Sidonianews.net
----------
النهار
أما وقد انحسرت عاصفة التصعيد على الحدود الجنوبية بين #لبنان و#إسرائيل ولو ظل الحذر سيد الموقف فأي تداعيات جديدة رتبتها التطورات التي دارت خلال الساعات الأخيرة؟
وسط الاحتفالات بالجمعة العظيمة لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي بدا من نافل القول ان مشهد التفلت والتسيب والاستباحة الذي طبع الوضع منذ لحظة تفلت الصواريخ من حقل القليلة وحتى الرد الإسرائيلي المحدود فجرا قرب مخيم الرشيدية قد أعاد لبنان الى الوراء اكثر فاكثر ورسخ أسوأ الوقائع التي ارتفعت مع سحب الصواريخ المتفلتة . في منطقة القرار 1701 والانتشار العسكري اللبناني – الاممي بدا لبنان واليونيفيل كأنهما سيان لا يملكان أي قدرة على الضبط والردع ومنع عودة استخدام الجنوب ارض استباحة لاي فصيل #فلسطيني او سواه ولا أيضا، وهنا الأهم والأخطر، للحسابات الإقليمية والداخلية التي تدفع بـ"حزب الله" الى التمتع بمرجعيته الميدانية المتفوقة التي تركته "يرعى" اطلاق حليفته "حماس" صواريخها من الجنوب متسببة بوضع لبنان امام خطر حرب جديدة مع إسرائيل.
بذلك كان انكشاف الحكومة اللبنانية جسيما بحيث بدت الزوج المخدوع المرتضي دور المتلقي، ولم يعوضها الموقف المتآخر لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي بإدانة اطلاق الصواريخ من الجنوب أي ترميم لصورة عجزها وقصورها عن منع المغامرة بلبنان على مذبح التحالفات بين قوى محور الممانعة وتحديدا بين حماس وحزب الله.
ولكن هذا الانكشاف الرسمي غير المفاجئ في أي حال لم يقف عند حدود الواقع الجنوبي الحدودي وتداعياته بل تمدد ضمنا الى الخلفية السياسية الداخلية المتصلة بالاستحقاق الرئاسي بحيث لم يكن غريبا ان يثير الاهتزاز الأخطر للوضع عند الحدود منذ حرب 2006 الشكوك العميقة الإضافية في ما سمي أخيرا ملف الضمانات التي قدمها مرشح الثنائي الشيعي رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية الى فرنسا . واثيرت هذه الناحية الجوهرية من زاوية عقم الكلام عن أي قدرة لفرنجية او حتى أي مرشح سواه على لجم هذه المغامرات في حين ان حليفه وداعمه ومرشحه الأساسي أي "حزب الله" لا يتوانى عن رعاية او تغطية او القيام باي عمل يلبي ارتباطاته وحساباته دون اخذ المصالح السيادية والأمنية والاقتصادية اللبنانية في حساباته الا في الدرجات الخلفية . وهو امر سيترك الأثر الثقيل بقوة على مطالع المرحلة السياسية الاتية في ظل تداعيات هذه الجولة.
اما في ابرز الوقائع التي أعقبت التصعيد الميداني فقد اعلن رسميا انه بعد التشاور مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أوعز وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب الى بعثة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة في نيويورك تقديم شكوى رسمية الى مجلس الامن الدولي على أثر القصف والإعتداء الاسرائيلي المتعمد فجر امس لمناطق في جنوب لبنان، مما يشكل إنتهاكا صارخا لسيادة لبنان وخرقا فاضحا لقرار مجلس الامن الدولي ١٧٠١، ويهدد الاستقرار الذي كان ينعم به الجنوب اللبناني.
وفيما عاد الهدوء على جانبي الحدود اللبنانية الإسرائيلية سادت حال من الترقب والحذر الشديدين في القطاعين الاوسط والشرقي في اعقاب القصف الصاروخي والمدفعي الذي حصل مساء اول من امس واستهدف مستعمرة المطلة في الجانب الاسرائيلي وسهل الخيام في الجانب اللبناني، وتزامن ذلك مع استنفار إسرائيلي في المواقع الحدودية الامامية تخللته احيانا طلعات استكشافية للطيران الاسرائيلي في سماء القطاعين قابله في الجانب اللبناني دوريات مكثفة للجيش اللبناني بالتنسيق مع قوات اليونيفيل على طول الحدود وفي القرى والبلدات الواقعة ضمن عمل اليونيفيل بهدف ضبط الوضع والحفاظ على الامن والاستقرار في المنطقة.
وبعد 10 ساعات من القصف الاسرائيلي على سهل القليلة ورأس العين في جنوب صور، وصل فريقا خبراء من الهندسة متخصصان بنزع القذائف والمتفجرات في قوات "اليونيفيل" الايطالية والجيش اللبناني، وكشفوا على مكان سقوط الصواريخ الاسرائيلية في سهل القليلة رأس العين، لالتقاط الصور ولاعداد تقارير عن القصف الذي تعرضت له المنطقة.
وكانت الطائرات الإسرائيلية الحربية استهدفت قرابة الرابعة من فجر امس المنطقة الواقعة بين سهل رأس العين ومخيم الرشيدية جنوب صور، بالإضافة الى استهداف مدفعي من مواقعها عند الحدود لسهل القليلة حيث تضرر أحد المنازل من دون وقوع إصابات بالأرواح.
وعثرت وحدة من الجيش في سهل مرجعيون على راجمة صواريخ بداخلها عدد من الصواريخ التي لم تنطلق، وعملت على تفكيكها.
وذكر بيان للجيش الاسرائيلي أنه قصف ثلاثة مواقع قريبة من جنوب مدينة صور وهي التالية:
الموقع الأول: في دير قانون سهل رأس العين في أراضي زراعية تبعد 1 كيلومتر عن مخيم اللاجئين الفلسطيني المعروف بمخيم الرشيدية قرب منتزه اليمونة. وقد أحدثت هذه الضربة اضرارا كبيرة في الجسر والطريق التي تمر في الأرض وفي مشروع جرّ المياه التابع لمشروع الليطاني والذي يجر المياه من برك رأس العين الى الأراضي الزراعية.
أما الضربة الثانية فكانت في القليلة واستهدفت أرضاً زراعية وأحدثت فجوة كبيرة في الأرض وأضراراً كبيرة.
كما استهدفت الضربة الثالثة مزرعة للحيوانات ما ادى الى نفوق عدد من الماشية والطيور أيضاً في القليلة والمعلية، اشارة الى أن هذا الصاروخ لم ينفجر بالكامل.
تجدر الاشارة الى ان أيا من الغارات الاسرائيلية لم تستهدف مخيم اللاجئين الفلسطينيين في الراشدية بل اقتصرت الأضرار داخل المخيم على تحطّم بعض مقتنيات احد المقاهي والمنازل جراء الغارة الإسرائيلية كما سقط 3 جرحى من الأطفال داخل المخيم ولكن اصابتهم طفيفة.
من جهتها، أكدت اليونيفيل في بيان انه في وقت مبكر من صباح امس ، أبلغ الجيش الإسرائيلي اليونيفيل أنه سيبدأ الرد المدفعي على إطلاق الصواريخ. وبعد ذلك مباشرة، سمع أفراد اليونيفيل دوي انفجارات في محيط مدينة صور. وأضافت "ان رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء أرولدو لازارو على اتصال مع السلطات على جانبي الخط الأزرق. كما ان آليات الاتصال والتنسيق لدينا منخرطة بشكل كامل من اجل التهدئه. و قال الجانبان إنهما لا يريدان الحرب".
اضاف البيان: "ان الإجراءات التي تمت خلال اليوم الماضي خطيرة وتنذر بتصعيد خطير". وحضت" جميع الأطراف على وقف جميع اعمال التصعيد عبر الخط الأزرق الآن'.
ولاحقا أعلنت نائب مدير مكتب اليونيفيل الاعلامي كانديس ارديل أن "اليونيفيل فتحت تحقيقا في عمليات إطلاق الصواريخ والغارات الجوية ". وقالت: "يقوم جنود حفظ السلام التابعون لليونيفيل، بدعم من القوات المسلحة اللبنانية، بزيارة مواقع اطلاق وسقوط الصواريخ، لجمع الأدلة وتحديد الحقائق". واضافت أرديل: "ان رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء ارولدو لاثارو يواصل اتصالاته مع الأطراف، من خلال آلية الارتباط والتنسيق التي تضطلع بها اليونيفيل للمساعدة في الحد من التوتر على طول الخط الأزرق".
ويذكر ان اجتماعا عقد امس بين قائد منطقة الشمال في الجيش الإسرائيلي اللواء أوري جوردن ورئيس قسم العلاقات الخارجية العقيد إيفي ديفرين ورئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء لاثارو. ونقل إعلام إسرائيلي عن مسؤولين بالجيش الإسرائيلي قولهم إنهم بحثوا مع قائد اليونيفل وقف التصعيد مع لبنان. وأشار المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر "تويتر" إلى أن القادة تداولوا الأحداث الأمنية الأخيرة المستجدة على طول الحدود مع لبنان.” وأضاف "قائد المنطقة الشمالية شدد على مسؤولية الدولة اللبنانية وجيشها فيما يتعلق بكل نشاط ارهابي منطلق من أراضيها وفي أراضيها”.
وفي هذا الإطار، نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين إسرائيليين تفاصيل النقاشات التي حصلت في تل أبيب بعد التصعيد على الحدود مع لبنان. وقال الموقع نقلاً عن المسؤولين الإسرائيليين إنّ "نقاش الوزراء الإسرائيليين في المجلس الوزراي المصغّر خلص إلى أن إسرائيل لا مصلحة لها بالانجرار لصراع إقليمي". وأضاف الموقع أنّ "رئيس الموساد أيّد ضرب أهداف لـ”حزب الله” لكن رئيس الأركان طلب إبقاء الحزب خارج المعادلة". وأشار المسؤولون الإسرائيليون بحسب الموقع إلى "أنّنا حققنا الهدف في تجنب الاشتباك مع حزب الله ومنع توحد جبهتي حماس في الشمال والجنوب".وذكر مسؤول عسكري إسرائيلي أنّ "حزب الله" نقل رسائل لإسرائيل عبر وسطاء دوليين تؤكد عدم مشاركته في الهجوم”.
وعقب الغارات جنوباً، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان ان طائراته استهدفت البنيه التحتية وأهدافا لمنظمة حماس في جنوب لبنان. واضاف البيان ان الجيش الإسرائيلي لن يسمح لمنظمة حماس بالعمل انطلاقا من لبنان ويعتبر دولة لبنان مسؤولة عن كل النيران من أراضيها. كما اعلن إنتهاء هجماته في لبنان.
اما في الأصداء الدولية حيال هذه التطورات فأكدت فرنسا أمس "تمسكها الراسخ بأمن إسرائيل وباستقرار لبنان وسيادته". وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فرنسوا ديلما: "نحض جميع الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب أي عمل من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد"، مؤكدا أن فرنسا "تدين بشدة الهجمات الصاروخية العشوائية التي استهدفت الأراضي الإسرائيلية انطلاقا من غزة وجنوب لبنان".
----------
جريدة صيدونيانيوز.نت
النهار: تداعيات شديدة القتامة عقب عاصفة الاستباحة: انكشاف مخز للحكومة... وأي ضمانات رئاسية؟
2023-04-08