الرئيسية / أخبار العالم /أخبار العالم /أوروبا: أخطر أزمة إنسانيّة منذ الحرب العالميّة

جريدة صيدونيانيوز.نت / أوروبا: أخطر أزمة إنسانيّة منذ الحرب العالميّة

 

Sidonianews.net

---------------

 

نداء الوطن

بدأت الحرب الروسيّة ضدّ أوكرانيا تُلقي بظلالها على أوروبا التي فتحت ذراعيها للاجئين الأوكرانيين، وتكشف مدى سوداويّة المشهد على الصعيد الإنساني الذي من المرجّح أن يزداد سوءاً مع إصرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالإستمرار بحربه الشعواء والتسبّب بأخطر فاجعة إنسانيّة في الألفيّة الثالثة بأوروبا. وعلى الرغم من أن الأزمة ما زالت في بدايتها، كشفت الأمم المتحدة أن عدد اللاجئين الفارّين من أوكرانيا إلى دول الجوار خلال 10 أيّام فقط تجاوز 1.5 مليون شخص، ما يخلق "أزمة لجوء تُعدّ الأسرع تفاقماً" في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، فيما أعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبرييسوس عن قلقه البالغ إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية، محذّراً من أن "الهجمات ضدّ منشآت الرعاية الصحية وأفراد طواقمها تنتهك الحياد الطبّي وتُشكّل انتهاكات للقانون الدولي الإنساني".

 

وفي الوقت الذي يتظاهر فيه مئات الآلاف في مدن أوروبّية عدّة لدعم القضيّة الأوكرانية والتنديد بالحرب التي شنّها "قيصر موسكو" ضدّ أوكرانيا، توقع نائب رئيس الوزراء البريطاني دومينيك راب أن يستمرّ الصراع شهوراً إن لم يكن سنوات، معتبراً أن الحلفاء الدوليين سيحتاجون إلى إظهار "قوة تحمّل استراتيجية" لضمان إخفاق بوتين في أوكرانيا. الأمر الذي يؤشّر إلى صراع دموي طويل الأمد سيتسبّب بمأساة إنسانية في أوكرانيا وسيجعل الإقتصاد الروسي يرزح تحت ضغط عقوبات سيدفع ثمنها المواطن الروسي العادي، بينما يكمن الخوف بأن تؤدّي أي حسابات خاطئة إلى اندلاع حرب عالمية ثالثة، البشرية في غنى عن الدخول بها.

 

ميدانيّاً، وفيما تدكّ الآلة العسكريّة الروسيّة المدن الأوكرانية بـ"الحديد والنار" وتُحاصر العاصمة كييف تمهيداً للإنقضاض عليها في معركة من المنتظر أن تكون ضارية، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن ضربات صاروخية روسية دمّرت مطار فينيتسيا في وسط البلاد بالكامل، بينما أكدت وزارة الدفاع الروسية هذه الضربات التي نفّذتها بـ"أسلحة بالغة الدقة وبعيدة المدى". كما حذّر زيلينسكي من أن القوات الروسية تستعدّ لقصف أوديسا، المدينة التاريخية المطلّة على البحر الأسود والتي تضمّ ميناء، معتبراً أن هذا الأمر سيكون بمثابة "جريمة حرب" و"جريمة تاريخية".

 

وسيطر الجيش الروسي في جنوب أوكرانيا على مدينة خيرسون في حين يُحاصر ماريوبول، حيث أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر توقف ثاني محاولة لإجلاء المدنيين من المدينة، التي تُعاني من وضع إنساني كارثي، بعد وقت قصير على فتح المنظمة ممرّاً إنسانيّاً لإخراجهم. لكن أوديسا بقيت إلى حدّ ما بمنأى عن القتال في جنوب البلاد. وتحرّك الجنود الروس من شبه جزيرة القرم المحتلّة شرقاً بشكل جزئي لربطها مع مناطق الإنفصاليين المدعومين من روسيا والسيطرة على مدينة ماريوبول المطلّة على بحر آزوف. لكن جزءاً آخر من القوة يتوجّه غرباً إلى خيرسون، على الطريق في اتّجاه أوديسا. كما أن المدينة قريبة من حدود مولدوفا ومنطقة ترانسنيستريا المحتلّة من روسيا.

 

توازياً، أعربت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن "قلقها البالغ" إزاء تقارير تُفيد بانقطاع التواصل مع منشأة زابوريجيا النووية، بعدما سيطرت عليها القوات الروسية وكادت تتسبّب بكارثة فيها، في وقت كشف فيه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن بلاده "تعمل جاهدة" للتوصّل إلى إتفاق مع بولندا لتزويد أوكرانيا بطائرات حربية. وأفادت تقارير بأن الإتفاق قد ينص على تسليم أوكرانيا مقاتلات من طراز "ميغ 29" تعود إلى الحقبة السوفياتية، بما أن الطيارين الأوكرانيين مدرّبون عليها، بينما حذّرت روسيا البلدان المجاورة لأوكرانيا من مغبة استقبال طائرات مقاتلة لكييف تمهيداً لاستخدامها ضدّ القوات الروسية، متّهمةً رومانيا بأنّها سمحت بهبوط تلك المقاتلات.

 

كما تحدّث بلينكن عن "تقارير موثوقة للغاية" تُشير إلى ارتكاب روسيا "جرائم حرب" في هجومها على أوكرانيا، مؤكداً أن الولايات المتحدة تنظر في هذه المعلومات. بالتزامن، أبدى قرابة 20 ألف مقاتل أجنبي يتحدّرون بشكل أساسي من دول أوروبّية، استعدادهم للتطوّع من أجل مساعدة أوكرانيا على محاربة روسيا، وفق ما كشف وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا. كما أفادت وكالة الأنباء الأوكرانية "يوكرينفورم" عن استعداد 3 آلاف متطوّع أميركي للوصول إلى أوكرانيا.

 

وعلى صعيد العقوبات، كشف بلينكن أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي "يُناقشان بشكل مكثف" إمكانية حظر واردات النفط الروسي مع ضمان بقاء إمدادات كافية من النفط في الأسواق العالمية، فيما أعلنت شركتا الدفع بالبطاقات "فيزا" و"ماستركارد" أنهما ستُعلّقان عملياتهما في روسيا، لتلحق بهما شركة "أميركان إكسبرس" للبطاقات الإئتمانية التي أعلنت "تعليق كلّ عملياتها" في روسيا وبيلاروسيا، فضلاً عن تعليق شركة "نتفليكس" خدماتها في روسيا.

-----------------

جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار العالم / أوروبا: أخطر أزمة إنسانيّة منذ الحرب العالميّة

2022-03-07

دلالات: