Sidonianews.net
---------------------
نداء الوطن
بدأت الجولة الثالثة من التحقيقات الأوروبية في بيروت مع عدد إضافي من الشهود والمشتبه بهم في قضية عمولات شركة "فوري" التي زادت على 330 مليون دولار، ويشتبه أنها متأتية من اختلاس مال عام واستخدمت في شراء عقارات وتأسيس شركات وفتح حسابات في 5 دول أوروبية على الأقل. ويحاول المحققون الأوروبيون التحقق من شبهات تبييض تلك الأموال تمهيداً لتوجيه اتهامات إلى المتورطين فيها، وعلى رأسهم رياض سلامة حاكم مصرف لبنان.
وكان يفترض أن يستمع المحققون أمس إلى رجا سلامة شقيق الحاكم، إلا أن موكليه تقدموا بتقرير طبي متعلق بحالته الصحية التي لا تسمح بحضوره أمام المحققين، علماً بأنه بين أول المشتبه بهم.
وسيستمع المحققون أيضاً الى وزير المالية يوسف خليل الذي شغل لسنوات طويلة منصب مدير العمليات الخارجية في مصرف لبنان، وإلى ماريان الحويك التي تدرجت منذ 2005 في البنك المركزي وتشغل حالياً منصب "مستشارة تنفيذية ممتازة" للحاكم، وإلى رجا بو عسلي مسؤول التطوير والتنظيم في مصرف لبنان بالاضافة الى ندى معلوف ووليد نقفور من شركتي التدقيق المحاسبي "ديلويت" و"ارنست اند يونغ" .
ويبلغ عدد الوفد الاوروبي هذه المرة 25، وسيبقى في لبنان حتى السادس من أيار المقبل. وأكدت مصادر متابعة ان رجا سلامة وماريان الحويك مشتبه بهما، علماً بأن الأخيرة مقربة جداً من رياض سلامة وكانت بدأت عملها موظفة براتب 2000 دولار، وتقدر سلطات قضائية اوروبية ثروتها الظاهرة حالياً بنحو 14 مليون يورو، ولها ملكيات عقارية ممتازة في لبنان وأوروبا بالإضافة الى شركة مطاعم. اما رجا بوعسلي فهو من المقربين أيضاً من رياض سلامة وذلك منذ الثمانينات، وهو مطلع جداً على عمليات ذات صلة بملفات يحقق فيها الأوروبيون وسيتحققون مما اذا كان شريكاً في عمليات معينة مشتبه بنظافتها وهل سهّل عمليات مشبوهة وأثرى منها.
الشاهد الأبرز في التحقيقات الحالية هو يوسف خليل الذي سبق ونفى في التحقيقات اللبنانية علمه بعمولات شركة "فوري". لكن للمحققين الأوروبيين رأياً آخر، وسيسألونه عن منصبه كمدير للعمليات الخارجية في مصرف لبنان، وهل يتستر على معلومات يملكها ويعرقل سير العدالة لا سيما انه من موقعه كوزير للمالية حالياً لا يساعد في اجراءات ملاحقة رياض سلامة وآخرين ممن أكدت القاضية الفرنسية أود بوريسي بأنهم شكلوا "عصابة اشرار" للاختلاس والتزوير وتبييض الأموال بالإضافة إلى جرائم اخرى.
أما الشركتان المعنيتان بتدقيق حسابات مصرف لبنان فمطلوب منهما معلومات اكثر من ضرورية عن تلك العمولات التي كانت تحولها المصارف الى مصرف لبنان ليحولها بدوره الى حساب رجا سلامة في سويسرا، علما بأن الجزء الأكبر من تلك الأموال عاد الى مصارف لبنانية، ثم خرج منها الى حساب رياض سلامة في مصرف لبنان الذي حولها الى اوروبا "ليبيضها هناك" وفقاً للتحقيقات.
وطلب المحققون امس من السلطات القضائية المحلية مستندات من التحقيق اللبناني ذات الصلة، كما طلبت السلطات المحلية مستندات من التحقيق الاوروبي. وتوقعت مصادر متابعة ان يطلب لبنان نتائج التحقيق مع رئيس مجلس ادارة بنك الموارد مروان خير الدين، إذ يعتقد ان الأخير أدلى بمعلومات خطيرة قد تكون زادت من توريط رياض سلامة وآخرين. وتريد جملة اطراف محلية معرفة هل عقد خير الدين "صفقة" ما ليخفف عن كاهله بعض الاتهامات التي ستليها محاكمات، مع الإشارة الى انه الآن رهن التحقيق، وبعد دفع كفالة مالية باهظة عاد الى لبنان بعد ايام طويلة من "التحقيق الصعب والمعقد" معه وملزم بالعودة امام المحققين الفرنسيين في اي وقت يطلبونه.
يذكر ان بين المحققين هذه المرة الفرنسي سيرج تورنير المتخصص بالقضايا السياسية الخطيرة والمعقدة. كما يضم الوفد محققين ألماناً هم بين الأشد صرامة دولياً في متابعة قضايا تبييض الأموال
---------------------------
جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار لبنان والعالم / التحقيقات الأوروبية تضيِّق الخناق على سلامة وعصابة الأشرار
2023-04-26