الرئيسية / أخبار لبنان /إفتتاحيات الصحف في لبنان 2024 /الأخبار: تصعيد العدوّ جنوباً: اغتيالات بالطيران وتهديد بالحرب؟ | من قال إن الحزب لا يريد الحرب بأيّ ثمن؟؟

من تشييع المهندس الشهيد المهندس علي محمد حدرج(عن جريدة الأخبار اللبنانية) صيدونيانيوز.نت

جريدة صيدونيانيوز.نت / الأخبار: تصعيد العدوّ جنوباً: اغتيالات بالطيران وتهديد بالحرب؟ | من قال إن الحزب لا يريد الحرب بأيّ ثمن؟؟

 

Sidonianews.net

------------

الأخبار

يتواصل التصعيد العسكري جنوباً، عند الحدود مع فلسطين المحتلة. ولئن حافظت المقاومة، وكذلك العدو الإسرائيلي، على مساحة جغرافية محدودة لتبادل النيران، مع خروقات محدودة، رفع العدوّ في الأيام الأخيرة من حجم ونوع خروقاته، عبر استهداف مقاومين أو مواقع محددة، خارج منطقة القتال في القرى الحدودية. وخلال اليومين الماضيين، أقدم العدو، على استهداف سيارة على طريق البازورية قرب صور، ما أدى إلى استشهاد المقاوم علي حدرج، ابن بلدة البازورية، وصديقه محمد دياب، ابن بلدة الطيبة. ويوم أمس، استهدف العدو سيارتين عند حاجز للجيش اللبناني في بلدة كفرا، ما أسفر عن استشهاد المقاوم فضل سلمان الشعّار من بلدة النبطية الفوقا، واستشهاد المواطنة سمر جميل السيد محمد، من بنت جبيل، حيث صودف مرورها في المحلّة. كما شنّت طائرات العدو غارات عدة على بلدة مركبا. كما استهدفت مدفعيته أطراف بلدات عديدة على امتداد القرى الحدودية من الناقورة إلى شبعا.في المقابل، أعلنت المقاومة أمس، عن استهداف ثكنة برانيت التابعة للجيش الإسرائيلي بالأسلحة الصاروخية، إضافة الى استهداف موقعَي ‏رويسة القرن في مزارع شبعا، وحدب البستان بصاروخ بركان. كما أعلنت المقاومة "استهداف مستوطنة أفيفيم بالأسلحة الصاروخية، ما أدّى إلى إصابة أحد المنازل، وسقوط من كان في داخله بين قتيل وجريح رداً على الاعتداءات الإسرائيلية التي استهدفت القرى والمدنيين اللبنانيين وآخرها الغارة على بلدة كفرا".

وصار واضحاً أن العدو يعمد إلى استعراض قدراته التدميرية في المنطقة الحدودية، عبر شنّ حزمة نارية وغارات عنيفة على القرى والبلدات، وفي قلب الأحياء السكنية التي خرج منها سكانها. لكن، ما بدا مُلاحظاً أيضاً، هو انخفاض عدد شهداء المقاومة في القرى الحدودية، وخلال تنفيذ العمليات ضد العدو، إلى حد بعيد. ومنذ أسبوع كامل، لم يسقط للمقاومة شهداء على طول الجبهة. وهو ما يعني أن العدو بدأ يفقد القدرة الاستخبارية على استحداث أهداف جديدة لضربها في الميدان، وتعطيل حركة المقاومين وقدرتهم على تنفيذ العمليات. وهذا يدلّ على نفاد بنك الأهداف الذي كان قد أعدّه العدو، وهو في غالبه مواقع علنية ومعروفة ومنازل عناصر المقاومة وضباطها.
وكانت المقاومة، اعتمدت إجراءات ميدانية جديدة، وتكيّفت مع سمات المعركة الحالية، وأفقدت العدو القدرة على الاستهداف والقتل والتعطيل في الميدان. وهذا يعتمد بشكل أساسي على البنى التحتية العسكرية التي كانت المقاومة قد أنشأتها وطوّرتها طوال السنوات الماضية. وهذا ما لاحظه العدو أيضاً، إذ نقل المعلّق الإسرائيلي المعروف، ألون بن دافيد، عن مصادر في جيش العدو، قولها إنه "انكشف في الأسابيع الأخيرة حجم البنى التحتية لحزب الله التي تمّ إنشاؤها بالقرب من الحدود (…) وهي عبارة عن خنادق قتالية، ومواقع إطلاق مضادة للدبابات، ومخابئ، وعدد كبير من الصواريخ الثقيلة التي أعدّها حزب الله للمواجهة مع إسرائيل". وفي حين أشار بن دافيد، إلى أن "سلاح الجو لم يقم بتدمير حتى ذرّة واحدة من البنى التحتية لحزب الله"، أكّد أنه "لا يمكن تدمير هذه البنى التحتية إلا من خلال العمل البري".

التهديدات السياسية
بالتزامن، تعالت تهديدات قادة العدو، وخاصة وزير الأمن يوآف غالانت، ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، باقتراب انتهاء المهلة الممنوحة للحراك الدبلوماسي لتحقيق الهدوء الذي يعيد المستوطنين إلى المستوطنات الشمالية، ما يعني توجّه إسرائيل إلى التحرك عسكرياً لتغيير الوضع من خلال "إبعاد حزب الله عن الحدود". وأرفق العدو تهديداته، باتخاذ إجراءات أوّلية، تتعلق بالجبهة الداخلية الإسرائيلية بشكل خاص، كتعزيز المستشفيات، وتوزيع حصص غذائية على المستوطنين، وتجهيز القطار في مدينة حيفا لنقل الجرحى، "حيث سيتحوّل إلى سيّارة إسعاف"، بحسب تعبير رئيس بلدية مستوطنة في منطقة حيفا. ولكن، يبدو لافتاً، أن كل الحديث الإسرائيلي حول التصعيد العسكري، وكذلك إجراءات الجبهة الدخلية، يدور حول جنوب لبنان بشكل خاص، في مقابل شمال فلسطين المحتلة، من الحدود مع لبنان، وصولاً إلى مدينة حيفا.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أمس، عن ضباط كبار في قيادة المنطقة الشمالية، أنه "ينبغي إنشاء معادلة جديدة مقابل حزب الله"، وهي عبارة عن أن "يعلن الجيش الإسرائيلي أنه سيوقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة، لكن بعد أوّل قذيفة ستسقط في أراضينا (فلسطين المحتلة)، وخاصّة إذا أطلِقت باتجاه هدف مدني، سيؤدي ذلك إلى قصف شديد يؤدّي إلى تدمير جنوب لبنان، وبضمن ذلك مهاجمة بيوت مشبوهة في القرى الشيعية عند الحدود". وبحسب المقترح، فإن "الهدوء سيُقابل بهدوء، لكنّ إطلاق النار سيُقابل بإطلاق نار غير تناسبي".
وأضافوا أن "إسرائيل لا تستغلّ أيضاً حقيقة أن لدى حزب الله الكثير مما سيخسره خلال التصعيد في الفترة الحالية". وبحسب هؤلاء الضباط، فإنه "يجب العمل بشكل تدريجي وبتنسيق مع الأميركيين، ومنح فرصة حقيقية لتحقيق هدوء عند الحدود بواسطة مبادرتنا إلى وقف إطلاق نار، وفي موازاة ذلك تحقيق أساس شرعي لهجوم يقود في نهاية الأمر إلى إعادة الأمن إلى بلدات الشمال".

تعبئة شعبية مع الحرب
في موازاة التصعيد العسكري للعدو مقابل لبنان، واحتمالات خروج الأوضاع عن حدودها الحالية، نفّذت قيادة الجبهة الداخلية لدى العدو، مجموعة من الإجراءات الهادفة إلى الاستعداد لتصعيد أكبر، يشمل المنطقة بين حيفا والحدود مع لبنان. وفي هذا السياق، قال موقع "واللا" العبري، إن "وزارة الجيش الإسرائيلي تعمل على خطة لإيواء نحو 100 ألف شخص على الحدود الشمالية قد تضطر الحكومة لإجلائهم في ظلّ تصعيد محتمل مع حزب الله". كما تقرّر تأجيل عودة التلاميذ إلى المدارس في مستوطنات شمال فلسطين المحتلة، بسبب استمرار التصعيد على الحدود مع لبنان. بدورها، نشرت "يسرائيل هيوم"، نتائج دراسة أُجريت بين المستوطنين الذين نزحوا عن المستوطنات الشمالية، حيث تبيّن أن 40% منهم لا يخطّطون للعودة إلى منازلهم بعد انتهاء الحرب. لكن في المقابل، كشف استطلاع أجرته جامعة تل أبيب والجامعة العبرية، ونشرته صحيفة "معاريف"، أن "16% فقط من المستوطنين اليهود في البلاد، يقولون إن سياسة الحكومة توفّر لهم الأمن، بينما لا يتّفق مع هذا التصريح 44%. في الوقت نفسه، يعتقد 65% أنه ينبغي القيام بعمل عسكري ضدّ حزب الله في الشمال حتى زوال التهديد، حتى لو كان هناك احتمال أن يؤدي ذلك إلى حرب شاملة بين إسرائيل ولبنان".

-------------

من قال إن الحزب  لا يريد الحرب بأيّ ثمن؟
الأخبار:  ابراهيم الأمين  

 

من حقّ العدو أن يكون في حيرة من أمره بشأن كيفية التعامل مع حزب الله. فالأمر في غاية التعقيد. النار فُتحت من الجانب اللبناني. وكل محاولات جيش الاحتلال لتحاشي المواجهة باءت بالفشل. سحب جنوده من الحافة الأمامية، وأخلى المستوطنات إلى عمق كبير بالنسبة إليه، وطلب من الغرب التدخل دبلوماسياً. لكنّ حزب الله كان عنده جواب واحد: طبعاً، نحن من فتح النار، وفعلنا ذلك عن وعي وبهدف إسناد المقاومة في غزة. صحيح أننا لا نريد حرباً، لكننا لن نتوقف عن ما نقوم به حتى يتوقف العدوان على غزة.!بساطة المعادلة التي وضعها حزب الله، تحمل تعقيداتها ضمناً. كون المواجهة الميدانية في الأسابيع الأخيرة، لم تعد كما كانت عند بدء المواجهات قبل نحو ثلاثة أشهر. لقد حصلت تعديلات كبيرة على آليات العمل من جانب المقاومة كما من جانب العدو. وتمّ الارتقاء من الجانبين نحو سقوف أعلى – ليس كثيراً – من تلك التي كانت حاكمة لمسار المواجهة. لكنّ الميدان له تأثيره الجدّي على المستوى السياسي عند الجانبين. والجديد، هو أن العدو أقرّ، بأن عليه التعايش مع اشتعال الجبهة الشمالية ما دامت النار قائمة في الجنوب، لكن كيف له أن يعدّل في قواعد اللعبة؟
بموازاة تهديداته بشنّ حرب على لبنان، طلب العدو من حلفائه الغربيين وغير الغربيين، أن يتفاوضوا مع حزب الله لأجل إقناعه بوقف إطلاق النار. وأظهر استعداداً لدفع أثمان يقدر على تحمّلها في هذه الفترة العصيبة من حياة الكيان. وجهد الأميركيون، كما فرنسا وعواصم أخرى، في محاولة جرّ المقاومة إلى صفقة تحقّق هدف العدو المتمثّل بوقف إطلاق النار. وبعدما فشلت كل هذه المحاولات، انتقل العدو إلى صيغة جديدة، يرفع فيها من سقف التهديد. ومع ذلك، فإن الأميركيين الذين يعارضون توسّع الحرب ضد لبنان (حتى الآن) طلبوا من تل أبيب التروّي في كل خطوة تنوي القيام بها. وحاول الأميركيون ومعهم فرنسا، تقديم صيغة يستندون فيها إلى «تفسير إبداعي» للربط بين جبهتَي الحرب في الجنوب والشمال. وكل ما وصلنا من نتائج «العقل الإبداعي» الأميركي والفرنسي يقول إن «إسرائيل ستدخل نهاية هذا الشهر في مرحلة جديدة من العمليات العسكرية في قطاع غزة، وهي وعدت بأن عملياتها المفتوحة سوف تتوقف، وحتى الطيران الحربي سيتوقف عن القيام بغارات واسعة في القطاع، وأن العمليات سوف تتجه صوب مواجهة موضعية مع مجموعات المقاومة في غزة، وضد أهداف تعتبرها إسرائيل محضَ عسكرية، وبالتالي، فإن الحرب بصورتها التي عرفها العالم خلال 120 يوماً، سوف تتوقف». ليتفتّق بعدها هذا العقل الإبداعي بخلاصة تقول: «عندها، لن يكون هناك مبرّر لأحد أن يواصل إطلاق النار على إسرائيل بحجة وجود حرب في غزة»!.
وبعيداً عن كل الخبث الإسرائيلي وحتى العربي في الحديث عن جبهة لبنان باعتبارها غير ذات جدوى، فإن العدو يستعدّ لمناقشة أفكار إضافية مع موفدين فرنسيين وأميركيين يزورون الكيان في الساعات والأيام القليلة المقبلة، لكنه قرر إظهار «استعداده للذهاب بعيداً». فخرجت، ودفعة واحدة، كل المواقف والتسريبات والتصريحات والإحصاءات التي تقول إن دولة الاحتلال، حكومة وجيشاً ومستوطنين، لم تعد قادرة على تحمّل ما يقوم به حزب الله، وإن آخر ما لديها من عروض هو : هدنة من طرف واحد، وفي حال لم يتلزم حزب الله بها، فسوف تتجه إسرائيل نحو حملة عسكرية جوية تستهدف آلاف الأهداف الخاصة بالمقاومة جنوب نهر الليطاني.
تحاول أميركا وفرنسا إقناعنا بأن المرحلة التالية من العدوان على غزة ستكون بنيران دقيقة، ما يوجب توقف جبهات المساندة

عملياً، يقول لنا العدو، إنه لن يقف عند خاطر أحد، وإنه ليس في حالة تردّد، وجيشه ليس في حالة تعب أو وهن، وهو قادر على خوض حرب ثانية مع لبنان. لكنه يقول لنا، إنه قرّر أيضاً، ومن جانب واحد، كيف ستكون عليه المعركة، معتبراً أن ما سيقوم به، سيكون الإطار الذي يفترض أن يلتزم به حزب الله. أي، مواقع عسكرية مقابل مواقع عسكرية، وعمق مقابل عمق... ما يعني أن العدو يقول لنا، إنه في حال كان حزب الله هو من قرّر فتح النار، فإنه هو من سيحدد حدود إطار النار. علماً، أن المقاومة في لبنان، وعلى لسان قادتها قالت بوضوح: في حال تجاوز العدو الحدود، فإن الحرب ستقع بلا سقوف وبلا ضوابط وبلا حدود أيضاً.
مشكلة العدو معنا، ليست في نقص القدرات النارية الهائلة عنده، ولا في أنه يمتلك قدرات تكنولوجية استثنائية، وقد ظهرت نتائجها في الميدان أيضاً، بل مشكلته، في أنه وبرغم الجهد الهائل الذي بذله للتعرّف إلى شيفرة المقاومة، فهو لا يظهر أنه قادر على إنتاج معادلات تريحه. وهو أمر له صلة بالعقل السياسي الذي يتحكّم بأصحاب القرار في كيان الاحتلال.
وربما فات قيادة العدو، أنه يتصرّف كأنه الوحيد الذي ضاق ذرعاً بالقواعد المعمول بها اليوم، وبالتالي، فهو مضطر لأن يقوم بشيء جديد. لكن، ألا يفكر العدو في طبيعة ردّ المقاومة عليه؟ صحيح أن حزب الله لا يريد افتعال حرب واسعة، لكنّ هذه القاعدة لا تعني أن المقاومة تتقبّل دفع أثمان كبيرة مقابل عدم دخولها الحرب، وبالتالي، فإن المقاومة تستعدّ، عملياتياً، لأن تردّ على أي خرق من قبل العدو لقواعد الاشتباك التي يقبلها حزب الله. وهو ردّ حتمي، حتى ولو قاد إلى تدحرج الأمور صوب حرب كبيرة. ومن ثَمَّ، فإن الكرة تعود إلى ملعب العدو، وبيده، أن تتوقف الحرب كلها إن أوقف عدوانه الفاشل على غزة. وإلّا فليس أمامه، سوى التعايش مع الواقع القائم مع لبنان وبقية جبهات المقاومة، وغير ذلك، فهو من يتحمّل المسؤولية عمّا تؤول إليه الأمور في حال واظب على عناده ومكابرته.
أفكار العدو لمعالجة «المعضلة اللبنانية»، تجعله مثل ذلك الرجل، الذي دخل مطبخ بيته مستعجلاً إظهار مهاراته، إذ وضع البيض في مقلاة على نار قوية، وأضاف إليه خُضَراً من أنواع مختلفة، ثم مزج كل شيء مع بهارات متنوّعة، مفترضاً أنه أعدّ وجبة الفطور... قبل أن تقول له زوجته: ليس هكذا تُعَدّ العجّة يا غبي!

---------------

جريدة صيدونيانيوز.نت

الأخبار: تصعيد العدوّ جنوباً: اغتيالات بالطيران وتهديد بالحرب؟ | من قال إن الحزب يريد الحرب بأي ثمن؟

 

 

2024-01-22

دلالات: