الرئيسية / أخبار صيدا /أسامه سعد /مداخلة النائب أسامة سعد خلال الندوة الافتراضية التي أقيمت لمناسبة الذكرى الأربعين لمجزرة صبرا وشاتيلا

جريدة صيدونيانيوز.نت / مداخلة النائب أسامة سعد خلال الندوة الافتراضية التي أقيمت لمناسبة الذكرى الأربعين لمجزرة صبرا وشاتيلا

 

Sidonianews.net

-------------------

عمم المكتب الاعلامي للنائب الدكتور اسامه سعد مداخلته التي القاها بمناسبة الذكرى الاربعين لمجزرة صبرا وشاتيلا :

بدعوة من اتحاد الجاليات والمؤسسات والفعاليات الفلسطينية في أوروبا أقيمت  ندوة افتراضية يوم الجمعة في 23 أيلول على تطبيق زوم  تحت عنوان: " ٤٠ عاما على مجزرة صبرا وشاتيلا لن ننسى _وسيتابع شعبنا نضاله حتى الحرية والاستقلال والعودة "

تحدث خلالها أمين عام التنظيم الشعبي الناصري النائب الدكتور اسامة سعد ، والسيد علي فيصل نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني ، والبروفسير مانويل سركيس حساسيان سفير فلسطين في الدنمارك، وأدار الجلسة السيد عصام فرح نائب رئيس اتحاد الجاليات،  وفي نهاية الندوة جرى حوار ونقاش  بين المشاركين والمتحدثين.

سعد في مداخلته حيا نضال الشعب الفلسطيني ومسيرته التاريخية البطولية المديدة التي اعتبرها لن تتوقف إلا بتحرير الأرض، واستعادة الحقوق الوطنية، وعودة اللاجئين، وبناء دولة فلسطين الحرة السيدة المستقلة.

ولفت  الى أهمية ان تلبي فصائل العمل الوطني الفلسطيني نداء الوحدة الوطنية القائمة شعبياً وميدانياً... وأن تبادر إلى توحيد صفوفها على قاعدة برنامج للتحرر الوطني الذي  يرتكز على أشكال الكفاح السياسي والشعبي والعسكري.

و تناول سعد في مداخلته حدثين تاريخيين  مهمين هما الذكرى الأربعين لانطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية والذكرى الأربعين أيضاً لمجزرة صبرا وشاتيلا.

وذلك من أجل تأكيد أهمية انطلاقة المقاومة والتذكير بإنجازاتها، ومن أجل تذكّر ضحايا المجزرة، و أيضاً من أجل استلهام الدروس والعبر التي يمكن لها أن تساعدنا على مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل.

كما تناول سعد موضوع المخيمات الفلسطينية في لبنان التي  لا تزال تعاني من حصار شديد بذرائع أمنية، اضافة الى التضييق على  أبناء الشعب الفلسطيني اللاجئين في لبنان.

ومما جاء في مداخلة النائب أسامة سعد:

" الأخ البروفسور مانويل حساسيان سفير فلسطين في الدنمارك،

الرفيق علي فيصل نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني،

 أيها الإخوة أبناء الشعب الفلسطيني على أرض فلسطين،

 أيها الإخوة  الفلسطينيون في لبنان وفي أوروبا وفي كل مكان،

يا إخوتي ... يا رفاق درب الكفاح الطويل المشترك المعمّد بدماء الشهداء ... تحية النضال والثورة لكم جميعاً.

واسمحوا لي بدايةً أن أتوجّه ببالغ الشكر والتقدير إلى اتحاد الجاليات والمؤسسات والفاعليات الفلسطينية في أوروبا ، وإلى نائب رئيس الاتحاد الأخ عصام فرح، لأنهم أتاحوا لي فرصة التحدث إليكم والحوار معكم في هذه الندوة السياسية الافتراضية.

من صيدا عاصمة الجنوب ومدينة المقاومة ... صيدا العيش اللبناني الفلسطيني الواحد والحضن الدافئ لكفاح الشعب الفلسطيني... أنقل إليكم تحيات إخوانكم اللبنانيين من كل مناطق لبنان... وإخوانكم الفلسطينيين من مخيم عين الحلوة وسائر المخيمات وكل أنحاء لبنان.

أيها الإخوة

على الرغم من أن إدارة هذه الندوة قد خصصت لمداخلتي ما بين 25 و30 دقيقة، إلا إنني سأحاول الاختصار قدر الإمكان بهدف تخصيص المزيد من الوقت للحوار المباشر معكم، ولتبادل الآراء والأفكار.

ولا بد لي في مستهل هذه المداخلة من توجيه تحية التضامن الكفاحي إلى أهلنا الصابرين والمقاومين على امتداد أرض فلسطين... في القدس والضفة الغربية... وفي غزة وأراضي 48.

التحية إلى شباب فلسطين ونساء فلسطين ورجال فلسطين... إلى كل الذين يواجهون بالصدور العارية واللحم الحي جيش الاحتلال العنصري الصهيوني وأسلحته الفتاكة...

كما يواجهون عصابات المستوطين وسياسات ابتلاع الأرض وتدمير البيوت والاعتداء على المقدسات.

 وألف تحية إلى الشهداء والجرحى وإلى الأسرى في زنازين العدو ومعتقلاته .

شعب فلسطين الصامد والثائر لا يكل ولا يمل... على امتداد ما يقرب من مائة عام قدّم ألوف الشهداء وشلالات الدماء الزكية... وهو يعبر من الانتفاضة إلى الانتفاضة ... ومن المقاومة إلى المقاومة ... ومن الثورة إلى الثورة.

مسيرة تاريخية بطولية مديدة لن تتوقف إلا بتحرير الأرض، واستعادة الحقوق الوطنية، وعودة اللاجئين، وبناء دولة فلسطين الحرة السيدة المستقلة.

ولا بد لفصائل العمل الوطني الفلسطيني أن تلبّي نداء الوحدة الوطنية القائمة شعبياً وميدانياً... وأن تبادر إلى توحيد صفوفها على قاعدة برنامج للتحرر الوطني، يرتكز على أشكال الكفاح السياسي والشعبي والعسكري... وهو ما يساعد على تزخيم مسيرة الكفاح ... كما يساهم في كسب المزيد من التضامن والتأييد من كل الأحرار في البلاد العربية  وفي سائر أنحاء العالم.. وذلك على الرغم من كل مساعي التطبيع مع العدو الصهيوني ... وعلى الرغم من كل محاولات تصفية القضية الفلسطينية.

أيها الإخوة

قبل أيام أحيا اللبنانيون والفلسطينيون، ومعهم قوى التحرر والتقدم في البلدان العربية والعالم، الذكرى السنوية الأربعين لانطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية. كما أحيوا الذكرى الأربعين أيضاً لمجزرة صبرا وشاتيلا.

ولعله من المهم أن تتناول في هذه الندوة كلاً من هذين الحدثين التاريخيين، ليس فقط من أجل تأكيد أهمية انطلاقة المقاومة والتذكير بإنجازاتها، أو من أجل تذكّر ضحايا المجزرة، بل أيضاً من أجل استلهام الدروس والعبر التي يمكن لها أن تساعدنا على مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل.

 شكّلت انطلاقة جبهة المقاومة مرحلة جديدة في مواجهة العدو الصهيوني وحروبه على لبنان، وفي مواجهة الاحتلال الذي وصل إلى العاصمة بيروت سنة 1982 .

وقد استندت هذه الانطلاقة إلى المعارك البطولية التي خاضتها القوات المشتركة اللبنانية والفلسطينية في العديد من المواقع؛ من قلعة الشقيف إلى صيدا إلى الدامور وخلدة ومداخل بيروت ، ومن مخيمي عين الحلوة والرشيدية إلى غيرهما من المخيمات.

كما استندت انطلاقة المقاومة الوطنية إلى الصمود الأسطوري لبيروت في مواجهة النار والحصار والتدمير.

المقاومة الوطنية، والمقاومة الإسلامية، والمقاومة الفلسطينية، انطلقت من تحت الركام ومن وسط الدمار... لم ترهبها المجازر ... ولم تحبط أو تيأس بعد خروج قوات الثورة الفلسطينية من بيروت ... بل واجهت جحافل جيش الاحتلال بما تيسّر لها من سلاح ... وخاضت معارك البطولة والشرف... ونجحت في تحرير بيروت، ثم الجبل، ثم صيدا وصور والنبطية والبقاع الغربي، وصولاً إلى طرد جيش الاحتلال، ومن دون قيد أو شرط، من كل الأراضي اللبنانية، باستثناء مزارع شبعا وتلال كفرشوبا التي لا بد من تحريرها.

