الرئيسية / المرأة والمجتمع /أقلام ومقالات /الحضارة الطبية الإسلامية بعيون غربية

جريدة صيدونيانيوز.نت / الحضارة الطبية الإسلامية بعيون غربية

صيدونيانيوز.نت / أقلام ومقالات / الحضارة الطبية الإسلامية بعيون غربية

الحضارة الطبية الإسلامية بعيون غربية مقال للدكتور راغب السرجاني يسرد فيه بعض من شهادات المستشرقين الغربيين حول عظمة الحضارة الطبية الإسلامية

لقد شهد كثير من الغربيين من غير المسلمين على عظمة الحضارة الطبية الإسلامية، وإسهاماتها التي لا تنكر في رقي الأمم وتقدمها، ولم تأتِ هذه الشهادات إلا بعد دراسة موضوعية قائمة على منهج علمي دقيق لتراث المسلمين الطبي، وما نقدمه هنا إنما هو غيض من فيض، وقليل من كثير كتب عن الحضارة الطبية الإسلامية، ولكنها تعطينا في مجملها إشارة واضحة على عظمة ما قدمه المسلمون للبشرية.

 

شهادة مونتجمري وات:

"لم يكن غريبًا أن نجد رجالاً عظيمي الكفاءة في أكثر من ميدان واحد، فابن سينا الذي ربما كان أعظم فلاسفة المسلمين، كان أيضًا طبيبًا عظيمًا، وأن ابن رشد، وهو في مصاف ابن سينا في الفلسفة، كان يعمل في نفس الوقت قاضيًا ويكتب عددًا من الكتب في الطب".

 

شهادة سيديو:

"كان أطباء العرب من الرجال الممتازين على الدوام.. وذاع صيت عدد من الأطباء ومن هؤلاء نذكر بختيشوع بن جبرائيل الذي اشتهر بمداواته العجيبة، غير أنه لا أحد يعدل الرازي وابن سينا اللذين سيطرا بكتبهما على مدارسنا زمنًا طويلاً".

 

شهادة مايرهوف:

"راحت العلوم ولا سيما الطب، تنتقل بسرعة من أيدي النصارى والصابئة إلى أيدي المسلمين ومعظمهم من سكنة بلاد فارس. ففي الطب صرنا نجد عوضًا عن المجموعات المأخوذة من المصادر العتيقة، موسوعات منتظمة صنفت فيها معارف الأجيال السابقة تصنيفًا دقيقًا ووضعت مقابل المعلومات الجديدة".

 

شهادة دومينيك سورديل:

"وفي الطب اشتهر العلماء العرب بمراقبتهم السريرية وبعلمهم المنهاجي. وكان الرازي وهو من أكبر الأطباء المسلمين والمقيم في الري، ثم في بغداد أحد المتمرسين النابهين والدقيقي الملاحظة، وقد ترك نوعين من الأعمال : أبحاثا علمية أشهرها يدور حول الجدري، وموسوعة كبرى حول المعارف الطبية هي كتاب الحاوي، الذي حل محله القانون لابن سينا، وعرف العرب الجراح الشهير الزهراوي، وعلماء مثل ابن زهر وابن رشد وابن ميمون اليهودي، الذين أفادت المسيحية من مصنفاتهم وعلومهم".

 

شهادة زيجريد هونك:

وتتحدث زيجريد هونكه عن الرازي قائلة: "هذا الطبيب العظيم بنظرته الفاحصة كان إنسانًا كبير القلب وطبيبًا إنسانيًا إلى أقصى الدرجات. وقد كان سباقًا في إنسانيته القصوى تلك، كما كان سباقًا في كثير من الاكتشافات العلمية، وتعدى الآفاق الخلقية التي وصل غليها الطب لدى الإغريق".

 

شهادة المستشرق الفرنسي الكبير جوستاف لوبون:

"يعد الطب.. أهم العلوم التي عنى بها العرب،وأتم العرب أعظم اكتشافاتهم في هذه العلوم، وترجمت مؤلفات العرب الطبية في جميع أوربة، ولم يتلف قسم كبير منها كما أصاب كتبهم الأخرى".

 

شهادة بيتر بورمان:

"إن إنجازات المسلمين في العالم واضحة جليَّة في كل شئون العلوم والثقافة، بل إن إنجازاتهم في مجال الطب لا يستطيع أحد إنكارها، وهذا هو ما دفعني إلى تأليف كتاب بعنوان (الطب الإسلامي في القرون الوسطى)". وقال: "دفعني لتأليف هذا الكتاب أنني كمسيحي ألماني أدين بالفضل في جزء من ثقافتي للثقافة الإسلامية، وهذا ما أحاول توضيحه وتأكيده رغم محاولات البعض طمس الدور المهم الذي لعبه المسلمون في أوربا والعالم، ولقد عكفت أنا وزميلتي الباحثة "إيميلي سافاج سميث" على رصد إنجازات المسلمين في مجال الطب في القرون الوسطى...... إن المستشفيات الإسلامية كانت عبارة عن أوقاف إسلامية، وكانت تقدم الخدمة الطبية لكل الناس بصرف النظر عن ديانتهم، فهناك اليهود والمسيحيون والصابئة والزرادشتيون وغيرهم، فكان المستشفى الإسلامي يعالج الجميع، وهذا يعني تسامحًا إسلاميًّا كبيرًا مع غير المسلمين".. وعن أهم الأمراض التي أسهم فيها المسلمون بعلم جديد، قال: "الكثير من الأمراض، إلا أن أخطرها هو مرض المالنخوليا".

 

شهادة هوارد ر. تيرنر:

"استخدم المسلمون عبقريتهم التنظيمية إلى جانب مهاراتهم الخاصة في مجال العلاج والجراحة بنجاح متميز في إنشاء مستشفيات عظمى في المدن الكبرى في العالم الإسلامي في العصور الوسطى. وقد تفوقت هذه المؤسسات الطبية سواء في حجمها أو في خبرتها المهنية على كل المؤسسات الطبية المعروفة في الأزمنة القديمة، وكذلك الموجودة خارج البلاد الإسلامية بشكل هائل".

 

شهادة المستشرق الإنجليزي ألفريد جيوم:

"كانت سالرنو بوصفها جامعة طبية، فيها نفوذ عظيم للطب العربي، إن لم يكن تأثيرًا ابتداعيًّا خلاقًا فهو على أقل تقدير تغذية وإدامة".

 

شهادة أوسلر:

"لقد عاش كتاب القانون مدة أطول من أي كتاب آخر كمرجع أوحد في الطب، ولقد وصلت عدد طبعاته إلى 15 طبعة في الثلاثين سنة الأخيرة من القرن الخامس عشر...... إن ابن سينا مكن علماء الغرب من الشروع بالثورة العلميّه في مجال الطب، والتي بدأت فعلا في القرن الثالث عشر، وبلغت مرحلتها الأساسية في القرن السابع عشر".

 

شهادة دونالد ر. هيل:

"أصبحت الكتب العربية واسعة الانتشار في أوروبا في أواخر العصور الوسطى لدرجة أن العديد من الأسماء العربية اصطبغت باللاتينية، فأصبح ابن سينا (أفيسنا) Avicenna .... والبتاني (الباتينيس) albatenius  وغيرهم كثير جدًا".

 

شهادة بلنسر مارتن:

"لقد اتضح من خلال الميادين العلمية التي بحثت حتى الآن الاتجاه العلمي للعلم الإسلامي، ويتجلى هذا الاتجاه أوضح ما يكون في المؤلفات التي وضعها العلماء المسلمون في النبات والحيوان والمعادن، ففي الحالات التي لم توضع فيها كتب النبات لأغراض لغوية فإن المؤلفات الإسلامية في هذا الميدان كانت ذات طبيعة زراعية أو صيدلانية..".

 

* المصدر: كتاب (قصة العلوم الطبية في الحضارة الإسلامية) للدكتور راغب السرجاني.

2021-09-07

دلالات: