Sidonianews.net
----------
عقد في مبنى القصر البلدي لمدينة صيدا، الإجتماع التشاوري الثاني حول توصيف الواقع البيئي واعتماد المؤشرات البيئية للمدينة، وذلك ضمن المرحلة الأولى من "خارطة طريق صيدا، نحو مدينة مستدامة بيئيا" التي يتم تطويرها بالشراكة بين مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة UNEP- مكتب غرب آسيا ووزارة البيئة وبلدية صيدا وبالتعاون مع مؤسسات القطاع العام والخاص والأهلي والأكاديمي والمنظمات الدولية، وفي اطار متابعة تنفيذ توصيات "المنتدى البيئي لمدينة صيدا".
وتهدف "خارطة طريق صيدا، نحو مدينة مستدامة بيئيا"، إلى تحفيز التحول الأخضر في صيدا للتكيف مع تغير المناخ من خلال المواءمة والالتزام بالأطر العالمية والمؤشرات العلمية للعمل من أجل المناخ. ويتبنى المشروع نهجا تشاركيا مع المؤسسات والخبراء والمجتمعات المحلية ينطلق من تشخيص الواقع البيئي للمدينة ضمن 7 قطاعات رئيسية هي: البيئة المبنية، الطاقة، الهواء، النفايات، المياه، التنوع البيولوجي، الأرض، ووضع إطار استراتيجي مستدام وخارطة طريق تشغيلية مع السياسات والخطط والبرامج اللازمة، وتعزيز التعاون الدولي الفكري والتمويلي.
شارك في الإجتماع الأمينة العامة للمجلس الوطني للبحوث العلمية الدكتورة تمارا الزين، ممثل محافظ الجنوب أمين سر المحافظة نقولا بو ضاهر، رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي وعدد من أعضاء المجلس البلدي، رئيسة مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة السيدة بهية الحريري وفريق عمل المؤسسة، المنسق الإقليمي للعلوم في الUNEP– مكتب غرب آسيا الدكتور عبد المنعم محمد وفريق عمل المشروع، مدير وحدة إدارة مخاطر الكوارث في رئاسة مجلس الوزراء زاهي شاهين وممثلون عن إدارات وطنية معنية بالبحث والبيانات ونظم المخاطر البيئية وعن الهيئات العامة والخاصة والأهلية والأكاديمية والأونروا والصليب الأحمر اللبناني.
السعودي
استهل الاجتماع بكلمة ترحيب من السعودي اعتبر فيها أن "المكان الصحيح الذي يحكى فيه عن البيئة هو بلدية صيدا"، مستعرضا مسار معالجة المشكلة البيئية في المدينة منذ تسلمه رئاسة البلدية.ورأى أن "ما شهده لبنان من أزمات ومشاكل تسببت في تعثر العمل البيئي كما البلدي"، وقال: "الموضوع البيئي نستطيع ان نحكي فيه بصوت عال، لأننا نعرف ما هي مشكلتنا، لكن الوضع في لبنان عموما يجعل الواحد لا يستطيع ان يحقق كل ما يتمناه، شكرا لحضوركم مع تمنياتنا بالنجاح لهذا المشروع".
الحريري
من جهتها قالت الحريري: "ان التفاهم الموجود في المدينة دفع بالUNEP لأن يساعدونا بعملية خارطة الطريق لحل المشاكل البيئية الحالية. واليوم الإجتماع الثاني في غضون اشهر قليلة لوضعكم في ما قام به الUNEP حتى الآن لجهة تشخيص المشاكل البيئية الموجودة والتطور الذي حصل باستقدام خبراء للعمل بطريقة علمية على صعيد توصيف الواقع بالأرقام والمؤشرات. ونحن نعتبر كل الموجودين هنا شركاء أساسيين، وجئنا لنقول: هذه خارطة الطريق التي نريد الوصول اليها وهذه كلفتها وهذه هي الآليات التي هي عملية تشاركية بين الدولة وبين المجلس المحلي أي البلدية وبين المجتمع المدني وبين الUNEP".
أضافت: "قد يقول البعض إننا نحكي عن آفاق متقدمة، بينما نعاني واقعا بيئيا مأزوما، لذلك فكل ثقافتنا بعملية المعالجة يجب ان تتغير ولا يجب أن تبقى كما هي. واذا لم يكن هناك تعاون بين الجميع لا يمكن الوصول الى حل. ولذلك أعتبرها جرأة من الجميع ان نبحث بالموضوع بما هو إشكالية، ولكن كل اشكالية لها حل وان شاء الله نستطيع أن نقدم في هذا المجال نموذجا يعمم على كل لبنان".
محمد
وكانت مداخلة للدكتور عبد المنعم محمد باسم الUNEP قال فيها: "أصدرنا في ال2019 تقريرا عالميا مع منظمة UN HABITAT يقدم نموذجا لمدن المستقبل من الناحية البيئية. هذا التقرير فيه مؤشرات معينة يجب مراعاتها لنصل الى مدينة المستقبل وهذا هو المنهج الذي رأينا ان ننطلق منه في تشخيص الحالة في صيدا قبل ان نبدأ بوضع خارطة طريق للوصول الى مدينة مستدامة بيئيا، وبناء على هذا التشخيص سنحدد أولويات لننطلق في العمل عليها ان شاء الله".
وعرض آلية العمل المعتمدة والدراسة التي نفذت لتحديد الأمور التي تشكل تحديات وفي نفس الوقت ما هي المسائل التي يمكن البناء عليها والاستفادة منها في تطوير هذه الخارطة والقطاعات المشمولة وعددها 7 قطاعات رئيسية وهي: البيئة المبنية، الطاقة، الهواء، النفايات، المياه، التنوع البيولوجي، الأرض. وكل قطاع له مؤشر خاص به. وعن طريق مؤسسة الحريري قمنا بالتواصل معكم للحصول على البيانات والمعلومات التي تمكننا الى حد كبير من معرفة واقع هذه القطاعات ولنبني عليها في وضع الأولويات ورسم خارطة الطريق المرجوة".
فريقا مؤسسة الحريري والUNEP
بعد ذلك استعرض مدير البحث والتطوير في مؤسسة الحريري المهندس محمد الحريري عملية التشخيص وجمع البيانات التي تم اعتمادها لتحديد الواقع البيئي بحسب مؤشرات تقرير التوقعات البيئية العالمية GEO، وقدم كل من منسقة المشروع من قبل UNEP ضحى القضماني ومنسق المشروع من قبل مؤسسة الحريري محمد اسماعيل عرضا علميا مفصلا لنتائج عملية تشخيص الواقع البيئي من خلال المؤشرات الكمية والنوعية وخرائط نظام المعلومات الجغرافية.
وكانت مداخلات لعدد من ممثلي القطاعات والهيئات المشاركة، اعقبها نقاش مطول أداره المهندس الحريري حول المؤشرات التي جرى عرضها.
الزين
وفي مداخلة لها أعربت الزين عن "استعداد المجلس الوطني للبحوث العلمية للمساعدة بالمقاربة العلمية التي يشتغل عليها حاليا"، وقالت: "لم يعد مقبولا في بلد مثل لبنان ونحن في العام 2023 أن لا يكون لدينا شبكة وطنية لقياس جودة الهواء تكون صيدا جزءا منه". وشددت على "أهمية أن يكون هناك مسح لقابلية الطاقة المتجددة في المدينة"، او ما يسمى "اطلس الطاقة المتجددة" الذي قالت ان المجلس يعمل على تحقيقه. وفي موضوع النفايات، كشفت عن "دراسة جديدة قام بها المجلس على عينات من الفضلات المتواجدة على الشاطئ ضمن مساحة مائة متر أخذت مرتين في الشتاء والربيع، أظهرت تزايد كمياتها وخاصة البلاستيك بشكل كبير، علما أن التوجه العالمي هو نحو تقليص البلاستيك".
وفي ما يتعلق ببحر صيدا كشفت عن مقارنة بين دراستين أجريتا السنة الماضية وهذه السنة على على مياهه، وأظهرت ارتفاع عدد المستعمرات البرازية من 343 في كل مائة ملليتر، وهو ما كان يعتبر مقبولا، الى 505 هذه السنة، ما يعني بحسب تصنيف منظمة الصحة العالمية أننا وصلنا الى مياه غير صالحة للسباحة".وشددت الزين على "أهمية البدء بمعالجة مشكلة النفايات باعتماد الفرز من المصدر وخاصة بموضوع البلاستيك، وتشجيع المبادرات الابتكارية للشركات الناشئة لإبتكار حلول لموضوع النفايات".
وتطرق البحث في ختام الإجتماع إلى الآليات التشاركية لمرحلة ما بعد التشخيص من خلال مجموعات العمل والاجتماعات الثنائية ضمن كل قطاع من القطاعات السبعة.
----------------
جريدة صيدونيانيوز.نت / بالصور: اجتماع تشاوري في بلدية صيدا حول توصيف الواقع البيئي في صيدا بحضور الحريري والسعودي..الزين تكشف : وصلنا إلى مياه غير صالحة للسباحة بحسب منظمة الصحة العالمية
2023-06-11