Sidonianews.net
-----------
النهار/ ريم قمر
تقع قلعة سانت لويس المعروفة أيضاً باسم قلعة المعزّ أو القلعة البرّية في قلب مدينة صيدا، على مقربة من الأسواق القديمة.
وفقاً لعلماء الآثار، بُنيت هذه القلعة على أنقاض أبنية فينيقيّة، فوق تلّة كانت تشكّل سابقاً أكروبوليس المدينة القديمة. ولا تزال بعض بقايا هذا الأكروبوليس موجودة حتى اليوم، بما في ذلك المسرح.
أطلقت على القلعة تسميات مختلفة نسبة إلى الحكّام الذين سيطروا عليها. فلقد شيّدت القلعة الحالية على أنقاض حصن يعود إلى العصر الفاطميّ، كان يُعرف محليّاً باسم قلعة المعزّ، نسبة إلى الخليفة الفاطمي "المعزّ لدين الله"، الذي قام ببنائها وتحصينها لحماية المدينة من الغزاة.
وخلال الغزوات الصليبية، وتحديداً في العام 1254، قام لويس التاسع، ملك الفرنجة، أثناء إقامته بين صيدا وعكا، بترميم القلعة وتحصينها، وأضاف إليها برجاً ضخماً وكبيراً، فأطلق عليها اسم قلعة "القديس لويس".
تعرّضت القلعة لاحقاً لغزوات عدّة، من أبرزها غزوات المغول. ولقد ألحق المماليك بالقلعة تدميراً كبيراً طال القسم الأعظم منها، وذلك في العام 1291. ولم يبقَ من أقسامها التي تعود إلى العصور الصليبية إلّا برج القديس لويس.
ونظراً إلى أهمّية القلعة الاستراتيجيّة ودورها في حماية المدينة، أعاد الأمير فخر الدين الثاني في القرن السابع عشر ترميم القلعة وبناء أجزاء واسعة منها.
وقد تعرّضت القلعة في ما بعد إلى النهب والتخريب حتى انهارت أجزاء كبيرة منها في نهاية العهد العثماني.
شكّلت القلعة مأوى للّاجئين الفلسطينيين بعد تهجيرهم في العام 1948. كذلك لحقت بها أضرار أخرى بسبب القصف الإسرائيلي والحروب الأهلية.
تتميّز القلعة بتصميمها الذي يجمع بين حقبات مختلفة، فهي نصف دائرية الشكل، ويحيط بها برجان مهيبان.
يُمكن الدخول إلى القلعة عبر بوابة واحدة، تشكّل جزءاً من برجها الشمالي الشرقي، وعُثر في الجدار المتّصل ببوابة البرج على نقش يرمز إلى صليب.
بُنيت بوابة البرج فوق الـvomitorium، وهو عبارة عن ممرّ كان يقع تحت مدرّجات المسرح الذي يعود إلى العصر الروماني. يضمّ هذا الجزء حالياً متحفاً تعرض فيه القطع الأثرية العائدة إلى العصر الروماني، والتي اكتشفت خلال الحفريات الأثرية في صيدا.
وضعت في جدران القلعة الخارجية أعمدة رومانية تم دمجها أفقياً بهدف تحصين الجدران وتمتينها.
أما البرج الرئيسي الذي يتوسط القلعة (Donjon)، والذي يضمّ عادة الغرف الرئيسية والمكاتب، فقد صمّم على شكل حدوة حصان، وهو يرتكز على نقطة شديدة الانحدار. وفي الجزء السفليّ منه، يُمكن ملاحظة بقايا خندق بطول 6 أمتار، كان يشكّل خط الدفاع الأول للقلعة.
بقيت هذه القلعة مقفلة إلى أن وضع مخططاً لترميمها بهدف حمايتها، وفتح أبوابها أمام الزوّار، وتحويلها إلى معلم سياحي بارز إلى جانب المعالم الأساسية في المدينة.
وقد أعلنت مديرية الآثار في تشرين الأول الفائت، بالتعاون مع الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي ومجلس الإنماء والإعمار، عن إنهاء ترميم القلعة وافتتاحها رسميّاً أمام الزوّار. ولقد أنشئ لها مدخلٌ ذو مسارات محدّدة، تسمح بالتجوال في داخل غرفها. كذلك، رمّمت صالاتها وسراديبها التي تظهر جمال تصميمها وهندستها.
وعثر علماء الآثار في داخل خندق جافٍ، بالقرب من القلعة، على مقبرتين جماعيّتين تضمّان رفات جنود من زمن الحملات الصليبية؛ وهي عبارة عن رفات ما لا يقلّ عن 25 شاباً وصبيّاً قضوا خلال إحدى معارك الحملات الصليبية التي جرت في المنطقة.
----------
جريدة صيدونيانيوز.نت
بعد افتتاحها أمام الزوّار... استعدّوا لاكتشاف القلعة البرّية في صيدا
2021-12-06