هي حلقات متواصلة من المقاومة ضد العدوانية العنصرية الصهيونية والاستعمار الاستيطاني الصهيوني...  مقاومة انطلقت مع الثورات الفلسطينية منذ ثلاثينيات القرن العشرين.... وصولاً إلى سنة 1948... وإلى انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة عام 1965... وإلى مواجهة الغزوات والاعتداءات الصهيونية.

ومن الواضح تماماً انطلاقاً من تجارب المراحل السابقة، وبالنظر إلى الطبيعة العنصرية العدوانية للكيان الصهيوني، أن مواجهة الشعب الفلسطيني لهذا الكيان المغتصب لفلسطين، ومواجهة الشعوب العربية لمطامعه، هذه المواجهة لن تتوقف إلا باستعادة الحق لأصحابه، وإلا بالقضاء على العنصرية والعدوان.

ومن المهم الإشارة إلى أن الحرب العدوانية الإسرائيلية على لبنان سنة 1982 استهدفت القضاء على الثورة الفلسطينية من جهة، ومن جهة ثانية تنصيب رئيس تابع وفرض سلطة عميلة في لبنان تعقد معاهدة صلح مع اسرائيل.

وبعد رحيل قوات الثورة الفلسطينية من بيروت، انتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى محاولة تهجير الوجود الشعبي الفلسطيني من لبنان بهدف إبعاده عن حدود فلسطين المحتلة، بالإضافة إلى تدمير المخيمات وإلغاء وجودها. ذلك لأن هذا الوجود الشعبي يشكل تربة خصبة للثورة، والمخيمات تشكل مواقع متقدمة للكفاح من أجل العودة.

في هذا السياق حصلت مجزرة صبرا وشاتيلا بإشراف جيش الاحتلال، وبمشاركة قوى محلية متواطئة.

الفظائع المرتكبة في المجزرة تفوق بشاعتها أي وصف.. ألوف الضحايا من المدنيين الفلسطينيين واللبنانيين... الأوصال البشرية المقطعة بواسطة البلطات والحراب والمرمية في الأزقة والشوارع...والأجنة المقتولة في أرحام الأمهات...

هذا غيض من فيض ما ارتكبه الجيش الصهيوني وعملاؤه من جرائم وحشية ... وذلك على الرغم من الضمانات الأميركية بحماية المدنيين... ضمانات تبيّن كذبها مرة جديدة.

لكن بعيداً عن الاسترسال في وصف بشاعة المجزرة... ووحشية من نفذّها وأشرف عليها... أو غطّاها وسكت عنها... وعلى الرغم من كل المجازر السابقة واللاحقة ... من دير ياسين وكفر قاسم... إلى القصف الهمجي للمدن والمخيمات ... إلى تل الزعتر وإلى قطاع غزة... وإلى سائر صفحات السجل الحافل للعدو بالجرائم والمجازر... على الرغم من كل ذلك الثوار لم ينهزموا ولم يستسلموا... بل نهضوا من جديد أقوى عزماً وأشد تصميماً.

فكانت انطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية... وكانت الانتفاضة الأولى المجيدة عام 1987 على أرض فلسطين المحتلة... ثم الانتفاضات اللاحقة... وخروج غزة إلى الحرية...كما كان انتقال راية الثورة والمقاومة إلى الأجيال الشابة.

أيها الإخوة

في لبنان نظام المحاصصة الطائفية، المستمر منذ ما قبل اتفاق الطائف وحتى اليوم، لم يكن يوماً مع خيار المواجهة والمقاومة، بل هو راهن ولا يزال يراهن على الضمانات الدولية التي لم تثبت يوما مصداقيتها.

هو نظام التفريط بالاستقلال والسيادة الوطنية، وهو أيضاً نظام كونفدرالية الطوائف ذات الولاءات المتعددة لمختلف القوى الإقليمية والدولية.

لذلك ليس مستغرباً ألا تحتضن السلطة اللبنانية والحكومات المتعاقبة كفاح الشعب الفلسطيني، بل أن تمارس ضده كل أشكال التضييق والقمع.

