الرئيسية / أخبار لبنان /سياسة /لو افترضنا انّهم مش فاسدين ألا تكفي نتائج أعمالهم ليستحوا ويرحلوا؟

جريدة صيدونيانيوز.نت / لو افترضنا انّهم مش فاسدين ألا تكفي نتائج أعمالهم ليستحوا ويرحلوا؟

 

Sidonianews.net

-------------------------

الجمهورية

فادي عبود

لفتني مقال في صحيفة «لوريان لوجور» للكاتب جورج عيروت Georges Airut، موجّهاً كتاباً مفتوحاً بصفته مواطناً فرنسياً إلى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، يطلب منه عدم التعامل مع المسؤولين اللبنانيين لأنّهم فاسدون ومسؤولون عن الأزمة الاقتصادية وانهيار القطاع المصرفي في لبنان وسرقة اموال المودعين وإفقار البلد. وكذلك يطلب منه مساعدة اللبنانيين على التخلص من هذه السلطة الحاكمة المسؤولة مباشرة عن الفساد، والتي تسيطر على كل مفاصل القضاء والأمن.

 

هذا المطلب محق لأنّه صرخة مواطن تعرّض للسرقة المباشرة في امواله وجنى عمره ولم يعد يملك حلاً.

 

ولو فرضنا انّهم غير فاسدين (سامحني يا الله) النتائج التي حققوها تكفي ان يُطردوا، فيكفي النظر إلى نتيجة اعمالهم وتسلّمهم سدّة السلطة، ليصبح طلب رحيلهم مشروعاً. فبعد ما يزيد عن 30 عاماً على تسلّمهم السلطة، ننظر إلى النتائج فنشهد تدميراً ممنهجاً لكل مقدرات الدولة، وإفقاراً للشعب وشبه انهيار لمؤسسات الدولة، وفقدان الحقوق الأساسية للمواطن.

 

هذه النتائج وحدها تكفي لرحيل أي مسؤول، فيكفي ما تسببوا به حتى الآن. ماذا يريدون ان يفعلوا بعد من دمار ليقتنعوا انّهم فشلوا فشلاً ذريعاً في ادارة شؤون الدولة، وعليهم ان يستحوا ويرحلوا رحمة باللبنانيين والبلد.

 

ونتوجّه ايضاً إلى الرئيس الفرنسي ماكرون لنسأله: أنت عبّرت عن رغبتك بمساعدة لبنان وتحقيق الاصلاح والانتهاء من الفساد، ولكن في المقابل نراك تتعامل مع الطبقة نفسها التي نرى نتائج اعمالها المبهرة؟ اتعتبرهم غير فاسدين وقادرين على تحقيق الاصلاح الذي تريد ان تراه في لبنان؟ ام انّ من سبّب كل ذلك في لبنان هو مجهول الهوية؟ وهل بحثت عن الاوادم لتدعمهم في محاولة تغيير هذه النتائج؟ وهل تعتبر انّ الفشل الذريع غير كافٍ لتغيير هذه الطبقة السياسية؟

 

علماً انّ المسؤولين اجمالاً يحتمون بمقولة انّ الآخر هو المسؤول عن الفساد، ومتفقون على إلقاء اللوم بعضهم على بعض لإقناع اتباعهم بأنّهم اوادم وأنّ المسؤول عن الفساد هو الفريق الآخر.

 

نتمنى مجدداً حضرة الرئيس ماكرون ان تفرض قانون الشفافية على الذين تمون عليهم في لبنان، وهذه افضل مساعدة يمكن ان تقدّموها إلى لبنان واللبنانيين، وكنا طالبناكم بها في السابق، وأن تكرّر علناً طلب قانون الشفافية المطلقة والبيانات المفتوحة وتشرحه مراراً وتعلن عن أهميته. ونختصر هذا القانون بإيجاز: عندما يُطبّق هذا القانون، يُصبح في متناول كل شخص ان يدخل إلى دفاتر وبيانات كل وزارة وادارة عامة، ويعرف كيف يدخل كل قرش وكيف يُصرف.

 

وحيث انّ تنفيذ قانون الشفافية يتطلب مكننة كل الوزارات والتحول إلى الرقمية، نطلب مساعدتك في ذلك، عبر تزويدنا برامج موجودة ولا تحتاج وقتاً لإعدادها، بالإضافة الى المعدات اللازمة، ويُمكن ان تستعين بأصدقائك الاميركيين واخواننا العرب والايرانيين والصينيين، وأي دولة تشفق على هذا البلد الذي تمّ نهبه وإفقاره تحت عيون العالم.

 

وإذا نجحت في تحقيق الشفافية، ستتضاعف أعداد اللبنانيين المحبين لفرنسا، وتصبح العلاقة بين البلدين أقوى، وسيُدرك اللبنانيون انّ فرنسا تريد بالفعل مصلحة لبنان، وعلى سبيل المزاح، سيواظب اللبنانيون على الصلاة لفرنسا طوال 4 سنوات، لتفوز بكأس العالم لكرة القدم المقبل.

 

وفي مناسبة انتهاء عام 2022 وحلول سنة 2023، نتوجّه إلى القراء الأعزاء واللبنانيين عموماً، بالمعايدة، عسى ان تحمل السنة الجديدة انفراجاً، وان تحمل الخير والازدهار لوطننا، والأهم ان نرى مطلب الشفافية يتحقق، لنتمكن من الانطلاق جدّياً في عملية الاصلاح والتنمية والانتاج.

------------------------

جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار لبنان / لو افترضنا انّهم مش فاسدين ألا تكفي نتائج أعمالهم ليستحوا ويرحلوا؟

2022-12-31

دلالات: