الرئيسية / أخبار لبنان /صحة /قرار الإقفال غير وراد والمواجهة بالوقاية… قلق من مؤشرات كورونا وارتفاع الاصابات في لبنان

هل يشهد لبنان موجة كورونا قاسية مشابهة لأوروبا؟

جريدة صيدونيانيوز.نت / قرار الإقفال غير وراد والمواجهة بالوقاية… قلق من مؤشرات كورونا وارتفاع الاصابات في لبنان

 

Sidonianews.net

------------------

 

المصدر: النهار

 

تدلّ كلّ المؤشّرات إلى ارتفاع الإصابات في لبنان مقارنة بما كانت عليه قبل أشهر، الواقع الوبائيّ مقلق وارتفاع عدّاد الحالات الإيجابيّة يفرض التشديد في الإجراءات الوقائيّة بعد التساهل والتفلّت في الآونة الأخيرة.

 

ما تواجهه الدول الأوروبيّة من موجة خامسة قاسية من كورونا يتطلّب وعياً لعدم تكرار السيناريو الكارثيّ العام الماضي. علينا استخلاص العبر والتعلّم من تجارب الخارج، خصوصاً أنّ فرضيّة الإقفال مستبعدة

وغير واردة في ظلّ الأزمة الاقتصاديّة التي أثقلت كاهل اللبنانيين.

 

لا إقفال ولا تساهل في مسألة الوقاية، يجب تصويب الأمور في الاتّجاه الصحيح، بعض الحلول تعتبر بسيطة ولا تُسبّب ضرراً مقارنة بما قد يحدثه الإقفال العام.

وبقدر ما تبدو المسألة بسيطة إلّا أنّها معقّدة "لأنّ الناس سئمت من إجراءات كورونا وتريد العودة إلى حياتها الطبيعية"، كما يؤكّد الاختصاصيّ في الأمراض الجرثوميّة البروفيسور جاك مخباط لـ"النهار".

 

يتابع الأطباء والخبراء ارتفاع الإصابات بقلق، لا يريدون عودة السيناريو الكارثيّ الذي عايشناه العام الماضي بعد فترة الأعياد.

 

بدأت الموجة الرابعة في لبنان بدرجة خفيفة، ومع ذلك يمكن الإبقاء عليها بالمستوى نفسه، من خلال الالتزام بالإجراءات والتدابير الوقائية والتشجيع على التطعيم، للحدّ من انتشار الفيروس بكلّ الوسائل المتاحة.

 

لا يختلف اثنان أنّ أسباب زيادة الإصابات يعود إلى عودة الحركة إلى طبيعتها في ظلّ غياب فاضح للإجراءات الوقائيّة، مقابل تباطؤ كبير في التطعيم نتيجة تردّد شريحة كبيرة من تلقّي اللقاح.

 

وهذا ما يؤكّده مخباط: "إن هذه الزيادة ناتجة عن تساهل في التدابير وعدم الالتزام بالحدّ الأدنى من الإجراءات. ملّت الناس في لبنان والعالم من الحجر وارتداء الكمامة، وتريد الذهاب إلى المطاعم والالتقاء بالعائلة والأصحاب والسهر، ولم يعد سهلاً ما يفرضه كوفيد على حياتهم".

 

وما يخفّف من حدّة التفشّي برأي مخباط "هي الأزمة الاقتصاديّة التي تحدّ من انتشار الفيروس وسرعته. ولكنّ الخوف يكمن في موسم الأعياد وقدوم المغتربين للاحتفال مع عائلاتهم وقيام الحفلات والسهرات، الأمر الذي سيؤدّي حكماً إلى زيادة الإصابات، وسينشط الوباء من جديد. وهذا ما أتوقّعه عمّا قريب للأسف".

 

ويستبعد مخباط اللجوء إلى قرار الإقفال العامّ، لأنّ التجارب السابقة وكلّ الإقفالات السابقة لم تأتِ بنتائج ملموسة ومشجّعة، ولم يكن هناك إفادة منها. كما أنّ الإقفال العامّ الكلّي يعود بخسائر كبيرة خصوصاً في موسم الأعياد، أمّا الإقفال الجزئيّ سيؤذي القسم المتضرّر ويكون طبيعيّاً بالنسبة إلى القسم الآخر.

 

لذلك لا جدوى من الإقفال، وعلينا توعية الناس والتشديد على الإجراءات الوقائيّة كارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعيّ وغسل اليدين الذي يعتبر الحلّ الأفضل في مواجهة موجة كورونا الجديدة".

 

كما يشدّد البرفيسور في الأمراض الجرثوميّة على أنّ "اللقاح يخفّف من حدّة المرض ونسبة الاستشفاء والوفيات، ولكنّه لا يمنع نقل العدوى وانتشار الفيروس.

وبالتالي اللقاح يخفّف من خطر الوفاة بنسبة 90%، ولكنّه لا يمنع انتشار الوباء. وعليه، لمنع الانتشار يجب الالتزام بالكمامة والتباعد الاجتماعيّ، وبهذه الطريقة نمنع موجة قاسية من الوباء.

 

وعن الإصابات في المدارس وكيفيّة التعامل معها، يشير مخباط إلى أنّ "هناط طريقتين يمكن اعتمادها، الأولى تكمن في عزل الطلاب الذين يحيطون بالطالب المصاب، والثانية بإقفال الصفّ كاملاً لمدة 5 إلى 7 أيام ،وإجراء فحص الـpcr قبل العودة إلى المدرسة".

 

في حين أكّد وزير التربية #عباس الحلبي في اتّصال مع "النهار" أنّه "لا نيّة لدينا لإقفال #المدارس، لأنّنا بذلنا جهوداً جبّارة لإعادة فتح المؤسّسات التربوية والعودة إلى التدريس"، محذّراً من "الانجراف وراء الأعداد المبالغ فيها للإصابات، بالرغم من إدراكنا بوجود حالات مصابين بكورونا"، داعياً الأهل إلى المبادرة في تلقّي اللقاح لتوسيع دائرة المناعة في مجتمعنا".

 

إذاً يستبعد المعنيّون العودة إلى الإقفال العامّ، هذا الطرح غير وراد وهذا ما أوضحه مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحيّة النائب الدكتور وليد خوري لـ"النهار"، مضيفاً "إلّا إذا كان هناك خراب في المستشفيات".

 

ويُعرب خوري عن توجّسه ممّا قد ستؤول إليه الأمور خصوصاً ما نشاهده في الدول الأوروبية من تفشّي وبائيّ سريع. والخوف من المؤشّرات الوبائيّة وزيادة الأرقام التي تعتبر مقلقة وغير مطمئنة. وعليه، سنشهد على حملات توعية مكثّفة للتشيجع على تلقّي اللقاحات أوّلاً ( نسبة التطعيم 35%)، والعودة إلى الإجراءات الوقائيّة الشديدة.

 

بدأنا نشهد #موجة رابعة في بدايتها، وفي حال لم نتعامل معها بوعي وحذر سنكون أمام واقع وبائيّ صعب، إذ نشهد إصابات في صفوف الملقّحين ولو بنسب ضيئلة، ولكن يبقى غير الملحقين أكثر المرضى الموجودين في العناية الفائقة وداخل المستشفيات.

-----------------

جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار لبنان / قرار الإقفال غير وراد والمواجهة بالوقاية… قلق من مؤشرات كورونا وارتفاع الاصابات في لبنان

2021-11-23

دلالات: