صيدونيانيوز.نت / أقلام / نساء حول الرسول(1/ب) / أمنا خديجة
حكمتها ورجاحة عقلها ..
وليس شيء أدل على حكمة خديجة رضي الله عنها أنها اختارت النبي صلى الله عليه وسلم رغم كونه فقيرا وهي غنية ثرية يتطلع إليها أثرياء قومها وأشرافهم... فهي تبحث عن نوع آخر من الغنى والثراء .
وما كان محمد صلى الله عليه وسلم ليقبل زواج خديجة لولا ما رآه فيها من رجاحة عقل وشريف خصال وعراقة منبت وسلامة جوهر.
وكان من رقة قلب النبي أن ابن خديجة (هند) بقي عند أمه بعد زواجها فكان ربيب النبي وفي كنفه.
ووسع حبه زيد بن حارثة وكان فتى لخديجة ، أحبه النبي صلى الله عليه وسلم به فوهبته إياه ثم أعتقه وتبناه فأصبح زيد بن محمد . والقصة مشهورة في حب النبي له وحب زيد للنبي حتى أنه لما وجده والده بعد بحث طويل اختار أن يبقى مع محمد صلى الله عليه وسلم لما شهد من حبه ولمس من صفاته وأخلاقه الجميلة وحسن معاملته ...
وقد دعي بزيد بن محمد حتى جاء الله بالإسلام ، فزوجه النبي زينب بنت جحش ، فلما طلقها تزوجها النبي ، فتكلم المنافقون في ذلك وقالوا تزوج امرأة ابنه فنزل (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ) الآية وقال ( ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ )الآية ( سورة الأحزاب) . فدعي يومئذ بزيد بن حارثة .
من هنا كانت البداية
كان محمد صلى الله عليه وسلم يهجر مكة كل عام ليقضي شهر رمضان في غراء حراء ، وينقطع عن لغو الناس وحديثهم الباطل ، فيتأمل ويصقل روحه ويقترب من الحق جهده حتى وصل إلى الصفاء فأمسى لا يرى رؤيا إلا كانت مثل فلق الصبح.
وفي هذا الغار اتصل بالملأ الأعلى ، وكان نزول الوحي عليه .
وإلى لقاء قريب نكمل معه الحديث عن أمنا خديجة وكيف وقفت مع النبي في هذا الخطب الجلل.
محمود الحصري / صحابيات حول الرسول / بتصرف
2024-02-12