الرئيسية / العالم العربي /أقلام ومقالات /إعطاء موضوع التسامح والتعايش الأهمية القصوى

الصورة عن: التنوير

جريدة صيدونيانيوز.نت / إعطاء موضوع التسامح والتعايش الأهمية القصوى

صيدونيانيوز.نت / أقلام ومقالات / إعطاء موضوع التسامح والتعايش الأهمية القصوى 

 طالب الرئيس العام للمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ عبدالرحمن السديس خلال المؤتمر الأخير للمجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي، بإعطاء موضوع التسامح والتعايش الأهمية القصوى استلهاماً لرسالة الدين الحنيف في الوسطية والاعتدال.

ولكن ما الذي نعنيه بالتسامح؟ وهل مفهوم التسامح من المفاهيم المركزية في الفكر الفلسفي والاجتماعي الحديث؟ التسامح في رأيي يعني ثلاث دلالات كبرى:

- تكريس فكرة الاختلاف والمغايرة والتعددية في مقابل الأحادية والانغلاق والتعصب.

- اعتماد منطق البرهان العقلي والدليل الموضوعي في مقابل أسلوب الإكراه والضغط والإملاء بلا براهين منطقية وموضوعية.

- الفصل بين المعتقدات الشخصية وطرق التعامل والتفاهم ومسالك التعايش السلمي والتفاعل الإيجابي بين البشر في مقابل ظواهر العنف والصراع والفتنة.

قد يكون من السهل جداً إبراز الأصول والخلفيات الشرعية لهذه المنطلقات والمفاهيم المتناثرة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وأقوال علماء السلف، إلا أن الحقيقة المؤلمة فيما نعيشه اليوم، هي أن الفقه المنتشر بيننا قد تخللته الكثير من الآراء المتعصبة والمتطرفة التي تتناقض روحا ومضمونا مع قيم التسامح والتعايش السلمي مع الآخر... وهذه حقيقة يجب أن نقر بها لنبدأ مرحلة تنوير حقيقية.

أهمية دعوة الشيخ السديس إلى اعتماد بوصلة التسامح والانفتاح في إعادة بناء الفقه الإسلامي دعوة مهمة تأتي بوقت حساس على الأمة الإسلامية بوقت انتشر فيه التشدد والإلحاد، فمراجعة الكثير من الأحكام التي التبست بالفقه الإسلامي لأسباب اجتماعية وتاريخية وظرفية أصبح اليوم ضرورة ملحة.....



إن المقصد الأكبر للإسلام هو اضطلاع الإنسان بمسؤولية الأمانة التي هي أساس رسالة التكليف الإلهي، ومن مقوماتها الراسخة تكريم الإنسان وحماية حقه في الاختلاف واحترام حقوق التعايش السلمي بين أبناء العائلة الآدمية الواحدة.

ومن هنا تأتي أهمية ووجاهة دعوة الشيخ السديس لإعلاء قيم التسامح والتعايش والسلم الأهلي والمدني، وتحويلها إلى إطار قيمي ومرجعي للفقه الجديد الذي هو المطلب الراهن للمجتمعات المسلمة المتزنة المتحضرة. ( د. وفاء الرشيد )

2022-02-20

دلالات: