الرئيسية / أخبار العالم /أخبار العالم /فشل مفاوضات أنطاليا: هل يلجأ بوتين إلى "الأسلحة المحظورة"؟

جريدة صيدونيانيوز.نت / فشل مفاوضات أنطاليا: هل يلجأ بوتين إلى "الأسلحة المحظورة"؟

 

Sidonianews.net

 

وكالات / نداء الوطن

كلّ التطوّرات الديبلوماسيّة والمعطيات الميدانيّة تُشير إلى أن الحرب الروسيّة ضدّ أوكرانيا لن تتوقّف في المدى المنظور، مع تصاعد مخاوف مراقبين من احتمال استخدام موسكو لأسلحة محظورة، كيماويّة أو بيولوجيّة، خصوصاً بعد تكرار اتهاماتها لواشنطن حول تمويل الأخيرة بحوثاً حول أسلحة بيولوجية في أوكرانيا، ما قد يُعبّد الطريق أمام الجيش الروسي لشنّ "هجمات قذرة" تُسارع بعدها موسكو إلى إلقاء اللوم فيها على الولايات المتحدة ومن تصفهم بـ"القوميين والنازيين". وما يُثير مخاوف المراقبين أكثر من هكذا فرضيّة، يكمن ببطء التقدّم الروسي الميداني في المدن المحاصرة، الأمر الذي يرفع من منسوب الغضب لدى "قيصر" الكرملين، ما قد يدفعه إلى اتخاذ قرارات خطرة غير محسوبة الكلفة ولا النتائج.

 

وبعدما وصلت الدبابات الروسية أمس إلى المداخل الشمالية الشرقية لكييف، وفيما يتدفّق الأوكرانيون الهاربون من المعارك الضارية بكثافة إلى دول الاتحاد الأوروبي الذي يستعدّ لاستقبال ملايين اللاجئين، لا يبدو أن هناك أي أفق لحلّ ديبلوماسي للحرب، وما زال وقع هدير الدبابات في ميادين القتال أعلى من صوت المفاوضين في أروقة القصور والفنادق، إذ فشل وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأوكراني دميترو كوليبا أمس في التوصّل إلى إتفاق في أنطاليا بجنوب تركيا حول هدنة خلال أوّل لقاء بينهما منذ بدء هجوم الجيش الروسي. وتُطالب موسكو باستسلام كييف لوقف عدوانها، بينما ترفض أوكرانيا هذا الأمر. والاجتماع حصل برعاية نظيرهما التركي مولود تشاوش أوغلو، الذي اعتبر أنّ أحداً لم يتوقّع حدوث هذا "اللقاء المعجزة"، لكنّه أعرب عن أمله في تنظيم قمة بين الرئيسَيْن الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

 

وفي السياق، شدّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أهمية الدور الذي تؤديه بلاده في الوساطة بين روسيا وأوكرانيا، خلال محادثات هاتفية أجراها مع نظيره الأميركي جو بايدن استمرّت 45 دقيقة، فيما أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي أعرب عن تقديره لما تبذله أنقرة من "جهود ترمي إلى دعم حل ديبلوماسي للنزاع". وعلى خطّ مواز، شدّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز خلال محادثات هاتفية مع بوتين على ضرورة "مرور أي حلّ لهذه الأزمة بمفاوضات بين أوكرانيا وروسيا"، وطالبا بـ"وقف فوري لإطلاق النار"، في وقت تحدّث فيه وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان مع نظيره الصيني وانغ يي، وحضّه على "استخدام نفوذ الصين لدفع روسيا لإنهاء الحرب". بالتزامن، بدّد رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي خلال اجتماع عاجل آمال أوكرانيا في انضمام سريع لعضوية التكتل.

 

ميدانيّاً، تواصل القوات الروسية عمليتها العدوانية لمحاصرة كييف، بينما تُهاجم على جبهات أخرى مدن إيزيوم وبتروفسكي وهروتشوفاكا وسومي وأختيركا وفي منطقتَيْ دونيتسك وزابوريجيا، بحسب رئاسة الأركان الأوكرانية، في حين كشف رئيس بلديّة كييف فيتالي كليتشكو أن نصف سكّان العاصمة فرّوا منذ بدء الغزو الروسي. كما فُتِحَت مجدّداً ممرّات إنسانية للسماح بإجلاء المدنيين من المناطق التي تضرّرت كثيراً جرّاء القتال، فيما كشف ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في أوكرانيا خايمي نادال أن مستشفيان آخران للولادة تعرّضا للهجوم والتدمير في أوكرانيا قبل القصف الروسي الأربعاء على مستشفى الأطفال والتوليد في مدينة ماريوبول.

 

وفي الأثناء، حذّر الرئيس الروسي خلال اجتماع حكومي لمناقشة تبعات العقوبات من أن العقوبات الغربية ضدّ موسكو قد تؤدّي إلى ارتفاع هائل في أسعار المواد الغذائية عالميّاً، لافتاً إلى أن بلاده تُبقي على صادراتها من المحروقات، ومعتبراً أن موسكو غير مسؤولة عن ارتفاع الأسعار العالمية. كما وبّخ واشنطن في شأن مساعيها للتوقيع على عقود طاقة مع إيران وفنزويلا. ورأى أيضاً أن الماضي السوفياتي لموسكو سيُساعد الروس على التكيّف مع العقوبات، داعياً مواطني بلاده إلى "التكيّف مع الوضع الحالي"، بينما رأى رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو من وارسو أن بوتين "ارتكب خطأً كبيراً" بمهاجمة أوكرانيا وسيخسر الحرب التي بدأها.

 

وفي جديد العقوبات الغربيّة على موسكو، أعلنت الحكومة البريطانية فرض عقوبات جديدة على 7 أوليغارشيين روس قريبين من الكرملين، بينهم مالك نادي "تشلسي" لكرة القدم رومان أبراموفيتش، وشريكه التجاري السابق أوليغ ديريباسكا. وفرض على أبراموفيتش تجميد أصوله وحظر القيام بتعاملات مع أفراد وشركات بريطانية وحظراً على السفر. والأوليغارش الآخرون المستهدفون بالعقوبات هم المدير العام لمجموعة النفط العملاقة "روسنفت" إيغور سيتشين ورئيس بنك "في تي بي"، ثاني أكبر مصارف روسيا، أندري كوستين ورئيس مجلس إدارة مجموعة "غازبروم" أليكسي ميلر ورئيس شركة أنابيب الغاز والنفط "ترانسنفت" نيكولاي توكاريف، ورئيس مجلس إدارة "بنك روسيا" دميتري ليبيديف، في وقت عُلّقت فيه عضوية البنك المركزي الروسي في مصرف التسويات الدولية.

----------------------

جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار العالم / فشل مفاوضات أنطاليا: هل يلجأ بوتين إلى "الأسلحة المحظورة"؟

2022-03-11

دلالات: