الرئيسية / أخبار صيدا /مقالات /خليل المتبولي : البحث عن جنسية أخرى

جريدة صيدونيانيوز.نت / خليل المتبولي : البحث عن جنسية أخرى

 

Sidonianews.net

----------------

 

بقلم : خليل ابراهيم المتبولي

عندما يصل أي مواطن في بلدٍ ما للبحث عن جنسية ثانية ، غير الجنسية الممنوحة له من وطنه ، يكون قد دخل مرحلة اليأس من وطنه ، والأكيد الذي أوصله إلى هذه الحالة النظام القائم في الوطن ، وحكّامه الغارقون في الفساد ، والناهبون أموال الوطن . هذا المواطن يقف على حافة الخطر ، حيث يتأرجح بين الحياة والموت ، بين التوق إلى الخلاص والهزيمة ، بين المواجهة والخوف من المواجهة ، وإذا كان الزمان هو زمان الخيبة والقهر والعذاب والسرقة والفساد ، فإن المكان هو لبنان .

لبنان الغارق في الفساد ، هذا الفساد الذي ضرب النواحي الأخلاقية عند الجميع ، من المواطن إلى الموظف إلى المسؤول ، لأنه عندما يقبل المواطن أن يعطي رشوة إلى موظف ، ومن الموظف إلى المسؤول ، ودواليك ، فهذا الفساد بعينه ، وبالمقابل يكون قد ضُربت النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للبلد .

أقل مقومات بلد غير موجودة ، لا أمن ولا أمان ولا استقرار ، ناهيك عن دمار القطاعات كافة ، من اقتصادي واجتماعي ومالي وتربوي وصحي ، وغيرها، انهيارٌ وراء انهيار ، لا من حسيب ولا رقيب ، الكل يلعب ويخبّص على مزاجه ، وإن لم يكن على مزاجه ، فيكون على ما يمليه عليه الهمس الخارجي ، العائد لمصلحته المدمّرة لمصلحة البلد ، انعدمت الثقافة الوطنية ، وحب الوطن والانتماء . المصيبة الكبرى في هذا الوطن الصغير تعدديته الطائفيه والمذهبية ، التي خربت البلد أكثر ، كل طائفة تعتبر لبنان لها ، فكانت اللعبة السياسية ، تارة المارونية السياسية ، وتارة أخرى السنيّة السياسية ، والشيعية السياسية ، وهلمّ جر ... فكل طائفة تشدّ عصب ناسها ومناصريها ، وتعمل على تقويتهم ، كما أنها تحميهم وتدافع عنهم وعن فسادهم وانتهاكاتهم لحرمة الدولة وتصر على مغالاطاتهم  بحق الوطن ، لا انتماء للوطن وللدولة ، إنما الانتماء للطائفة فقط ، التي تصبح منافسة لنظام الدولة .

المواطن الذي يعتبر نفسه خارج التركيبة الطائفية ينفر من هذا الشواذ ، ويحارب لاعادة بناء الدولة ، إنما هذه الطوائف بتركيباتها أقوى منه ومن تصدّيه ، فيصبح منعزلًا ، لا رأي له . أمام هذا الانهيار الكبير لمؤسسات الدولة ، والخراب الاقتصادي والمالي والسياسي والتربوي والصحي ، وانعدام العيش الكريم في الوطن ، يرى نفسه تتقاذفه أمواج من الهموم والاحباط وعدم الثقة في الوطن  ، فتصعد به تارة ثم تهبط إلى قاع الظلمات تارة أخرى حيث يغوص بين تيارات باردة من اليأس والضيق ، فتضطره إلى أن يلجأ هذا المواطن للبحث عن جنسية أخرى في بلدان تؤمّن له الاستقرار ، والسلامة له ولعائلته ، وتشعره بالراحة والأمان له ولأفراد عائلته .

فالبحث عن جنسية أخرى ، في بلد يحترم الإنسان، وذلك لضمان جميع الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية والثقافية دون تمييز ، كما هو بحث عن العيش بكرامة، واحترام إنسانية الإنسان .

------------------

جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار لبنان / خليل المتبولي : البحث عن جنسية أخرى

 

 

 

 

 

 

 

 

2022-01-12

دلالات: