواقف من الجانب الغربي، بعد استيلاء "طالبان" على السلطة في أفغانستان.
وفي الولايات المتحدة، دعا الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب خليفته الديموقراطي جو بايدن إلى الإستقالة. وكتب ترامب في بيان: "حان الوقت كي يستقيل جو بايدن بسبب عار ما سمح بحدوثه في أفغانستان، جنباً إلى جنب مع الإرتفاع الهائل (في الإصابات) بـ"كوفيد"، وكارثة الحدود، وتدمير استقلال الطاقة، واقتصادنا المُعَطّل".
------------------------
جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار العالم / الأفغان يشهدون مع "طالبان" "نهاية العالم"!
2021-08-17