وليس مستغرباً أيضاً أن تطال أشكال التضييق والحصار الوجود الشعبي الفلسطيني والمخيمات الفلسطينية.

في المقابل، وقفت القوى الوطنية اللبنانية على الدوام إلى جانب كفاح الشعب الفلسطيني، بل كانت شريكة في هذا الكفاح المجيد.

ولا بد للتاريخ أن يكتب بأحرف من نور عن المسيرة النضالية المشتركة لقوى الثورة الفلسطينية والقوى الوطنية اللبنانية، ومن بينها التنظيم الشعبي الناصري. تلك المسيرة المعمدة بدماء الشهداء، ومن بينهم المناضل الشهيد معروف سعد، ورمز المقاومة الوطنية اللبنانية مصطفى سعد.

ولا بد أنكم تعلمون أن المخيمات لا تزال تعاني من حصار شديد بذرائع أمنية، وأن أبناء الشعب الفلسطيني اللاجئين في لبنان يعانون من كل أشكال التضييق.

المخيمات محاصرة، ويمنع تشييد أي بناء جديد فيها، أو ترميم بناء قائم، أو إدخال مواد البناء!! حتى أن إدخال قسطل ماء إلى المخيم يحتاج إلى الموافقة من قبل وزارة الدفاع!!

 كما أن أبناء الشعب الفلسطيني محرومون من ممارسة عدد كبير جداً من المهن، فضلاً عن الحرمان من حق التملك، ولو حتى شقة للسكن!!

من ناحية أخرى، قادت المنظومة الحاكمة لبنان إلى الانهيار على مختلف الصعد السياسية والمالية والاقتصادية والاجتماعية...انهيار طالت نتائجه الكارثية كل أصحاب الدخل المحدود والمتوسط... منظومة العجز والفشل والفساد دفعت اللبنانيين، ومعهم الفلسطينيين، إلى الوقوع في هاوية الفقر والحاجة والعوز.

هذا الانهيار دفع الشباب إلى طلب الهجرة بأي ثمن، ولو بواسطة زوارق الموت!!!

لقد كنا قد تحركنا على امتداد سنوات سابقة، بالتعاون مع فصائل العمل الوطني الفلسطيني، واللجان الشعبية والمنظمات الشبابية والهيئات الاجتماعية والنقابية الفلسطينية، من أجل إقرار الحقوق الإنسانية والاجتماعية للإخوة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، ومن أجل ضمان حرية العمل السياسي وحرية التحرك وغيرها من الحريات والحقوق الأساسية.

وقد واجهنا التجاهل أو الوعود الفارغة من قبل بعض أجنحة السلطة. كما واجهنا الرفض الصريح من قبل أجنحة أخرى بزعم رفض التوطين!!! فقلنا لهم إن إعطاء الإخوة الفلسطينيين حقوقهم الأساسية البديهية هو واجب على الدولة اللبنانية تفرضه الشرائع والاتفاقيات العربية والدولية، كما تفرضه موجبات الانتماء العربي، فضلاً عن كونه يساعد على تطوير النضال من أجل العودة، لا التوطين الذي يرفضه الإخوة الفلسطينيون.

لكن على الرغم من كل الجهود والتحركات لم نتمكن من تحقيق إنجازات مهمة على صعيد إقرار حقوق الإخوة اللاجئين، بالنظر إلى التركيبة السياسية الطائفية للحكم البعيدة كل البعد عن الهوية الوطنية والعروبية.

ختاماً أيها الإخوة،

أكرر توجيه تحية الشكر إلى الإخوة في اتحاد الجاليات والمؤسسات والفاعليات الفلسطينية في أوروبا على دعوتي إلى هذه الندوة.

 ولا يسعني إلا أن أشيد بدور الفلسطينيين ومؤسساتهم وفاعلياتهم في أوروبا، وفي مختلف بلدان العالم، في توفير كل أشكال الدعم والتأييد لكفاح الشعب الفلسطيني في الأرض المحتلة، وفي العمل السياسي والإعلامي لصالح القضية الفلسطينية وسائر القضايا العربية.

كل الشكر لمشاركتكم،

والسلام عليكم."

-----------------------

جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار مدينة صيدا / مداخلة النائب أسامة سعد خلال الندوة الافتراضية التي أقيمت لمناسبة الذكرى الأربعين لمجزرة صبرا وشاتيلا 

2022-09-24

دلالات: