Sidonianews.net
-------------------
(بقلم : النائب الدكتور ميشال موسى )
رحل الدكتور غسان حمود حاملا معه الكثير الكثير من صفحات النضال والعصامية والالتزام الطبي والانساني والوطني.
بعد تخرجه طبيباً من المانيا، عاد الى لبنان حاملاً الكثير من الأحلام والأمال. وبشغف لمهنته ومحبة لوطنه، وبعزيمة مرفقة بالشجاعة، بدأ ببناء مستشفاه طابقاً طابقاً، مدخلاً اليه كل التقنيات الحديثة آنذاك، الى أن غدا صرحاً طبياً بارزاً في الجنوب ولبنان.
رافق كل المراحل والمتغيرات في لبنان بصبر وعزيمة، لم ينظر يوماً الى دين المريض او انتمائه، خصوصاً ايام الحرب الضروس التي ضربت البلاد وتبدلت صفحاتها بمن يمسك بالأرض.
قدم كل فرص الاستشفاء الى مرضاه والحماية ايضاً، حيث كان مصابو المتخاصمين ومرضاهم يستقبلون في المستشفى نفسه، ويتلقون الرعاية نفسها.
وقف في وجه المسلحين بكل انتماءاتهم ان اساؤوا او تخطوا الحدود. استقبل في مستشفاه كل الصحافيين اللبنانيين والأجانب الذين اتوا لتغطية الأحداث من كل المشارب والأراء، والكثير ممن فقدوا منازلهم في الحروب المتتالية.
غادرنا الصديق الدكتور غسان حمود الذي خط بريادته عقوداً من العمل الصحي والانساني. فبنى صرحاً طبياً مهماً على الصعيد الوطني. سنفتقد فيه صديق عمر تعلمنا منه الكثير في المهنة ورسالة الطب وشؤون الحياة.
كنا نتساءل عندما يحلم بمزيد من البناء والتقنيات: هل يستطيع تنفيذ الحلم؟ لكنه كان يتفذ بعزيمة وثبات ومن دون خوف او تردد.
كان يعرف كل أطباء المستشفى وموظفيه الكثر، ويحدثهم عن العمل وعن احوالهم واوضاع عائلاتهم. لم يبخل بشيء في سبيل تحسين امور مؤسسته والعاملين فيها، وكل هذا بلمسة انسانية غلفت حياته.
كرس حياته لعمله ليل نهار، من دون النظر الى بهرج الحياة والى ما أحرزه.
عندما اثقلت عليه المشاكل الصحية وأقعدته، لم يتأفف او يتذمر. وكأن مرضاة الضمير كانت سلاحه في معاركه الأخيرة، حيث أسلم الروح في هدوء ورضى.
رحمات الله على رفيق الدرب الصعبة، الذي تعلمنا منه في بداية عملنا الطبي، كيفية مقاربة المريض والمرض، والفهم الأعمق للحياة والعمل العام، والذي سوف يلازمنا ما حيينا.
خالص التعازي لعائلته وللجسم الطبي وجميع العاملين في المستشفى.
----------------
جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار مدينة صيدا / غسان حمود... طوى حلمه ومشى (بقلم : النائب الدكتور ميشال موسى )
2022-06-16