الرئيسية / أخبار لبنان /سياسة /أين لبنان في جولة بايدن؟

جريدة صيدونيانيوز.نت / أين لبنان في جولة بايدن؟

 

Sidonianews.net

-----------------

الجمهورية / طوني عيسى

على رغم التحليلات التي تؤكّد أهمية الزيارة التي يقوم بها الرئيس الأميركي جو بايدن للشرق الأوسط وتداعياتها العالمية، فإنّ الإدارة الأميركية نفسها لم تظهر حماساً شديداً في الحديث عن نتائج ملموسة لهذه الزيارة، نظراً إلى ما يحوطها من تعقيدات. وهذا ما يمكن أن يفسّر البرودة في التحضير لها، أميركياً وعربياً.

 

واضح أنّ الطرف الوحيد الذي يهلّل لزيارة بايدن ويروّج لاعتبارها حدثاً مفصلياً في الشرق الأوسط هو إسرائيل، فيما لم تصدر أي انطباعات متفائلة عن الطرف العربي، أي قادة مجلس التعاون الخليجي. وواضح مناخ التحفّظ الذي عبّر عنه بايدن نفسه، في المقال الذي نشره في «الواشنطن بوست»، وبرّر فيه زيارة السعودية في خضم الفتور السائد في العلاقات الثنائية.

 

ما يريده الإسرائيليون هو الاصطياد في المياه العكرة إقليمياً ودولياً، واستثمار زيارة بايدن على 4 مستويات:

 

1- محاولة تشكيل منظومة إقليمية، بتغطية أميركية، تخفف عن إسرائيل أعباء المواجهة المنفردة مع إيران.

 

2- تذليل العقبات التي تعترض التقارب مع بعض الدول العربية، والخليجية تحديداً.

 

3-استغلال الغطاء الأميركي لممارسة المزيد من الضغوط على الفلسطينيين، بحيث يبقى بايدن في هذا الملف على نهج سلفه دونالد ترامب.

 

4- استثمار لحظة الضغط في ملف الطاقة إقليمياً ودولياً، لفرض أولوية منظومة النفط والغاز الشرق أوسطية التي تحاول إسرائيل أن تستغلها وتستثمر ميزاتها، مع تفاقم الأزمة في ملفي النفط والغاز الروسيين والإيرانيين.

 

هذا يعني أنّ ما يريده الإسرائيليون من قمتهم مع بايدن يختلف تماماً عمّا ينتظره القادة العرب، ولاسيما المملكة العربية السعودية في قمة جدة. ولذلك، تواجه جولة بايدن تحدّياً صعباً بين الجموح الإسرائيلي المبالغ فيه إلى «التمدّد»، والحرص العربي النادر على التزام مستوى دقيق من الحذر والتحفظ في العلاقات الإقليمية والدولية.

 

وليس سراً أنّ اللولب الأساسي الذي سيحدّد الخيارات في قمة جدة هو المملكة العربية السعودية، وتحديداً توجّهات ولي العهد محمد بن سلمان. ففي القراءة السياسية، من خلال قمة جدة، سيضع بايدن حداً للفتور في العلاقات مع القيادة السعودية المستقبلية. وهو ما حرص على التعبير عنه في مقال «الواشنطن بوست».

 

هذا السلوك طبيعي في واشنطن. فالأميركيون ميالون عادة إلى البراغماتية السياسية. ولكن، في السنوات الأخيرة، ظهرت ملامح براغماتية عربية غير مسبوقة، وتستدعي أن يأخذها الجميع في الاعتبار. فصحيح أنّ عمر العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة ناهز الثمانين عاماً، لكن 77 عاماً منها شكّلت عهداً معيناً يتسم بالولاء شبه المطلق، فيما بدأ عهد جديد من العلاقات منذ 3 سنوات يحمل طابعاً مختلفاً.

-------------------

جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار لبنان / أين لبنان في جولة بايدن؟

2022-07-13

دلالات: