الرئيسية / أخبار لبنان /سياسة /الراعي يحمل أزعور الى ماكرون ويعود من دونه

جريدة صيدونيانيوز.نت / الراعي يحمل أزعور الى ماكرون ويعود من دونه

 

Sidonianews.net

--------------------

الجمهورية / بيار خوري

لم تتلقّف القوى السياسية في لبنان ايجابيات التحولات الاستراتيجية الكبيرة في منطقة الشرق الاوسط، وبقيت غارقة في مصالحها الآنية الصغيرة على حساب بلد منكوب وشعب مسلوب.

 

ان توصّل إيران والمملكة العربية السعودية، الطرفين المتنافسين في المنطقة، إلى تسوية بهدف تخفيف التوترات في الشرق الأوسط، ليس حدثاً عابراً وانما يشكل تحولاً في مسار طويل يشمل كل دول المنطقة ويعيد اليها استقرارها ولو تدريجاً.

 

وقد تكون لتسوية النزاع الإيراني-السعودي تأثيرات عميقة على لبنان، نظرًا للتأثير التاريخي لهاتين القوتين الإقليميتين في البلاد، وقد توفّر فرصة لبيئة سياسية أكثر استقراراً في لبنان، ما يسمح بتركيز أكبر على حل الأزمات الداخلية. غير أن القوى السياسية اللبنانية، بمناكفاتها ونكاياتها وخرقها الدستور والنظام الديمقراطي عبر تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية، تؤخّر وصول ايجابيات التسوية الاقليمية الى لبنان، وبالتالي تطيل عمر أزمات البلاد المتراكمة والتي تسببت هي نفسها بها.

 

الجزء الثالث: التحقيقات في قضية رياض سلامة

 

وتقول جهات دبلوماسية غربية ان إخضاع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، ولم يبق على انتهاء ولايته أكثر من شهر تقريباً، للتحقيق في تهمة الاختلاس المالي وسوء السلوك المالي، تهدف إلى إلقاء الضوء على سوء إدارة النظام المالي في لبنان، والتي ساهمت في تفاقم الأزمة الاقتصادية في البلاد.

 

وترى هذه الجهات انّ نتائج هذه التحقيقات ستكون لها تأثيرات واسعة النطاق على الاستقرار السياسي والاقتصادي في لبنان، حيث تتناول مسألة الفساد والمساءلة بشكل أوسع.

 

وتحذّر الجهات الدبلوماسية من استمرار القوى السياسية اللبنانية في التهرب من تحمل نتائج سياساتها في السنوات العشر الماضية والامعان في نسف الجسور المؤدية الى مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية، لأن تدهور الوضع الاقتصادي الحالي في البلاد، المتمثّل في الانهيار المالي وشَلل معظم مؤسسات الدولة والتضخم المفرط وارتفاع معدلات البطالة وانتشار الفقر، سيؤدي الى أزمات أخطر خلال اشهر قليلة مقبلة.

 

في هذا الوقت، تلقّى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي من الرئيس الفرنسي ايمانويل مارون كلاماً واضحاً مفاده انّ لبكركي دوراً اساسياً في الحفاظ على الوجود المسيحي في لبنان، وفي الحفاظ على اتفاق الطائف، وصَون النظام الديمقراطي على هشاشته في لبنان، وبالتالي الرئاسة أهم من الرئيس. وبالتالي، انّ ابتداع اسم مرشح جديد كل يوم لن يفيد الرئاسة ولا لبنان.

 

ونقل عن الرئيس ماكرون الذي حرصَ على استقبال بالغ الحفاوة للبطريرك الراعي ان يبلغه بعدم تضييع مزيد من الوقت على الاسماء سواء كان وزير المال السابق جهاد أزعور أو غيره، وانّ الاستحقاق الرئاسي لا بد ان يأخذ في الاعتبار التحولات الاقليمية الاستراتيجية وموازين القوى وليس رغبات أو حسابات شخصية.

 

واكد الرئيس ماكرون ان الخيار الفرنسي لإنجاز الاستحقاق الرئاسي اللبناني ما زال هو الاوفر حظاً لمساعدة لبنان على الخروج من أزماته السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية تدريجاً.

 

وهذا الاجتماع على أهميته لن يؤدي الى خرق في الاستحقاق الرئاسي، لأن كلّاً من القوى المحلية المعطّلة للاستحقاق يتطلّع الى ثمن مقابل انتخاب الرئيس، بعضهم يريد ثمناً سياسياً، والبعض الاخر يطمح الى ثمن مالي، وآخرون يريدون شراكة في المناصب والتعيينات، خلافاً للشعارات السياسية والمبدئية التي يرفعونها.

 

في النهاية، كلما تقدمنا خطوة نتراجع خطوات، ولا أحد في البلد من أكبر زعيم الى أصغر مسؤول يملك القدرة على تطمين اللبنانيين ولا على تحديد موعد مُحتمل لانتخاب رئيس للجمهورية، وما زال تعامل غالبية القوى السياسية مع القضايا الوطنية الملحّة يحصل على طريقة رجال المافيا لا الدولة.

-------------------------

جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار لبنان / الراعي يحمل أزعور الى ماكرون ويعود من دونه

 

2023-05-31

دلالات: